التربية والتعاون الدولي

يُقصَد بالتعاون الدولي في مجال التربية جميع المبادرات والنشاطات واجتماعات العمل والمؤتمرات التي عقدها المربُّون والمُنظَّمات التربويَّة عبر العالم للإفادة من تجارب الأمم والشعوب والدول المُتقدِّمة، إضافةً إلى تبادل الآراء والتجارب والأفكار التربويَّة، وإقامة مشروعات تعاون مشتركة في مجال العمل التربوي. وتطوَّرت هذه المفهومات تطوُّراً تدريجياً عبر العصور، إذ كانت الأشكال الأولى للتعاون مقتصرة على نقل الخبرات بين جيل وآخر يليه بعدهُ، ومع ظهور الدراسات التربويَّة ونشر المقالات والمؤلفات التي تسهم في نشر المعارف والخبرات نشراً يتجاوز حدود التماس الشخصي والمباشر، تطوَّر هذا المفهوم وصولاً إلى قيام المُؤسَّسات المُتخصِّصة بنقل المعارف التربويَّة، والقيام بالدراسات والأبحاث في هذا المجال.

 



وبدأ المربون في بعض الدول المُتقدِّمة بتأسيس اتحادات وتجمعات سرعان ما أدّت إلى ظهور فكرة المؤتمرات التربويَّة التي تجتمع فيها النخبة من علماء التربية وباحثيها فيتبادلون ثمار خبراتهم ومعارفهم، وكانت تلك المؤتمرات محليةً في البداية ثم تطوَّرت فصارت تتّسم بطابع أكثر شموليَّة لتغدو مؤتمرات وطنية ومن ثم قوميَّة.

وفي القرن العشرين تبلورت فكرة البعد العالمي لعلوم التربية ومفهوماتها وطرائقها فبات مربُّو العالم يعقدون مؤتمرات دوليَّة يناقشون فيها جماع التربية الإنسانيَّة العالميَّة في ميدان التربية. ومع زيادة الوعي على النطاق العالمي أدركت الدول المُتقدِّمة أهمية مساعدة الدول الأقل تقدماً على الاستفادة من التجارب الدوليَّة في التربية ممّا عزّز أهمية التعاون الدولي في مجال التربية.

أبدت الدّول المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة رغبتها في أن يزداد التعاون وتبادل المعلومات بين الدّول المختلفة لتحقيق أهداف تربويَّة عامة تهم البشريَّة جمعاء، وتسهم في محاربة الجّهل والفقر، وتعزز فرص التفاهم بين شعوب العالم المختلفة وتمكين أواصر السلام العالمي. ولمّا قام خبراء التربية والثقافة والعلوم في مُنظَّمة الأمم المتحدة بالتفكير في تأسيس المُنظَّمة الدوليَّة للتربية والثقافة والعلوم (UNESCO) كان الهدف الذي وضعوه نصب أعينهم آنذاك يتمثّل في إعادة بناء المدارس والجامعات والمكتبات والمتاحف التي دُمّرت إبان الحرب العالميَّة الثانية في أوروبا، إلّا أنّ هذه الأهداف الأوليَّة سرعان ما تطوَّرت ونضجت لتصير المُنظَّمة بحق راعية التعاون الدّولي في مجالات اختصاصها الثلاثة، وبخاصة في المجال التربوي.

وبعد أن حصلت الدول الناميَّة على استقلالها انضمت إلى مُنظَّمة الأمم المتحدة ومُنظَّماتها المُتخصِّصة في الخمسينيات والستينيات، وعملت مُنظَّمة اليونسكو على تخصيص المزيد من اهتماماتها لتلبية حاجات الدّول الناميَّة في مكافحة الفقر والإسهام في حملات محو الأميَّة. وتتمثّل أهم منجزات التعاون الدولي في التربية في مجموعة المشروعات المُتعدِّدة والمستمرة التي تنفذها اليونسكو وغيرها من المُنظَّمات الإقليميَّة لرفع مستوى المنظومة التربويَّة الدوليَّة، ولمساعدة الدّول الناميَّة على ردم الهوّة التربويَّة بينها وبين الدول الأكثر تقدماً، مع التركيز على مكافحة الأميَّة في الدول الأشد فقراً.

