التعلُّم التعاوني

مسعد محمد زياد

مُقدِّمة

لقد تطوَّرت أساليب وطرائق التدريس في الآونة الأخيرة نتيجة لتطور المجتمعات الديمقراطيَّة المعاصرة، واستناداً إلى علم النفس التعليمي الحديث، والأبحاث التربويَّة التي أخذت في الحسبان الازدياد المطرد لوعي المُدرِّسين، وحاجتهم إلى تغير النمط التقليدي في عملية التعليم، وإيجاد نوع أو أنواع بديلة تتوائم مع التطوُّر العلمي، والقفزة التكنولوجيَّة الكبيرة، التي جعلت من العالم الواسع قرية صغيرة يمكن اجتيازها في أسرع وقت، وأقل جهد، مما سهل الانفتاح العالمي ومتابعة كل جديد ومُتطوِّر. فكان مما شمله هذا التطوُّر البحث عن طرائق وأساليب تعلميَّة جديدة في مقدورها دحض الأساليب القديمة الجامدة، والرقي بعملية التعلُّم إلى أفضل مستوياتها إذا أحسن المُدرِّسون والعاملون في الحقل التعليمي استخدام هذه الأساليب، وتوفير الإمكانات اللازمة لها. ومن هذه الطرائق المُتطوِّرة طريقة التعلُّم التعاوني، أو ما يعرف بتعلم المجموعات.

 



التمييز بين ما هو تعلُّم تعاوني مما هو ليس تعلماً تعاونياً:

للتمييز بين نوعي التعلُّم اللذين نتحدث عنهما، لا بد لنا من أن نكون قادرين على تمييز الآتي:

  1. أن نميز المُعلِّم الذي بنى الأهداف التعلميَّة لطلابه على أساس تعاوني، ومن المُعلِّم الذي بناها على أساس تنافسي، أو فردي.
  2. أن نميز الطلاب الذين يعملون على شكل مجموعات تعلميَّة زائفة، أو تقليديَّة، ومن الطلاب الذين يعملون على شكل مجموعات تعلميَّة تعاونيَّة.
  3. التمييز بين كل عنصر من عناصر التعلُّم التعاوني الأساسيَّة التي تم تنفيذها في الدرس بالصورة الناجحة.
  4. تمييز المُدرِّس الذي يستخدم التعلُّم التعاوني وكأنّه مهندس، ومن المُعلِّم الذي يستخدمه وكأنّه فني
  5. معالجة عمل المجموعة: وفيه يناقش الطلاب مدى فاعليَّة مجموعتهم التعلميَّة، وكيف يمكنهم التحسُّن باستمرار في عملهم على المهمة، وجهودهم في العمل الجماعي، والمشاركة حسب قدراتهم وأدوارهم في التعلُّم والتحصيل، وتشمل هذه المشاركة تحقيق أهداف موحدة للتعليم، وفي القيام بمهام تربويَّة متكاملة، واستخدام الوسائل التعليميَّة المعينة، والأجهزة اللازمة، وتقنيات التعليم المساعدة لإنجاح العملية التعلميَّة.

 

العناصر الأساس للتعلُّم التعاوني:

  • الاعتماد المتبادل الإيجابي: ويعني إدراك الطلاب أنهم سيجتازون معا، أو سيخفقون معا.
  • المسؤوليَّة الفرديَّة: أن كل طالب مسؤول عن تعلُّم المادة المعينة ومساعدة أعضاء المجموعة الآخرين على تعلمها.
  • التفاعل المشجع وجها لوجه: ويقصد به العمل على المزيد من إنجاح الطلاب بعضهم بعضا، من خلال مساعدة وتبادل ودعم جهودهم بأنفسهم نحو التعلُّم.
  • المهارات الاجتماعيَّة: أو ما يعرف بالاستخدام المناسب للمهارات الزمرية، أو البين شخصيَّة: حيث يقدم الطلاب مهارات القيادة واتخاذ القرار، وبناء الثقة، وحل المنازعات اللازمة للعمل بفاعليَّة.

