النشاط الطلابي وطرائق تفعيله

النّشاط الطلابي اللاصفي رافدٌ ومَعينٌ للعمليَّة التربويَّة والتعليميَّة، وهو جزءٌ لا يتجزأ منها، ومن الصعب رفضه أو تجاهله، فقد دلت الدراسات النظريَّة والميدانيَّة على أهميته فهو الذي يصقل مواهب الطلاب، وينمي قدراتهم، ويوسع مداركهم، ويعودهم تحمل المسؤولية والاعتماد على أنفسهم، ويغرس فيهم القيم والمبادئ والأخلاق الحسنة الفاضلة، ويصرف عنهم الكسل والخمول، ويحببهم بالمدرسة، ويقوي انتماءهم إليها، وكثيرٌ من المشكلات الدراسيَّة والسلوكيَّة والنفسيَّة لدى بعض الطلاب تم علاجها عن طريقه. والنشاط الذي نتحدَّث عنه ليس مقتصراً على نوع من الأنشطة، فالأنشطة الطلابيَّة بحرٌ لا ساحل له لكثرة تعددها وتنوعها، فمنها ما يكون داخل المدرسة كالأنشطة الثقافيَّة والكشفية والرياضيَّة والعلميَّة، ومنها ما يكون خارجها مثل الزيارات والرحلات.



وهذا النوع من الأنشطة يرغب فيه معظم الطلاب ويميلون إليه، ويُعَدُّ من أهم أنواع الأنشطة، ففيه يتعرف المُتعلِّم معالم وطنه، وهو يقضي على الملل لديه، ويجدد حماسته، ويغرس فيه القدرة على التكيُّف مع الآخرين، وينمي علاقاته الاجتماعيَّة. وأيّاً كان نوع النشاط داخلياً أم خارجياً فلا بدّ له من دراسة علميَّة دقيقة، وإعداد جيد متقن ليلائم كل مرحلة عمرية فيؤتي ثمرته ويحقق أهدافه وغاياته. وما يلاحظ على أبنائنا الطلاب من عزوف عن المدرسة، والتضجر منها، ومعاناتهم بالملل، وظهور لبعض السلوكيات الخاطئة كان من أسبابها ضعف النشاط الطلابي داخل المدارس.

لعلّ من أهم الخطوات الضروريَّة لتفعيل النشاط المدرسي ما يأتي:

  1. وجود رائدٍ للنشاط متفرغ داخل المدرسة كي ينسق ويتابع وينفّذ الأنشطة بشكلٍ جيدٍ ومستمر، شريطة أن يُجدّد له سنوياً حسب نشاطه وإبداعه بما لا يزيد على أربعة أعوام ومن ثم يتم تفريغ مُعلِّم آخر للتجديد وتغيير الدماء وخلق جو للتنافس الشريف في مجال النشاط والإبداع.
  2. توفير وسائل مواصلات للمدارس، وذلك عن طريق توفير عدد من الحافلات بسائقيها بما لا يقل عن عشر حافلات لكل مركز إشراف تربوي والذي يقوم بدوره بتزويد المدارس التابعة له بحافلة خلال كل أسبوعين على الأقل لتفعيل الزيارات الميدانيَّة للطلاب، فعدم وجود وسيلة مواصلات جماعيَّة آمنة تشكل حجر عثرة وعائقاً أمام المدرسة لتفعيل النشاط الخارجي، إذْ ليس من المعقول ذهاب مجموعة من الطلاب بما يزيد على ثلاثين طالباً في كل زيارة بسيّارات المُعلِّمين الخاصة ففي ذلك من المفاسد ما لا يخفى على كل لبيب.
  3. ضرورة التجديد في الأنشطة الطلابيَّة، والبرامج التربويَّة والعمل على مفهوم النشاط العام الواسع الشامل لجميع الجوانب المكملة للعمليَّة التعليميَّة والتربويَّة، والبعد عن الأنشطة التقليديَّة والتي أصبحت مملة للطلاب ولا تفي باحتياجاتهم ورغباتهم.
  4. تجهيز المدارس بوسائل الترفيه وصالات مُتعدِّدة الاستخدامات.
  5. الدعم المالي للأنشطة الطلابيَّة في المدارس برصد ميزانية خاصة وواضحة.
  6. تعاون جميع مُؤسَّسات الدولة والمُؤسَّسات الخاصة مع المدارس لتفعيل النشاط الطلابي.
  7. تسليط الضوء إعلامياً على الأنشطة الطلابيَّة وفوائدها وأنواعها وما تم إنجازه وتفعيله داخل المدارس وخارجها من زيارات وغيرها عن طريق برامج يعدها الإعلام التربوي، والاستفادة من القناة التربويَّة إذا تم تدشينها وبدأ بثها.

إنّ محور النشاط الطلابي في العمليَّة التعليميَّة والتربويَّة من أهم المحاور الضروريَّة لسيرهما على الطريق الصحيح ومن الضروري ألاّ يتخرج المُتعلِّم من المرحلة التعليميَّة إلا وقد شارك مرات عدة في الأنشطة الداخليَّة والخارجيَّة، فالنشاط أضحى ضرورة ملحة بالنسبة إلى الجميع ولم يعد ترفاً