الفيديو التفاعلي ودوره في العملية التربوية

نشأته وتطوره: ظهر الفيديو ديسك سنه 1973، وانتشر في اسواق الولايات المتحدة الأمريكية سنه 1978 وفي اوروبا 1982. وكانت تطبيقاته مقتصرة في البداية على الأفلام المتحركة التجارية للاستخدامات المنزلية، وبعد استخدام النظام الرقمي زاد نقاء الصورة وصفاؤها، وفي سنة 1982 استخدم نظام الليزر في الكمبيوتر، وأدّى إلى ظهور الاسطوانات المدمجة (CD-ROM)، فزادت سعه الفيديو ديسك، وأصبح لديه القدرة على تخزين معلومات مصورة أكثر من ذي قبل ثم ظهرت الاسطوانات المدمجة التفاعلية cd-I، واصبحت متاحة تجارياً منذ عام 1922 0



ثم ظهرت محاولات الوحدة بين الفيديو ديسك والبطاقات الفائقة hyper card، التي ساعدت على تخزين صور ثابتة ومتحركة على الفيديو ديسك 0 وفي نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن العشرين بدأت بعض مشروعات الفيديو التفاعلي وبحوثه، ولكنه لم ينتشر في المدارس بسبب ارتفاع سعر الجهاز والديسكات0 فقد كشف المسح الذي أجراه مركز تكنولوجيا التعليم بجامعة هارفارد، سنة 1989، عن البدء بعشرة مشروعات في عشر ولايات أمريكية تحت اسم " pilot" وفي سنه 1999 كشف تقرير إحصائي عن وجود 30000 نظام فيديو ديسك تستخدم في التعليم 0
وفي بريطانيا، تعرف المُعلِّمون والمُتعلِّمون على إمكانات الوسائل التعليمية لأول مرة من خلال مشروع الفيديو ديسك التفاعلي"domes day project" وهو مشروع قومي واسع لجمع معلومات ووسائل متعددة عن المدارس والمجتمعات البريطانية، وسجلت على أسطوانات تفاعلية تلاه "برنامج الفيديو التفاعلي في المدارس IVIS" في الفترة من أكتوبر 1985 إلى مارس 1987، وأعدت فيه 8 حقائب تعليميه عن موضوعات مختلفة ثم تلا ذلك ستة مشروعات للمدارس الابتدائية والثانوية، ومشروعان لتدريب المُعلِّمين في أثناء الخدمة (محمد عطيه منتوجات تكنولوجيا التعليم 200).

 

الإمكانات التعليمية للفيديو التفاعلي:

  • يتمتع الفيديو التفاعلي بتكنولوجيا تتيح للمُتعلِّم مشاهدة تتابعات الفيديو "ثم طرح اسئلة بوساطة الكمبيوتر" وهنا يستقبل الكمبيوتر ويدخل استجابات المُتعلِّم ويعمل على تقسيمها ثم يدخل تغذية راجعة وتعزيزاً فورياً مع الاحتفاظ باستجابة المُتعلِّم.
  • يتيح الفيديو التفاعلي للطلاب التعلُّم تبعا لقدراتهم الخاصة ويسمح بالإعادة والتعديل والمراجعة تبعاً للرغبة.
  • عند استخدامه وسيلة للشرح فإنّه يستطيع حث المُعلِّم على العمل بدرجة أكثر قربا من الطلاب وتقليل الحاجة إلى تكرار الشرح.
  • يستمتع به الطلاب حيث يقدرون قيمة الحافز المسموع والمرئي الذي يوفرهُ والطبيعة النشطة الفعَّالة لمشاركتهم بأنفسهم، أي أنّ الفيديو التفاعلي قادر على حفز الطلاب الذين يظهرون شغفاً باستخدام هذه الآلة المستحدثة، وهو يشكل بالنسبة إلى الطلاب وسيلة جديدة ومستحدثة مسلية وممتعة ويتعلَّمون منها أكثر مما يتعلَّمونه من الكتب.
  • يرى بعض المُعلِّمين أن الفيديو التفاعلي يزيد في القدرة على فهم المفاهيم الصعبة، كما أنّهُ يستطيع أن يوفر قاعدة بيانات حية لتعزيز المشروع والمناقشة وفى هذا التطبيق يمتلك الفيديو التفاعلي مزايا تزيد على مزايا الموارد التقليديَّة بسبب سرعته فى استرجاع المعلومات وحجم قواعد البيانات.
  • يوفر الفيديو التفاعلي مرونة السيطرة حيث يمكن استخدام الدليل للاستجابة للاتجاه الذي تتحرّك فيه المناقشة أو المشروع بدلا من توجيهه، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الجودة العالية للصور المرئيَّة تعني أنّه مصدر أكثر واقعيَّة من البرامج التعليميَّة للكمبيوتر.
  • تعطي الطريقة التفاعليَّة للفيديو الطلاب فرصة للسيطرة والمشاركة الإيجابيَّة وتعني التفاعليَّة وتجاوب المُتعلِّم مع مُكوَّنات البرنامج وهي تسمح بمراعاة قدرة المُتعلِّم على اختيار الموضوع الذي يبحث عنهُ لاهتمامهُ به والانتقال إلى قوائم اختيارات أكثر تحديداً.
  • يحوز الفيديو التفاعلي تأثيراً مرئياً يجعل التعلُّم جذاباً للطلاب كما أنّه يوحي للمُعلِّمين بأنّه قد يجنى فوائد ملحوظة للفصل الدراسي، ومع ذلك فإنّ الفيديو التفاعلي قد تم إظهاره على أنّه إمكانيّة مورد تعليمي معمم.
  • يوفر الفيديو التفاعلي فرصة التعلُّم البناء لأنّه يدعم بعض العمليات المعرفيَّة الضروريَّة للتعلُّم كذلك الجوانب الفعَّالة للحفز والمتعة.
  • تشجع التكنولوجيا التفاعليَّة الطلاب على الملاحظة المشتركة والتحليل الوثيق.
  • تحفز التكنولوجيا التفاعليَّة الطلاب إلى المثابرة واتخاذ اتجاه تناول علمي للبحث (الاستقصاء).
  • تساعد التكنولوجيا التفاعليَّة صغار الأطفال على تركيز انتباههم خلال مدة طويلة لإحراز تقدم جيد فى مجال المفاهيم الصعبة.

العوامل التى تساعد على زيادة فاعليَّة الفيديو التفاعلي:
أُجريت دراسات عديدة حول محاولة زيادة فاعليَّة الفيديو التفاعلي فى تحسين التعلُّم، وفى تعلُّم حل المشكلات والمهارات فوق المعرفيَّة وتوصلت هذه البحوث إلى عدة عوامل تساعد على زيادة فاعلية الفيديو التفاعلي وأهمها:

  • أنّ التكامل بين صورة الفيديو والمواد المُقدِّمة من خلال الكمبيوتر ينبغي لها أن تُزوّدنا بشكل مثالي وحقيقي للمهمات التعليميَّة التي تعمل على تقديم المعلومات والمهارات من خلال مواقف الحياة الواقعيَّة.
  • ينبغي لها أن يتضمَّن البرنامج خطة عمل تهدف إلى توجيه محاولات الطلاب نحو مزايا المُتعلِّم المطلوب تعزيزها.
  • أنّ الأنشطة التوجيهية تفيد فى حالة غياب استراتيجيات ضمنية أخرى في البرنامج وأنّ الجمع بين أكثر من استراتيجية توجيهية يشتت الانتباه ويقلل الفاعليَّة.
  • أن يزود البرنامج المُتعلِّمين بالرجع الدائم كجزء من المهمة ذاتها.
  • ينبغي لها إسداء نصائح توجيهية وإرشادية إلى المُتعلِّمين ولكن ذلك قد يكون قليل الفائدة ما لم نضع في الحسبان نتائج استجاباتهم لتقديم التوجيهات المناسبة لهم.
  • أنَّ ذكر الأهداف في مُقدِّمة البرنامج يساعد على الاستدعاء اللفظي للمعلومات ولكنه لا يساعد على تعلُّم القاعدة.
  • ينبغي تكليف المُتعلِّم بالتحاور النشط مع المواد التعليميَّة المُقدِّمة وإعطائه درجة مناسبة من الحريَّة للتحكم بعملية التعلُّم.
  • أنّ مقدار التحكُّم الذي يعطى للمُتعلِّم يتوقف على قدرات المُتعلِّمين الأوليَّة.
  • يفيد تكرار التدريب من خلال الفيديو التفاعلي في تعلُّم المهمات المعرفيَّة ذات المستويات الدنيا.