 

تشكيل المجموعة التعلميَّة:

إن تشكيل أي مجموعة تعلميَّة لا يأتي مصادفة، بل لا بد أن تنبني تلك المجموعة أو المجموعات المطلوبة على أسس وقواعد ضروريَّة ومهمة، ويمكن حصر هذه الأسس في الآتي:

  1. الشعور بالانتماء والقبول والاهتمام بالعمل في إطار المجموع.
  2. إن إقامة العلاقات مع الآخرين الذين يقدمون إليك الدعم والمساعدة لا يحدث بطريقة سحريَّة، وإنما يحتاج إلى مزيد من التضحية لكي تتواءم وجهات النظر، والأفكار اللازمة لحل المشكلة.
  3. على المدرسة نفسها أن تعد بعناية خبرات الطلاب بهدف بناء مجتمع تعلمي.
  4. يتعين على الطلاب أن ينتموا إلى نظام بين شخصي، وأن يكونوا جزءاً من هذا النظام، ليساعدهم على التحصيل والنمو بطرائق جيدة.
  5. الأخذ في الحسبان ما يعرف بحركيَّة الجماعة ومبادئها، وهي تعني الكشف عن مدى اختلاف سلوك الأفراد عندما يصبحون أعضاء في جماعات، وعن سلوكهم وهم فرادى.
  6. مراعاة العوامل اللازمة والضروريَّة التي تساعد على تحقيق المزيد في الإنتاج.
  7. اتباع الأساليب الفعَّالة في المناقشة والتخطيط، والتقويم الجماعي.
  8. معاونة الأفراد على فهم ما يحدث للجماعة، وتحملهم مسؤولياتهم لكونهم أعضاء فيها، وتعلم أساليب القيادة الجماعيَّة.
  9. معرفة المبادئ والظروف الأساسيَّة للعمل الجماعي الفعَّال القائم على أساس مشاركة كل فرد في الجماعة، وتتمثل هذه المبادئ في وضع الجماعة لأهدافها، وتحديد الأنشطة التي ستعمل على إنجازها، والإيمان بقدرة الجماعة على حل مشاكلها.

 

 أنواع المجموعات التعاونيَّة:

 تضم المجموعات التعاونيَّة خمسة أنواع هي:

  1. المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الرسميَّة.
  2. المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة غير الرسميَّة.
  3. المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الأساسيَّة.
  4. المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الخاصة بالخلاف الفكري.
  5. المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة المستخدمة لأغراض روتينيَّة.

 

وفي هذا الإطار سنتحدث عن نوعين من تلك المجموعات لأنهما هما المعنيتان بدراستنا هذه، وهما:

  1. المجموعات الرسميَّة
  2. المجموعات الأساسيَّة

 

  1. المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الرسميَّة

وهي مجموعات تعلميَّة تعاونيَّة ثنائيَّة يقوم المُدرِّس بتشكيلها، محاولا قدر الإمكان أن يجعلها مجموعات غير متجانسة. ومن المتعارف عليه أن التعلُّم التعاوني يبدأ بالتخطيط والتنفيذ لدروس تعاونيَّة رسميَّة، وفي هذا النوع من المجموعات يعمل الطلاب معا مدة تتراوح ما بين حصة كاملة، وعدد من الحصص تنفذ على مدار أسابيع، وذلك لتحقيق الأهداف التعلميَّة المشتركة، والعمل معا على الإنجاز المشترك للمهام التي كلفوا إنجازها.

وتتميز المجموعات الثنائيَّة من غيرها من المجموعات الأخرى بالآتي:

  1. أن كل طالب في المجموعة يتحدَّث مع زميله، أو يستمع إليه.
  2. تحافظ على انهماك أفرادها في العمل.
  3. أنها أقل إزعاجا، وأكثر انضباطيَّة من المجموعات الكبيرة.
  4. تزيد في التواصل البصري، الذي بدوره يَحُثُّ التواصل الصادق، ويساعد على إيجاد علاقات تتسم بالاحترام المتبادل بين أعضاء المجموعة.

 

وبعض المُعلِّمين لا يستخدم طريقة المجموعات الثنائيَّة دائما فيشكلون من طلابهم مجموعات ثلاثية، أو مجموعات رباعية. إلَّا أنّ استخدام طريقة المجموعات الثلاثية غير مفضّل أحياناً لأن أحد الطلاب الثلاثة غالباً لن يجد من يتحدث معه، أو يشاركه في تنفيذ المهمة لانشغال الطالبين الآخرين بالعمل على إنجاز المهمة معاً.

