الوسائل التعليمية - رؤية أخرى

 مقدمة:

الحمد لله الإله الأوحد الفرد الصمد الذي ضرب لنا الأمثال بالمحسوسات ليبيّن لنا الغيبيات، والصلاة والسلام على المُعلِّم الأول الذي ما ترك وسيلة لإيضاح الحق ونشر النور إلا اتبعها وجربها، المُعلِّم الذي ما سمع الدهر بمثله محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه أزكى الصلاة وأتم التسليم، أما بعد، أخي المُعلِّم بين يديك هذه الوريقات جمعتها من مصادر مُتعدِّدة في موضوع حيوي ومهم، أدرك تماماً أنه يشغل حيزاً كبيراً من اهتمامك ألا وهو موضوع الوسائل التعليميَّة (تقنيات التعليم)، كما لا يخفى عليك أخي المُعلِّم أهمية الوسائل التعليميَّة وقد أدرك المربون الأوائل أهميتها فاستخدموها، وتبرز اليوم الحاجة ملحّة إلى الوسائل التعليميَّة في وقت تنوعت فيه مصادر التلقي وتعددت مصادر التشويش ولم تعد المدرسة هي المصدر الوحيد للخبرة.

أخي المُعلِّم، هذه بداية أحسب أنها ستساعدك على البدء في التنقيب والبحث والاطلاع في موضوع تقنيات التعليم، أرجو بعد قراءتها أن تزداد قناعتك بأهمية الوسائل التعليميَّة، وأن تكون حافزاً لك إلى استخدامها وتطوير الموجود منها في مدرستك وابتكار المفقود راجياً لي ولك التوفيق والسداد من رب العباد.



الوسائل التعليميَّة

الوسائل التعليميَّة قديمة قدم الإنسان نفسه وحديثه حداثة الساعة فقد ضرب الله للناس الأمثال ليُوضِّح لهم سبل الخير وسبل الشر ويقرب إليهم الصورة بأمثلة محسوسة من حياتهم وإنَّ القرآن الكريم حافل بالأمثلة التي تقرب المعاني البعيدة إلى أذهان المتلقي بصور محسوسة يشاهدها أو يلمسها المتلقي  لنستمع إلى القرآن الكريم وهو يقول: (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم) سورة النور الآية (35).

وقد ذكر الله سبحانه وتعالى قصة هابيل وقابيل وكيف أرسل الله سبحانه غراباً يقتل غراباً آخر ويدفنه ليعلّم هابيل كيف يواري سوءة أخيه هذه وسيلة عمليَّة، وكذلك أتى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مُوضِّحاً لأمته أمور دينها مستخدماً الأمثال والصور المحسوسة والقصص البليغة والدروس العمليَّة فقد قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) ثم شبك بين أصابعه. والناس في كل شؤون حياتهم يستخدمون وسائل الإيضاح لتقريب الأفكار والمفاهيم ولتوضيح ما يريدون إيصاله إلى مستمعيهم، وقد طوّر الإنسان وسائل معينة لتوصيل أفكاره بدءاً من رسومات الإنسان الحجري على الكهوف ووصولاً إلى استخدام التقنيَّة الحديثة التي على رأسها الحاسوب وتطبيقاته المُتعدِّدة والأجهزة السمعيَّة والبصريَّة والسمعيَّة البصريَّة والعينات والمعارض والتجارب المعمليَّة والزيارات الميدانيَّة واللوحات بمختلف أنواعها والسبورات وغير ذلك من وسائل الإيضاح.

إذاً فالوسائل التعليميَّة موجودة منذ القدم ولكن الإنسان كان يستخدمها دون برمجة وكانت وليدة اللحظة والموقف، ثم تطوَّرت بتطور الإنسان نفسه وبرزت الحاجة إلى الوسائل التعليميَّة في مجال التربية والتعليم منذ بديات التعليم إذ أدرك المربون حاجة المُعلِّم والمُتعلِّم إلى الوسائل التعليميَّة لإنجاح عمليَّة التعلُّم والتعليم، وقد يتساءل بعض المُعلِّمين حديثو العهد بالتدريس عن مدى جدوى الوسائل التعليميَّة، وفائدتها للعمليَّة التعليميَّة، إذ مادام أن الإنسان قادر على توصيل المعلومة عن طريق اللفظيَّة المطلقة إذاً فهو ليس في حاجة إلى الوسيلة التعليميَّة التي تكلفه وقتاً وجهداَ ومالاً، والإجابة عن ذلك هو أن اللفظيَّة والإكثار منها قد لا يفيد في نقل المعلومة بالصورة التي يريدها المرسل بل قد تكون هذه اللفظيَّة مضللة للمعنى وفوق ذلك فإن الوسائل التعليميَّة سواء أكانت سمعيَّة أم بصريَّة أم سمعيَّة بصريَّة في آن واحد قادرة على نقل المعلومة أو الخبرة بصورة أكثر وضوحاً ودقة وأكثر جذباً وتشويقاُ للمُتعلِّم مما يكون ذلك أدعى لثبات ورسوخ هذه المعلومة أو الخبرة، وكذلك فإن الدرس الذي يؤدى بدون وسيلة تعليميَّة يعتمد على حاسة واحدة على العكس من الدرس الذي يؤدى باستخدام الوسيلة التعليميَّة فإننا نكون قد أشركنا فيه أكثر من حاسة عملاً بأحد قوانين علم النفس القائل: (ما نسي شيء اشتركت في دراسته حاستان فأكثر) ثم إن الدرس بالوسيلة التعليميَّة يستغرق وقتاً وجهداً أقل بكثير من الدرس الذي يخلو من الوسائل التعليميَّة ولنضرب لذلك مثلا فهو لو أننا قارنا بين معلمين يؤديان الدرس نفسه ولنفترض أنه عن أنواع الصخور، فالمُعلِّم الأول شرح الدرس شرحاً لفظيا مجردا معتمداَ على قدرته اللفظيَّة فقط، والمُعلِّم الآخر أخذ معه عينات صغيرة من الصخور استعان بها عند عرضه للدرس أيهما يستغرق وقتاً أقل في تنفيذ الدرس؟ وأيهما يبذل جهداً أقل؟ وفي أي الحالتين ستصل الخبرة بشكل أدق وبصورة أوضح؟ وطلبة أي منهما سيكونون أكثر استيعابا وأكثر إقبالاً وتجاوباً؟ بل والسؤال الأهم في أي الموقفين ستكون المعلومة أكثر ثباتاً وأطول رسوخاً.

