التعليم في المجتمعات المتخلفة ما بين مطرقة الثقافة الاستبدادية وسندان التقليدية

مقدمة: تعيش المنطقة العربية حالة شديدة من التأخر العلمي والحضاري والمعرفي، ولعل ما كشفه التقرير المعرفي الأول في الوطن العربي من مؤشرات رقمية يوضح بلا مواربة مدي تأخر وتخلف الأمة العربية في المجال المعرفي. ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن هو البحث عن أسباب تدهور العملية التعليمية والتربوية في تلك المجتمعات المتخلفة لأن التعليم هو المحور الأساسي الذي يمكن أن تدور حوله مشاريع إعادة إحياء كيان الأمة.

 



ينطلق هذا المقال من فرضيتين أساسيتين هما:

  1. أهم أسباب التخلف التعليمي هو هيمنة الثقافة الاستبدادية على تلك المجتمعات.
  2. إتباع نمط التعليم التقليدي سواء في تحديد الغايات العليا للتعليم أو في تحديد طرق التعليم المتبعة ويشكل ذلك السبب الثاني من أسباب تخلف العملية التربوية والتعليمية.

لنبدأ المقال إذاً بتعريف ماهية الثقافة الاستبدادية وأهم خصائصها ومردودها السلبي على العملية التعليمية.

 

 أولاً: التعليم والثقافة الاستبدادية:

أصل كلمة الثقافة من ثَقِفَ الشيء أي أقام المعوج منه وسوّاه. وثَقَّفَ الإنسانَ أي أدبه وهذبه وعلمه. ومن هنا فإن الثقافة هي العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها.

 

لكن ما نقصده بالثقافة هنا هو مجموعة الأنظمة المعرفية التي يشترك فيها عدد كبير من الناس. والنظام المعرفي يشتمل على الكثير من العناصر مثل القيم والمعتقدات والسلوكيات والخبرات الجماعية التراكمية...الخ. وتتمظهر هذه الثقافة في عدد من البنود أهمها:

  • الرموز: وهى كلمات أو ايماءات محددة أو صور أو مواضيع محددة تتمحور حولها ثقافة المجتمع ولها قابلية للتبدل والتجدد المستمر.
  • الأبطال القوميون: الحقيقيين أو المتخيلين الذين يعيشون فى الماضي أو الحاضر ويمثلون القيم الرفيعة فى المجتمع.
  • الطقوس: وهى النشاطات الاجتماعية المتفق عليها مثل طريقة التحية وإظهار الاحترام للآخرين والاحتفالات والمناسبات الدينية والاجتماعية.
  • منظومة القيم: وهى جوهر الثقافة والتي تفرق بين الحق والباطل وبين الخير والشر.

تشكل كل هذه البنود  شكلاً إجمالياً لسلوكيات عامة متفق عليها في مجتمع ما.

 

أما الاستبداد فأصل الكلمة يرجع  إلي فعل استبد أي انفرد بالأمر. وإستبد بفلان أي غلبه فلم يقدر على ضبطه. والاستبداد لغةً: "غرور المرء برأيه والانفة عن قبول النصيحة أو الاستقلال في الرأي وفي الحقوق المشتركة... وهو في اصطلاح السياسيين هو تصرف فرد أو جمع في حقوق قوم بالمشيئة وبلا خوف تبعة". لكن ما نعنيه في هذا المقال هو الاستبداد الاجتماعي والذي يكون الاستبداد السياسي فرعاً أصيلاً متولداً عنه.

لعله من المدهش أن نعرف أن الاستبداد الاجتماعي في الدول المتخلفة ينتج بسبب هيمنة الإحساس بالنقص والقهر وفقدان السلطة والسيطرة على متغيرات الأحداث. فالرضوخ والقهر يمثلان الوجه الأخر للسيطرة والتسلط. لذلك فان من عادة التفكير في ظل الثقافة الاستبدادية أن تنحو نحو العنف قولاً أو فعلاً او شعورياً علي أقل الدرجات.