ولكن هناك ظروفاً معينة تحتم على المُعلِّم أن يشكل مجموعات ثلاثية أو رباعية، وذلك عندما تتطلَّب المهمة كثيرا من الإبداع، أو تتطلَّب وجهات نظر مُتعدِّدة، وفي هذه الحالة يفضل استخدام المجموعات الثلاثية، أما المجموعات الرباعية فيتم تشكيلها وتظهر فاعليتها، عند الحاجة إلى مجموعات الدعم والمساندة، لأنها تقدم مجموعة متنوعة من الأفكار ووجهات النظر، مما يقدم دعما جيدا، كما أن عدد الطلاب الزوجي في المجموعات يؤدي إلى إقامة علاقات صداقة مريحة بين الطلاب، وقد يتبادل أعضاء المجموعة أرقام هواتفهم، ويساعد بعضهم بعضاً عندما يكلفون أنشطة منزليَّة، أو يتداركون ما فاتهم من مادة دراسيَّة، عندما يغيبون عن المدرسة، كما يمكن لأعضاء مجموعة الدعم والمساندة أن يقرأ كل منهم حقيبة الدّعم الخاصة به، ويقدموا اقتراحاتهم الخاصة بتحسين مستواهم.

أما المجموعات التي يزيد عدد طلابها عن أربعة فمن وجهة نظر بعض التربويين غالبا ما تؤدي إلى مشاركة سلبيَّة، حتى ولو تم تقاسم وقت النقاش بالتساوي، وهذا نادرا ما يحدث، إذ يتعين على معظم الطلاب أن يبقوا هادئين أغلب الوقت، وذلك ما يصعب تحقيقه.

ولتشجيع التعلُّم التعاوني، يتعين على القائمين عليه أن يكونوا قادرين على معرفة إذا ما كان المُعلِّمون يستخدمون المجموعات التعلميَّة الرسميَّة بشكل مناسب أو غير مناسب، ولمعرفة ذلك يتعين أن تعرف دور المُعلِّم، وهو دور مهم يشتمل في المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الرسميَّة على الآتي:

  1. تحديد أهداف الدرس:

على المُعلِّم أن يحدد نوعين من الأهداف قبل أن يبدأ بشرح الدرس هما:

  • الأهداف الأكاديميَّة الملائمة للطلاب، ومستوى التعلُّم. ومما ينبغي لنا معرفته أن لكل درس أهدافا أكاديميَّة تحدد ما يتعين على الطلاب تعلمه.
  • الأهداف المُتعلِّقة بالمهارات الاجتماعيَّة، والتي توضح المهارات البين شخصيَّة، والزمرية التي سيركز فيها المُعلِّم اهتمامه في أثناء الدرس، بغرض تدريب الطلاب على التعاون فيما بينهم بفاعليَّة.
  1. اتخاذ قرارات قبل بدء العملية التعليميَّة:

 تتمثل القرارات الواجب اتخاذها قبل البدء بالعملية التعليميَّة في تحديد عدد أعضاء المجموعة، وغالبا ما تتكون المجموعة التعلميَّة التعاونيَّة من عدد من الأعضاء يتراوح بين اثنين وأربعة، وقد قال بعض الباحثين إنّ العدد قد يصل إلى تسعة طلاب، وبعضهم أشار إلى أن العدد المناسب يُستَحسَن أن يكون زوجياً أي يتراوح بين الأربعة والستة طلاب، ومن هذا التباين في الآراء لتحديد العدد المطلوب لتشكيل المجموعة التعلميَّة التعاونيَّة، والتغيير الذي قد يطرأ على المجموعة من حين إلى آخر وتحديد عددها يخضع لأهداف الدرس المُحدَّدة وظروفه. غير أن البعض أشار إلى أن القاعدة الأساسيَّة بالنسبة إلى عدد الطلاب الذين يشكلون المجموعة، يُفَضَّلُ أنه كلما قلّ العدد كان ذلك أفضل.