 

وللشعر كلمة

لابد من دعم المُعلِّم درسه       بوسيلةٍ للشرح والإيضاح

صور تبيّن أو شريط ناطقٌ      أو رسم أشكالٍ على ألواحِ

وكذا الشفافيات فهي وسيلةٌ      مثلى لمن يسعى إلى الإفصاحِ

ولقد جمعت لك الوسائل كلها     لتكون موصلةً لكل نجاح

فإذا بحثت وجدتها كأَزْهُرٍ      تشفي العليل بعطرها الفواحِ

فاختر لدرسك ما يناسبه وكن     في شرحه ذا همةٍ وكفاح ِ

للشاعر المُعلِّم (سالم حسن الجابري) معهد الأمل للصم بمكة المكرمة

 

تقنيات التعليم

مرَّت الوسائل التعليميَّة بمراحل مُتعدِّدة من حيث التعريف حتى وصلت الآن في هذه المرحلة إلى ما أصبح يُعرَف بـ (تقنيات التعليم) وهذا التطوُّر ليس في اللفظ وحسب بل هو تطور في المفهوم والوظيفة أيضاً إذ إن مصطلح الوسائل التعليميَّة يقتصر في الغالب على الأشياء الماديَّة فقط بينما مصطلح تقنيات التعليم يتعدى ذلك إلى المفاهيم والتنظيمات والأفكار في إطار علمي تربوي يستفيد من منجزات العصر الحديثة بأسلوب علمي في التفكير والتنفيذ مراعياً الجوانب التربويَّة والأخلاقيَّة والنفسيَّة.

 

الوسيلة التعليميَّة من حيث تعريفُها، ومفهومُها

أولاً هناك ملاحظة أحب أن أشير إليها وهي أنه يجدر بالمُعلِّم أن يُميِّز بين المواد التعليميَّة والأجهزة التعليميَّة. فالمواد التعليميَّة تشمل: الأفلام والأسطوانات والخرائط والصور والنماذج، وغيرها من المواد. أما الأجهزة التعليميَّة فهي: الأجهزة أو الآلات الخاصة بتشغيل الأفلام والأسطوانات، ولذلك عندما نقول الوسائل التعليميَّة فإننا نقصد المواد والأجهزة معاً أما عندما نقول تقنيات تعليميَّة فإن ذلك يتعدى فقط مجرد المواد والأجهزة إلى التنظيمات والمفاهيم والأساليب والأنشطة في إطار علمي مُنظَّم.

 

تعريفات الوسيلة التعليميَّة: عُرفت تعريفات عديدة ومن بين تلك التعريفات أنها:

  • عنصر من عناصر النظام التعليمي الشامل تسعى إلى تحقيق أهداف تعليميَّة مُحدَّدة.
  • المواد والأجهزة والمواقف التعليميَّة التي يستخدمها المُعلِّم في مجال الاتصال التعليمي بطريقة ونظام خاص لتوضيح فكرة أو تفسير مفهوم غامض أو شرح أحد الموضوعات بغرض تحقيق التلميذ لأهداف سلوكيَّة مُحدَّدة.
  • الأدوات والطرائق المختلفة التي تُستخدَم في المواقف التعليميَّة والتي لا تعتمد كلية على فهم الكلمات والرموز والأرقام.
  • مجموعة من الخبرات والمواد والأدوات التي يستخدمها المُعلِّم لنقل المعلومات إلى ذهن التلميذ سواء داخل الصف الدراسي، أو خارجه بهدف تحسين الموقف التعليمي الذي يُعَدُّ التلميذ النقطة الأساسيَّة فيه.
  • كل أداة أو مادة يستعملها المُعلِّم لكي يحقق للعمليَّة التعليميَّة جواً مناسباً يساعد على الوصول بتلاميذه إلى العلم الصحيح والمعرفة الصحيحة وهم بدورهم يستفيدون منها في عمليَّة التعلُّم واكتساب الخبرات.