واجتمع زعماء العالم في تايلاند عام (1990) لحضور المؤتمر العالمي للتّعليم للجميع تحت عنوان (تلبية حاجات التعليم الأساسيَّة)، وألّف ذلك المؤتمر شكلاً متقدماً من أشكال التعاون الدولي في مجال التربية، وتحوّل الاهتمام في ذلك المؤتمر من مجال الاهتمام التقليدي المتعلق بتوفير الأبنية المدرسيَّة وكتب التدريس والمُعلِّمين إلى التركيز على عمليَّة التعلُّم وحاجات المُتعلِّمين، وتمكن ذلك المؤتمر من تركيز الاهتمام على التعاون الدولي في سبيل تحقيق أهداف وضعت لتشمل امتداداً زمنياً يصل إلى عام (2015)، وهو الموعد المُقرَّر لعقد المؤتمر الدولي القادم المخصص لموضوع التعليم للجميع، والذي يمثل مَعلَّماً بارزاً من مَعالم التعاون الدولي في مجال التربية.

 

وقامت اليونسكو والجّهات المعنية بعقد مؤتمر دولي في داكار بالسنغال عام (2000) للوقوف على ما نُفِّذ من توصيات مؤتمر "جوميتيان" حول التّربية للجميع إبّان عقد التسعينيات، وطلبت إلى الدول الأعضاء أن تضع خططها الوطنية في مجال الارتقاء بنوعيَّة التعليم الأساسي للصغار والكبار، وأشرفت "اليونسكو" على وضع استراتيجيَّة للتعليم في القرن الحادي والعشرين تمثلت في (التعلُّم ذلك الكنز المكنون) وتلخّص فلسفة التعلُّم في القرن الحادي والعشرين وأهدافه في أربعة مبادئ هي:

  1. التعلُّم للمعرفة «تعلّمْ لتعرف».
  2. التعلُّم للعمل «تعلّمْ لتعمل».
  3. التعلُّم للعيش مع الآخرين «تعلّمْ لتعيش وتتعايش مع الآخرين».
  4. التعلُّم للتكوين «تعلّم لتكون».

 

العولمة وتعليم الكبار:

طرحت المفهومات الجديدة للعولمة تحديات فعلية وغير مسبوقة على المفهومات التربويَّة والمنظومة التربويَّة العالميَّة، وصار أثر المُنظَّمات الدوليَّة والتعاون الدولي في مجال التربية أكثر إلحاحاً وأعظم أهميةً من حيث تمكين المنظومات التربويَّة الوطنية من التصدّي لمُتطلَّبات التغيُّرات المُتسارِعة الوتيرة والتصدّي لتيارات الثقافة العالميَّة الجديدة والتلاؤم وإيّاها بما يسمح بالإفادة من ثمراتها الإيجابيَّة مع المحافظة على الخصائص الوطنية المُميَّزة لمنظومة تربويَّة مستمدة من روح كل أمة وتراثها وثقافتها.

أمّا مفهوم تعليم الكبار فقد تطور من منطلقاته الأصلية التي انحصرت تقليدياً في مفهوم محو الأميَّة ليصير أكثر شموليَّة وملاءمة لطبيعة تغيرات العصر، فبات يشمل التعليم المستمر مدى الحياة وللجميع، مع إتاحة الفرصة لمستويات عمرية مختلفة لإعادة التأهيل والتكوين بحثاً عن إتاحة فرص جديدة للتحسن المهني والحياتي. وقد حقق التعاون الدولي في مجال تعليم الكبار ومحو الأميَّة نجاحات مُتميِّزة تكاد تكون الأكثر بروزاً في سجل المُنظَّمات الدوليَّة، ويذكر في هذا المجال نجاح اليونسكو في مكافحة محو الأميَّة في الأقطار العربيَّة بالتعاون مع الوزارات والمُؤسَّسات الوطنية، وكان مركز التدريب في "سرس الليان" في مصر من الثمار الناجحة للتعاون الدولي والإقليمي في محو الأميَّة.

