التعليم التعاوني (الجزء الثاني)

أنواع المجموعات التعاونيَّة...

تضم المجموعات التعاونيَّة خمسة أنواع هي:

  • المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الرسميَّة.
  • المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة غير الرسميَّة.
  • المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الأساسيَّة.
  • المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الخاصة بالخلاف الفكري.
  • المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة المُستخدَمة لأغراض روتينيَّة.

 



وفي هذا الإطار سنتحدَّث عن نوعين من تلك المجموعات لأنهما هما المعنيتان في دراستنا هذه، والطريقتان المعنيتان بالدراسة هما:

المجموعات الرسميَّة، والمجموعات الأساسيَّة.

 

أولاً: المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الرسميَّة

وهي مجموعات تعلميَّة تعاونيَّة ثنائية يقوم المُدرِّس بتشكيلها، محاولاً قدر الإمكان أن يجعلها مجموعات غير متجانسة. ومن المتعارف عليه أن التعلُّم التعاوني يبدأ بالتخطيط والتنفيذ لدروس تعاونيَّة رسميَّة، وفي هذا النوع من المجموعات يعمل الطلاب معا مدة تتراوح ما بين حصة كاملة، وعدد من الحصص تنفد على مدار أسابيع، وذلك لتحقيق الأهداف التعلميَّة المشتركة، والعمل معا على الإنجاز المشترك للمهام التي كلفوا إنجازها.

 

وتتميَّز المجموعات الثنائية من غيرها من المجموعات الأخرى بالآتي:

  1. أن كل طالب في المجموعة يتحدَّث مع زميله، أو يستمع إليه.
  2. تحافظ على انهماك أفرادها في العمل.
  3. أنها أقل إزعاجا، وأكثر انضباطية من المجموعات الكبيرة.
  4. تضاعف التواصل البصري، الذي بدوره يشجع التواصل الصادق، ويساعد على إيجاده.
  5. العلاقات تتسم بالاحترام بين أعضاء المجموعة.

 

وبعض المُعلِّمين لا يستخدم المجموعات الثنائية دائماً فيشكل من طلابه مجموعات ثلاثية، أو رباعية. إلَّا أن المجموعات الثلاثية غير مفضلة اعتمادها أحياناً لأن أحد الطلاب الثلاثة غالباً لن يجد من يتحدث إليه، أو يشاركه في تنفيذ المهمة لانشغال المُتعلِّمين الآخرين بالعمل على المهمة معاً. ولكن هناك ظروفاً معينة تحتم على المُعلِّم أن يشكل مجموعات ثلاثية أو رباعية، وذلك عندما تتطلَّب المهمة كثيراً من الإبداع، أو تتطلَّب وجهات نظر مُتعدِّدة، وفي هذه الحالة يفضل استخدام المجموعات الثلاثية، أما المجموعات الرباعية فيتم تشكيلها وتظهر فاعليتها، عند الحاجة إلى مجموعات الدعم والمساندة، لأنها تقدم مجموعة مُتنوِّعة من الأفكار ووجهات النظر، مما يقدم دعماً جيداً، كما أن عدد الطلاب الزوجي في المجموعات يؤدي إلى إقامة علاقات صداقة مريحة بين الطلاب، وقد يتبادل أعضاء المجموعة أرقام هواتفهم، ويساعدوا بعضهم بعضاً عندما يكلفون القيام بأنشطة منزليَّة، أو ليتداركون ما فاتهم من مادة دراسيَّة، عندما يتّغيبون عن المدرسة، كما يمكن لأعضاء مجموعة الدعم والمساندة أن يقرؤوا حقيبة التعلُّم الخاصة بكل واحد منهم، ويقدموا اقتراحاتهم الخاصة بتحسين مستواهم.

أما المجموعات التي يزيد عدد طلابها عن أربعة فمن وجهة نظر بعض التربويين غالبا ما تؤدي إلى مشاركة سلبيَّة، حتى ولو تم تقاسم وقت النقاش بالتساوي، وهذا نادرا ما يحدث، إذ يتعين على معظم الطلاب أن يبقوا هادئين أكثر الوقت، وهذا ما يصعب تحقيقه أيضاً.

ولتشجيع التعلُّم التعاوني، فإنه يتعين على القائمين عليه أن يكونوا قادرين على معرفة إذا ما كان المُعلِّمون يستخدمون المجموعات التعلميَّة الرسميَّة بشكل مناسب أو لا، ولمعرفة ذلك يتعين أن تعرف دور المُعلِّم، وهو دور مهم يشتمل في المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الرسميَّة على الآتي:

 

تحديد أهداف الدرس: على المُعلِّم أن يحدد نوعين من الأهداف قبل أن يبدأ الدرس هما:

  • الأهداف الأكاديميَّة الملائمة للطلاب، ومستوى التعلُّم. ومما ينبغي معرفته أن لكل درس أهدافا أكاديميَّة تُحدِّد ما يتعين على الطلاب تعلمه.
  • الأهداف المُتعلِّقة بالمهارات الاجتماعيَّة، والتي توضح المهارات البينشخصيَّة، والزمرية التي سيُركِّز عليها المُعلِّم في أثناء الدرس، بغرض تدريب الطلاب على التعاون فيما بينهم بفاعليَّة.