وقد تدّرج المربون في تسمية الوسائل التعليميَّة فكان لها أسماء مُتعدِّدة منها: وسائل الإيضاح، والوسائل البصريَّة، والوسائل السمعيَّة، والوسائل المعينة، والوسائل التعليميَّة، وأحدث تسمية لها تكنولوجيا التعليم أو تقنيات التعليم. وتقنيات التعليم: يقصد بها علم تطبيق المعرفة في الأغراض العلميَّة بطريقة مُنظَّمة.

ونخلص من هذا إلى تعريف شامل للوسائل التعليميَّة (تقنيات التعليم) هو أنها: جميع الطرائق والأدوات والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي بغرض تحقيق أهداف تعليميَّة مُحدَّدة.

 

تصنيف الوسائل التعليمية (تقنيات التعليم)

حاول المختصون على مدى فترات طويلة تصنيف الوسائل التعليمية، وبالفعل نتج لنا في الميدان العديد من التصنيفات وكان من أهمها تصنيف (ادجارديل) فهو من أكثر التصنيفات أهميةً ومن أهمها انتشاراً وذلك لدقة الأساس التصنيفي الذي اعتمده العالم ادجارديل وهذا التصنيف يطلق عليه العديد من التسميات فأحياناً يسمى بـ (مخروط الخبرة) وأحياناً أخرى يسمى بـ (هرم الخبرة) وهناك من يطلق عليه تصنيف (ديل) للوسائل التعليمية ومنهم من يطلق عليه تصنيف (ادجارديل) للوسائل التعليمية. عندما ننعم النظر في تصنيف ادجارديل للوسائل التعليمية نجده وضع الخبرة المباشرة في قاعدة الهرم والتي عّدَها أفضل أنواع الوسائل التعليمية لأن الطالب فيها يتعامل مع الخبرة الحقيقية التي سيستفيد منها بعض الخبرات بجميع حواسه والتي ستتصرف فيها الخبرة الحقيقية بسلوكها الطبيعي، ونجد على النقيض من ذلك وفي أعلى الهرم الرموز اللفظية التي فقط تؤثر في حاسة السمع فقط (فكلما اتجهنا إلى قاعدة المخروط زادت درجة الحسية، وكلما اتجهنا إلى قمة الهرم ازدادت درجة التجريد) وهذا ينطبق فقط على مخروط الخبرة.

 

إن المتأمل في مخروط الخبرة لـ (إدجار ديل) يلاحظ ثلاثة أنواع من التعليم:

النوع الأول: ما يسمى بالتعليم عن طريق الممارسات والأنشطة المختلفة وهي تشمل في المخروط (الخبرات الهادفة المباشرة، والخبرات المعدلة، والخبرات الممثلة أو ما تسمى بالممسرحة) .

النوع الثاني: ما يسمى بالتعليم عن طريق الملاحظات والمشاهدات وهي تشمل في المخروط (التوضيحات العملية، والزيارات الميدانية، والمعارض، والتلفزيون التعليمي والأفلام المتحركة، والصور الثابتة، والتسجيلات الصوتية).

النوع الثالث: ما يسمى بالتعليم عن طريق المجردات والتحليل العقلي وهي تشمل في المخروط (الرموز البصرية والرموز اللفظية).

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه (لماذا لا يتم دائماً توفير الخبرة المباشرة ؟): لأن هناك بعض الصعوبات التي قد تعترض سبيل المعلم في اختياره وسيلة تعليمية معينة، ومن بين تلك الصعوبات ما يأتي:

  1. صعوبة توفر الخبرة المباشرة في جميع الأوقات.
  2. خطورة الخبرة المباشرة.
  3. الخبرة المباشرة باهظة التكاليف.
  4. الخبرة المباشرة نادرة.
  5. الخبرة المباشرة قد تستغرق وقتاً طويلاً.
  6. الخبرة المباشرة قد تخلق نظاماً عشوائياً داخل قاعة الدرس.
  7. صعوبة الاحتفاظ بالخبرة المباشرة.

لذا يلجأ المعلم لمستويات أقل من الخبرة المباشرة ليتدارك تلك الصعوبات، ولكن دائماً المشاركة الفعالة بين مختلف أنواع الوسائل هي الأجدى والأكثر كفاءة.

 

أهمية الوسائل التعليمية (تقنيات التعليم)

لـم يعد اعتماد أي نظام تعليمي على الوسائل التعليمية ضرباً من الترف، بل أصبح ضرورة من الضرورات لضمان نجاح تلك النظم وجزءاً لا يتجزأ في بنية منظومتها ومع أن بداية الاعتماد على الوسائل التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم لها جذور تاريخية قديمة، فإنها ما لبثت أن تطورت تطوراً متلاحقاً وكبيراً في الآونة الأخيرة مع ظهور النظم التعليمية الحديثة وقد مرت الوسائل التعليمية بمرحلة طويلة انتقلت خلالها من مرحلة إلى أخرى حتى وصلت إلى أرقى مراحلها التي نشهدها اليوم في ظل ارتباطها بنظرية الاتصال الحديثة Communication Theory)) واعــتـــمادهـا على مـدخل النظم (Systems Approach)

 

