المقاربة بالكفاءات 2

تعدّ المقاربة بالكفاءات، إحدى البيداغوجيات التي تبنتها وزارات التربية، وعلى أساسها تمّ إعداد المناهج الجديدة التي شرع في تطبيقها قبل سنوات.



 من مفهوم البرنامج إلى مفهوم المنهاج:

إنّ تطبيق بيداغوجية المقاربة بالكفاءات، يستلزم التخلي عن مفهوم البرنامج، والانتقال إلى مفهوم المنهاج، فالأول هو مجموعة المعلومات والمعارف التي يجب تلقينها للطفل خلال مدة معينة، في حين أنّ الثاني يشمل كل العمليات التكوينية التي يساهم فيها التلميذ، تحت إشراف ومسؤولية المدرسة، خلال مدة التعليم، أي كل المؤثرات التي من شأنها إثراء تجربة المتعلم خلال فترة معينة. لذا، فالمناهج الجديدة، التي اعتمدت المقاربة بالكفاءات، تجيب عن التساؤلات الآتية:

  • ما الذي يحصل عليه التلميذ في نهاية كل مرحلة من معارف وسلوكيات وقدرات وكفاءات؟
  • ما الوضعيات التعليمية الأكثر دلالة ونجاعة، لاكتساب التلميذ هذه الكفاءات؟
  • ما الوسائل والطرائق المساعدة على استغلال هذه الوضعيات؟
  • كيف يمكن أن يقوّم مستوى أداء المتعلم، للتأكد من أنه قد تمكّن فعلاً من الكفاءات المستهدفة؟

ولتوضيح الفروق بين البرامج القديمة، والمناهج الجديدة إليك الجدول الآتي:

البرنامج القديم

المنهاج الحالي

مبني على المحتويات، أي ما المضامين اللازمة لمستوى معين، في نشاط معين ومن ثم يكون المحتوى هو المعيار.

مبني على أهداف معلن عنها في صيغة كفاءات،
أي ما الكفاءات المراد تحقيقها لدى التلميذ في مستوى معين، ومن ثم تكون  الكفاءة هي المعيار.

  • مبني على منطق التعليم والتلقين، أي ما كمية المعلومات والمعارف التي يقدمها المعلم.
  • المعلم يلقن ويأمر وينهى.
  • التلميذ يستقبل المعلومات. 
  • مبني على منطق التعلم أي ما هي التعليمات التي يكتسبها المتعلم من خلال الإشكاليات التي يطرحها المعلم؟
  • ما مدى تطبيقها في المواقف التي يتعرض لها المتعلم في حياته الدراسية واليومية.
  • المعلم يقترح، فهو مرشد وموجّه ومساعد لتجاوز العقبات.
  • التلميذ محور العملية، ويمارس ويجرب، ويُخفق، وينجح، فهو يكتسب ويحقق
الطريقة البيداغوجية المعتمدة هي:
طريقة التعميم، أي كل التلاميذ سواسية وفي قالب
واحد على اعتماد درجة النضج لدى التلاميذ واحدة
اعتماد مسلك تعلمي واحد.

الطريقة المعتمدة هي:
بيداغوجية الفروقات، أي مراعاة الفروق الفردية والاعتماد عليها في أثناء عملية التعلم، من منطلق أنّ درجة النضج متباينة لدى المتعلمين تحديد عدة مسالك تعليمية.

  • اعتماد التقويم المعياري المرحلي فهو تقويم تحصيلي.
  • الاعتماد على درجة تذكر المعارف لا على مكان لتوظيف المعارف. 

عَدُّ التقويم عنصرا مواكبا لعملية التعلم، فهو تكويني، والقصد منه الضبط، والتعديل، ويهتم بدرجة اكتساب  الكفاءة وتوظيفها في مواقف.

 

  1. تعمل المناهج على تشجيع اندماج المفاهيم والأدوات المعرفية الجديدة، بدل اعتماد الأسلوب التراكمي للمعارف.
  2. تحدد أدواراً متكاملة جديدة لكل من المعلم والمتعلم.

المقصـود بالوضعيــة / مشكــل (Situation Problème):
هي الوضعيّة التي يستعملها المعلم، لجعل تلاميذه يبحثون، وتتميّز بتسيير خاص للقسم، وتقترح لإثارة تعلم معارف جديدة.
أمّا كيف يستطيع المدرس بناء وضعية مشكل، فإنّه يستطيع بناء هذه الوضعية بطرح الأسئلة الآتية على نفسه:

  • ما معارف التلميذ التي يجب زعزعتها بوضعية/ مشكل؟
  • هل في إمكان التلاميذ الشروع في حل المشكل؟
  • ما مختلف فترات النشاط؟
  • ما دوره في أثناء مختلف فترات النشاط؟
  • كيف يسيّر القسم؟

ولتوضيح الممارسة التعليمية الجديدة، يمكن للمدرس أن يقترح في عدة أحيان وضعيات متنوعة لأعمال أفواج، أنشطة جماعية للقسم، ولحظات عمل فردية، بحيث تدفع التلميذ إلى أن يكون فاعلاً: ويقترح حلولاً ويوازنها مع زملائه، ويدافع عن حلوله ويعدلها إذا لزم الأمر...الخ، ويكون دور المدرس هو تسيير النقاش داخل القسم وهو المسؤول. على أن يقترح في الوقت المناسب عناصر المعرفة الواردة في البرنامج. من جهة أخرى، فإنّ المشكلات التي يطرحها ليست تطبيقات، بل هي مشكلات للتعلم، وظيفتها الرئيسة، إثارة الرغبة في البحث لدى التلميذ، أو إعطاؤه الفرصة ليتعلّم كيف يبحث، ومن ثمّ فهي تسمح له بأن يستعمل معارف سابقة لفهم العمل المطلوب منه وليشرع في إجراء للحل، مع جعله يكتشف حدود معارفه.