الانتكاسة التربويَّة

أحبابي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما ننظر في عصرنا وفيما آل إليه من تطور تقني وفكري، ندرك أن الأجيال القادمة. قد تكون عرضة للتلف إذا لم نحافظ على عقولها. وإذا لم نحرص على نشر الثقافة التربويَّة. اللازمة لهذا العصر وتحديداً في هذا الوقت، لأنّه ستكون هناك ما يسمى "نكسة تربويَّة".

 



عندما ننظر إلى زمن آبائنا وأجدادنا. ونمعن النّظر في أساليب التربية التي تربوا عليها ونشؤوا على أثرها. نعلم أن الوقت والزمن وعوامل البيئة والثقافة. إلخ قد تغيرت عما سبق.

لا أريد أن أتوسع في كلامي. لكنّ مقصودي هو أن أرسل رسائل إلى مشرفي حلقات التحفيظ، وإلى من له صلة بهم، أن نعيد حساباتنا. فقد يكون في بعض الحلقات، أناسٌ تطوعوا للتدريس، وهم كثر وفقهم الله، وهذا شيء يفرح القلب.

لكن كثيراً ما يغفل مشرفو الحلقات، عن جانب مهم غير جانب صلاح المُعلِّم، وهو الجانب التربوي وأساليب التعامل مع الطلاب.

لنكن واقعيين، هناك مشكلة كثرت في الآونة الأخيرة، وهي مشكلة "تسرب الدارسين من حلقات تحفيظ القرآن الكريم".

 

هل نتوقع أن يكون التقصير من قِبل الطالب، أو من قِبل أهله، أو من قِبل ملهيات الوقت؟

لقد وقعت هذه المشكلة، عندما اهتم مشرفو الحلقات بجانب واحد وأهملوا بقية الجوانب، وأقصد الجانب التربوي على وجه الخصوص، وقعت مشكلة تسرب الدارسين، لماذا؟

الجواب هو: غفلتنا عن التربية وأساليب التعامل، ولا أقصد فقط المُعلِّم، بل وحتى الإداري وكل من له أثر في بناء صروح الحلقات الشامخة، لابد وأن ننتبه لنقطه مهمة جداً.

 

أحبابي.. نحن نبني عقولاً، ونبني أجيالاً، ونبني المستقبل بأكمله، فعن طريق التعامل يحصل كل شيء، إذا أردت أن أكسب شخصاً فهناك عوامل تساعد على ذلك، وإن أردت أن أبني فكراً، فبالتعامل الحَسَن أبنيه.

 

قد يقول البعض: إن الوقت قد فات، وأقول: لا، لقد تبقى الكثير، إذا كنا سنجمد ولا نتحرك فستكون هناك النكسة التي أشرت إليها من قبل. فهناك حلول كثيرة، أدرج لكم بعضاً منها:

  • وضع مكتبة في كل إدارات الحلقات، تضم كتباً من شتى الأنواع (دينيَّة، إداريَّة، تطويرية، تربويَّة، ثقافيَّة).
  • إقامة الدورات، وتكون دورات إجبارية لمن يريد أن يلتحق بسلك التدريس، ويكون بعد عدة اختبارات غير مباشرة، عن طريق طلابه.

 

لكن كيف يحدث ذلك؟

ننظر مثلا إذا شاغب طالب، فماذا يكون فعله تجاه هذه المشاغبة؟ هل يذهب به إلى الحل الأخير وهي الإدارة، أو يستطيع كسب قلوب طلابه وتحريكها تحريكاً تربوياً؟

"تستطيع أن تحرك نفوس من أمامك كما لو كنت تلعب الشطرنج، فتعاملك هو مُحرِّك اللعبة" (معاذ المسلّم).

هناك حلول كثيرة، وأحب أن يكون الموضوع تفاعلياً. وأُنبه أيضاً على مسألةٍ الإداريين هل كلُ من عمل في إدارة الحلقات له معرفةٌ بجوانب الإدارة وهي لازمة خصوصاً في هذا الوقت الذي نعاني فيه (أزماتِ إداريَّة وقيادية).

 

في ختام هذا الموضوع أرجو من الله ألا يكون موضوعي ثقيلا عليكم، وأن يفيدكم وأن نتعلم من أخطائنا. فإن كان من خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأفضل المرسلين.

معاذ بن خالد المسلَّم

 

الموقع: حلقات تحفيظ القرآن الكريم