الاستراتيجيات الثلاثة لرفع عائدية استثمار الكوتشينغ لحده الأعظمي الجزء الثاني

تحدثنا في الجزء الأول عن أول استراتيجية لرفع عائدية استثمار الكوتشينغ حيث نكمل في الجزء الثاني والاستراتيجية الثانية.

السبب الثاني: أنت تجعل الناس يتحملون مسؤولية انفسهم

تعتبر المسؤولية واحدة من أهم الأشياء المطلوبة في أي منظمة ـــ ومن أصعب الأمور إنشاءً. يرغب جميع الناس في العمل مع أشخاصٍ يقومون بأشياءٍ أُطلقُ عليها "SayDoCo"

  • قُل ما سيقومون بفعله.
  • افعل ما يقولون.
  • تواصل مع الجهات المعنية عندما لا يملكون القدرة على القيام بما قالوه.



ومثالٌ على ذلك: طرحت على 34 قائداً (مديراً) من مؤسسةٍ عالمية سؤالاً، "من منكم يعتقد بأنه يستخدم سياسة SayDoCo ؟" فارتفعت جميع الأيادي. وعندما سألتهم، "من منكم قد شهد زملائه في هذه الغرفة لا يستخدمون SayDoCo في أكثر الأحيان؟". فارتفعت 30 يداً. لقد كان هنالك صمتٌ مريب عندما أدركوا المشاكل: لقد كان هنالك فجوةٌ بينما اعتقدوا أنهم يقومون به وما يقومون بفعله في الواقع.


خلاصة القول: يقيّم الجميع بعضهم البعض استناداً على حسن استعمالهم لسياسة SayDoCo. فيقيّم القادة (المدراء) أتباعهم من خلال كيفية استخدامهم لسياسة SayDoCo بشكلٍ ثابتٍ ومستمر، ويقيّم الأتباع قادتهم بنفس الطريقة. فعندما لا يكون الأشخاص في نطاق المسؤولية، وبعبارة أخرى لا يتّبعون سياسة SayDoCo، فسيكون هنالك تأثيرٌ كبيرٌ على الأشياء التي تعتبر حرجةً لكل منظمة. إن كلّ شيء من تنفيذ الكفاءة، إلى تغيير ثقافة، إلى نتائج القيادة يتأثرون عندما لا يتبع الأشخاص سياسة SayDoCo.


لقد كان "ديفيد فهيرتي David Feherty" لاعب غولف ناجح محترف قبل أن يلمع نجمه ككاتب ومذيع تلفزيوني للعبة الغولف. فقد عملنا معاً لسنواتٍ عديدة على إطلاق العنان لأفضل لعبة غولف له. في إحدى المرات كان ديفيد يعاني في مباراة الغولف الخاصة به. فلم يقم بتنفيذ ضربته عندما كان هنالك مشكلةً أمامه. وكان ذلك الوضع نتيجةً لخوفه من قذف الكرة إلى خارج الحدود عندما كان هنالك مشكلة على طرفي ملعب الغولف ـــ وهذا خوفٌ مشتركٌ بين لاعبي الغولف بشكلٍ عام.


في إحدى أيام التدريب، سألت ديفيد إذا كان بإمكانه أن ينفذ كل ضربةٍ إذا كان مضطراً لفعل ذلك أو إذا كانت حياته تتوقف على ذلك. أجاب بقدرته. ومن ثم سألته إذا كان بإمكانه أن ينفذ كل ضربة إذا كان سيجني منها 250 ألف دولار. فقال بأن ذلك سيكون كسباً لمالٍ أكثر مما سيجنيه إذا فاز بالبطولة القادمة، ومرةً أخرى أجاب بقدرته على ذلك. وبعدها غيّرت السؤال قليلاً: "هل تعتقد أنه بإمكانك تنفيذ كل الضربات وإذا لم تنفذ كل ضربة فستدفع 2500 دولار؟ وأيضاً أجاب بنعم ــ متسائلاً إلى أيّ مرحلةٍ تقدمت بهذه الأسئلة.


لذا اقترحت على ديفيد أن يكتب شيكّاً لمنظمته الخيرية المفضلة بمبلغ 2500 دولار. وأخبرته بأنه إذا نفّذ جميع الضربات في البطولة القادمة فلن يتم ارسال الشيك. ولكن إذا فشل في ضربةٍ واحدٍ فقط فسأرسله. وافق على ذلك. في يوم الأحد التالي، اتصل بي ديفيد من إيطاليا وأخبرني أنه سدد جميع الضربات وفاز ببطلة إيطاليا المفتوحة وقال: "أرسل الشيك إلى المنظمة الخيرية على أي حال".


كمعظمنا، يمتلك ديفيد فعلاً المهارات اللازمة لتحقيق الهدف. والشيء الذي أحدث فرقاً في نهاية المطاف هو خلق عقلية المساءلة عن أفعاله. فمن خلال مساعدة ديفيد على تحديد الشكل الذي يقوم بفعله بطريقةٍ أكثر بساطةً وذات معنى (بالنسبة له)، فقد ساعدته أيضاً ليكون أكثر مسؤوليةً اتجاه ما يراه مهماً ـــ ليكون قادراً على القيام بما يقول انه سيفعله.
فكلما تنقّلت أكثر من تطبيق الكوتشينغ بوصفه جديراً للتطبيق للمساعدة في دفع نتائج العمل التجاري كلما ازداد القادة الذين سيشاركون في التطبيق.

المصدر
ترجمة ثواب الميداني
تدقيق: مالك اللحام