وعلى الرغم من أنّ هذه المعلومات قد طُبّقت على دراسات الفيديو التفاعلي إلّا أنّها لا تصلح للتطبيق على أنواع الوسائل التفاعليَّة الأُخرى.

الفرق بين الفيديو التفاعلي والوسائط المُتعدِّدة:
يختلف الفيديو التفاعلي عن الوسائط المُتعدِّدة حيث إنّ الوسائط المُتعدِّدة التي يتمُّ من خلالها عرض الصوت والصورة ومشاهد الفيديو والأطر الثابتة والرسوم والصوت كل ذلك على شاشة عرض واحدة ويتنقّل المُتعلِّم ذهنياً بين هذه الوسائط.

بينما الفيديو التفاعلي يقوم على عرض لقطات فيديو مجزأة كل منها على شاشة مستقلة أي أنّ العرض يعتمد نظام الشاشات المُتعدِّدة لعرض العناصر المختلفة بالإضافة إلى أنّ الكمبيوتر يتيح الفرص للتفاعل الذى يمنح المُتعلِّم القدرة على التحكُّم والتعلُّم وفقا لسرعته الذاتيَّة وبالطرائق التي تناسبه.

وعليه يمكن القول إنّ الفيديو التفاعلي هو برنامج فيديو مقسم إلى أجزاء صغيرة وهذه الأجزاء تتألف من محكات متتابعة وأطر ثابتة وأسئلة وقوائم بينما تكون استجابات المُتعلِّم عن طريق الحاسوب هى المُحدَّد لعدد التتابع لمشاهد الفيديو وعليها يتأثر شكل وطبيعة العرض.

خصائص الفيديو التفاعلي:

  1. التحكُّم الذاتي من خلال عرض للفيديو والحاسوب في أثناء التعلُّم.
  2. التفاعليَّة حيث يقوم المُتعلِّم باستجابات في أثناء التعلُّم أي المشاركة النشطة مع مراعاة مستويات التفاعليَّة وهي:
    • التفاعل المباشر.
    • التوقف والانتظار.
    • التحكُّم.

مميزات الفيديو التفاعلي:

يمكن استخدامه لتقديم نماذج مماثلة للمواقف التعليميَّة عن طريق المحاكاة  simulation

  1. توفير التفاعل بين المُتعلِّم والفيديو باللغة المناسبة.
  2. يمكن للمُتعلِّم طرح الأسئلة وتوفير أساليب التقويم الذاتي.
  3. إمكانية متابعة المادة التعليميَّة أو البرنامج من وقت إلى آخر.
  4. إثارة اهتمام الطلاب من خلال المؤثرات الصوتية والضوئية والحركيَّة.
  5. يمكن استخدامه بصفته نظام عرض حيث يعرض المادة بصورة مكبرة وتوفير زمن التعلُّم.
  6. يمكن استخدامه مصدراً للمعلومات ونظم المحاكاة وأداة لحل المشكلات ولغة الحوار والألعاب التعليميَّة.
  7. وسيلة لتحقيق التعلُّم المستقل.
  8. الإعادة والتركيز والحفظ بسهولة.
  9. يسمح للطالب بطرح وجهة نظره.
  10. يمكن استخدامه أداة لحل المشكلات من خلال برامج مُعدَّة تدرب الطلاب على مواجهة المشكلات وإيجاد الحلول الملائمة لها.
  11. يستخدم فى عرض المحاضرات.
  12. يستخدم كقاعدة بيانات مُتعدِّدة الأبعاد فى شكل ملفات سمعية أو صور أو نصوص.

عيوب الفيديو التفاعلي:

  1. قد تقتصر العملية التعليميَّة على العرض الآلي فقط.
  2. تلف الأجهزة الوسيطة لعرض المادة التعليميَّة.
  3. حدوث أعطال خارجية.
  4. ارتفاع كلفة العرض والبرمجة فى مقابل العائد.
  5. عدم توافر مُعلِّم أو فني متخصص لاستخدام الأجهزة وتشغليها وصيانتها.

مُكوَّنات الفيديو التفاعلي:
تشمل أنظمة الفيديو التفاعلي المُكوَّنات الآتية:

  1. الأجهزة التعليميَّة.
  2. إدارة المعلومات.
  3. برامج الفيديو التفاعلي.

من موقع منتدى أعضاء تكنولوجيا التعليم العرب

الكاتب : محمد غريب احمد غريب