النشاط المدرسي حالياً قناعة أو شكليات

يُعَدُّ النشاط الطلابي ركيزة أساسيَّة من ركائز المنهج المدرسي بل يُعَدُّ العمود الفقري في بناء شخصيَّة الطالب/ة، حيث إنَّ وظيفة المدرسة تغيرت عبر المسيرة التربويَّة والتعليميَّة فهي لم تعد مكاناً لحشو أذهان التلاميذ بالمعلومات، بل أصبحت تهدف إلى تنمية الفرد عقلياً ووجدانياً وجسمياً وانفعاليا واجتماعياً لإعداده للحياة ويتحقق ذلك من خلال الممارسة الفعليَّة لألوان الأنشطة الطلابيَّة المتخلفة.



ويعرف حمدي شاكر (1418هـ) في كتابه (النشاط المدرسي) أن النشاط المدرسي هو: (خطة مدروسة ووسيلة إثراء المنهج وبرنامج تنظمه المؤسسة التعليميَّة يتكامل مع البرنامج العام يختاره المُتعلِّم ويمارسه برغبة وتلقائية بحيث يحقق أهدافاً تعليميَّة وتربويَّة وثيقة الصلة بالمنهج المدرسي أو خارجه، داخل الصّف أو خارجه، خلال اليوم الدراسي أو خارجه مما يؤدي إلى نمو التعلُّم في جميع جوانب نموه التربوي والاجتماعي والعقلي والانفعالي والجسمي واللغوي مما ينجم عنه شخصيَّة متوافقة قادرة على الإنتاج وبِعَدَّ أنَّ النشاط جزء هام من المنهج المدرسي حددت أهدافه سأذكرها في موضوع مستقل فيما بعد.

إن المتأمل لواقع تنفيذ الأنشطة في مدارسنا يجدها تنفذ بصورة شكلية روتينيَّة بعيدة عن الأهداف التي تسعى الوزارة إلى تحقيقها من خلال ممارسة الطلاب للأنشطة المختلفة حيث إنَّ الوقت الذي يخصص لمزاولة النشاط في مدارسنا يضيع هدراً دون الاستفادة الفعليَّة منه وهذا يرجع بسبب وجود العديد من الصعوبات والمعوقات وهنا يقع على جميع القائمين بالعملية التعليميَّة والتربويَّة عبء كبير يتمثل في السعي الجاد والعمل المثمر لتذليل هذه الصعوبات والتغلب عليها حتى يحقق النشاط الطلابي أهدافه المنشودة في بناء الشخصيَّةالمتكاملة للطالب ويجدر بنا في هذا المقام الإشارة إلى أبرز هذه المعوقات حتى نستطيع تلمس الحلول المناسبة لها وذلك على النحو الآتي:

  • عدم إدراك بعض مديري المدارس والمُعلِّمين لأهمية النشاط وأهدافه وقيمته العلميَّة التربويَّة.
  • عدم إلمام بعض رواد النشاط بكيفيَّة التخطيط للنشاط وأساليب التنفيذ.
  • عدم تعاون إدارة المدرسة مع المُعلِّم/ة المكلف بالنشاط حيث تقوم بتكليفه بالإشراف على نشاط معين دون وجود الرغبة لديه إضافة إلى أنها لا تساعده على توفير ما يلزم من إمكانات ماديَّة لتفعيل النشاط بالصورة المطلوبة.
  • عدم تقديم إدارة المدرسة حوافز تشجيعية للمشرفين المبدعين على الأنشطة والبرامج داخل المدرسة وخارجها مما يؤدي إلى إحباط المُعلِّم والتقليل من فاعليته نحو ممارسة النشاط.
  • عدم قيام إدارة المدرسة بالتقويم المستمر للأنشطة من أجل تقديم تغذية راجعة للرفع من مستواها ووضع الحلول المناسبة لما يعترض جماعات النشاط في المدرسة من مشاكل.
  • ضعف الإعداد التربوي للمُعلِّمين المكلفين القيام بالنشاط.
  • نظرة بعض المُعلِّمين إلى أنَّ النشاط يشكل عبئاً إضافياً عليهم.
  • عدم التزام المُعلِّمين حصص النشاط والدقة في تنفيذ برامجها.
  • عدم وجود دليل مستقل للأنشطة وطرائق تنفيذها يساعد المُعلِّم على الاسترشاد به.
  • اقتصار تقويم التلاميذ على المواد الدراسيَّة فقط وإغفال تقويمهم عند مساهمتهم في الأنشطة المدرسيَّة.
  • ضعف الصلة بين المدرسة والمنزل أدى إلى عدم وضوح أهداف الأنشطة المدرسيَّة لدى ولي أمر الطالب.
  • عدم إتاحة الفرصة للتلاميذ للتعبير عن رغبتهم في مزاولة الأنشطة المدرسيَّة.
  • عدم وجود البيئة المدرسيَّة الملائمة لمزاولة الأنشطة في معظم المدارس.
  • قلة الإمكانات الماديَّة والأدوات اللازمة للممارسة النشاط.

وحتى نستطيع التغلب على هذه المعوقات والصعوبات السابقة ذكرها أود أن أطرح فيما يأتي بعض التوصيات والمقترحات حتى يمكننا القيام بممارسة الأنشطة بالصورة المأمولة وذلك كما يأتي:

  • من المهم جداً إطلاع مدير المدرسة على أهداف النشاط الطلابي التي وضعتها وزارة التربية والتعليم وصممت البرامج المختلفة لتنفيذها.
  • يجب على مدير المدرسة بالتعاون مع رائد النشاط توضيح أهداف النشاط وأنواعه وأهميته التربويَّة والعلميَّة لجميع المُعلِّمين والطلاب وأولياء الأمور عبر وسائل الإعلام المتاحة من إذاعة صباحية أو مجلات حائطية أو مطبوعات متنوعة والاهتمام بمناقشة جميع المعوقات التي تعترض سبيل المدرسة في ممارسة أنشطتها وطرح الحلول. المناسبة في مجالس الآباء أو مجلس المدرسة وإطلاع أولياء الأمور على بعض أعمال أبنائهم وإنجازاتهم لتوثيق الصلة بين البيت والمدرسة.
  • أن يساهم مدير المدرسة بالتعاون مع رائد النشاط في وضع الحلول المناسبة لجميع المشكلات التي تعترض سبيل كل جماعة من جماعة النشاط الطلابي بالمدرسة وتسهيل مهمتهم وتسخير إمكانات المدرسة بين أيديهم لتنفيذ خطط النشاط بنجاح.
  • أن تقوم إدارة المدرسة بعمل تقويم مستمر لمختلف الأنشطة لاستدراك السلبيات وتعزيز الإيجابيات مُبكِّراً ومعرفة الجهد الذي بذله العاملون في النشاط وتقديم الحوافز. التشجيعية ماديا ومعنويا لجميع المُعلِّمين البارزين في الأنشطة حتى تزيد دافعيتهم إلى التجديد والإبداع والابتكار.
  • على قسم النشاط الطلابي بإدارة التعليم تنظيم دورات تدريبيَّة مكثفة لجميع المُعلِّمين/ت المشرفين على الأنشطة في المدارس.
  • أن يقوم المُعلِّمون بتحليل محتوى المناهج الدراسيَّة بغرض التعرُّف على أنواع الأنشطة الصفيَّة واللاصفيَّة والتي تتناسب مع المُقرَّر الدراسي مع دراسة الإمكانات الماديَّة اللازمة لممارسة هذه الأنشطة.
  • تقديم حوافز تشجيعية ماديَّة ومعنويَّة للطلاب الموهوبين والبارزين في الأنشطة.

 

علي محمد مدخلي