 

تعيين الطلاب في مجموعات

هناك طرائق كثير لتعيين الطلاب في مجموعات، وربما يكون أسهل هذه الطرائق وأكثرها فاعليَّة هي:

  • طريقة التعيين العشوائي. وفي هذه الطريقة يقوم المُعلِّم بتقسيم العدد الكلي للطلاب على العدد المرغوب فيه لأعضاء المجموعة. فإذا كان عدد الطلاب على سبيل المثال ثمانية وعشرين طالبا، وأراد المُعلِّم أن يوزّعهم عشوائيا في مجموعات رباعية، فإنه يقسم عدد الطلاب على عدد أفراد المجموعة، وبذلك يحصل على سبع مجموعات ثم يطلب منهم أن يعدوا من واحد إلى سبعة، وعندها يحصل كل طالب على رقم معين محصور ما بين واحد وسبعة، بعد ذلك يطلب المُعلِّم من كل طالب أن يبحث عن الطلاب الذين يحملون الرقم نفسه الذي يحمله، وبهذا تشكل مجموعات رباعية بطريقة عشوائيَّة.
  • التعيين العشوائي وفق مستويات الطلاب: يعطي المُعلِّم اختبارا قبليا يتم على ضوئه تقسيم الطلاب إلى مستويات مختلفة، عالية، ومتوسطة، ومتدنية، وبعد ذلك يتعين طالب واحد من كل فئة في مجموعات ثلاثية، ولكون الكثيرين من التربويين لا يفضّلون المجموعات الثلاثية لذا يمكننا تشكيل مجموعات سداسية، بوضع طالبين من مستوى واحد في مجموعة واحدة.
  • تعيين الطلاب في مجموعات مختارة من قِبَلِ المُعلِّم: وفي هذه الطريقة يحاول المُعلِّم قدر الإمكان ألا يجمع في المجموعة الواحدة عددا كبيرا من الطلاب ذوي المستوى المتدني، أو ممن يُعرفون بممارسة سلوكيات غير مرغوب فيها.
  • الاختيار الذاتي: يرى بعض المُعلِّمين أن الطريقة المُفضَّلة لديه في اختيار المجموعات أن يكون اختيارا ذاتيا، بمعنى أن يختار الطلاب أنفسهم في كل مجموعة مَنْ يرغبون فيه من زملائهم، وبهذه الطريقة تتكون المجموعة من الطلاب الذين تربط فيما بينهم الألفة والمحبة. غير أن لهذه الطريقة عيوبها وأهمها:
    1. أن كل طالب يواصل اختيار الأشخاص أنفسهم لمجموعته مما يؤدي إلى حدوث الشلل في المجموعة.
    2. عدم إتاحة الفرصة لطالب ما المشاركة في المجموعة، مما يتطلَّب من المُعلِّم التدخل لضمه إلى مجموعة من المجموعات.
    3. بعض الطلاب يظهر النية الحسنة عند دعوتك له بعدم رفض أي شخص للانضمام إلى مجموعته، بينما هو في حقيقة الأمر يرفض ذلك، مما يتعين على المُعلِّم أن يختار الوقت المناسب ليخبر الطلاب بأنه ليس من الضروري أن يستجيب دائما لتحقيق رغبات الآخرين على حساب مصلحته الشخصيَّة.
    4. قليل من الطلاب يستمرون في الأحاديث الجانبية، ولا يقومون بأداء أي عمل يسند إليهم.
    5. في بعض الأحيان يجلس الطلاب البطيئون العمل معا في مجموعة واحدة، ولا يستطيعون انجاز المهام التعليميَّة المسندة إليهم في الوقت المُحدَّد لها.

 

  1. شرح المهمة وبنية الهدف للطلاب:

يتعين على المُعلِّم في بداية الحصة أن يشرح المهمة الأكاديميَّة للطلاب، لكي يكونوا على بينة من ماهية جوهر العمل المطلوب القيام به، ولكي يفهموا أهداف الدرس. لذا ينبغي للمُعلِّم أن يوضح لطلابه الآتي:

  • شرح ماهية المهمة، والإجراءات التي يتعين على الطلاب اتباعها لإنجازها.
  • أن يشرح اهداف الدرس، ويربط المفاهيم والمعلومات التي سيدرسها الطلاب بخبراتهم ومعلوماتهم السابقة.
  • شرح محكات النجاح: يعبر المُعلِّمون عن التوقعات الأكاديميَّة من خلال محكات موضوعة مُسبَقاً تحدد الأداء المقبول، والأداء غير المقبول، بدلاً من وضع علامات للطلاب، وأحيانا يستخدم المُعلِّمون التحسُّن كمحك للتفوق، بمعنى تقديم أداء أفضل في هذا الأسبوع موازناً بما أُدِّيَ في الأسبوع المنصرم.