يشرح هذا الأمر بالتفصيل د. مصطفي حجازي قائلاً: "يعيش الإنسان المقهور في عالم من العنف المفروض..." لذا فهو [لا يجد من مكانة له في علاقة التسلط العنفي هذه سوى الرضوخ والتبعية، وسوى الوقوع في الدونية كقدر مفروض. ومن هنا شيوع تصرفات التزلف والاستلزلام والمبالغة في تعظيم السيد اتقاءً لشره أو طمعاً في رضاه...] و [بدل علاقة أنا، أنت التي تتضمن المساواة والاعتراف المتبادل بإنسانية الآخر وحقه في الوجود، ذاك الاعتراف الذي يشكل شرط حصولنا علي إنسانيتنا من خلال اعتراف الآخر بنا كقيمة إنسانية، بدل هذه العلاقة تقوم علاقة من نوع  أنا، ذاك. ذاك هو الشيء، هو الكائن الذي لا اعتراف به، بإنسانيته وقيمتها، أو بحياته وقدسيتها. بعدّه شيئاً يصبح كل ما يتعلق به أو ما يمت إليه مباحاً (غبن، اعتداء، تسلط، استغلال،قتل، الخ...) ذلك هو الإنسان المقهور، إنسان العالم المتخلف. علي العكس تتضخم ذاتية المتسلط بشكل مفرط يحتوي الآخر الشيء، ويجعله تابعاً له وأداة لخدمته في حالة من طغيان الأنوية".

 

خصائص المجتمعات المستبدة:

أهم ما يميز المجتمعات المستبدة هو وجود تراتيبية اجتماعية صارمة وهيكل هرمي للتنظيم الاجتماعي يمنع من إطلاق مفهوم المساواة الكاملة بين الناس. قد تتخذ هذه التراتيبية شكلاً إثنياً (تصبح عرقيات محددة أفضل من عرقيات أخرى) أو شكلاً اقتصادياً أو عائلياً توارثياً أو سياسياً. المهم هو أنّ التمييز بين الناس لا يتم بناء على معايير موضوعية كالكفاءة والخلق القويم...الخ.  وبسبب هذه التراتيبية تنشأ الأجيال علي الخضوع والانصياع التام للأوامر بدون القدرة على الجدال والمناقشة مع سيادة روح الخرافة وانحسار نمط التفكير الإبداعي والتواكل والمحسوبية والاعتماد علي الآخر وحل الإشكاليات بالعاطفة والنزوع نحو استخدام العنف اللفظي أو الجسدي لإنهاء المشاكل مع كراهية سماع أو نقاش الآراء المضادة وتحويل الاختلاف في الرأي إلي خلاف شخصي والمنافسة الأنانية القائمة على تضييق فرص الآخرين بدلاً من التعاون معهم.

وبدون أدنى شك إنّ مثل هذه الخصائص لا بد وأن يكون لها أعمق الأثر في العملية التربوية والتعليمية.

 

 خصائص التعليم في المجتمعات المستبدة:

تتفق خصائص التعليم في المجتمعات المستبدة تماماً مع خصائص ذلك المجتمع، لذلك تنحو إلى أن تكون العملية التعليمية قائمة علي محور السيد / التابع. فالسيد هنا هو المعلم الذي يعرف كل شيء عن أي شيء ولا يعطي التابعين (الطلاب) أي مجال للمناقشة والعصف الذهني والتفكير الإبداعي. لذلك فان واجب الطالب هو فقط حفظ وخزن المعلومة ثم استفراغها في آخر العام الدراسي على ورقة الامتحانات.

هذا الوضع يخلق اضطراباً في منهجية التفكير يتمثل في سوء التنظيم الذهني للواقع. "وتقترب الذهنية المتخلفة من الواقع وتتعامل معه دون خطة مسبقة ذات مراحل منطقية واضحة سلفاً. فالفوضى والعشوائية والتخبط والمحاولة شبه العمياء هي المميزة... وهكذا يخرج المجتمعون بعد نقاش طويل دون تكوين تصور واضح عن المسألة وإيجاد الحلول لها.

ويصبح هذا[هو النمط الشائع في التصدي للحياة بقضاياها اليومية] و [على المستوى الجامعي يلاحظ المرء مدى الصعوبات التي تعترض الطلاب من الناحية المنهجية، بل نجد الكثير من المؤلفين الجامعيين يفتقرون إلى الدقة والتنظيم المنهجي في كتاباتهم. إنّهم يذهبون في كل اتجاه، ويتحدثون عمّا يلائم وما لا يلائم الموضوع، ويقعون في التكرار، مما يجعل كتاباتهم أقرب إلي تكديس المعلومات منها إلي تنسيقها".

