الوضع الراهن للكوتشينغ

في بحث نهج التدريب: أداة رئيسية للمدراء الناجحين (البحث فيم يلي) قام قسم البحوث في (ATD Association for Talent DevelopmentATD) بمعاينة وفحص استخدام الكوتشينغ كأداة إدارية، وبكونها تُقدّم رؤية حول إمكانية تطوير استدامة برامج الكوتشينغ الناجحة بشكل أكثر فاعليّة من القادة الذين هم في طور التعليم. على الرغم من أن الكوتشينغ هو أداة قوية إلّا أن حوالي ربع المنظمات فقط تقوم بدمج هذه الأداة بشكل كبير في محفظة تطوير مواهبهم.



للحصول على البيانات الكميّة للدراسة، قام مركز تنمية المواهب (ATD)بإرسالدراسة استقصائية لقادة التعلم في المؤسسات من كافة الأحجام وعبر جميع القطاعات في يونيو حزيران عام 2014. واختتمت الدراسة الاستقصائية في يوليو عام 2014، حيث قام 575 من محترفي التعلم بالاستجابة بشكل عام.

لتكملة النتائج المعتمدة على الإحصائيات و الدراسات فقد أجرى مركزATD  مقابلات هاتفية مع قادة التعلّم للحصول على مزيد من المعلومات عن الطريقة التي تتبعها المنظمات الرائدة لدمج الكوتشينغ في عروض تنمية المواهب الخاصّة بهم.

بيانات المسح المُقدّمة من ( ATD ) تقدم صورة عن الوضع الحالي للكوتشينغ في المنظمات. 27% فقط من المنظمات تقوم بدمج عملية الكوتشينغ في حافظة تنمية مواهبهم إلى نسبة عالية أو عالية جداً. 27 % أخرى تستخدم عملية الكوتشينغ بمستوى معتدل، و31 % تدمجها بنسبة قليلة. وأخيراً 15 % لا تستخدم تُدمج عمليّة الكوتشينغ على الإطلاق.

ومن النتائج المشجعة هو أن المنظمات تُبدي استعداداً لدعم المدراء من خلال تقديم موارد تعليمية مفيدة. ومع ذلك فإن بعض المنظمات تعاني صعوبة في تحديد سمات نجاح المدراء والذي بدوره قد يهدد الجهود المبذولة لعملية التنمية. 47 % من المنظمات قد حددت مهارات المدراء الناجحين في منظماتهم ولكن 41 % من المنظمات لم تُحدد ذلك.


الكوتشينغ يختلف تبعاً للتنظيم والمستوى
تختلف أنواع الكوتشينغ التي تستخدمها المنظمات ولكن لم يتم استخدام أي نوع من أنواع الكوتشينغ من قبل أكثر من 60 % من المنظمات. 57 % فقط من المنظمات أفادت استخدامها لأسلوب الكوتشينغ اللحظي ( الآني) والذي هو أكثر أنواع التدريب شعبيّة. أقل من نصف المنظمات بقليل تستخدم الكوتشينغ كعمليّة ضابطة لبناء الكفاءة الإدارية وأكثر من 40 % من المنظمات تستخدم كوتشينغ الأقران. أقل من 15 % من المنظمات تستخدم جميع أنواع الكوتشينغ الثلاث ونسبة مماثلة أي 15% أخرى لا تستخدم أي نوع من أنواع الكوتشينغ هذه.


أفاد أكثر من 60 % من المشاركين بأن الكوتشينغ يختلف تبعاً للمستوى التنظيمي (على سبيل المثال قادة الخطوط الأمامية بالمقارنة مع كبار القادة)؛ وتُستخدم مناهج أو أساليب تسليم أو إيصال مختلفة على مستويات مختلفة في بعض المنظمات. 17% من الأشخاص قالوا أنّ الكوتشينغ يبدو هو نفسه في جميع المستويات في حين خُمس هؤلاء الأشخاص قالوا انهم غير متأكدين من ذلك (أو غير قادرين على الإجابة). على الرغم من أن هذه الدراسة تركز على المدراء باعتبارهم كوتشز ولا تركز على الكوتشينغ التنفيذي، ذكر 46 % من المنظمات أنهم يستخدمون الكوتشز الخارجين للكوتشينغ التنفيذي، في حين أن 47% يستخدمون كوتشز داخليين (من نفس المنظمة)


إذا لاحظ كبار القادة قيمة الكوتشينغ فمن المحتمل أن يكونوا أكثر استعدادا للتنافس للبطولة ولتخصيص موارد للكوتشينغ على جميع المستويات. دعماً لهذه النظرية فإن من هذه المنظمات التي تقدم الكوتشينغ التنفيذي (إما الكوتشينغ الخارجي، الداخلي، أو كليهما) 57 % من المنظمات تستخدم كوتشينغ الأقران. ومع ذلك فإن أقل من نصف المنظمات التي شملها الاحصاء تستخدم كوتشينغ الأقران بشكل عام. بينما تستخدم 57 % من المنظمات الكوتشينغ اللحظي، و49% فقط من المنظمات التي تقدم الكوتشينغ التنفيذي تستخدمه. إن أسباب هذا الاختلاف الغير متوقع غير واضحة.

