الانتحال (Plagiarism)

إن كلمة ينتحل "Plagiarize" مشتقة من كلمة لاتينية تعني "الخطف"، والمنتحل هو خاطف أفكار أو كلمات شخص آخر، والتعريف الحديث للانتحال (Plagiarism) هو"السرقة الأدبية (الفنية أو الموسيقية)، إنه الادعاء الكاذب بالتأليف: استخدام إنتاج فكري لشخص ما على أنه إنتاج شخصي".



فإذا كتبت ورقة ما بعد أن ضمنتها شيئاً أخذته من مصدر آخر وقدمته على أنه من إنتاجك، فإنك منتحل، ويظهر لنا التاريخ الحديث أمثلة عديدة حول انتحال السياسيين والمثقفين وأشخاص آخرين للمواد بشكل متعمد أو غير متعمد. لذا فعندما تقوم بنشر الورقة (التي كتبتها) أثناء محاضة لك فأنت تقوم بنشر مادتك، وبالتالي لابد من الإشارة للمصادر التي استقيت منها، وقد وضح قانون حق النشر ما يلي: حتى إذا كان الإلقاء مجرد إلقاء شفهي وغير رسمي، فإنه من الواجب الإشارة إلى المصادر المستسقى منها، من أجل الحفاظ على حقوق النشر والى ضرورة عدم استخدام أي مادة دون إذن كتابي.


إن تكرار نكتة ما (قد أخبرك بها زميلك مثلاً) هو أمر، وتذكر كوميديا عادل إمام هو أمر آخر، وتكرار مادة شهيرة ومميزة على أنها عملك هو الشكل الأكثر حماقة من أشكال الانتحال، والانتحال من مصادر غير معروفة لا يقل خطورة، وإذا قمت بإلقاء محاضرة كان قد أعدها شخص ما ونظمها وكتبها فإنك تقدم عمل شخص آخر على أنه عملك أي أنك منتحل.


وكما أشرت سابقاً قد يكون الانتحال متعمداً أو غير متعمد، ويكون الانتحال متعمداً عندما يقدم المتحدث أو الكاتب كلمات أو أفكار شخص آخر على أنها أعماله (وهو على علم بذلك).  أما الانتحال غير المتعمد فهو "الصياغة غير الواعية (غير المقصودة)، وغير المتقنة لكلمات أو لأفكار شخص آخر". ويعد الانتحال المتعمد هو الأكثر خطورة، ويمكن للاستخدام الواسع للإنترنت (أثناء القيام بأعمال البحث) أن يخفي الفرق ما بين الانتحال المتعمد وغير المتعمد. كما أن صفحات الشبكة سريعة الزوال فقد يتغير مضمون الصفحة وتصميمها من يوم إلى آخر.


وهذه الميزة (مع سهولة عرض عدة مواقع في وقت قصير) تمكن القراء من اختيار العبارات والأفكار والنماذج من غير قصد في أغلب الأحيان، وإذا لم يسجل الباحث مسار البحث (URL) أو لم يسجل المواقع الرئيسية فإن عملية إعادة البحث ستكون صعبة، وقد يحدث الانتحال غير المتعمد بسبب طرق البحث غير المتقنة، ولكن النتائج ستكون ذاتها، كأن يأخذ شخص ما شهادة شرف عن عمل شخص آخر.


إن القدرة على إعادة الصياغة بشكل جيد تختبر مهارات التفكير لديك كمحاضر أو كمدرب، في التحليل والتكامل والتوليد، ولكي تحسن صياغتك انتبه للأفكار التالية وهي من جامعة البوردو (PURDUE):

  1. اقرأ النص الأصلي إلى أن تفهمه كلياً.
  2. ضع النص الأصلي جانبا، واكتب تلخيصك على بطاقة أو ورقة أو ضعه في ملف على الكمبيوتر.
  3. تحت التلخيص اكتب بعض الكلمات لكي تذكرك فيما بعد بكيفية استخدام المادة في إلقائك، واكتب بجانب التلخيص الكلمات المفتاحية التي تشير إلى الموضوع.
  4. قارن بين نسختك والنسخة الأصلية للتأكد من أن تلخيصك يعبر بشكل دقيق عن كل المعلومات الأساسية.
  5. استخدم علامات الترقيم للإشارة إلى العبارات المستعارة من الأصل.
  6. سجل النسخة الأصلية على مذكرتك، لتتمكن من استخدامها بسهولة إذا أردت تجسيد المادة في إلقائك.

ولكي تتجنب عملية الانتحال لديك القواعد الخمسة التالية لإرشادك:

  1. اكتب ملاحظات واضحة ومناسبة أثناء إجراء عملية البحث، وعند مراجعة مذكراتك عليك أن تدرك إلى أي كاتب تعود كل كلمة أو فكرة أو مثال.
  2. اكتب المصدر الكامل على كل صفحة من المذكرات.
  3. أشر بوضوح في إلقائك إلى كل الكلمات والأفكار والأمثلة التي ليست لك، وإذا استشهدت بمصدر في بداية إلقائك، ومن ثم استخدمت فكرة أخرى لنفس المؤلف، فعليك إعطاء اسم المؤلف من جديد.
  4. حين تقوم بتلخيص أفكارك عليك ذكر أسماء مؤلفيها.
  5. عندما يكون لديك شك اذكر المصدر، ستكون في بعض الأحيان غير متأكد فيما إذا كان عليك ذكر المصدر أو لا، في هذه الحالة من الأفضل لك ذكره.


لقد ناقشنا بعض أسباب عدم إخفاء اسم المؤلف الحقيقي للكلمات أو الأفكار ومازال هناك سببان على الأقل لضرورة ذكر المتكلمين للمصادر، السبب الأول: يخدم الشخص نفسه لأن المتكلمين الذين يذكرون المصادر يقومون بزيادة مصداقيتهم أمام الجمهور، فعندما تستشهد بقول من كتاب أو مقالة أو مقابلة وتذكر اسم المؤلف أو المتكلم، فإنك ستظهر للجمهور بأنك أنت من قام بالبحث عن الموضوع وأنك على علم بما تتكلم عنه، أما السبب الثاني والأكثر أهمية هو أن الاعتراف بالمصادر يعبر عن صدقك، فالأفكار الجيدة والتي لا تنسى نادرة جداً، لذا فمن الواجب منح الشرف لكاتبها الأصلي.

 

1.     Michael T. O'Neill, ''Plagiarism: Writing Responsibly,'' ABCA Bulletin June 1980: 34,36.

2.     Peter F. Drucker,'' Beyond The Information Revolution,'' The Atlantic Monthly October 1999:50.

3.     Write It In Your Own Words: Paraphrase, No.30, Purdue OWL (Online Writing Lab), Purdue U Writing Lab, 30 June 1999 <Http://Owl. English. Purdue. Edu /Files/30.Html>.

4.     Jo Ann Tooley, ''Database,'' U.S. News  World Report 28 Jan. 1991:10.

5.     Ari Posner, ''The Culture Of Plagiarism, ''New Republic 18 April 1988:19.