 

بناء الاعتماد المتبادل الإيجابي

لكي يتأكَّد المُعلِّمون من أن الطلاب يفكرون بشكل تعاوني وليس بشكل فردي "نحن وليس أنا" فإنهم يشعرون الطلاب بأن لديهم ثلاث مسؤوليات هي:

  1. مسؤوليَّة تعلُّم المادة المسندة إليهم.
  2. مسؤوليَّة التأكد من تعلُّم جميع أفراد المجموعة للمادة.
  3. مسؤوليَّة التأكد من تعلُّم جميع طلاب الصف لها بنجاح.

 

إن مما ينبغي لنا معرفته أن الاعتماد المتبادل الإيجابي هو أساس التعلُّم التعاوني، فمن دونه لن يكون ثمّة وجود للتعاون، ويمكن للمُعلِّم بناء الاعتماد المتبادل الإيجابي بطرائق كثيرة أهمها:

  • تحقيق الأهداف: فكل درس تعاوني يبدأ بالاعتماد الإيجابي على تحقيق الهدف، ويتمُّ بناء هدف المجموعة بالطرائق الآتية:
    1. أن يحصل جميع أعضاء المجموعة على درجة أعلى من الدرجة المحكية المُحدَّدة عند اختبارهم بشكل فردي.
    2. أن يحصل جميع الطلاب على درجات أفضل من الدرجات السابقة.
    3. أن تصل الدرجة الكلية للمجموعة إلى المحك المُحدَّد عندما يتم اختيار الطلاب بشكل فردي.
    4. أن تخرج المجموعة بِنِتاج واحد.
  • تحقيق المكافأة، والاعتماد المتبادل في أداء الأدوار، والحصول على الموارد. ويتم تحقيق المكافأة من خلال تقديم مكافآت رمزية جماعيَّة، بمعنى إن حصل جميع طلاب المجموعة على علامة أعلى من (90%) في الاختبار، فإن كل طالب من المجموعة سيحصل على خمس علامات إضافية. مما يجعل أفراد المجموعة يشجعون ويدعمون تعلُّم بعضهم من بعضهم الآخر، ومثل هذا الدعم والتشجيع الإيجابي يؤثر إيجاباً في الطلاب ذوي المستوى المتدني لكي يصبحوا أكثر مشاركة في العملية التعلميَّة.
  • بناء المسؤوليَّة الفرديَّة: وهو غرض ضمني من التعلُّم التعاوني، ينحصر في جعل كل طالب في المجموعة عضوا أقوى بذاته، ويتم تحقيق هذا الغرض من خلال تعلُّم كل طالب الحد الأقصى الممكن الوصول إليه.
  • بناء التعاون بين المجموعات: ويتم هذا بتعميم النواتج الإيجابيَّة المنبثقة عن التعلُّم التعاوني على الصف بأكمله من خلال بناء التعاون بين المجموعات.
  • تحديد الأنماط السلوكيَّة المرغوب فيها: عندما تبدأ المجموعات العمل بفاعليَّة فإن الأنماط السلوكيَّة المتوقع حدوثها تتمثل في الآتي:
    1. الطلب من كل عضو أن يشرح كيفيَّة الحصول على الإجابة.
    2. الطلب من كل عضو ربط ما يجري تعلُّمه حالياً بما سبق تعلمه.
    3. التأكد من كل عضو في المجموعة يفهم المادة، ويوافق على الإجابات المطروحة.
    4. تشجيع الجميع على المشاركة.
    5. الاستماع بعناية لما يقوله الأعضاء الآخرون.
    6. نقد الأفكار لا الأشخاص.
    7. تفقد فاعليَّة المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة: والتدخل لتقديم المساعدة لإنجاز المهمة كما يجب.

 

إن من الأدوار الرئيسة للمُعلِّم سواء أكان بناء الدرس بشكل تعاوني، أم بشكل عام إجمالي أن يتفقد تفاعل الطلاب في المجموعات التعلميَّة وفي التدخل لمساعدتهم على أن يتعلَّموا ويتفاعلوا على نحو أكثر فاعليَّة.

ومما ينبغي للمُعلِّم تفقده السلوك الطلابي، حيث ينبغي للمُعلِّمين ملاحظة التفاعل بين أعضاء المجموعة لتقويم أمرين مهمين هما:

  • التقدُّم الأكاديمي.
  • الاستخدام المناسب للمهارات الزمرية والبين شخصيَّة.