فعالية الكوتشينغ
يجب على المرء أولاً أن يفهم أهداف الكوتشينغ قبل تقييم فعالية المدراء باستخدام هذا الكوتشينغ والتي تتماشى مع الأهداف الإدارية الأوسع من أداء الوحدة وتنمية الشعب. حتى الآن فإن الأسباب الأكثر شعبية لاستخدام الكوتشينغ هي تطوير القادة، وتحسين أداء الفريق، وتنمية تطوّر و نمو الفرد.

يُنظر الى الكوتشينغ بوصفه أداة تسهم في معظمها إلى تحسين التواصل بين المديرين والموظفين، فضلا عن مشاركة وتفاعل الموظفين مع بعضهم. وكان لهذين الناحيتين 69 % و 65 % من المشاركين على التوالي، حيث تمّ تصنيفهم كأمرين يساهم الكوتشينغ فيهما إلى حد عال و عال جداً. و في الأمور المتعلقة بتحسين الإبداع والابتكار والاحتفاظ بهما فإن مساهمة الكوتشينغ لم تكن فعّالة جداً.

الأنواع الثلاثة من طرائق الكوتشينغ لها نفس الفعالية في تحقيق أهداف الكوتشينغ. طُلب من المدراء التنفيذيين المتعلمين (من هم في طور التعلم) لتصنيف فعالية أنواع مختلفة من الكوتشينغ (التعليم اللحظي كنظام لبناء الكفاءة الإدارية وكوتشينغ الأقران) في منظمتهم. وغالباً فإنأنواع الكوتشينغ هذه تكون متوسطة الفعالية. و بالنسبة لأنواع الكوتشينغ الثلاثة مجتمعة فإن أقل من نصف المستطلعين (44 إلى 46 في المئة) وجدوا الأسلوب فعّالاً إلى حد عالٍ أو عالٍ جدا. ستتم مناقشة هذه النتيجة بتعمق أكثر في القسم الخامس من التقرير حيث سأوضح فهرس فعالية الكوتشينغ.

تمّ وصف كل نوع من الأنواع الثلاثة من الكوتشينغ بكونها غير فعّالة على الإطلاق بنسبة (من 13 إلى 15 في المئة) أو فعالة إلى حد صغير فقط. قد تحدد العوامل على مستوى المنظمة مثل وجود ثقافة الكوتشينغ والدعم من المدراء التنفيذيين رفيعي المستوى ما إذا كان أي نوع من الكوتشينغ فعالاً. وهناك درجة عالية نسبياً من الاستقرار و الثبات بين الأنواع الثلاثة، وهذا يعني أن المشاركين الذين يصنفون أحدأنواع الكوتشينغ بأنه ذو مستوى و فعالية عالية فإنهم غالباّ ما سيصفون الأنواع الأخرى بأنها فعّالة جداً أيضاً.


تصورات الكوتشينغ
لندرك تماماً إمكانيات الكوتشينغ فإنه يجب على المنظمات التأكيد والتدبير والاعتراف بهذه الإمكانيات. وترتبط هذه الممارسات الفضلى الثلاثة مع فعّالية تدريب أكبر ولكن العديد من المنظمات لا تنفذ هذه الممارسات. 27٪ فقط من المنظمات دمجت الكوتشينغ في منظماتهم إلى حد عال أو عال جدا. وعلاوة على ذلك أفادت ثلث المنظمات بأنها لا تقيس كفاءة كوتشينغ المدراء، و 60 في المئة من المنظمات لا تعترف بالكوتشينغ كمهارة ذات قيمة عالية.

عندما لا يتم التأكيد و التوعية عن الكوتشينغ فإنه يصبح من الصعب قياس نوعية وتأثير أي كوتشينغ يتم التعامل معه، وأنه من الصعب تشجيع المديرين على استخدام تقنية الكوتشينغ وأسباب ذلك غير واضحة على الرغم من أن بعض المسؤولين التنفيذين المتعلمين أشارواإلى إمكانية وجود تصورات سلبية للكوتشينغ. واقترح أحد المدراء التنفيذين أنه "يُنظر " للكوتشينغ على أنه أداة "لإصلاح" الناس وذكرَ آخر أن "يمكن القيام بكثير من الأمور لرفع أهمية الكوتشينغ ، ولكن المصطلح بحد ذاته له دلالة سلبية على اعتباره لأولئك الأفراد الذين يحتاجون إلى مساعدة في مشكلة ما أو لأولئك الذين هم في مأزق".
 
المصدر
ترجمة آلاء شبلي
تدقيق مالك اللحام