أهمية الوسائل التعليمية

هي مرموقة بين المدخلات التربوية لتعدد فوائدها وهي تحظى بأهمية بالغة لدى المعلمين والمخططين التربويين لما لها من أهمية في أنها تؤدي إلى استثارة اهتمام الطالب وإشباع حاجته إلى التعلم فلاشك في أن للوسائل التعليمية المختلفة كالرحلات والنماذج والأفلام التعليمية والمصورات تقدم خبرات متنوعة يأخذ منها كل طالب ما يحقق أهدافه ويثير اهتمامه فالطالب الذي يخرج في رحلة إلى شاطئ البحر قد يجد  في اللعب والسياحة ما يشبع حاجته في نفسه بينما يهتم آخر بجمع الأصداف والقواقع وإثارة كثير من الأسئلة حولها. وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم أقرب إلى الواقعية أصبح لها معنى ملموساً وثيق الصلة بالأهداف وكذلك يمكن عن طريق استخدام الوسائل التعليمية تنويع الخبرات الـتي تهيئُها المدرسة والممارسة والتأمل والتفكير فتصبح المدرسة بذلك حقلاً لنمو الطالب في جميع الاتجاهات وتعمل على إثراء مجالات الخبرة التي يمر بها وبذلك تشترك جميع حواس الطالب في عمليات التعلم مما يؤدي إلى ترسيخ وتعميق هذا التعلم وتساعد الوسائل التعليمية على تكوين علاقات مترابطة مفيدة راسخة بين كل ما يتعلمه الطالب وذلك عندما تشترك الحواس في تشكيل الخبرة الجديدة ويتم ربطها بالخبرات السابقة ونرى أن الوسائل التعليمية إذا أحسن المعلم استخدامها وتحديد الهدف منها وتوضيحه في ذهن الطالب فسيؤدي ذلك إلى زيادة مشاركة الطالب الإيجابية في اكتساب الخبرة وتنمية قدرته على التأمل ودقة الملاحظة واتباع التفكير العلمي ويؤدي هذا الأسلوب إلى تحسين نوعية التعلم ورفع مستوى الأداء عند الطالب. كما نرى أن الوسائل التعليمية يمكن عن طريقها تنويع أساليب التعليم لمواجهة الفروق الفردية بين الطلاب فمن المعروف أن الطلاب يختلفون في قدراتهم واستعداداتهم فمنهم من يحقق مستوى عالٍ من التحصيل عند الاستماع للشرح النظري للمعلم وتقديم أمثلة قليلة ومنهم من يزداد تعلمه عن طريقه الخبرات البصرية مثل مشاهدة الأفلام أو الشرائح.

 

دور الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعليم والتعلم

يمكن للوسائل التعليمية أن تؤدي دوراً هاماً في النظام التعليمي. على الرغم من أن هذا الدور أكثر وضوحاً في المجتمعات التي نشأ فيها هذا العلم، كما يدل على ذلك النمو المفاهيمي للمجال من جهة، والمساهمات العديدة لتقنية التعليم في برامج التعليم والتدريب من جهة أخرى كما تشير إلى ذلك أدبيات المجال، إلا أن هذا الدور في مجتمعاتنا العربية عموماً لا يتعدى الاستخدام التقليدي لبعض الوسائل  إن وجدت دون التأثير المباشر في عملية التعلم وافتقاد هذا الاستخدام للأسلوب النظامي الذي يؤكد علية المفهوم المعاصر لتقنية التعليم.

 

الدور الذي تؤديه الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعليم والتعلم:

1 - إثراء التعليم: أوضحت الدراسات والأبحاث (منذ حركة التعليم السمعي البصري) ومروراً بالعقود التالية أن الوسائل التعليمية تؤدي دوراً جوهرياً في إثراء التعليم من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج متميزة إلى العملية التعليمية. إن هذا الدور للوسائل التعليمية يعيد التأكيد على نتائج الأبحاث حول أهمية الوسائل التعليمية في توسيع خبرات المتعلم وتيسير بناء المفاهيم وتخطي الحدود الجغرافية والطبيعية ولا ريب في أن هذا الدور قد تضاعف حالياً بسبب التطورات التقنية المتلاحقة التي جعلت من البيئة المحيطة بالمدرسة تحدياً لأساليب التعليم والتعلم المدرسية لما تزخر به هذه البيئة من وسائل اتصال متنوعة تعرض الرسائل بأساليب مثيرة ومشرقة وجذابة.

2 - اقتصادية التعليم: ويقصد بذلك جعل عملية التعليم اقتصادية بدرجة أكبر من خلال زيادة نسبة التعلم إلى تكلفته. فالهدف الرئيس للوسائل التعليمية تحقيق أهداف تعلم قابلة للقياس بمستوى فعال من حيث التكلفة في الوقت والجهد والمصادر .

3 - تساعد الوسائل التعليمية على استثارة اهتمام التلميذ وإشباع حاجته إلى التعلم: يأخذ التلميذ من خلال استخدام الوسائل التعليمية المختلفة بعض الخبرات التي تثير اهتمامه وتحقيق أهدافه . وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم أقرب إلى الواقعية أصبح لها معنى ملموساً وثيق الصلة بالأهداف التي يسعى التلميذ إلى تحقيقها والرغبات التي يتوق إلى إشباعها.

