الاستشارة الإدارية للشركات الصغيرة والمتوسطة

مشكلة العميل: يتقبل العميل الاستشاريين الإداريين مع خدماتهم كمساهمات قيمة عندما يقوم الاستشاري بإضافة خبرة متخصصة، كما هو الحال في العمل الاستشاري القانوني أو الضريبي. فيم يتعلق بالعمل الاستشاري التجاري أو الإداري، يؤمن العميل بأن الاستشاري يعرف أكثر عن العمل وكيفية القيام به أكثر من أي شخص آخر.

لا تعتبر هذه الفرضية خاطئة بشكل كامل، فباعتبارنا استشاريين إداريين، نحن لا نعرف كثيراً عن عمل العميل فيما يتعلق بفرصه المميزة وعمليات الإنتاج والنواحي التقنية والمنافسة وغير ذلك من المعلومات وذلك بالمقارنة مع ما يعرفه العميل نفسه، لأنه في القدرة الشخصية تعتبر خبرة الاستشاريين في مجالهم الذي يتخصصون بها مقتصرة على واحدة أو اثنتين فقط.



لكن هناك عدد من الحالات والمواقف التي قد يكون فيها العميل الواعي راغباً في البحث عن مساعدة من استشاريين خارجيين. واحدة من أكثر هذه المآزق شيوعاً هي عندما يجد رجل أعمال في شركة من الشركات الصغيرة أو المتوسطة نفسه منغرساً في مهامه الإدارية اليومية ويملك وقتاً قصيراً لأي تفكير إبداعي.


وهو يخسر نظرته الشاملة لبيئة عمله وكذلك الوقت المناسب للتفكير بشكل انتقادي على الرغم من وجود قدرة محتملة للقيام بذلك. إنه من السهل بمكان أن يغفل عن قضايا تظهر فجأة في أماكن عديدة في العمليات التجارية. وفي هذه النقطة، يعتبر أساسياً ومن البراعة وجود مساعدة خارجية لإرشاد العميل عبر عملية تفكير وحل للمشاكل، حيث يكون بوسعه تحديد الأسباب الرئيسية بشكل أكثر دقة وافتراض وجود سيناريوهات حلول بديلة وتحديد مسار عمل معين. يتم الإشارة إلى شكل العمل الاستشاري عامةً على أنه "عمل استشاري تيسيري". إن عمل الاستشاريين هو قيادة أو تيسير عمل العميل من خلال تطبيق "عملية التفكير النقدي"، بل حتى تطوير القادة ذوو أصحاب التفكير النقدي في منظمة العميل.


بينما يكون العمل الاستشاري التيسيري قد أصبح سهلاً مع مرور الوقت عبر حصول الاستشاريين على خبرة في مجالات وصناعات متعددة، إلا أن أهم موطن قوة لديهم هو التفكير النقدي وحل المشاكل. بإمكان هذا الصنف من الاستشاريين أن يقدموا قيمة عظيمة للعميل عبر الاماكن المألوفة للعمل مثل  التخطيط الاستراتيجي والتسويق والمبيعات والتصنيع وخدمة الزبائن والخدمات اللوجستية وسلسلة الموردين، وغير ذلك مما يعتبر مواطن قوة معتادة لدى المديرين الداخليين أو المالك أو المدير التنفيذي. لكن هذا يعتبر نوع من أنواع المساعدات الاستشارية التي يمتنع المالك أو المدير التنفيذي في الشركات الصغيرة أو المتوسطة عن البحث عنها لأنه يعتبر نفسه قادراً على القيام بها بنفسه، ذلك إذا امتلك الوقت الكافي للقيام بها!


أما السياق الآخر الذي يحتاج فيه العميل إلى البحث عن مساعدة استشارية خارجية هو عندما يشعر أنه لا يمكن تطبيق خبرة داخلية لأسباب عديدة. لنأخذ مثالاً عن تقنيات المعلومات (IT). بعيداً عن الحد الأدنى من المساعدة الداخلية، أصبح من المألوف أكثر فأكثر الاستعانة بمبادرات خارجية خاصة بتقنيات المعلومات (IT) للموردين أو الاستشاريين الخارجيين. يعتبر أيضاً تصميم المنتجات مجال آخر يتم التعاقد فيه مع استشاريين خارجيين. هذه بعض الوظائف التي تقع تحت مسمى "العمل الاستشاري المعتمد على الخبرة" بسبب ما تضيف هذه الوظائف من مهارات غير تقليدية ومتخصصة إلى الساحة. ليس فقط من المكلف جداً المحافظة على مثل هذه الخبرات داخلياً بل كذلك لا تسمح هذه الخبرات لنفسها على أن يتم وضعها ضمن بيئة عمل محددة وواحدة. الخبرات المذكورة كأمثلة تتطلب تدريباً وتطويراً واسعين ومستمرين بسبب التطويرات السريعة في النواحي التقنية، مثل لتقنيات المعلومات (IT) وتصميم المنتجات،. هناك الكثير من الأمثلة الأخرى عن خبرات مماثلة والتي تقع كلها مجتمعةً تحت صنف "العمل الاستشاري المعتمد على الخبرة". 

 
المصدر
ترجمة: عبادة سبيعي
تدقيق: مالك اللحام