 

وتعتز اليونسكو بنجاحاتها العالميَّة على صعيد محو الأميَّة، وتذكر في تقاريرها أنّ الإحصاءات تشير إلى أنّ عدد الأميّين في العالم كان يقارب (962) مليوناً عام (1990)، وانخفض هذا الرقم إلى (885) مليوناً عام (1995) ليصير (878) مليوناً عام (2000)، وتظل هذه النسبة عالية جداً لأنّها تقارب ربع سكان البشريَّة. ويظل محو الأميَّة من أهم الموضوعات التي تحتاج إلى تضافر الجهود الإقليميَّة والدوليَّة للقضاء التام على الأميَّة. أمّا تعليم الكبار، ويطلق عليه أيضاً التعليم المستمر أو التعليم مدى الحياة، فهو يعني أيّ شكل من أشكال التعليم الذي يقدم للرجال والنساء الذين تجاوزوا مرحلتي الطفولة والمراهقة.

ويشمل تعليم الكبار أنماطاً مختلفة من التعليم مثل التعلُّم الذاتي الذي يتم بشكلٍ واعٍ أو غير موجه عبر المطالعة والقراءة والتردُّد على المكتبات العامة، ثم تعلم المرء بنفسه، والتّعليم الذي يتم بوساطة البرامج المذاعة عبر الإذاعة والتلفزة، أو التعليم بالمراسلة، والتعليم المتبادل الذي يتم عبر حضور ورشات العمل والندوات والمؤتمرات.

 

ويشمل تعليم الكبار التعليم والتدريب المهنيين اللذين يهدفان إلى رفع كفاءات العمل ومهاراته، والتعليم من أجل الصحة والرفاه الاجتماعي والحياة الأسريَّة الصحيحة، والتعليم من أجل رفع مستوى الإدراك للواجبات والحقوق المدنية والسياسيَّة والاجتماعيَّة والوطنية، والتعليم من أجل تحقيق الذات الذي يتضمَّن جميع أشكال التعليم الحرفي مجالات الموسيقى والفنون والمسرح والآداب والحرف اليدوية.

وقد حقق التعليم المفتوح نجاحات كبيرة عبر تغييره لمفهومات تعليم الكبار وأبعادها، وغدا فكرة مقبولة لدى أغلب بلدان العالم ممثلاً التعليم العالي الجامعي للكبار ومعتمداً على تشكيلة كبيرة من طرائق التدريس وأدواته كالمراسلة ووسائط الاتصال الجماهيريَّة والنصح والتوجيه الفرديين، والدورات التأهيلية قصيرة الأمد مع اعتماد متزايد على تقانة الانترنيت وشبكة الوب العالميَّة.

وفيما يأتي فكرة موجزة عن المُنظَّمات المهتمّة بالتربية والتعاون التربوي على الصعيد العربي والإسلامي والعالمي.

 

  1. المُنظَّمة العربيَّة للتربية والثقافة والعلوم (ALECSO)

وهي إحدى المُنظَّمات المُتخصِّصة في منظومة جامعة الدول العربيَّة ومقرها في تونس، وهي تعنى بقضايا التربية والثقافة والعلوم على النطاق العربي، وقد أنشئت المُنظَّمة عام (1970) إثر انعقاد مؤتمرها العام الذي يتكوَّن من وزراء التربية العرب في القاهرة.

هدفها التمكين للوحدة الفكريَّة بين أجزاء الوطن العربي بطريق التربية، ورفع المستوى الثقافي في هذا الوطن حتى يتمكَّن من الاضطلاع بدوره في الثقافة الدوليَّة والإسهام في الحضارة العالميَّة.

وتتكوَّن المُنظَّمة العربيَّة بموجب دستورها من مؤتمرٍ عام ومجلس تنفيذي وإدارة عامة، وثمة معاهد ومكاتب مُتخصِّصة تابعة للمُنظَّمة منها: معهد البحوث والدراسات العربيَّة في القاهرة، والمعهد الدولي لتعليم اللغة العربيَّة في الخرطوم، ومعهد المخطوطات العربيَّة في القاهرة، ومكتب تنسيق التعريب في الرباط، والمركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر في دمشق.

 

وضعت المُنظَّمة عدة استراتيجيات منها:

  • استراتيجيَّة تطوير التربية العربيَّة.
  • مراجعة استراتيجيَّة تطوير التربية العربيَّة.
  • الخطة الشاملة للثقافة العربيَّة.
  • الاستراتيجيَّة التربويَّة للمرحلة السابقة على المدرسة الابتدائيَّة (رياض الأطفال).
  • استراتيجيَّة العلوم والتقانة.
  • استراتيجيَّة تعليم الكبار في الوطن العربي.
  • الاستراتيجيَّة العربيَّة للمعلوماتيَّة.