4 - تساعد على زيادة خبرة التلميذ مما يجعله أكثر استعداداً للتعلم: هذا الاستعداد الذي إذا وصل إليه التلميذ يكون تعلمه في أفضل صورة ويورد مثالاً على ذلك هو مشاهدة  فيلم سينمائي حول بعض الموضوعات الدراسية تهيّئ الخبرات اللازمة للتلميذ وتجعله أكثر استعداداً للتعلم

5 - تساعد الوسائل التعليمية على اشتراك جميع حواس المتعلم: إنّ اشتراك جميع الحواس في عمليات التعليم يؤدي إلى ترسيخ وتعميق هذا التعلّم والوسائل التعليمية تساعد على اشتراك جميع حواس المتعلّم ، وهي بذلك تساعد على إيجاد علاقات راسخة ووطيدة فيما تعلمه التلميذ ، ويترتب على ذلك بقاء أثر التعلم.

6 - تساعد الوسائل التعليمية عـلى تـحاشي الوقوع في اللفظية: والمقصود باللفظية استعمال المدّرس ألفاظاً ليست لها عند التلميذ الدلالة التي لها عند المدّرس ولا يحاول توضيح هذه الألفاظ المجردة بوسائل مادية محسوسة تساعد على تكوين صور مرئية لها في ذهن التلميذ ، ولكن إذا تنوعت هذه الوسائل فإن اللفظ يكتسب أبعاداً من المعنى تقترب به من الحقيقة الأمر الذي يساعد على زيادة التقارب والتطابق بين معاني الألفاظ في ذهن كل من المدّرس والتلميذ.

7 - يؤدي تـنوع الوسائل التعليمية إلى تكوين مفاهيم سليمة.

8 - تساعد على زيادة مشاركة التلميذ الايجابية في اكتساب الخبرة تنمي الوسائل التعليمية قدرة التلميذ على التأمل ودقة الملاحظة واتباع التفكير العلمي للوصول إلى حل المشكلات . وهذا الأسلوب يؤدي بالضرورة إلى تحسين نوعية التعلم ورفع الأداء عند التلاميذ.

9 - تساعد في تنويع أساليب التعزيز التي تؤدي إلى تثبيت الاستجابات الصحيحة (نظرية سكنر).

10 - تساعد على تنوع أساليب التعليم لمواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين.

11 - تؤدي إلى ترتيب واستمرار الأفكار التي يكونها التلميذ.

12 - تـؤدي إلـى تعـديل الــسـلوك وتـكـويــــن  الاتجاهات الجديدة.

 

ومن فوائد الوسائل التعليمية  (تقنيات التعليم):

  • التشويق والإثارة.
  • جذب التلاميذ إلى موضوع الدرس.
  • تسهيل مهمة المعلم في إيضاح المعلومة وتقريبها واختصار الوقت في ذلك.
  • تبعث روح التجديد والابتكار لدى المعلم ، وتجبره على التفكير السليم في موضوع درسه.
  • تنمي مقدرة التلميذ على الملاحظة والتفكير والمقارنة .تجعل المادة محببة لدى التلاميذ .
  • تزيد من خبرة المتعلم وتجعلها أقرب إلى الواقعية.
  • تساعد على إشراك جميع الحواس.
  • تقلل من الوقوع في اللفظية الزائدة.
  • تكون مفاهيم سليمة.
  • تزيد من إيجابية التلاميذ.
  • تنوع أساليب التعزيز.
  • تساعد على مراعاة الفروق الفردية.
  • تساعد على ترتيب أفكار التلاميذ.
  • تؤدي إلى تعديل السلوك وتكوين الاتجاهات.

يمكن أن نلخص أهم العوامل التي تؤثر في اختيار الوسائل التعليمية والتي ذكرها روميسوفسكي في كتابه اختيار الوسائل التعليمية واستخدامها وفق مدخل النظم كما يأتي: قواعد اختيار الوسائل التعليمية.

  1. التأكيد على اختيار الوسائل وفق أسلوب النظم أي أن تكون الوسائل التعليمية اختياراً وإنتاجاً  وتشغيلاً واستخداماً  ضمن نظام تعليمي متكامل، وهذا يعني أن الوسائل التعليمية لم يعد ينظر إليها على أنها أدوات للتدريس يمكن استخدامها في بعض الأوقات، والاستغناء عنها في أوقات أخرى، فالنظرة الحديثة إلى الوسائل التعليمية ضمن العملية التعليمية، تقوم على أساس تصميم وتنفيذ جميع جوانب عملية التعليم والتعلم، وتضع الوسائل التعليمية كعنصر من عناصر النظام، وهذا يعني أن اختيار الوسائل التعليمية يسير وفق نظام تعليمي متكامل، ألا وهو أسلوب النظم الذي يقوم على أربع عمليات أساسية بحيث يضمن اختيار هذه الوسائل وتصميمها واستخدامها لتحقيق أهداف محددة.
  2. قواعد قبل استخدام الوسيلة.
  • التأكد من إمكانية الحصول عليها.
  • تحديد الوسيلة المناسبة.
  • التأكد من توافرها.
  • تجهيز متطلبات تشغيل الوسيلة.
  • تهيئة مكان عرض الوسيلة .
  1. قواعد عند استخدام الوسيلة.
  • التمهيد لاستخدام الوسيلة.
  • استخدام الوسيلة في التوقيت المناسب.
  • عرض الوسيلة في المكان المناسب.
  • عرض الوسيلة بأسلوب شائق ومثير.
  • التأكد من رؤية جميع المتعلمين للوسيلة خلال عرضها.
  • التأكد من تفاعل جميع المتعلمين مع الوسيلة خلال عرضها.
  • إتاحة الفرصة لمشاركة بعض المتعلمين في استخدام الوسيلة.
  • عدم الإطالة في عرض الوسيلة تجنباً للملل.
  • عدم الإيجاز المخل بعرض الوسيلة.
  • عدم ازدحام الدرس بعدد كبير من الوسائل.
  • عدم إبقاء الوسيلة أمام التلاميذ بعد استخدامها تجنبا لانصرافهم عن متابعة المعلم.
  • الإجابة عن أية استفسارات ضرورية للمتعلم حول الوسيلة.
  1. قواعد بعد الانتهاء من استخدام الوسيلة.
  • تقويم الوسيلة: لتعرف فعاليتها أو عدم فعاليتها في تحقيق الهدف منها، ومدى تفاعل التلاميذ وإيّاها، ومدى الحاجة إلى استخدامها أو عدم استخدامها مرة أخرى.
  • صيانة الوسيلة: أي إصلاح ما قد يحدث بها من أعطال، واستبدال ماقد يتلف منها، وإعادة تنظيفها وتنسيقها، كي تكون جاهزة للاستخدام مرة أخرى.
  • حفظ الوسيلة: أي تخزينها في مكان مناسب يحافظ عليها إلى حين طلبها أو استخدامها في مرات قادمة. (ماهر إسماعيل - ص 173)