 

وعند تفقد المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة، فإن هناك بعض الإرشادات التي يمكن للمُعلِّمين أن يتبعوها:

  1. على المُعلِّمين استخدام صحيفة ملاحظات رسميَّة يسجلون عليها عدد المرات التي يلاحظون فيها السلوكيات المناسبة التي استخدمها الطلاب.
  2. يتعين على المُعلِّمين ألا يحاولوا تسجيل سلوكيات كثيرة جدا في وقت واحد، ولا سيما في المراحل الأولى من عملية الملاحظة الرسميَّة.
    ومن السلوكيات التي يمكن للمُعلِّم ملاحظتها الآتي:
    • المساهمة بالأفكار.
    • طرح الأسئلة.
    • التعبير عن المشاعر.
    • الإصغاء النشط.
    • الإعراب عن الدعم والقبول للأفكار المطروحة.
    • تشجيع جميع الطلاب على المشاركة.
    • تلخيص المعلومات.
    • التأكد من الفهم.
    • تخفيف التوتر.
    • التعبير المتبادل عن الحب والمودة بين الأعضاء.
  3. يجب على المُعلِّمين أن يركزوا اهتمامهم في السلوكيّات الإيجابيَّة.
  4. يتعين على المُعلِّمين أن يضيفوا ويثروا البيانات المسجلة بملاحظات حول سلوكيات مُحدَّدة للطالب.
  5. يجب أن يدرب المعلمون طلابهم على عمل الملاحظة، لأن الطالب الملاحظ يمكنه الحصول على معلومات أشمل عن عمل المجموعة.

 

  تقويم تحصيل الطلاب:

على المُعلِّمين تقويم تحصيل الطلاب، ومساعدتهم على تفحص العملية التي يقومون بتنفيذها معاً، من أجل زيادة تعلُّم جميع الأعضاء إلى الحد الأقصى. ومن ثم يمكن لهم أن يقدموا غلقا للدرس، وذلك بالآتي:

  • إعطاء الطلاب الفرصة لكي يُلخِّصوا النقاط الرئيسة فيه.
  • استرجاع الأفكار.
  • تحديد أسئلة نهائية يطرحونها على المُعلِّم.

كما تشمل عملية التقويم نوعيَّة التعلُّم وكميته، وتفحص عملية التعلُّم حيث ينبغي للطلاب بعد أن ينجزوا عملهم أن يتفحصوا العملية التي عملوا بها معا للتأكد من تعلُّم جميع الأعضاء.

 

  1. المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الأساسيَّة:

يوصف هذا النوع من المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة بأنه من المجموعات غير المتجانسة، وتكون العضوية فيها دائمة ومستقرة.

أما الغرض الرئيس منها: فهو أن يقوم الأعضاء فيها بتقديم الدعم والتشجيع والمساندة من قِبَل بعضهم إلى بعضهم الآخر كي يتقدموا أكاديميَّاً.

وقد تلتقي المجموعات الأساسيَّة بشكل يومي في المرحلة الابتدائية، ومرتين في الأسبوع في المرحلة المتوسطة والثانوية.

 

وتتصف المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الأساسيَّة في الأغلب الأعم بالآتي:

  1. كونها غير متجانسة العضوية، وخاصة من حيث الدافعيَّة إلى التحصيل، وتركيز الاهتمام في المهمة.
  2. يلتقي أعضاؤها بانتظام.
  3. دائمة بدوام الدراسة.

 

وتنقسم المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة الأساسيَّة إلى نوعين هما:

  1. المجموعات الخاصة بالمساق (المادة التعليميَّة):

وهذا النوع يتسم عادة بعدم التجانس بين أعضائه، وتتكون المجموعة من أربعة طلاب تستمر طوال فترة دراسة المساق، وتعمل هذه المجموعات على إضفاء الصفة الشخصيَّة على العمل المطلوب، وعلى الخبرات التعلميَّة الموجودة في المساق.

كما تقوم هذه المجموعات بتوضيح أية أسئلة تتعلَّق بالمهام المطلوبة في المساق، والجلسات الصفيَّة، وتناقش المهام المسندة إليها، وتخطط وتراجع وتحرر البحوث، وتعد الطلاب للاختبارات، وتتأكد من إنجاز كل طالب للمهام المكلف إنجازها، ومن تقدمه بصورة مقبولة في فهم المساق.

