الطباعة في التعليم عن بُعد، باري ويلز

لماذا الطباعة؟
تُعَدُّ الطباعة الأساس في عمليَّة التعليم عن بُعد والأصل الذي انبعثت منه كل طرائق التعليم الأخرى. وتُعَدُّ الدراسة بالمراسلة أولى طرائق التعليم عن بُعد، حيث كانت المواد المطبوعة ترسل إلى الطلاب وتستقبل منهمعن طريق البريد. وعلى الرغم من استمرار التطوُّر التكنولوجي في الأدوات المتاحة لطرائق التعليم عن بُعد، فقد بقيت الطباعة عنصراً مهماً في جميع برامج التعليم عن بُعد.



ميزات المواد المطبوعة

توفر المواد المطبوعة ما يأتي:

  • التلقائية: يمكن أن تستخدم المواد المطبوعة دون الحاجة إلى أدوات عرض معقدة.
  • شفافية التعليم: وسائل العرض يجب أن تعزِّز عمليَّة تصميم المحتوى ولا تعيقها، إذا كان الطالب يقرأ جيداً فإن المواد المطبوعة هي الوسيلة التعليميَّة الأكثر شفافية من غيرها.
  • توفير الجو الآمن: تُعَدُّ القراءة الأمر الطبيعي الثاني لمعظم الطلاب. لذلك يكون من السهل عليهم التركيز على المحتوى وذلك دون الشعور بالملل أو التشتت، من فعل القراءة نفسه.
  • سهولة الاستخدام: يمكن استخدام المواد المطبوعة في أي وقت وأي مكان يتوافر فيه ضوء مناسب، وذلك دون الحاجة إلى مصادر إضافيَّة مثل الكهرباء أو شاشة عرض أو غرف صفيَّة مُصمَّمة إلكترونيا بشكل خاص. ولسهولة نقل المواد المطبوعة أثر هام وبشكل خاص في المُتعلِّمين في المناطق الريفية التي يندر فيها توافر التكنولوجيا المُتقدِّمة.
  • سهولة التصفح والمراجعة: تمتاز المواد المطبوعة بأنها تحت سيطرة المُتعلِّم. لذلك يسهل على الطالب استطلاع المادة المكتوبة بسرعة والتركيز على الأجزاء التي تتطلَّب انتباهاً أكثر.
  • تدني التكلفة: تُعَدُّ الطباعة الوسيلة التعليميَّة الأقل كلفة. بالإضافة إلى كثرة الوسائل التي تتيح عمليَّة نسخ المواد المطبوعة وبكلفة قليلة.
  • سهولة التنقيح والمراجعة: مقارنة مع برامج الكمبيوتر المتطوِّرة، فإن تنقيح ومراجعة الطباعة يمتاز بالسهولة وقلة التكلفة.
  • اختصار الوقت: عند إنتاج المواد التعليميَّة المطبوعة يكون التركيز الأساسي على المحتوى (المضمون) وليس النواحي التقنية التي يحتاج إليها أسلوب العرض.

 

سلبيات المواد المطبوعة

  • الرؤية المحدودة للواقع: تُقدِّم المواد المطبوعة الطباعة، لاعتمادها الكلمات المكتوبة، وصورة ناقصة عن الواقع. وعلى الرغم من استخدام الشروحات المصورة والصور بطريقة ممتازة، إلَّا أن ذلك لا يسمح أبداً بتقديم صورة مُتحرِّكة في المادة المطبوعة.
  • الجمود: أثبتت العديد من الدراسات أن هنالك حاجة كبيرة إلى حافز قوي من أجل القدرة على إتمام برنامج دراسي يعتمد على مواد مطبوعة.
  • وإلى حد ما، فإنَّه من الممكن التغلُّب على صفة الجمود التي تتسم بها المواد المطبوعة، بتصميمات تعليميَّة تحفز الدارس إلَّا أنه تبقى أمامنا حقيقة أن قراءة الكتب أو العمل من خلال التمارين المكتوبة، تتطلَّب حافزاً أكبر مقارنة مع مشاهدة برنامج تلفزيوني أو المشاركة عبر برنامج للمحادثة الصوتيَّة حيث يقوم المُدرِّس بتشجيع الطلاب على التغذية الراجعة والتفاعل.
  • أحادية الاتجاه: حتى عندما تحتوي المواد المطبوعة على آليات التغذية الراجعة والتمارين التفاعليَّة إلا أنه يتبقى من السهل على المُتعلِّمين التوجه مباشرة إلى الجزء الخاص بالإجابات. وبغض النظر عن الأسلوب المتبع، فإنه وفي غياب المراجعة الذاتيَّة والتفاعل ستكون هنالك معاناة للمُدرِّس.
  • الاعتماد الكبير على مهارات القراءة: لقد ساهم التلفاز في تطوير مهارات الرؤية بشكل مقبول للطلاب عند سن الرابعة. هؤلاء الأطفال أنفسهم يخفقون في تطوير مهارات قراءة مناسبة قبل سن الثانية عشرة، وغالبا ما تحتاج مهارات القراءة إلى المتابعة والتطوير. إن النقص في هذه المهارات القرائية سيقلل فعاليَّة أفضل المواد التعليميَّة المطبوعة، لذا يجب التأكيد على إتقان مهارات القراءة حتى تتم الفائدة المتوقعة ويجب أن يتم التغلُّب على هذا النقص كلياً ليتم استخدام الطباعة بشكل فعَّال من قراءة المواد المطبوعة.