 

أساسيات في استخدام الوسائل التعليمية

  1. تحديد الأهداف التعليمية التي تحققها الوسيلة بدقة، وهذا يتطلب معرفة جيدة بطريقة صياغة الأهداف بشكل دقيق وقابل للقياس ومعرفة أيضاً بمستويات الأهداف: العقلي والحركي والانفعالي … الخ. وقدرة المستخدم على تحديد هذه الأهداف يساعده على الاختيار السليم للوسيلة التي تحقق هذا الهدف أو ذاك.
  2. معرفة خصائص الفئة المستهدفة ومراعاتها، ونقصد بالفئة المستهدفة التلاميذ، والمستخدم للوسائل التعليمية عليه أن يكون عارفاً بالمستوى العمري والذكائي والمعرفي وحاجات المتعلمين حتى يضمن الاستخدام الفعّال للوسيلة.
  3. معرفة بالمنهج المدرسي ومدى ارتباط هذه الوسيلة وتكاملها والمنهج، ومفهوم المنهج الحديث: لا يعني المادة أو المحتوى في الكتاب المدرسي بل يشمل: الأهداف والمحتوى وطريقة التدريس والتقويم، ومعنى ذلك أن المستخدم للوسيلة التعليمية عليه الإلمام الجيّد بالأهداف ومحتوى المادة الدراسية وطريقة التدريس وطريقة التقويم حتى يتسنى له الأنسب والأفضل للوسيلة فقد يتطلب الأمر استخدام وسيلة جماهيرية أو وسيلة فردية.
  4. تجربة الوسيلة قبل استخدامها والمعلم المستخدم هو المعني بتجريب الوسيلة قبل الاستخدام وهذا يساعده على اتخاذ القرار المناسب بشأن تحديد الوقت واستغلاله لعرضها وكذلك المكان المناسب، كما أنه يجنب نفسه من مفاجآت غير سارة قد تحدث كأن يعرض فيلماً غير الفيلم المطلوب أو أن يكون جهاز العرض غير صالح للعمل، أو أن يكون وصف الوسيلة في الدليل غير مطابق لمحتواها مما يسبب إحراجاً للمدّرس وفوضى بين التلاميذ.
  5. تهيئة أذهان التلاميذ لاستقبال محتوى الرسالة، ومن الأساليب المستخدمة في تهيئة أذهان التلاميذ:
  • توجيه مجموعة من الأسئلة إلى الدارسين تحثهم على متابعة الوسيلة.
  • تلخيص لمحتوى الوسيلة مع التنبيه إلى نقاط هامة لم يتعرض لها التلخيص.
  • تحديد مشكلة معينة تساعد الوسيلة على حلّها.
  1. تهيئة الجو المناسب لاستخدام الوسيلة: ويشمل ذلك جميع الظروف الطبيعية للمكان الذي ستستخدم فيه الوسيلة مثل: الإضاءة، والتهوية، وتوفير الأجهزة، والاستخدام في الوقت المناسب من الدرس، فإذا لم ينجح المستخدم للوسيلة في تهيئة الجو المناسب فإن من المؤكد الإخفاق في الحصول على النتائج المرغوب فيها.
  2. تقويم الوسيلة ويتضمن التقويم النتائج التي ترتبت على استخدام الوسيلة مع الأهداف التي أعدت من أجلها ويكون التقويم عادة بأداة لقياس تحصيل الدارسين بعد استخدام الوسيلة، أو معرفة اتجاهات الدارسين وميولهم ومهاراتهم ومدى قدرة الوسيلة على خلق جو للعملية التربوية وعند التقويم على المعّلم أن يترك مسافة في ورقة التقويم يذكر فيها عنوان الوسيلة ونوعها ومصادرها والوقت الذي استغرقته وملخصاً لما احتوته من مادة تعليمية ورأيه في مدى مناسبتها للدارسين والمنهاج وتحقيق الأهداف … الخ.
  3. متابعة الوسيلة والمتابعة تتضمن ألوان النشاط التي يمكن أن يمارسها الدارس بعد استخدام الوسيلة لإحداث مزيد من التفاعل بين الدارسين.

