الفرق بين تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا التدريس

تكنولوجيا (Technology) تتكوَّن كلمة تكنولوجيا وهي كلمة إغريقية قديمة من مقطعين هما (Techno) وتعنى المهارة أو الفن، والمقطع الثاني (Logy) وتعنى علم أو دراسة، ولذلك فإنّ كلمة تكنولوجي تعنى لغوياً علم المهارة أو الدراسة العلميَّة للمهارة. والمعنى الاصطلاحي لكلمة تكنولوجيا (Terminology) الطريقة العلميَّة لإنجاز عمل بدرجة عالية من المهارة والإتقان.

 



ويتضمَّن هذا المصطلح "تكنولوجيا" مفهومين رئيسين هما:

  1. مفهوم العمليات (Processes).
  2. مفهوم النواتج (Product).

 

فالعمليات التي يقوم بها الشّخص من ملاحظة واستنتاج وقياس وتنبُّأ من عمليات العلم الأساسيَّة هي عمليات تكنولوجيَّة في الأصل. أمّا النواتج التكنولوجيَّة فهي الأدوات والأجهزة والمعدات والوسائل التي نتجت عن عمليات تكنولوجيَّة، ويدخل ضمن هذا المفهوم أيضاً البرمجيات على أنّها منتجات تكنولوجيَّة مُتطوِّرة.

وقد عُرّبت كلمة تكنولوجيا لتصبح التقنيات، وسوف نستخدم في هذا العرض مفهوم تكنولوجيا لتعنى التقنيَّة أو العكس.

 

تكنولوجيا التدريس (Instructional Technology) 

يرتبط مفهوم تكنولوجيا التّدريس بمفهومٍ أوسعَ وأعم، وهو تكنولوجيا التعليم (Educational Technology) ويتناول مفهوم تكنولوجيا التعليم كلّ عمليات التعليم والتعلُّم والظّروف المتصلة بها في ضوء أهداف المُقرَّر الدراسي، بمعنى أنّها عمليَّة تشمل الأفراد والأساليب والأفكار والأدوات والتنظيمات المختلفة لتحليل مشكلة وابتكار حل وتنفيذه وتقويمه.

 

في حين أنّ تكنولوجيا التدريس تطبيقٍ منهجيٍّ مُنظّم لاستراتيجيات وطرائق التدريس داخل قاعة الدرس، ومن ثم يشمل ذلك كل ما يقوم به المُعلِّم داخل غرفة الدرس من أعمال إداريَّة، تدريسيَّة، تقويمية.

 

ومن ثُمّ فإنّنا نرى أنّ مفهوم تكنولوجيا التدريس هو منظومة مُكوَّنة من عناصر العمليَّة التدريسيَّة الأربع وهي:

  1. الأهداف.
  2. التدريس.
  3. مصادر التعلُّم.
  4. المخرجات التدريسيَّة.

وإذا مثّلنا ذلك بشكلٍ تخطيطيٍّ فقد يستغرق وقتاً ما، وقد يرى البعض أنّ تكنولوجيا التدريس تعني استخدام الوسائط التكنولوجيَّة (الكمبيوتر، الإنترنت) أو ما قد يسميه البعض آلة التدريس، والحقيقة أنّ ذلك ليس صحيحاً، فأنت عندما تستخدم الميكروسكوب العادي لرؤية قطاع عرضي في ساق نبات فإنّ العين المُجرَّدة لا تستطيع رؤية ذلك القطاع العرضي، ولا ترى النّواة أو مُكوَّنات الخلية، ومن ثمّ فإنّ الميكروسكوب العادي هو وسيط تعليمي يعطي للعين الإنسانيَّة إمكانات تكنولوجيَّة لترى ما لا يستطيع رؤيته بالعين المُجرَّدة، إنّ الآلة هي جزءٌ من عمليات التدريس وقدرة المُعلِّم على استخدام هذه الآلة وتلك الأداة في تحسين رؤية الطلاب وفهمهم الأعمق للمعلومات وتمكينهم من الاستنتاج والقراءة الذكية للفكرة هو صلبُ تكنولوجيا التدريس. وعلى ذلك فإنّ منظومة تكنولوجيا التدريس لا تتضمَّن فقط الآلات بل سميّناها مصادر التعليم التي يستخدمها المُعلِّم في تحقيق أهداف معينة من خلال طرائق تدريس مُحدَّدة للوصول إلى مخرجات تعليميَّة لدى المُتعلِّم، وترتبط كل تلك العناصر الأربع بالمُتعلِّم بأسهم تتفاعل وتتداخل بعضها في بعضها الآخر ويهيمن عليها المُتعلِّم أو القائم بالتدريس أياً كان مستواه والفنيون المساعدون وهم الموارد البشريَّة في العمليَّة التدريسيَّة.