يكون هدف التعليم في هذه الحالة هو إعادة إنتاج الواقع الذي يكرس الهيمنة المستبدة ويخلق ما يعرف بالمجتمع الأحادي.

أضف إلي ذلك تتشتت النخب المتعلمة بعد تخرجها من المعاهد والجامعات. أو اختيار الهجرة (هجرة العقول المفكرة)، أو الانغماس في طلب المعايش. وحتي لو استطاع المتعلم امتلاك إمكانات عقلية ممتازة فإنّه يمكن أن يقابل بالإهمال لأنّ معايير الكفاءة ليست هي المعايير القياسية التي يعتمد عليها المجتمع في التدرج نحو أعلى  السلم الاجتماعي.

 

ثانيا: التعليم والتقليدية:

السبب الثاني وراء تأخر العملية التربوية هو ارتباط التعلم بالطرائق التقليدية سواء في رسم الأهداف أو اتباع الوسائل التعليمية.

ونقصد بالتقليدية أمرين:

  1. عدم القدرة علي خلق توافق بناء بين الأهداف التعليمية والقيم المجتمعية الإسلامية العليا.
  2. اتباع الطرائق التقليدية في التدريس والتعليم.

 

إنّ التعليم بشكله الرسمي الحالي هو صنعة أوروبية انتقلت إلينا إبان الاستعمار الأوروبي للقارتين الأسيوية والإفريقية بسبب تغلبهم علي هذه المجتمعات. وقد اتخذت الغلبة الأوروبية طابعين: " أحدهما الغلبة المعنوية والخلقية والآخر الغلبة المادية والسياسية.

 فأمّا الغلبة من النوع الأول فهي أن تتقدم أمة من حيث قواها الفكرية والعلمية تقدماً يجعل سائر الأمم تؤمن بأفكارها فتتغلب نظراتها على الأذهان وتستولي منازعها ومعتقداتها علي المشاعر وتنطبع بطابعها العقليات. فتكون (الحضارة) حضارتها (والعلوم) علومها و (التحقيق) ما تقوم به هذه و (الحق) ما هو عندها حق و(الباطل) ما تحكم هي عليه بأنه باطل. أمّا الغلبة من النوع الآخر فهي أن تصبح امة من شدة الصولة والبأس بعَد القوى المادية بحيث تعود الأمم الأخرى لا تستطيع أن تحتفظ باستقلالها السياسي إزاءه. فتستبد هذه بجميع وسائل الثروة عند تلك الأمم وتسيطر على تدبير شؤونها كاملة أو إلي حد ما" 

لقد كان من ثمرات الاستعمار الغربي أن صمم الأنظمة التعليمية في المجتمعات الخاضعة له بما يوافق أغراضه (استمرارية الهيمنة) وكذلك بما يتوافق مع قيم وأهداف المجتمع الغربي.

 

 السؤال الملح هنا هل تتوافق قيم المجتمع الغربي مع المجتمع الإسلامي؟

إنّ أي مجتمع من المجتمعات له صورة جماعية خاصة بها يصيغ كيانه ويحدد أهدافه وقيمه وتصوراته الذهنية عن الماضي والحاضر والمستقبل. والتربية والتعليم من أهم الأدوات التي تضمن بهما المجتمعات استمرارية كينونتها وأهدافها وقيمها. لذلك وجب أن يكون التعليم منبثقا منها ومعبراً عن الأهداف العليا للمجتمع. وهذا ما حدث في الغرب.

فعندما انتفض علماء الغرب على الكنيسة حدث صراع حاد بين حرية الفكر والزعماء الدينيين، الأمر الذي أدى إلى استبعاد الدين من مجمل مكونات الحضارة الغربية التي تحولت إلي حضارة مادية بحتة تسعى إلى زيادة رفاهية الإنسان عبر زيادة متعه المادية والحسية حتى "أن الإنسان تنحصر حياته كلها في هذه الدنيا وغايته النهائية أن يحقق رغباته الحيوانية في هذه الحياة بأكثر ما يكون من الجودة والكمال".

لأجل ذلك جاءت الغاية الكبري والدوافع من العملية التعليمية هو كيف يعظم الإنسان قدراته ومؤهلاته ليعظم ربحه. إذ إن القاعدة هنا هي أن رفاهية المجتمع تعني مجموع رفاهية كل شخص فيه.