 

كما وضعت عدة كتب مرجعية منها:

  • الفكر التربوي العربي الإسلامي.
  • الكتاب المرجع في الرياضيات.
  • الكتاب المرجع في العلوم.
  • الكتاب المرجع في التربية البيئيَّة.
  • الكتاب المرجع في الفيزياء.
  • وهي في صدد إنجاز: الكتاب المرجع في جغرافية الوطن العربي، والكتاب المرجع في تاريخ الأمة العربيَّة.

وتضطلع المُنظَّمة بتنفيذ مشروعات رائدة في المجال التربوي منها: المشروع العربي للتقويم المقارن لمستويات التحصيل الدراسي في التعليم العام، وتحديد مستويات التعليم في الرياضيات والعلوم والنحو في التعليم الثانوي.

 

  1. المُنظَّمة الإسلاميَّة للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو)

وهي مُنظَّمة مُتخصِّصة في ميادين التربية والعلوم والثقافة وتعمل في إطار مُنظَّمة المؤتمر الإسلامي، وأسست عام (1402 هـ) والموافق (1982) ومقرها في الرباط في المملكة المغربيَّة، وتعتمد على اللغات الثلاث في مجال عملها: العربيَّة والإنجليزية والفرنسيَّة، وأهدافها تقويَّة التعاون وتشجيعه وتعميقه بين الدول الأعضاء في العالم الإسلامي في ميادين التربية والعلوم والثقافة وتطوير العلوم التطبيقيَّة واستخدام التكنولوجيا المُتقدِّمة في إطار المثل والقيم الإسلاميَّة العليا، والتنسيق بين المُؤسَّسات المُتخصِّصة وحماية الشخصيَّة الإسلاميَّة للمسلمين في البلدان غير الإسلاميَّة، وجعل الثقافة الإسلاميَّة محور مناهج التعليم في جميع مراحله ومستوياته.

أمّا إدارات المُنظَّمة فهي: إدارة التربية وإدارة العلوم وإدارة الثقافة والاتصال، وتتمثل أجهزتها في المؤتمر العام والمجلس التنفيذي والإدارة العامة.

ومن مشروعاتها الرّائدة إنشاء أقسام للثقافة الإسلاميَّة واللغة العربيَّة ولغات الشعوب الإسلاميَّة في الجامعات والمعاهد وكتابة لغات الشعوب الإسلاميَّة بالحرف القرآني المنمّط، وتدريب الأطُر في مجال تعليم اللغة العربيَّة لغير أبنائها. ومن مشروعاتها أيضاً مشروع الحوار بين الحضارات، ويهدف هذا المشروع إلى جعل الحوار بين الحضارات ضرورة من ضرورات الحياة في ظل السّلام العادل والاحترام المتبادل والتطبيق النّزيه لقواعد القانون الدولي واعتماد الحوار بين الحضارات مبدأ من مبادئ القانون الدولي وأساساً من الأسس التي تقوم عليها العلاقات الدوليَّة.

وقد قامت الإسيسكو في هذا المجال بإعداد الاستراتيجيات المُتخصِّصة والإصدارات العلميَّة، ومنها استراتيجيَّة التقريب بين المذاهب الإسلاميَّة واستراتيجيَّة الاستفادة من العقول المهاجرة، واستراتيجيَّة العمل الثقافي الإسلامي في الغرب وآليات تنفيذها. ومن منشوراتها في هذا الصدد: الحوار والتفاعل الحضاري من منظور إسلامي، وآفاق مستقبل التعايش بين الأديان والحوار من منظور إسلامي.

 

  1. مُنظَّمة اليونسكو (UNESCO)

ومقرها في باريس، وتأسّست رسمياً في الرابع من تشرين الثاني عام (1946) بعد أن صادقت على ميثاق تأسيسها عشرون دولة، وكانت ثمة محاولات لتنظيم التعاون الفكري قبل نشوء اليونسكو. ومن بين هذه المحاولات اللجنة الدوليَّة للتعاون الفكري في جنيف (1922-1946)، والمعهد الدولي للتعاون الفكري في باريس (1925-1946). وجاء في الميثاق التأسيسي للمُنظَّمة أنّه: لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام).

