التربية والتعليم

وفيها يكون المُعلِّم هو الملقي والمرسل للمعلومة والطالب هو المستقبل، والمُعلِّم هو الذي يبحث عن المعلومة بين طيات الكتب حتى يوصلها إلى الطالب.



ولكن هذه الطريقة أثبتت عجزها وعدم إيفائها بالغرض من التعلُّم، حيث إنّ المعلومة سرعان ما تتبدد لأنّ الطالب أخذها عن طريق التلقي دون أن يبذل فيها جهداً وعَناءً.

وأفضل طريقة للتعلُّم هي الطريقة الحوارية التي يكون فيها الطالب أو المُتعلِّم هو المصدر، يبحث عن المعلومة وما على المُعلِّم سوى الاستماع وإدارة النقاش والتصحيح إذا وجدت بعض الأخطاء ويكون دوره إدارة الحوار والمناقشة بين أفراد المجموعة الواحدة في الصف، فهو مدير للحوار وينقل الميكرفون من شخص إلى آخر والإجابة من فردٍ إلى آخر حتى يتم الانتهاء من الدرس وتكون بعد ذلك الحلقة متصلة ومترابطة ومشوقة ينتظرها المُتعلِّم بفارغ الصبر في الحلقة القادمة.

إنّ هذه الطريقة في البحث والتلقي تُدَرِب الطالب وتربيه على الأخلاق الفاضلة، حيث أنّه يقلد ويتخلَّق بأخلاق العلماء الذين يقرأ لهم حيث إنّ كثيراً من الكُتّاب والقُرّاء تمثلوا شخصيات الكُتّاب والعلماء السابقين في أخلاقهم وصفاتهم وما جُبلوا عليه. بينما نجد أنّ أكثر شباب اليوم يقلدون ما يُسمّون بالنجوم سواءٌ في الألعاب الرياضيَّة أو الفنون الأخرى ونجد أنّ كل شاب يحاكي آخر حتى وصل الشباب إلى محاكاة غير المسلمين في صفاتهم ولباسهم وأشكالهم.

فلماذا لا يستطيع المُعلِّم أن يجعل من المُتعلَّم مقلداً للمُتعلَّم منه ومتخلقاً بأخلاقه ومتصفاً بصفاته؟ إنّ المُعلِّم يستطيع أن يزرع في المُتعلِّم كل شيء وعليه تقع المسؤوليَّة في أن يعرف المُتعلِّم الفضائل والأخلاق الحسنة.

وفي الختام أقدم شكري للقائمين على مجلة المُعلِّم في مدرسة الحسن بن علي المتوسطة والقراء الكرام، وأسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع.

 

مدير مدرسة الحسن بن علي المتوسطة
أحمد بن لافي المحمادي

 

المصدر: مجلة المقالات