"ولهذه الأسباب ولغيرها ارتفعت قيمة المال في عيون الناس ارتفاعاً لم تبلغه في الزمن السابق، وبلغ من الأهمية والمكانة مبلغاً لم يبلغه، على ما نعرف، في دور من أدوار التاريخ المدون، وأصبح المال هو الروح الساري في جسم المجتمع البشري والحافز الأكبر للناس في أعمالهم ونشاطهم المدني.

ولقد ورث المجتمع المسلم الأسس التعليمية وفقاً لأهداف الحضارة الغربية المشروحة آنفا وذلك لأن "المقِلد إنما ينظر من عمل المقَلد إلى ظاهره ولا يدري سره ولا ما بني عليه. فهو يعمل على غير نظام، ويأخذ الأمر لا على قاعدة، ولذا سقط المسلمون في شر ما كان عليه مقلدوهم".

ظهر هذا التقليد جليا في استمرار التعليم بنظامه وأسسه وأغراضه بعد جلاء المستعمرين دون النظر المتفحص والتغيير الراديكالي لأهدافه لكي يتماشي مع أهداف التعليم الإسلامي. فالتعليم  في المجتمع المسلم يهدف إلي طلب الآخرة بالعمل الصالح في الدنيا وليس لنيل الأوسمة والشهادات نيل الأموال.

يشرح ذلك بالتفصيل المودودي قائلا: "إن العلم على نوعين: علم يتعلق بجزئيات حياتنا، ويشتمل علي عدة فنون وعلوم. وعلم آخر هو العلم الكلي. يتعلق بنا (نحن) ويأخذ بالبحث موضوع ماذا نحن، وما هي مكانتنا في هذه الحياة؟ وما هي العلاقة بيننا وبين الخالق؟ إنّ هذا (العلم الكلي) له حكم الأصل والأساس وما كل علومنا الجزئية إلا فروع لهذا الأصل وعلى استقامته أو اعوجاجه تتوقف كل أفكارنا وأعمالنا وشؤون حياتنا في صحتها أو فسادها".

مما سبق يبدو واضحاً إنّ عدم القدرة على رسم أهداف تطابق القيم يعمل علي خلل الغملية التعليمية برمتها.

 

 أما طرائق التدريس التقليدية فهي تتميز بالنمطية التقليدية والتي تتلخص في الآتي:

  • التركيز على المواد الدراسية المنفصلة، انطلاقاً من نظرية الملكات العقلية والتي تؤكد على أن كل مادة دراسية تدرب ملكة عقلية محددة، وبذلك يجب أن تكون منفصلة عن غيرها.
  • لا تراعي وجهة نظر المعلم، والتلميذ، وأولياء الأمور في وضع المناهج ومن ثَمَّ نراهم يهملون جانب الفروق الفردية بين التلاميذ.
  • نتيجة للتركيز على المادة الدراسية. فإن المنهج التقليدي أهمل كل نشاط يتم خارج حجرة الدرس، وأهمل طرائق التفكير العلمي، وأهمل تنمية الاتجاهات والميول الإيجابية، وعَدَّ النجاح في الامتحانات التي يعقدها المعلم والتي تركز على حفظ المادة هي الأساس، وهذا يؤدي إلى طمس روح التفكير العلمي والابتكار.
  • كثرة المواد الدراسية وضخامة مادتها، وأن فشل الطالب في أي ناحية من نواحي حياته ما هو إلا نتيجة إخفاقه في حفظ دروسه.
  • إغفال استخدام الوسائل التعليمية.

 

إن التعليم بشكله التقليدي ينافي كلاً من نظريتي كولب وبلوم الشهيرتين في هذا المجال. فنظرية كولب تعتمد على تقسيم الطلاب إلى أربع فئات من حيث أنماط التعليم لديهم. فالنمط الاستيعابي يميل إلي استيعاب المعلومات من خلال النماذج والنظريات، وأما النمط التقاربي فهو يميل إلي جمع المعلومات بغرض حل المشاكل، وأما النمط التواؤمي فهو عادة ما يلجأ إلي وضع الأفكار التي تعلمها حيز التطبيق، والنمط الأخير هو التباعد الذي يرتكز نمطه على الإبداع حيث يسعى إلى تكوين عدد من التفاسير للتجربة الواحدة. وكما هو واضح فإنّ تحقيق قدر معقول من التوازن بين هذه الأنماط لا يتحقق بدون اعتماد التعلم على التجريب وتطوير الأفكار وإفساح المجال للإبداع، وهذا كله لا يتوافر في التعليم التقليدي. إذ إن التركيز غالبا ما ينصب على الاهتمام بجانب الذكاء الحفظي للتلميذ، من خلال حفظه لمجموعة المعارف والمفاهيم، وإهمال أنواع الذكاءات الأُخرى.

