الادارة الصفية

علمتنا الخبرة أنه لا يوجد أسلوب واحد ناجح طوال الوقت ولكل الطلاب لإدارة الصف. فالمُعلِّم في تكيف متواصل ينتقل من أسلوب إلى آخر ليصل إلى الطلاب ويتواصل معهم للحفاظ على بيئة الصف التي تحث المُتعلِّم على التعلُّم. الإدارة الصفيَّة ذلك الموقف التعليمي الذي وقعه كبير في نفوس المُعلِّمين الجدد والقدامى. وعندما يقرر شخص ما أن يصبح مُعلِّماً. يبدأ في طرح أسئلة على نفسه (كيف سأنجح في هذه المهمة وكيف سأدير صفاً من الطلاب وطبعاً لا توجد إجابة سهلة). هناك الكثير من الصفوف تدار بنجاح وهناك الكثير من المدرسين الناجحين في عملهم.



 الإدارة الصفيَّة بفاعليَّة:

عندما يشرع المُعلِّم في التفكير في إدارة الصف بأسلوب معين ويبدأ بتطبيق هذا الأسلوب ويعطي نتائج ملموسة تنعكس على طريقته في التدريس، نقول إن العمليَّة التعليميَّة في تقدم ولكن كيف نجح هذا الأسلوب.

  • ينبغي للمُعلِّم أن يكون على علم بخصائص الفئة العمرية التي يدرسها. وقبل كل شيء هناك أمر آخر له أهمية حاسمة وهو العلاقة بين المُتعلِّم والمُعلِّم ومن اللحظة الأولى لابد من إرساء التعاطف والثقة المتبادلة بين الطرفين.
  • الطلاب يلتقطون إشارات المُعلِّم بسرعة كبيرة فعندما تكون رسالة المُعلِّم للطلاب "أنا أحترمك، أنت ممتاز، بارك الله فيك، وفقك الله، أنت طالب مجد، ثابر".

سيصبح المُتعلِّم أكثر استعداداً للتجاوب مع جهود المُعلِّم لإرساء قواعد العمل في الصف مما يساعد على إدارة صفيَّة ناجحة.

وبعد هذا يمكن للمُعلِّم أن يهتم بالتقنيات والوسائل الحديثة التي أثبتت نجاحها على مر الزمن والتي تساعد المُعلِّمين على إدارة صفوفهم والإمساك بزمام أمورها.

أهم الأساليب التي تساعد المُعلِّم على إدارة الصف بفاعليَّة:

  1. التأكيد على الأوجه الإيجابيَّة للطالب: ولعل المديح هو أكثر الأشكال شيوعاً لوسيلة التأكيد على الأوجه الإيجابيَّة. وعادة ما يمدح المُعلِّم التلاميذ بقولة (ممتاز، بارك الله فيك، أحسنت، رسمك للخريطة جميل جداً) وعلى الرغم من أن هذه التعليقات يمكن أن تكون فعَّالة للغاية ولكن الأفضل أن يستخدم المُعلِّم الجهود التي بذلها المُتعلِّم: مثال: لقد بذلت جهداً كبير في رسم هذه الخريطة المتقنة حدثني عنها. فكلما قل مديح المُعلِّم وزاد تشجيعه للطلاب كان إقبال الطلاب على التعاون وحسن السلوك والثقة بالنفس أكبر.

  2. الإصغاء: مهارة ضروريَّة يجب توافرها في المُعلِّم. فباستماعه إلى ما يقوله المُتعلِّم بانتباه يكون المُعلِّم قد نقل إلى المُتعلِّم رسالة فحواها أنه يهتم به وأهم الخطوات لصقل هذه المهارة:
    • التوقُّف: عندما يبدأ المُتعلِّم بالمشاركة معك. توقف ولو خلال برهة يجعل المُتعلِّم يشعر بأنك مهتم به.
    • النظر: احرص على النظر إلى المُتعلِّم في أثناء المشاركة.
    • الاستماع: ركز انتباهك على ما يقوله المُتعلِّم ففي بعض الحالات يحتاج المُتعلِّم إلى مساعدة.
    • الرد: بعد التوقُّف، النظر، الاستماع، يأتي وقت الرد ويكون بناء على ما تقدم به المُتعلِّم.

  3. إعادة التوجيه: إعادة توجيه الطلاب من أكثر الاستراتيجيات نجاحاً في الإدارة الصفيَّة. إعادة توجيه التلاميذ الذين لا ينتبهون في الصف أو يعانون مشكلة الاشتراك مع الآخرين. تكون بنبرة رقيقة (يا معاذ انضم إلى الصف) أو ربما يمكن إعادة توجيه المُتعلِّم للقيام بعمل آخر (عبد الرحمن اكتب تعميماً من الشكل الذي أمامك حتى يأتي دورك).

  1. استخدام الأدوات المثيرة للاهتمام: أي شيء يمكن استخدامه لإثارة انتباه الطلاب يتعلَّق بموضوع الدرس يؤدي إلى تقليل السلوكيات الأخرى. (غرفة المصادر، استخدام الحاسب الآلي، ألا وفرهد، المصورات، العينات من البيئة، وغيرها) تعدُّ هذه الأنشطة بمنزلة النسيج الرابط للعمل الذي يكسر الروتين الصفي.

 

الخاتمة: بعد أن يكون المُعلِّم قد صقل مهارات الإصغاء وتعلم لغة التشجيع واستخدام وسيلة إعادة التوجيه والوسائل الإيجابيَّة الأخرى. وفي خضم هذا العمل لا يسعنا إلا أن نلتزم تحقيق هدفنا: تربية الطلاب على مبادئ الثقة بالنفس والكياسة والقدرة والكفاءة وتعليم المفيد الذي يجني ثماره المُتعلِّم في المستقبل لبناء الوطن وتقديم المفيد.

إعداد/ هاني محمد القاسم

 

الموسوعة العربيَّة لتطوير الذات