 

اتخاذ قرارات قبل بدء العمليَّة التعليميَّة

تتمثل القرارات الواجب اتخاذها قبل البدء بالعمليَّة التعليميَّة في تحديد عدد أعضاء المجموعة، وغالباً ما تتكوَّن المجموعة التعلميَّة التعاونيَّة من عضوين أو ثلاثة إلى أربعة أعضاء، وقد قال بعض الباحثين أن العدد قد يصل إلى تسعة طلاب، وبعضهم أشار إلى أن العدد المناسب يُستحسَن أن يكون زوجياً (ما بين أربعة وستة) طلاب، ومن هذا التباين في الآراء لتحديد العدد المطلوب لتشكيل المجموعة التعلميَّة التعاونيَّة، والتغيير الذي قد يطرأ على المجموعة من حين إلى آخر وتحديد عددها يخضع لأهداف الدرس المُحدَّدة وظروفه. غير أن البعض أشار إلى أن القاعدة الأساسيَّة بالنسبة إلى عدد الطلاب الذين يشكلون المجموعة، أنه كلما قلّ العدد كان ذلك أفضل.

 

تعيين الطلاب في مجموعات

هناك طرائق كثيرة لتعيين الطلاب في مجموعات، وربما يكون أسهل هذه الطرائق وأكثرها فاعليَّة هي:

  1. طريقة التعيين العشوائي

 وفي هذه الطريقة بقوم المُعلِّم بتقسيم العدد الكلي للطلاب على العدد المرغوب فيه لأعضاء المجموعة.

فإذا كان عدد الطلاب، على سبيل المثال ثمانية وعشرين طالباً، وأراد المُعلِّم أن يوزعهم عشوائياً في مجموعات رباعية، فإنه يقسم عدد الطلاب على عدد أفراد المجموعة، وبذلك يحصل على سبع مجموعات ثم يطلب منهم أن يعدوا من واحد إلى سبعة، وعندها يحصل كل طالب على رقم معين محصور ما بين واحد وسبعة، بعد ذلك يطلب المُعلِّم من كل طالب أن يبحث عن الطلاب الذين يحملون الرقم نفسه الذي يحمله هو، وبهذا تشكل مجموعات رباعية بطريقة عشوائية.

 

  1. التعيين العشوائي وفق مستويات الطلاب

يعطي المُعلِّم اختباراً قبلياً يتم على ضوئه تقسيم الطلاب إلى مستويات مختلفة، عالية، ومتوسطة، ومتدنية، وبعد ذلك يتعين طالب واحد من كل فئة في مجموعات ثلاثية، ولكون الكثيرين من التربويين لا يفضلون المجموعات الثلاثية لذا يمكننا تشكيل مجموعات سداسية، بوضع طالبين من مستوى واحد في مجموعة واحدة.

 

  1. تعيين الطلاب في مجموعات مختارة من قِبَلِ المُعلِّم

وفي هذه الطريقة يحاول المُعلِّم قدر الإمكان ألا يجمع في المجموعة الواحدة عدداً كبيراً من الطلاب ذوي المستوى المتدني، أو ممن يُعرفون بممارسة سلوكيات غير مرغوب فيها.

 

  1. الاختيار الذاتي

يرى بعض المُعلِّمين أن الطريقة المُفضَّلة لديه في اختيار المجموعات هي أن يكون اختياراً ذاتياً، بمعنى أن يختار الطلاب أنفسهم في كل مجموعة ممن يرغبون فيه من زملائهم، وبهذه الطريقة تتكوَّن المجموعة من الطلاب الذين تربط فيما بينهم الألفة والمحبة. غير أن لهذه الطريقة عيوبها وأهمها:

  • أن كل طالب يواصل اختيار الأشخاص أنفسهم لمجموعاته مما يؤدي إلى حدوث الشلل في المجموعة.
  • عدم إتاحة الفرصة لطالب ما المشاركة في المجموعة، مما يتطلَّب من المُعلِّم التدخُّل لضمه إلى مجموعة من المجموعات.
  • بعض الطلاب يظهر النية الحسنة عند دعوتك له بعدم رفض أي شخص للانضمام إلى مجموعته، بينما هو في حقيقة الأمر يرفض ذلك. مما يتعين على المُعلِّم أن يختار الوقت المناسب ليخبر الطلاب بأنه ليس من الضروري أن يستجيب دائما لتحقيق رغبات الآخرين على حساب مصلحته الشخصيَّة.
  • قليل من الطلاب يستمرون في الأحاديث الجانبية، ولا يقومون بأداء أي عمل يسند إليهم إنجازه.
  • في بعض الأحيان يجلس الطلاب بطيئي العمل معا في مجموعة واحدة، ولا يستطيعون أنجاز المهام التعليميَّة المسندة إليهم في الوقت المُحدَّد لها.
  • شرح المهمة، وبنية الهدف للطلاب.

 

يتعيَّن على المُعلِّم في بداية الحصة أن يشرح المهمة الأكاديميَّة للطلاب، لكي يكونوا على بينة من العمل المطلوب، ولكي يفهموا أهداف الدرس. لذا ينبغي للمُعلِّم أن يوضح لطلابه الآتي:

  • شرح ماهية المهمة، والإجراءات التي يتعيَّن على الطلاب اتباعها لإنجازها.
  • أن يشرح أهداف الدرس، ويربط المفاهيم والمعلومات التي سيدرسها الطلاب بخبراتهم ومعلوماتهم السابقة.

 

شرح محكات النجاح: يعبر المُعلِّمون عن التوقعات الأكاديميَّة من خلال محكات موضوعة مُسبَقاً تُحدِّد الأداء المقبول، والأداء غير المقبول، بدءاً من وضع علامات للطلاب، وأحياناً يستخدم المُعلِّمون التحسُّن كمحك للتفوق، بمعنى تقديم أداء أفضل في هذا الأسبوع موازناً بما قُدِّمَ في الأسبوع المنصرم.