التلفزيون التعليمي

المميزات التعليمية للتلفزيون



  1. يشترك التلفزيون مع السينما في انه يجمع بين الصوت والصورة والحركة وبذلك يضفي على الموضوع أبعاد من الحقيقة تقترب به ألي صفة الواقع التي تجعل من السهل على المشاهد فهم الموضوع. ويتميز على السينما والصحافة بقدرته على عرض الحداث وقت وقوعها وهي صفة الفورية التي تجعل المشاهد يعيش مع الأحداث فيزداد ما يتعلمه منها نتيجة لانفعالاته مع هذه الاحداث مثل مشاهدة رجال الفضاء وهم ينزلون بمركبة الفضاء على سطح القمر مثلاً.
  2. يسمح بالاستعانة بالعديد من الوسائل التعليمية المتنوعة في البرامج الواحد مثل عرض الأفلام والشرائح والتمثيليات وغيرها. التي لا تتوفر لمدرس الفصل في المرة الواحدة مما يؤدي ألي زيادة مستوي كفاءة البرنامج التعليمي ونوع الخبرة التي يقدمها.
  3. يقدم للمشاهد انماط ممتازة من الاداء نتيجة لتوافر وتعاون المتخصصين في المناهج وطرق التدريس والوسائل وعلم النفس والتصوير والإخراج التلفزيوني. ومن أمثلة هذه الأنماط الممتاز مشاهدة العلماء والمبرزون في مجالات التخصص المختلفة وطرق عرضهم للموضوع وأسلوبهم في تناول جوانبه المختلفة مما يترتب علية تحسين طرق التدريس واكتساب أساليب جديدة في العمل نتيجة لمشاهدة مثل هذه البرامج الممتاز.
  4. يربط المشاهد سواء في المدرسة أو في المنزل بعالم الحقيقة والواقع من خلال التصوير المباشر وعرض المشاهد الحية أو عن طريق البرامج المسجلة على وسائل الاتصال الأخرى مثل عرض البرامج المسجلة على الأفلام أو أشرطة الفيديو.
  5. ان صفة الواقعية لبرامج التلفزيون وارتباطها بالمشاكل اليومية للمواطن تجعلها محسوسة ومفهومة تتقبلها وتقبل عليها قطاعات كبيرة من المشاهدين تختلف من حيث العمر والجنس ومستوي التعلم. ويزيد من استمالة المشاهد وتعلقه بالتلفزيون تنوع أساليب العرض والإخراج التلفزيوني التي تجذب أجيالا مختلفة من المشاهدين الصغار والكبار على السواء مثل استخدام الرسوم المتحركة في تبسط المعلومات.
  6. يتيح تكافؤ الفرص لجماهير عديدة تعيش في أماكن متباعدة لا يسهل توصيل فرص التعليم اليها عن طريق إنشاء المدارس التقليدية. كما يمكن عن طريق التلفزيون معالجة المشكلات التعليمية مثل صعوبة توفير المدرسين والأجهزة والوسائل التعليمية.
  7. تمنح التلميذ فرصة الجلوس في الصفوف الأولي ومتابعة عرض المدرس عن قرب. فالملاحظ انه نظراً لازدحام الفصول والمدرجات لا يتيسر لكل تلميذ مشاهدة اجراء التجارب العلمية أو دروس التشريح مثلاً فيفوتهم الكثير من شرح المدرس ولكن يمكن عن طريق استخدام العدسات المقربة واللقطات القريبة توضيح وتكبير أدق المعلومات للتلاميذ الذين يجتمعون في مجموعات صغيرة حول أجهزة الاستقبال في حجرات الدارسة أو حجرات المعامل.
  8. يعمل على توفير الوقت والجهد للمدرس لتحسين العملية التعليمية. فالمدرس الذي يقوم بتسجيل دروسه على شريط الفيديو فانه يقوم بإعدادها اعداد وافيا قبل ذلك وهذا بالتالي يتيح له قضاء وقت أطول مع تلاميذه لمناقشة أعمالهم ومراجعة طريقته في التدريس وتحسين أدائه.
  9. يؤدي استخدام التلفزيون التدريس ألي إضافة جو من المتعة ألي عملية التدريس وتخرج بها عن المواقف التقليدية فتجعل التعلم أكثر تشويقا.
  10. يقدم التلفزيون مفهوم التدريس عن طريق الفريق في إطار جديد تلعب فيه الآلة مع الإنسان أدوارا محددة.

فمدرس الفصل الذي يستخدم برامج التلفزيون في تدريسه لا يتواجد في حجرة الدراسة بمفردة ولكن يشاركه العمل مدرس الاستديو من خلال هذا الجهاز الإلكتروني عندما يظهر على الشاشة التلفزيون. وبذلك يعمل كل منهما كأحد أفراد فريق واحد يقدم أفضل ما عنده من خبرات ويصبح لكل منهما مسؤولياته ووظائفه المحددة التي يباشرها داخل الإطار العام لاستراتيجية التدريس.

ويجدر بنا ان نؤكد ان التلفزيون التعليمي لن يقلل من قدر وأهمية مدرس الفصل ولكنه سوف يؤدي في كثيرا من الأحيان ألي تعديل وتغيير دوره في العملية التعليمية حسب الوظيفة التي يؤديها برنامج التلفزيون في إطار استراتيجية التدريس سواء إذا اعتبر المصدر الرئيسي للمادة العلمية أو اعتبر المصدر الإضافي لها.

وهكذا يؤدي استخدام التلفزيون ألي ترابط العمل بين أفراد الفريق الواحد ويدعوا الي تحديد وظيفة كل مدرس من مدرس الفصل ومدرس الأستديو والتلميذ.

