الفوارق بين تعليم الصغار وتعليم الكبار

نموذج تعليم الصغار: تعليم الصغار هو ذلك النشاط الذي يتم فيه وضع المسؤوليَّة كاملة بين أيدي المُعلِّم ليُقرِّر من يتعلَّم؟ وماذا ومتى يجب أن يتعلَّم؟ ويكون دور التلاميذ في نموذج تعليم الصغار كدور المستقبل الخاضع لتوجيهات المُعلِّم وما يتلقاه من معلومات. لقد أفترض هذا النموذج أن الصغار شخصيات اعتماديَّة وأنهم يمتلكون خبرات قليلة تؤهلهم لاستخدامهم كموارد في التعليم وأنهم أصبحوا على استعداد لتعلم ما يقال لهم لكي يستطيعوا الانطلاق إلى مراحل متقدمة وأن وعيهم للتعلُّم يجعلهم يتمركزون ويجتمعون حول المحتوى الذي تقدمه الدروس، فهم مدفوعون بتأثير الضغوط الخارجيَّة عليهم أو المكافآت التي تمنح لهم، لأن الوسيلة الأساسيَّة في تعليم الصغار تعتمد على تقنيات نقل المعلومات.




نموذج تعلُّم الكبار:

تعلُّم الكبار هو ذلك النشاط المُخصَّص للكبار، أو المجهود الذي يبذله الفرد من أجل النمو الذاتي والهادف، وهو يمارس دون ضغوط رسميَّة ولا يكون مرتبطاً بشكل مباشر بوظيفة. فعندما بدأ تعلم الكبار بصورة مُنظَّمة في الربع الأول من القرن العشرين كان النموذج الوحيد أمام معلمي الكبار هو نموذج تعليم الصغار، وكانت النتيجة أنه إلى وقت قريب كان يتم تعليم الكبار كما لو أنهم أطفال. هذا هو ما يسوّغ المتاعب العديدة التي لاقاها معلّمو الكبار مثل النسبة العالية للتخلف الدراسي وقلة الحافز والأداء السيئ لذلك بدأ الجدال حول نموذج تعليم الصغار في أنه ربما لا يكون مناسباً لتعليم الكبار. وأقترح احدهم أن الكبار يتعلَّمون بشكل أفضل إذا اشتركوا بأنفسهم في تحديد متى وكيف وماذا يتعلَّمون. ولكن حتى الخمسينيات لمّا يكن قد بدأ بعد البحث التجريبي عن تعليم الكبار ولم تكن الاختلافات بين الصغار والكبار في مجال التعليم قد ظهرت بصورة جادة. وكانت دراسة أخرى قد أظهرت أن الكبار في الحقيقة يندمجون في التعلُّم بإرادتهم خارج نطاق التعلُّم الرسمي أكثر من اندماجهم في البرامج التوجيهية وأنهم في الحقيقة أيضاً يوجهون أنفسهم بأنفسهم بوصفهم متعلمين.

 

ماذا نعرف عن الكبار في حال كونهم مُتعلِّمين؟

  1. يحتاج الكبار إلى معرفة لماذا يتعين عليهم تعلُّم شيء معيّن.

ولذلك فإن من المهام الأولى لمعلم الكبار تنميَّة "الحاجة إلى المعرفة" عند المُتعلِّمين بأن يُوضِّح قيمة ما يتعرضون له في حياتهم وأدائهم وعلى المُعلِّم على الأقل أن يثبت هذا بوساطة الاستشهاد من خبرته أو خبرة أحد الناجحين في هذا المجال والأفضل من ذلك أن يقدم خبرات حقيقيَّة أو مشابهة تمكن المُتعلِّمين من معرفة الفوائد في أن يعرفوا وما يمكن أن يفقدوه إذا لم يعرفوا.

 

  1. لدى الكبار حاجة عميقة إلى أن يوجهوا أنفسهم بأنفسهم.

تعريف علم النفس "للراشد" هو أنه ذلك الذي حقق مفهوم الذات بحيث إنه مسؤول عن حياته واتخاذ قراراته وتحمُّل نتائجها. عندما نصل إلى هذه النقطة من امتلاكنا "مفهوم الذات" فإن الحاجة إلى أن نُعامل بكوننا راشدين من قِبَلِ الآخرين، تنمو داخلنا ونحتاج إلى أن نُعامل على أننا قادرون على تحمُّل مسؤوليَّة أنفسنا.