  1. المجموعات الأساسيَّة المدرسيَّة:

وهي مجموعات يتم تشكيلها من جميع طلاب السنة الدراسيَّة نفسها من بداية العام الدراسي، ويتعين على إدارة المدرسة أن تعد جدول الحصص بحيث تضم المجموعات الأساسيَّة أكبر عدد ممكن من الطلاب من الصفوف نفسها، ويبقى الطلاب في تلك المجموعات معا إلى أن يتخرج جميعهم، وتجتمع المجموعات مرتين في اليوم إذا كان أفرادها من طلاب المرحلة الابتدائية، أو مرتين في الأسبوع إذا كانوا من طلاب المرحلة المتوسطة، أو المرحلة الثانوية، للتأكد من تحقيق جميع الطلاب تقدُّماً أكاديميَّاً جيِّداً.

 

الأسس والخطوات المهمة والضروريَّة لنجاح عمل المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة:

تمر طريقة المجموعات التعلميَّة التعاونيَّة لكي تؤدي عملها على الوجه الأكمل بعدة أسس وخطوات يمكن إيجازها في الآتي:

  1. جو العمل: فالفاعليَّة في حل المشكلات تتطلَّب توفير جو مادي للجماعة يساعد على التعرُّف على المشكلة.
  2. الطمأنينة: إن العلاقة الطبيعيَّة بين الطلاب لا تدع مجالا للخلاف، بل هي تسمح بالانتقال من المهام الفرديَّة، إلى أهداف الجماعة.
  3. القيادة الموزعة: توزَّع الطلاب القيادة فيما بينهم يؤدي إلى انغماسهم في المهام، كما يسمح بأقصى نمو ممكن بينهم.
  4. وضوح الأهداف: إن الصياغة الواضحة للهدف تزيد في الشعور بالجماعة، كما تزيد من اشتراك الطلاب في عملية اتخاذ القرارات.
  5. المرونة: على الجماعات أن تضع خطة عمل لاتباعها من البداية، مع وضع أهداف جديدة في ضوء الاحتياجات الجديدة، وحينئذ يمكن تعديل خطة العمل.
  6. الإجماع: من الضروري أن تستمر عملية اقتراح القرارات، ومناقشتها، حتى تصل الجماعة إلى اتخاذ قرار يحصل على موافقة إجماعيَّة.
  7. الإحاطة بالعملية: إن الإحاطة بالعملية الجماعيَّة تزيد في احتمال التعرُّف على الهدف، كما تسمح بالتعديل السريع للأهداف الرئيسة والفرعية.
  8. تقرير حجم المجموعات: تختلف أعداد طلاب المجموعات باختلاف موضوعات التعلُّم.
  9. توزيع الطلاب على المجموعات: ويتعين عند التوزيع مراعاة تنوع قدراتهم، وميولهم، ودرجات رغبتهم في المشاركة والتعاون.
  10. تخطيط مواد التدريس بالمجموعات المتعاونة: ينبغي أن يتم تخطيط المواد بصيغ مشجعة على التفاعل والتعاون المشترك لأفراد المجموعة الواحدة، وللمجموعات فيما بينها.
  11. توضيح مهمة التحصيل للمجموعات المتعاونة، بإعلام طلاب المجموعة بطبيعة التعلُّم الذي سيمارسونه، وبالأهداف التي سيحققونها، ونوع المفاهيم والمعارف المتصلة بكل ذلك.
  12. اقتراح أساليب ووسائل مشتركة لتوحيد وتكثيف وتعاون أفراد المجموعة وتفاعلها من جانب، ومتابعتهم والتعرُّف على مدى تعاونهم ومشاركتهم في التعلُّم والتحصيل من جانب آخر.
  13. توضيح المعايير اللازمة لنجاح التحصيل والتعلُّم للمجموعات التعلميَّة التعاونيَّة.
  14. تحديد أنواع السلوكيات المرغوب فيها نتيجة عمل المجموعات التعاونيَّة، ومتابعة وتوجيه هذه السلوكيات للوصول بها إلى الأفضل.
  15. مساعدة المجموعات المتعاونة في التغلب على صعوبات التعلُّم، وتقديم التغذية الراجعة اللازمة لتكميل وإنجاز ما أخفقوا فيه.

تقويم كفاية تعلُّم الطلاب في المجموعات التعلميَّة المتعاونة، بالاختبارات ومواقف التحصيل المتنوعة.