العوامل المؤثرة في التعلُّم (Factors of Learning)

من العوامل المؤثرة في عمليَّة التعلُّم النضج، والحاجات والدوافع، الاستعداد، والقدرات العقليَّة، والخصائص الانفعاليَّة، والممارسة والخبرة، والتنظيم، ومستوى الطموح، والتعزيز، والتغذية الراجعة، وغيرها. وسنتناول بعضها بإيجاز:

 



  1. النضج (Maturation)

يشير مفهوم النضج إلى جميع التغيُّرات الداخليَّة والخارجيَّة التلقائية المتتابعة التي تطرأ على الكائن الحي والناتجة عن المخطط الجيني الوراثي للفرد، وعن العوامل العضوية والفيزيولوجية، والتي تؤدي إلى ظهور أنماط سلوكيَّة دونما حاجة إلى أي عامل خارجي. والسلوكيات الناتجة عن النضج كثيرة مثل: الحبو والوقوف والمشي عند الأطفال، وتكمن أهمية النضج بالنسبة إلى التعلُّم في أنه يحدد إمكانات سلوك الفرد، وفي ضوئه يمكن التنبؤ بمدى نجاحه في تعلم مهارة أو خبرة مُحدَّدة.

 

  1. الاستعداد (Readiness)

الاستعداد حالة من التهيؤ النفسي والجسمي بحيث يكون فيها الفرد قادراً على تعلم مهمة أو خبرة ما. (الزغول) وعرفه (بنجهام) بأنه حالة أو مجموعة من الصفات الدالة على قابلية الفرد، مع شيء من التدريب، على اكتساب المعلومات أو المهارات أو مجموعة من الاستجابات مثل: التحدُّث بإحدى اللغات، أو القدرة على الأداء الموسيقي، أو حل المسائل الرياضيَّة.... إلخ. وعرفه (آهمان) بأنه إمكانات الفرد لتعلم مهارة معينة عندما يزود بالتعليم المناسب.

 

ويتجلى الاستعداد في الإنجاز المحتمل، وليس في الأداء الفعلي. فالاستعداد يعد خطوة تمهيدية سابقة لظهور القدرة. فقد تتوافر له أسباب التفتح والنضج، فيتبلور في قدرة عامة أو خاصة ويتجسد في أداءات وإنجازات، وقد تحول بعض العوامل دون ظهوره وفي هذا خسارة جسيمة وحرمان الفرد من الاستفادة من طاقة يملكها، لكنه لا يحسن استثمارها وتوظيفها لتحقيق مزيد من النمو والتطوُّر.

 

ويرتبط الاستعداد بعوامل النضج والتدريب. فالنضج يوفر الإمكانات والقابليات التي من شأنها أن تثير الاستعداد لدى الأفراد لتعلم مهارة معينة، في حين يعمل التدريب على تطوير الاستعداد وتحفيزه لديهم.

بعض العلماء عمد إلى ربط الاستعداد بالعمر الذهني وهناك من ربط الاستعداد بحالة التهيؤ النفسي والحالة المزاجية التي يمر بها الفرد. ومن هؤلاء ثورنديك، إذ يرى أن الاستعداد يتوقف على حالة الوصلات العصبية من حيث قابليتها للتوصيل أو عدم التوصيل، ويرى أنّ الاستعداد يتخذ ثلاثة أشكال هي:

  • عندما تكون الوصلة العصبية مستعدة للتوصيل ويوجد ما يسهل عملها، فإن التعلُّم يحدث.
  • عندما تكون الوصلة العصبية مستعدة للتوصيل ويوجد ما يعيق عملها، فإن التعلُّم ربما لا يحدث.
  • عندما تكون الوصلة العصبية غير مستعدة للتوصيل وتجبر على ذلك، فإن التعلُّم لا يحدث.

 

  1. الدافعيَّة (Motivation)

وتعرف الدافعيَّة بأنّها حالة توتر أو نقص داخلي تستثار بفعل عوامل داخليَّة (كالحاجات والميول والاهتمامات) أو عوامل خارجيَّة (كالمثيرات التعزيزية الخارجيَّة: البواعث)، بحيث تعمل على توليد سلوك معين لدى الفرد وتوجه هذا السلوك وتحافظ على ديمومته واستمراريته حتى يتم خفض الدافع.

 

  1. التدريب والخبرة (Experience)

ويتمثل عامل التدريب في فرص التفاعل التي تتم بين الفرد والمثيرات الماديَّة والاجتماعيَّة التي يتعرض لها في البيئة.

 

المراجع:

منصور علي: التعلُّم ونظرياته. مديرية الكتب والمطبوعات الجامعيَّة، منشورات جامعة تشرين، اللاذقية، (1421هـ-2001م).

 

الزغول، عماد: نظريات التعلُّم. دار الشروق، عمان - الأردن 2003م.