 

  1. الكبار لديهم حجم أكبر ونوعيَّة مختلفة من الخبرة عما يمتلكه الصغار.

كلما عشنا أطول كانت خبرتنا أوسع وأعمق تراكمت خبرات مُتنوِّعة لدينا، وهذا المخزون الكبير من الخبرة يؤثر في التعلُّم بطرائق مُتعدِّدة أهمها:

  • يأتي الكبار إلى الموقف التعليمي بخبرية خلفية من الخبرة التي هي في ذاتها مورد غني لتعلمهم هم بأنفسهم ولتعلم الآخرين، لهذا ففي تعلم الكبار تأكيد أكثر على استخدام طرائق التعلُّم المستندة إلى الخبرة مثل المناقشات وتمارين حل المشكلات أو الخبرات الحقلية.
  • لدى الكبار قاعدة أوسع من الخبرة التي يربطون بها الأفكار الجديدة والمهارات ويعطونها معنى أكثر غنى وخصوبة.
  • من المتوقع أن مجموعة من ا لكبار، خاصة إذا كانوا في أعمار مختلفة سيكون لديهم اختلافات كثيرة في الاهتمامات والقدرات وأنماط التعلُّم بدرجة أكبر مما لدى الصغار.

مجموعات الكبار هي إذاً مجموعات غير متجانسة مما يتطلَّب اهتماماً أكبر بالتعلُّم والتوجيه الفردي.

 

نظريَّة تعليم الصغار:

ترتكز نظريَّة تعليم الصغار على المبادئ الآتية:

  • الصغار يتقبلون ما يقال لهم من معلومات دون تردد.
  • الصغار لديهم المقدرة على التعلُّم بالإنصات السلبي.
  • الصغار لا يحتاجون إلى ربط خبراتهم السابقة بمعارف ومهارات جديدة.
  • الصغار لا يحتاجون إلى أن يكون لهم دور في إدارة العمليَّة والتحكُّم ببيئة التعلُّم.
  • الصغار لهم المقدرة على تعلم أشياء قد لا يستخدمونها البتّة.

 

نظريَّة تعليم الكبار:

ترتكز نظريَّة تعليم الكبار على المبادئ الآتية:

  • الكبار يتعلَّمون بالتطبيق والمشاركة.
  • الكبار يملون عند الجلوس بشكل سلبي فترات طويلة.
  • الكبار ليس لهم المقدرة على الإنصات السلبي فترة طويلة.
  • الكبار لا يقبلون أفكار وخبرات الآخرين بسهولة فهم يميلون إلى أن يكونوا شكاكين.
  • الكبار يتعلَّمون بسهولة الأشياء التي تفيدهم.
  • الكبار يتعلَّمون بشكل أحسن عندما يكون لهم بعض التحكُّم في بيئة التدريب.
  • الكبار يتعلَّمون الأشياء الجديدة التي يمكن ربطها بخبراتهم السابقة.

 

الفوارق بين تعليم الصغار وتعليم الكبار:

هناك مفاهيم أساسيَّة لتوضيح الفوارق بين تعليم الصغار وتعليم الكبار كما هو مُوضَّح بالجدول الآتي:

 

الفوارق بين تعليم الصغار والكبار:

وجه الموازنة

منهج تعليم الكبار

(التعليم الذاتي)

منهج تعليم الصغار

(التعليم اعتماداً على مُعلِّم)

شخصيَّة المُتعلِّم

مستقلة

تابعة

الخبرة

أحد مصادر المعرفة

مرحلة بناء الخبرة

التركيز

على المشكلة أو القضية

على المادة الدراسيَّة

الحافز/ الدافع

داخلي / ذاتي

خارجي (ثواب/ عقاب)

جو التعليم

غير رسمي، تقدير واحترام ومشاركة وتعاون

رسمي، سلطة المُعلِّم، جو تنافسي

تحديد الاحتياجات

بالمشاركة

بوساطة المُعلِّم

تحديد الأهداف والتخطيط

بالمشاركة

بوساطة المُعلِّم

الأساليب التعليميَّة

تعتمد على الخبرة

تعتمد على نقل المعرفة

التقويم

بالمشاركة

بوساطة المُعلِّم

الفترة الزمنيَّة

يستمر مدى الحياة

ينتهي بمرحلة معينة

 

دليل المعلم - Fao