الافتراضات الرئيسة في الإدارة الصفيَّة

نقترح عدداً من الافتراضات الرئيسة التي يجب أن ينطلق منها فهم المُعلِّم دوره بوصفه مديراً للغرفة الصفيَّة. وهذه الافتراضات هي:



  1. فهم للنظريَّة والبحث الحديث المتعلق بالإدارة الصفيَّة وبالحاجات النفسيَّة والأكاديميَّة للطلبة: والمقصود هنا أن ممارسة المُعلِّم في غرفة الصف يجب أن تكون مدفوعة بنتائج البحث العلمي التي دللت على فاعليتها. والدعوة هنا هي ضرورة القراءة والاطلاع على كل جديد في ميادين التعليم والتعلُّم، والابتعاد عن الارتجال في القرارات والممارسات التربويَّة والتعليميَّة. باختصار، الإدارة الصفيَّة هي عمليَّة اتخاذ قرار تحتاج إلى امتلاك مجموعة من المهارات. إن تحديد هذه المهارات وتعلمها يجب أن يستند إلى الاستشارة المستمرة لنتائج الأبحاث ذات العلاقة.
  2. التركيز على المنحى الوقائي في الإدارة الصفيَّة: والذي يقوم على محاولة منع ظهور كل ما يتعارض مع عمليتي التعليم والتعلُّم. ويستند المنحى الوقائي على عدد من الأسس ومجموعة كبيرة من الإجراءات.
  3. بناء علاقات إيجابيَّة بين المُعلِّم والطلبة وفيما بين الطلبة أنفسهم: أشرنا فيما سبق إلى أن إنتاجية المُعلِّم والطلبة تتأثر بنوع العلاقات التي تجمعهم. ومن هنا فإن هذا الكورس يعتقد أن بذل المُعلِّم لجهود في سبيل تطوير علاقات إيجابيَّة بينه والطلبة من جهة، وبين الطلبة وأنفسهم من جهة أخرى، إنما يمثل ضرورة تربويَّة، وليس كما يعتقد البعض ترفاً تربوياً.
  4. استخدام الطرائق والأساليب التعليميَّة التي تسهل من عمليَّة التعلُّم وتستجيب لحاجات الطلبة كأفراد وكجماعات: إن احتماليَّة نجاح المُعلِّم في إدارة غرفة الصف وتحقيق أهدافه وأهداف الطلبة تزداد عندما ينطلق في قراراته وممارساته التربويَّة والتعليميَّة من فهم عميق لخصائص الطلبة النمائيَّة والشخصيَّة. وعليه فإن كل مُعلِّم في حاجة إلى الدراسة في موضوعات النمو البشري والشخصيَّة الإنسانيَّة وعلاقتها بالتعليم والتعلُّم.
  5. استخدام طرائق وأساليب لإدارة المجموعة تضاعف انهماك الطلبة في عمليَّة التعلُّم: فإدارة وقت التعلُّم من أهم أهداف الإدارة الصفيَّة. ومن الضروري للمُعلِّم أن يعي الأثر الكبير لمقدار ما يقضيه الطلبة من وقت في التعلُّم على تحصيلهم وعلى تحقيقهم للأهداف المرجوة.
  6. امتلاك القدرة على استخدام مدىً واسع من الأساليب الإرشاديَّة لمساعدة الطلبة الذين يتورطون في مشكلات انضباط ومشكلات سلوكيَّة متطرفة: فالمُعلِّم عندما يتعامل مع المُتعلِّم الذي يسلك بطريقة غير مقبولة إنما ينوي مساعدته، وهو يقوم بذلك انطلاقاً من دوره كونه مربياً، ومدفوعاً بحبه للطالب وبحرصه على مصلحته، بعيداً عن أي رغبة في الانتقام منه أو تصفيَّة الحسابات معه.
  7. امتلاك القدرة على استخدام مدىً واسع من الأساليب والإجراءات التصحيحية والعلاجيَّة للتعامل مع سلوك الطلبة غير المقبول: وتأتي الحاجة إلى مثل هذه الإجراءات لأن كل محاولات المُعلِّم الوقائية لن تنجح في تحقيق التزام كامل من قبل كل الطلبة. إن سلوك الطلبة بطريقة غير مقبولة أمر محتمل الحدوث حتى مع المُعلِّمين أصحاب الخبرة الطويلة والكفاءة العالية والذين يوظفون إجراءات وقائية فعَّالة. إن ما تحققه الوقاية في مجال الإدارة الصفيَّة هو التقليل من احتمالات ظهور المشكلات، لكنها لا يمكن أن تنجح في منع حدوث المشكلات تماماً وبشكل كلي.
  8. تؤثر طريقة تفكير المُعلِّم في الإدارة الصفيَّة في طبيعة سلوكه وممارساته: ومن هنا ينبغيللمُعلِّم أن يعي تفاصيل بنيته المعرفيَّة المرتبطة بعمله، وأن يفهم كيف تؤثر مُكوَّنات هذه البنية في قراراته وممارساته التربويَّة والتعليميَّة. وعليه، فإن تغيير طريقة المُعلِّمين في التفكير سيقود نحو تغيير في ممارساتهم.
  9. يجب ألّا تكون الحاجة إلى الانضباط على حساب تحقيق تربية وتعليم وتعلُّم مناسب: فالإدارة الصفيَّة لا تساوي الانضباط الصفي، تماماً كما أنها لا تسعى إلى تحقيقه وحده. بل إنّ هدف الإدارة الصفيَّة الرئيس هو توفير بيئة التعلُّم التي ستسهل على كل من المُعلِّم والطلبة عملهم، والتي ستزيد في تحقيق الطرفين لأهدافهم التربويَّة والتعليميَّة والتعلميَّة. وإنّ تحقيق الانضباط الصفي وسلوك الطلبة بشكل مقبول يمثل أحد أهداف الإدارة الصفيَّة، وهو بشكل رئيس وسيلة لتحقيق الغاية الأهم، ألا وهي التعليم.
  10. يجب أن تنطلق جهود المُعلِّم في الإدارة الصفيَّة من الفكر التكاملي والشمولي: والذي يؤمن أصحابه بأن أي ظاهرة صفيَّة هي نتاج لمجموعة متداخلة ومتفاعلة من العوامل، وأن التعامل معها ينجح أكثر عندما يضع جميع هذه العوامل في الحسبان.

 

من جهة أخرى، يؤمن التكامليون بضرورة التعاون مع الآخرين والاستفاضة من خبراتهم وتجاربهم