ولقد حررت ديباجة الاتفاقية التي أنشئت بمقتضاها مُنظَّمة الأُمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إثر أكبر حربٍ عالميَّة دامية وهي الحرب العالميَّة الثانية. وجاء في الميثاق أيضاً: "أن اجتماع الأفكار هو الشرط لاجتماع الأمم، ولما كان السّلم المبني على مجرد الاتفاقيات الاقتصاديَّة والسياسيَّة بين الحكومات لا يقوى على دفع الشعوب إلى التزامه التزاماً جماعياً ثابتاً مخلصاً، كان من المحتمل أن يقوم هذا السلم على أساس من التضامن الفكري والمعنوي بين البشر».

ومن هنا اعتزمت الدول الموقعة على الميثاق على تأمين فرص التعليم تأميناً كاملاً ومتكافئاً لجميع الناس، وضمان حريّة الانصراف إلى الحقيقة الموضوعيَّة والتبادل الحر للأفكار والمعارف وتنمية العلاقات بين الشعوب تحقيقاً لتفاهم أفضل بينها. وتهدف اليونسكو إلى تعزيز التعليم بعدّه حقاً من الحقوق الأساسيَّة المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتحسين نوعيَّة التعليم من خلال تنويع المضامين والأساليب وتعزيز القيم المشتركة على الصّعيد العالمي وتعزيز التجريب والتجديد وتشاطر المعلومات ونشرها وتشجيع الحوار بشأن السياسات في مجال التعليم وتشجيع التداول الحر للأفكار والانتفاع العام بالمعلومات.

ومن مشروعاتها الكبيرة والرائدة، القضاء على الفقر ولاسيما الفقر المُدقع، وإسهام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تطوير التعليم وبناء مجتمع المعرفة. ومن المشروعات التربويَّة الرائدة في إطار أهداف المُنظَّمة وأولوياتها تعليم الفتيات والمساواة بين الجنسين في التعليم الأساسي، والتدريب في مجال التعليم الأساسي بالاستناد إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصال من أجل تحقيق التنمية الاجتماعيَّة، وقد عقدت اليونسكو مؤتمرات نوعيَّة على النطاق العالمي منها المؤتمر الدوري للتربية في جنيف الذي يعقد كل أربع سنوات، ويتناول موضوعات تربويَّة في كل دورة من دوراته، فقد تناول في دورته الأخيرة عام (2001) التعليم المُتميِّز للعيش معاً والديمقراطيَّة والترابط الاجتماعي والتعلُّم للمواطنة.

وهناك المؤتمر الدّولي الاستشاري حول التربية المدرسيَّة وعلاقتها بحرية الدين أو المعتقد، وقد عقد في مدريد عام (2001)، كما أنّ هناك المنتدى العالمي حول التربية في داكار بالسنغال الذي عُقد عام (2000) وكان هدفه تقويم التقدُّم المحرز في مجال التربية الأساسيَّة خلال عقد التسعينيات وبعد مرور عشر سنوات على مؤتمر "جوميتان" عام (1990)، ووضع خطة عمل للعقد الأول من القرن الحادي والعشرين بغية تحسين حماية الطفولة المُبكِّرة والانتفاع العام والعادل بالتعليم الأساسي وتلبية الحاجات التربويَّة الأساسيَّة وتحسين التعليم وإزالة الفروق المرتبطة بالجنسين.

كما عقدت اليونسكو المؤتمر الدولي الثاني حول التعليم المهني والتقني في سيؤول عام (1999) تحت عنوان: (التربية والتدريب مدى الحياة جسر نحو المستقبل). وثمة مؤتمرات إقليميَّة تتناول موضوعات مُتعدِّدة في مجالات التربية الفنيَّة والإبداع ودمج ذوي الحاجات الخاصة من المعوقين في التعليم النظامي والتربية من أجل الحفاظ على التراث العالمي وغير ذلك. وتستمد هذه المؤتمرات موضوعاتها من توجهات اليونسكو وخططها التربويَّة.

 

المصدر: الموسوعة العربيَّة لتطوير الذات