 

من قراءة المواد المطبوعة:

  • الكتب المُقرَّرة: والتي تُعَدُّ الأساس والمصدر الأول لمعظم برامج التعليم، كما هو دورها في التعليم التقليدي. ويجب أن تخضع هذه الكتب للتقويم ولمراجعة دقيقة قبل اعتمادها، ويُعدُّ هذا أمرا ضرورياً جداً في التعليم عن بُعد عندما لا يكون هنالك اتصال يومي بين المُدرِّس والمُتعلِّم.
  • أدلة الدراسة: والتي تستخدم من قِبَلِ المُتعلِّمين عن بعد من اجل تعزيز النقاط التي تم التعرض لها خلال الدرس وخلال وسائل العرض الأخرى. تشتمل هذه الأدلة على تمارين، وقراءات إضافيَّة ذات علاقة بموضوع الدرس ومصادر أخرى تتوافر للطالب.
  • كراسات العمل: تستخدم هذه الدفاتر في عمليَّة التعليم عن بُعد لغرض تقديم محتويات الدرس بشكل تفاعلي. قد يتكوَّن هذا الدفتر من مُلخَّص للدرس أو المواضيع التي سيتم دراستها مفردة أو عدة تمارين أو أمثلة عمليَّة للدارسين واختبارات قصيرة (مع مفاتيح إجاباتها) لغرض التقويم الذاتي. إضافة إلى ذلك، فهنالك عدة أشكال للتغذية الراجعة ومعالجة بعض الثغرات ولمراعاة الفروق الفرديَّة وإعادة تركيز الانتباه على المحتوى.
  • دليل المنهاج: يُعدُّ المخطط المتكامل والشامل للمبحث الدراسي الأساسي للعديد من برامج التعليم عن بُعد، حيث يشتمل على الأهداف، ومستوى الأداء المتوقع، ووصف للواجبات، ومطالعات ذات علاقة، ومعايير التقويم، ومراجعة يوميَّة للمادة التي تتم دراستها. ويجب أن يكون المخطط كاملاً إلى أقصى حد ممكن وذلك من أجل توجيه الطلاب خلال البرنامج ولتعويض النقص في الاتصال اليومي بين المدارس والطالب.
  • دراسات الحالة: وتُعَدُّ هذه أداة تعليميَّة فعَّالة جداً إذا كتبت بطريقة خلاقة. في الحقيقة، تُقدِّم دراسة الحالة عادة أمثلة عمليَّة حول مساوئ أسلوب المواد المطبوعة، حيث يتم تحفيز مخيلة الطلاب إلى تصور أنفسهم في وضع معين تتطلَّبه الحالة الدراسيَّة التي يتم تناولها. وفي الكثير من الحالات يقوم سيناريو الدراسة على المحتوى (المضمون)، حيث يتم طرح أسئلة وتقديم حلول بديلة ومن ثمَّ توجيه انتباه الطلاب إلى أجزاء مختلفة من المادة.

 

تصميم المواد التعليميَّة

تتَّسم الطباعة بأنّها وسيلة انتقال ذات اتجاه واحد، وهذا ما يخلق تحدياً يقوم على تصميم مواد تعليميَّة تزيد في عمليَّة التفاعل في التعليم عن بُعد، ويجب أخذ النقاط الآتية في الحسبان:

أسلوب الكتابة: أن يتم إعداد المواد التعليميَّة الخاصة ببرامج التعليم عن بُعد بلغة أقرب ما تكون إلى لغة التخاطب منها إلى لغة المجلات والكتب. ويمكن هنا أن نضع في الحسبان ما يأتي:

  • استخدام جمل قصيرة.
  • تجنب استخدام الجمل المركبة.
  • تجنب تقديم كم كبير من المعلومات في الجملة الواحدة.
  • استخدام صيغة المبني للمعلوم.
  • استخدام ضمائر المتكلم.
  • التناسب بين النقاط.
  • عرض الشروط بطريقة منفصلة.
  • تجنب تكرار النفي.
  • استخدام الصيغة المباشرة للهدف.
  • استخدام أمثلة معروفة.
  • الكتابة بأسلوب الكلام أي أن تبدو الكتابة كما في الحديث.
  • تجنب الكلام الصعب واستخدام المصطلحات التقنية عند الضرورة فقط.
  • وضع الجمل والفقرات في تسلسل منطقي: أولاً الأشياء التي تؤثر في عدة أمور، ثم تلك المؤثرة في أمور أقل، أولاً العام ثم الخاص أولاً المعطيات الدائمة ثم المؤقتة.
  • تجنب القوالب الأيدلوجية والجندرية.

 

تصميم المواد التعليميَّة

  • التركيز على تنظيم المحتوى قبل البدء بكتابته: يجب أن يتم وضع إطار للمادة المراد بحثها. عادة تكون المادة المطبوعة كثيرة الكلمات وذلك بسبب أن المؤلف يقوم بعمليَّة التخطيط والتنظيم والكتابة في الوقت نفسه. بدلا من ذلك، يجب أن يتم تنظيم المحتوى بالاعتماد على الأهداف. والتركيز بطريقة منهجية وخلاّقة على تنظيم تتابع المواضيع، كي يكون المخطط مُنظَّماً تنظيماً جيداً وتنساب منه المضامين بشكل سهل.
  • طرح مُقدِّمة للمادة: يجب إعداد مُقدِّمة مكتوبة للمادة بحيث تكون أول شيء يراه المُتعلِّم عن بعد. ويفضل أن تحتوي مُقدِّمة المادة على خلفية ذاتيَّة حول المُدرِّس، مُلخَّصاً للمادة، أهدافها وأغراضها، لائحة بالكتب والوسائل والمراجع التي قد يحتاج إليها المُتعلِّم، كالمعلومات عن الواجبات الدراسية والامتحانات ونظام التقويم.
  • المحافظة على ثبات الشكل: يمكن تخفيف قلق المُتعلِّم تجاه المجهول من خلال الثبات في أسلوب العرض التعليمي. وتطوير شكل فعَّال ومخطط تنظيمي للمادة والمحافظة عليه. كما يجب استخدام عناوين رئيسة وعناوين فرعيَّة كافية لتسهيل رؤية الطالب لها.
  • استخدام مُنظَّمات متطوِّرة: وهي وسائل تستخدم لربط المادة الجديدة بالمعلومات السابقة للمُتعلِّم وفق البنية المعرفيَّة للمادة. ويجب أن تمتاز هذه المُنظَّمات بطابع عام ومختصر نسبة إلى المادة التي يتم طرحها لاحقاً، كي تساعد المُتعلِّم على ربط الأجزاء والمفاهيم المختلفة للمادة الدراسيَّة بعضها بالبعض الآخر. ويجب وضع الأفكار الشاملة والعامة في مُقدِّمة الدرس ومن ثم المتابعة في طرح المعلومات التفصيلية.
  • استخدام الأمثلة: في الصفوف التقليديَّة، يُقدِّم المُدرِّس الأمثلة لتوضيح نقطة معينة يصعب على للطلاب فهمها. ونتيجة لغياب التواصل بين الطالب والمُدرِّس في برامج التعليم عن بُعد، يجب أن تشتمل المواد المطبوعة على العديد من الأمثلة الجيدة والحالات المشابهة. ويجب التأكُّد من أنَّ هذه الأمثلة تخاطب مختلف المستويات الثقافيَّة والعمرية وخبرات المُتعلِّمين.
  • تضمين أسئلة الفهم: إن وجود الأسئلة في المادة المطبوعة يُشجِّع المُتعلِّم على التفاعل والتعامل أكثر خلال عمليَّة التعلُّم عن بُعد. ويجب استخدام الأسئلة التي تهدف إلى قياس فهم المُتعلِّم بدلاً من الأسئلة التي تقوم على الحفظ غيباً.
  • إضافة قائمة المصطلحات: حيث تُلخص في هذه القائمة كافة المصطلحات الجديدة، خاصة التقنية، التي تحتويها المادة. ويتم تمييزها بخط طباعة واضح وعريض.

المصدر:
المدرسة العربية
ماهية التعليم عن بُعد-الدليل السابع بترخيص من د. باري وليز Barry Willis