 

مراحل استخدام الوسيلة التعليمية:

1 - مرحلة الإعداد:

  • إعداد أمور كثيرة تؤثر جميعها في النتائج التي نحصل عليها والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها. ومنها تحديد الوسيلة التي وقع اختياره عليها ليتعرف محتوياتها وخصائصها ونواحي القصور فيها كما يقوم بتجربتها وعمل خطة لاستخدامها فيجب أن يشاهد الفيلم قبل عرضه أو يستمع إلى التسجيلات الصوتية مسبقاً أو يقوم بإجراء التجارب قبل عرضها على الطلاب أو بفحص الخرائط الموجودة وليعرف مدى مناسبتها لموضوع الدرس وأهدافه.
  • رسم خطة للعمل: بعد أن يتعرف المعلم محتويات الوسيلة ومدى مناسبتها لأهداف الدرس يضع لنفسه تصوراً مبدئياً عن كيفية الاستفادة منها فيقوم بحصر الأسئلة والمشكلات أو الكلمات الجديدة التي تساعد الوسيلة على الإجابة عنها ثم يخطط لكيفية تقديمها لأنواع الأنشطة التعليمية التي يمارسها الطالب.
  • تهيئة أذهان الطلاب: وذلك بأن يصل المعلم عن طريقة المناقشة والحوار إلى إعطاء صورة عن موضوع الوسيلة المستخدمة وصلتها بالخبرات السابقة للطلاب وأهميتها لكي يدرك الطلاب بوضوح الغرض من استخدامها وتوزيعها فتدور حوله مناقشة مبدئية مثل السير في الدرس أو عرض فيلم أو إجراء التجربة أو القيام برحلة حتى يصبح بذلك لهذه الخبرة هدف واضح يسعى الطلاب من ورائه إلى الحصول على المعرفة التي تساعدهم على الإجابة عن هذه الأسئلة أو حل ما أثير من مشكلات محددة .
  • إعداد المكان: يستخدم المعلم من الوسائل التعليمية أن يرى عدم اهتمام المعلم بتهيئة المكان الذي يساعد على الاستفادة من هذه الوسائل كأن يغفل المدرس (إعتام الغرفة) الخاصة بالعروض الضوئية ولا يتبين ذلك إلا عند عرض الفيلم، إن الاهتمام بهذه العوامل يهيئ المجال المناسب لاستخدام الوسائل استخداما سليما يؤدي إلى زيادة الفائدة المرجوة منها.

 

2- مرحلة الاستخدام:

إن للأسلوب الذي يتبعه المعلم في استخدام الوسائل ومدى اشتراك الطالب اشتراكاً إيجابياً في الحصول على الخبرة عن طريقها ولمسؤولية المعلم في هذه المرحلة عدة جوانب.

  • تهيئة المناخ المناسب للتعلم: وهو أن يتأكد المعلم في أثناء استخدامه للوسائل التعليمية أن كل شيء يسير وفق ما خطط له فعليه أن يلاحظ وضوح كل من الصوت والصورة في أثناء عرض الأفلام أو أن الصور والخرائط المعلقة أو المواد المعروضة هي في مكان يسمح للجميع بمشاهدتها وأن صوت التسجيلات الصوتية يصل إلى جميع الطلاب.
  • الغرض من استخدام الوسيلة: وهنا يجب على المعلم أن يحدد لنفسه الغرض من استخدام الوسيلة التعليمية في كل خطوة وفي أثناء سير الدرس فقد يستخدم المعلم الفيلم للتقديم لدرس جديد أو يستخدمه لشرح الدرس أو تلخيصه أو لتقويم تحصيل الطلاب وبالمثل قد يطلب المعلم من طلابه مشاهدة شرائح مجهرية تحت الميكروسكوب لمعرفة محتويات الخلية وقد يطلب منهم الذهاب إلى المكتبة للإطلاع والقراءة والإجابة عن بعض الأسئلة وبذلك تحقق كل وسيلة هدفاً من أهداف الدرس المحدد ويجب أن يحرص المعلم على أن يتخذ التلميذ موقفاً إيجابياً من استخدام الوسيلة التعليمية فيشترك بمفرده أو في مجموعات لاختيار الوسيلة التعليمية المناسبة كاختيار الأفلام مثلا أو إعداد الرحلات أو عمل مصورات أو إعداد اللوحات كما يشترك في إثارة الأسئلة و صياغة المشكلات التي تتصل بموضوع الوسيلة المستخدمة وبالمثل يجب أن يشتركوا في تحمل مسؤولية إعداد الصّف وتشغيل الأجهزة، الأمر الذي يجعل من استخدام الوسائل عملية تعليمية متكاملة تعمل على إثراء خبرة الطالب ومن الأمور الضرورية في استخدام الوسائل التعليمية أن يعمل المعلم على الاستفادة منها كوسيلة للتعلم ولا يقتصر على استخدامها كمجرد وسيلة للتوضيح أو التدريس ففي الحالة الثانية يكون موقف الطالب منها موقفا سلبيا مهمته أن يستقبل المعلومات التي نقدمها له، أما في الحالة الأولى فيكون للطالب دورٌ إيجابي يخطط مع المعلم على تحقيقه حيث يكون الهدف واضحاً في ذهن كلِّ من المعلم والطالب على السواء ويتبع المعلم كثيرا من الأساليب التي تساعد على إحداث المزيد من التفاعل بين الطالب والمواد التعليمية ومن أمثلة هذه الأساليب أن يشاهد الطالب الفيلم للإجابة عن بعض الأسئلة أو يشاهد إجراء أحد التجارب ليجيب عن بعض المشكلات أو يقوم بفك أحد النماذج ليتعرف مكان كل جزء من النموذج وعلاقته بالأجزاء الأخرى.