أما تصنيفة بلوم فتوضح أهداف العملية التربوية بشكل مبسط حيث تحتوي على ثلاثة أهداف: الهدف العرفي: ويشمل الإلمام بالمعلومة، ثم فهمها، ثم التحول إلى مرحلتي التطبيق والتحليل فالتركيب وأخيرا التقويم. أما المستوى العاطفي فهو يشمل خلق الميول العاطفية تجاه المادة المراد تعليمها بعد إدراكها ليكون من الممكن التفاعل معها ثم فههما ثم ادخالها فى المنظومة القيمية للشخص وأخيراً التحول إلى عادة سلوكية دائمة. والهدف الأخير هو الهدف المهاراتي الذي يبدأ بالمحاكاة ثم اتباع التعليمات فالدقة فمرحلة دمج المهارات وتكاملها وأخيراً مرحلة الخبرة المستقرة.

من الواضح أن التعليم التقليدي الذي يركز على التلقين ويشل الحركة الجسدية ويميل إلى عَدِّ التقويم النهائي هو المقياس الوحيد لنجاح أو إخفاق الطالب يتنافي بالضرورة مع ما تم ذكره من أهداف التعلم حسب نموذج بلوم. لذلك سرعان ما يمحو الطلاب ما تعلموه بمجرد الانتهاء من الامتحانات. ونادراً ما تتحول المعارف القيمية إلى عادات سلوكية إيجابية لها صفة الديمومة.

 

خاتمة البحث:

إنّ الرسالة المحمدية بدأت بِأِقرَأ. لكن المجتمع المسلم اليوم هو من أكثر المجتمعات تخلفاً معرفياً وحضارياً. لذا فإنّ من أوجب واجبات الأمة  النهوض بنظمها التعليمية. قد يكون هذا في التحول من نمط التقليدية فى أساليب التعليم إلى الأنماط التعليمية الحديثة تطوراً جزئياً إلا أنه في نظري غير كاف ما لم يتم استبدال الثقافة المجتمعية الاستبدادية المهيمنة بثقافة الحرية والعدالة. ومبدأ ذلك لا يكون بالانقلاب على الحكومات بل بإصلاح الأنظمة التعليمية لخلق مجتمع يعتمد التفكير العلمي والإبداعي لحل مشاكله، لأن القاعدة الذهبية هنا ما قررته حكمة السكندري حين قال: "من أشرقت بدايته أشرقت نهايته".

 

قائمة المراجع:

  • أبو الاعلي المودودي، نحن والحضارة الغربية، بيروت: دار الفكر.
  • أبو الاعلي المودودي، الحضارة الاسلامية: اسسها ومبادؤها، بيروت: دار العربية للطباعة.
  • أبو الحسن علي الحسني النذوي، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، اللملكة العربية السعودية، دار المعارف، .1978
  • الشيخ محمد عبده، عرض وتحقيق طاهر الطناحي، الاسلام بين العلم والمدنية، المجموعة الاسلامية الجديدة لتراث الاستاذ الامام، كتاب الهلال.
  • المعجم الوسيط.
  • عبد الرحمن الكواكبي، دراسة وتحقيق محمد جمال طخان، الأعمال الكاملة للكواكبي، سلسلة التراث القومى، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية،2004
  • كمال عبدالله وعبدالله قلي، مدخل إلى علوم التربية. موجه لطلبة اللغة العربية وآدابها، السنة الأولى بالمدرسة العليا للأساتذة في الآداب والعلوم الإنسانية، بوزريعة بالجزائر.
  • محمد سعيد البوطي، شرح وتحليل الحكم العطائية (دمشق: دار الفكر، 2007). الحكمة السابعة والعشرون.
  • مذكرات ايلاف ترين، دورة تدريب المدربين، الخرطوم، 4-14 ديسمبر 2010.
  • مصطفي حجازى، التخلف الاجتماعي: مدخل الي سيكولوجية الانسان المقهور (بيروت: المركز الثقافي العربي، 2007).
  • مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، تقرير المعرفة العربي ( دبي: 2009).