نواحي القصور في التلفزيون يشترك التلفزيون احيانا مع غيره من الوسائل التعليمة في بعض هذه الحالات. ويتوقف القصور في التلفزيون الي حد كبير على طريقة تقديم البرامج واحراجه وكذلك على الطرق التي يتبعها المدرسون في الاستفادة منه.

  1. التلفزيون وسيلة اتصال في اتجاه واحد بمعنى انه لا يمكن للمشاهد
  2. أن يتبادل المناقشة مع مقدم البرنامج طالبا تفسير أحد نقط الموضوع أو اعادة شرحها وتوضيحها مما قد يفقد دروس التلفزيون متعة التفاعل والأخذ والعطاء وهي الصفات التي تغلب على الدروس التي يواجه فيها المدرس تلاميذه في حجره الدراسة. ولمدرس الفصل دور كبير في معالجة هذا القصور فمهمته أن يقوم بحصر ملاحظات المشاهدين حول البرنامج التعليمي ثم الاجابة عن الأسئلة المطروحة وتوضيح النقط الغامضة من الدرس وأعطاء الأسئلة المناسبة وربط دروس التلفزيون بخبراتهم السابقة.
  3. عدم امكان مشاهدة البرنامج قبل وقت الارسال أو اعادة عرضة عند الحاجة. ويمكن التغلب على ذلك بأعداد دليل المدرس لدروس التلفزيون توضح فيه وقت الارسال ومدة العرض وأهداف الدرس وطريقة سير مدرس التلفزيون في عرض الموضوع والتجارب التي يقوم بأجرائها وغير ذلك مما يتيح لمدرس الفصل أن يكون على علم تام بدقائق الدرس قبل مشاهدته. ويمكن عن طريق تسجيل البرنامج على أشرطة الفيديو اعادة عرضه.
  4. يؤخذ على دروس التلفزيون انها تسير بسرعة واحدة لا تتعدل حسب الفروق الفردية بين التلاميذ مما يحتم على التلاميذ أن يوائم سرعة تعلمه مع سرعة عرض الموضوع. والحقيقة أن هذه الصفة لا تقتصر على التلفزيون فقط فالكتاب والقلم وغيرها من الوسائل التعليمية تشترك مع التلفزيون هذه الصفة. والواقع ان مدرس الفصل أدري بالفروق الفردية بين تلاميذه ومهمته أن يقوم بتصميم الخبرات التعليمية تساند البرنامج التلفزيوني وتحقق أهداف الدرس.
  5. سلبية المتعلم بمعنى أن كثيرا من دروس التلفزيون تصغ المشاهد في موضوع (المتفرج) الذي لا يقوم بدور ايجابي في مناقشة المدرس. وبالرغم من السلبية الظاهرة الا أن التلميذ وهو يشاهد التلفزيون لا يكون في حالة سلبية كاملة. فهو يفكر ويقارن ويستوعب ويقوم بكثير من العمليات العقلية (الصامتة). ولكي نتيح قدرا أكبر من (الإيجابية) يجب اتباع بعض الأساليب المختلفة عند كتابة الحوار للبرامج التعليمية تحقق ذلك مثل اثارة الاسئلة والمشكلات التي تهم التلميذ وتكليفه ببعض الأعمال أثناء مشاهدة البرنامج مثل ترديد بعض العبارات بعد سماعها أو كتابة بعض البيانات في الكتاب المدرسي أو على خريطة صماء ثم مراجعة مدرس الفصل في ذلك.
  6. يتم في دروس التلفزيون اعداد المصادر التعليمية اللازمة للدرس ثم تقديمه. ويقوم بذلك عدد قليل من المدرسين الذين يشتركون في أعداد هذه البرامج وتقديمها بينما تعتمد الغالبية منهم على استقبال هذه البرامج في فصولهم فتقل على مر الأيام خبرتهم في تحضير الدرس واعداد الوسائل التعليمية لها وتقديمها وذلك لاعتمادهم على التلفزيون. ولذلك يجب ايجاد التعادل بين هذه الخبرات جميعها حتى يتم اعداد المدرس اعدادا متكاملا.
  1. ان صغر سطح شاشة التلفزيون نسبيا يجعلها في كثير من الأحيان غير قادرة على توضيح كثير من التفاصيل. ويمكن معالجة ذلك باستخدام أجهزة استقبال لها شاشات كبيرة،26بوصة مثلا أو زيادة عدد أجهزة الاستقبال أو استخدام بعض الأجهزة التي يمكن عن طريقها عرض البرنامج التلفزيوني على شاشة كبيرة توضع أمام التلاميذ مثل العرض عن طريق أجهزة الفيديو.
  2. زيادة اعتماد التلاميذ على التلفزيون التعليمي قد يخلق خيلا يقل فيه اكتساب الخبرات عن طريق العلاقات الشخصية بين المدرس والتلميذ فيصبح كما يقال عنه (جيل التلفزيون) الذي يتعلم من هذه الوسيلة في البيت والمدرسة على السواء. وقد أثارت هذه الملاحظة كثيرا من التساؤلات عن نوعية الاتجاهات والعادات والقيم التي يكتسبها التلميذ عن طريق التلفزيون ومدى صلتها بالقيم السائدة في المجتمع أو التي تعمل المدرسة على تأكدها. والحقيقة أن الأمر لا يتعلق بالجهة التي تقوم بالتدريس: التلفزيوني أم المدرسة؟ ولكنها تتعلق بالتوازن بينها جميعا. وتصبح المشكلة أعم وأشمل لأنها تتعلق باستراتيجية التعليم بأسرها التي تشمل الأهداف – والطريقة – وحجرة الدراسة- والوسائل التعليمية وغير ذلك بحيث يتم التوازن بين عنصرها جميعا فيصبح المدرس والبرنامج التلفزيوني أحد عناصر هذه الاستراتيجية.