 

3 - مرحلة التقويم

ولكي تحقق الوسائل التعليمية الأهداف التي رسمها المعلم لاستخدامها يجب أن يعقب ذلك فترة تخصص للتقويم كي يتأكد المعلم أن الأهداف التي حددها قد تحققت وأن التعلم المنشود قد تحقق وأن الوسيلة التي استعملها تتناسب مع هذه الأهداف فإذا سبق عرض الفيلم حصر بعض الأسئلة أو إثارة بعض المشكلات فإنه يتوجب على المعلم الإجابة عن هذه الأسئلة والتوصل إلى الحلول المناسب للمشكلات ويمكن أن يتم ذلك شفهيا عن طريق المناقشة أو الكتابة، وبذلك يقوم المعلم بتعزيز الإجابة الصحيحة وفي الوقت نفسه يقوم المعلم بتقويم الوسيلة التي استخدمها من جميع النواحي من حيث مناسبتها من ناحية المادة وطريقة العرض لمستوى الطلاب والهدف من الاستعانة بها ويحتفظ بهذا التقويم في سجلاته عندما يعود إلى استخدامها المرات التالية ليعرف متى وكيف يستخدمها لتحقيق تعلم أفضل. ونؤكد مما سبق أنه على المعلم أن يبتعد عن أساليب التقويم التقليدية كأن يسأل الطلاب عن رأيهم فيما شاهدوه؟ ويتجه إلى الأسئلة المحددة والموضوعية حتى يتعرف على وجه الدقة ما حققه الطالب وما فاته تحقيقه فيكون أقدر على تحديد نقط الضعف وطرائق علاجها.

 

4 - مرحلة المتابعة:

من المفروض أن اكتساب الخبرة يؤدي إلى زيادة الرغبة في تنمية هذه الخبرة واكتساب خبرات جديدة وينبغي للمعلم أن يعمل عن طريق استخدام الوسائل التعليمية على تحقيق ذلك. ولا شك في أن مشاهدة الفيلم أو إجراء تجربة أو القيام برحلة أو الاستماع إلى شريط مسجل سوف يجيب عن بعض الأسئلة التي أثارها موضوع الدرس ويثير في الوقت نفسه تساؤلات كثيرة تتصل بهذه الأسئلة كما يختلف الطلاب بدرجات متفاوتة في مدى الاستفادة من هذه الوسائل التعليمية و لذلك يجب على المعلم أن يقوم بتهيئة مجالات الخبرة لاستكمال واستمرار عملية التعلم ولذلك يعقب استخدام الوسائل التعليمية كثير من المناقشة و الحوار للإجابة عما أثير من أسئلة وتوضيح المفاهيم الجديدة وربطها بالخبرات السابقة عن طريق بيان أوجه الشبه والخلاف بينها. وقد يحتاج الأمر إلى إعادة عرض الفيلم أو التجربة أو إجراء تجارب جديدة أو دراسة بعض العينات والنماذج أو القيام برحلات جديدة أو الذهاب إلى المكتبة لتكملة البحث عن طريق القراءة والإطلاع ويعمد بعض المعلمين إلى تقسيم طلاب الصف إلى مجموعات أو لجان تتولى كل منها إنجاز أحد الأعمال السابقة فمنهم من يتجه إلى المكتبة ومنهم من يقوم بإقامة معرض أو إعداد لوحة حول موضوع الدراسة ومنهم من يكلف بالبحث عن فيلم آخر وعرضه على طلاب الصف ثم تنصرف كل مجموعة إلى إنجاز عملها تحت توجيه وإشراف المعلم وبعد أن تنتهي من عملها يجتمع طلاب الصف كلهم بالكامل ليستمعوا ويشاهدوا ويناقشوا ما قامت به كل مجموعة و يربط هذه المعرفة المختلفة بعضها ببعض مما يؤدي إلى إثراء خبرة الطالب حول موضوع الدراسة وإلمامه بجميع نواحي الموضوع وتكوين مفاهيم متكاملة حوله.

 

أجهزة الوسائل التعليمية

1 - أجهزة العرض الضوئية:

  • السبورة الضوئية "جهاز العرض فوق الرأس(OVER  HEAD  PROJECTOR) ".
  • جهاز عرض الصور المعتمة "الفانوس السحري ((OPAQUE".
  • جهاز عرض الصور الشفافة "الأفلام الثابتة والشرائح SLIDES))".
  • جهاز عرض الأفلام الحلقية "أفلام اللوب  ((LOOP FILM".
  • جهاز عرض الأفلام المتحركة "السينما MOVIE PROJECTOR))".
  • جهاز الفيديو (VIDEO).
  • جهاز طبع الشفافيات.
  • جهاز الطباعة باستخدام الكحول.

2 - الأجهزة الصوتية: ((SOUND

  • الإذاعة المدرسية (SYSTEM PUBLIC ADDRESS).
  • جهاز التسجيل الصوتي  (DAN SOUND EDUCATIONA).