الاختلاف بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني وكيفيَّة الانتقال إلى التعليم الإلكتروني

ينبع الاختلاف بين طريقتي التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني من الأدوات المُستخدَمة في العمليَّة التعليميَّة، وبما أنها على تباين واضح وكبير فإنه يوجد الكثير جداً من الاختلافات بين الطريقتين، يتحدَّث الدكتور د.محمد الحنجوري عن هذه الاختلافات في الاقتباس الآتي من مقالته



أوجه الاختلاف بين التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي

م

التعليم التقليدي

التعليم الإلكتروني

 

 

 

يعتمد على الثقافة التقليديَّة والتي تُركِّز على إنتاج المعرفة ويكون المُعلِّم هو أساس عمليَّة التعلم.

يقدم نوع جديد من الثقافة هي الثقافة الرقمية والتي تُركِّز على معالجة المعرفة وتساعد الطالب على أن يكون هو محور العمليَّة التعليميَّة وليس المُعلِّم.

 

 

لا يحتاج التعليم التقليدي إلى تكلفة التعليم الإلكتروني نفسها من بنية تحتية وتدريب المُعلِّمين والطلاب لإكسابهم الكفاءات التقنية. وهو ليس في حاجة أيضاً إلى مساعدين لأن المُعلِّم هو الذي يقوم بنقل المعرفة إلى أذهان الطلاب في بيئة تعلم تقليديَّة دون الاستعانة بوسائط إلكترونيَّة حديثة أو مساعدين للمُعلِّم.

يحتاج إلى تكلفة عالية وخاصة في بداية تطبيقه لتجهيز البنية التحتية من حاسبات وإنتاج برمجيات وتدريب المُعلِّمين والطلاب على كيفيَّة التعامل وهذه التكنولوجيا وتصميم المادة العلميَّة إلكترونياً وفي حاجة أيضاً إلى مساعدين لتوفير بيئة تفاعليَّة بين المُعلِّمين والمساعدين من جهة وبين المُتعلِّمين من جهة أخرى وكذلك بين المُتعلِّمين فيما بينهم.

 

 

يستقبل جميع الطلاب التعليم التقليدي في المكان نفسه والزمان نفسه.

لا يلتزم التعليم الإلكتروني تقديم التعليم في المكان نفسه أو الزمان نفسه، بل للمُتعلِّم حرية اختيار مكان معين ووقت مُحدَّد لإجراء عمليَّة التعلُّم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يعدُّ الطالب سلبياً يعتمد على تلقي المعلومات من المُعلِّم دون بذل أي جهد في البحث والاستقصاء لأنه يعتمد على أسلوب المحاضرة والإلقاء.

يؤدي إلى نشاط المُتعلِّم وفاعليته في تعلُّم المادة العلميَّة لأنه يعتمد على التعلُّم الذاتي وعلى مفهوم تفريد التعلم.

 

 

يشترط على المُتعلِّم الحضور إلى المدرسة والإنتظام طوال أيام الأسبوع ويقبل أعماراً معينة دون أعمار أخرى ولا يجمع بين الدراسة والعمل.

يتيح فرصة التعليم لكافة الفئات في المجتمع من ربات بيوت وعمال في المصانع، فالتعليم يمكن أن يكون متكاملا والعمل.

 

 

يقدم المحتوى التعليمي إلى الطالب على هيئة كتاب مطبوع فيه نصوص تحريرية وإن زادت عن ذلك بعض الصور وغير متوافر فيها الدقة الفنيَّة.

يكون المحتوى العلمي أكثر إثارة وأكثر دافعيَّة للطلاب إلى التعلُّم حيث يُقدَّم في هيئة نصوص تحريرية وصور ثابتة ومُتحرِّكة ولقطات فيديو ورسومات ومخططات ومحاكاة ويكون في هيئة مُقرَّر إلكتروني أو كتاب إلكتروني مرئي.

 

 

يحدد التواصل مع المُعلِّم بوقت الحصة الدراسيَّة ولايأخذ بعض التلاميذ الفرصة لطرح الأسئلة على المُعلِّم لأن وقت الحصة لا يتسع للجميع.

حرية التواصل مع المُعلِّم في أي وقت وطرح الأسئلة التي يريد الإجابة عنها ويتم ذلك عن طريق وسائل مختلفة مثل البريد الإلكتروني وغرف المحادثة وغيرها من الوسائل.

 

 

المُعلِّم هو ناقل وملقن والمصدر الأساسي للمعلومة.

المُعلِّم هو موجه ومرشد للمعلومة، كذلك ناصح ومساعد للطالب بتقديم الإستشارات اللازمة.

 

 

يقتصر الزملاء على الموجودين في الصف أو المدرسة أو السكن الذي يقطنه الطالب.

يتنوع زملاء الطالب من أماكن مختلفة من أنحاء العالم فليس هناك مكان بعيد أو صعوبة في التعرُّف على الزملاء.

 

 

اللغة المُستخدَمة هي لغة الدولة التي يعيش فيها الطالب.

ضرورة تعلم اللغات الأجنبيَّة لتلقي المادة العلميَّة من خلال التقنيات الحديثة وكيفيَّة استخدامها والاستماع إلى المحاضرات والمواد الإثرائيَّة والتي تكون في غالبيتها بلغات أخرى.

 

 

يتم التسجيل والإدارة والمتابعة وإستصدار الشهادات عن طريق المواجهة أي بطريقة بشريَّة.

يتم التسجيل والإدارة والمتابعة والواجبات والاختبارات والشهادات بطريقة إلكترونيَّة عن بعد.

 

 

يقبل أعداداً محدودة كل عام دراسي وفقا للأماكن المتوافرة.

يسمح بقبول أعداد غير مُحدَّدة من الطلاب من كل أنحاء العالم.

 

 

لا يراعي الفروق الفرديَّة بين المُتعلِّمين ويقدم الدرس لصف بالكامل بطريقة شرح واحدة.

يراعي الفروق الفرديَّة بين المُتعلِّمين فهو يقوم على تقديم التعليم وفقا لإحتياجات الفرد.

 

 

يعتمد على الحفظ والاستظهار ويُركِّز على الجانب المعرفي للمُتعلِّم على حساب الجوانب الأخرى فالتركيز على حفظ المعلومات على حساب نمو مهاراته وقيمه واتجاهاته و يهمل في الجانب المعرفي مهارات تحديد المشكلات وحلها والتفكير الناقد والإبداعي وطرائق الحصول على المعرفة.

يعتمد على طريقة حل المشكلات وينمي لدى المُتعلِّم القدرة الإبداعية والناقدة.

 

 

التغذية الراجعة ليس لها دور واضح ومرضي.

الاهتمام بالتغذية الراجعة الفوريَّة لعمل التطوير.

 

 

تبقى المواد التعليميَّة ثابتة سنوات طويلة دون تغيير.

سهولة تحديث المواد التعليميَّة المُقدَّمة إلكترونياً بكل ماهو جديد.

 

كلا النموذجين في التعليم يتفقوالغاية مع الاختلاف في الوسيلة، فالغاية من التعليم تتمثل في الحصول على مخرجات على مستوىً عالٍ تمتاز بالمعرفة المُتقدِّمة والتأھل الجيد.

 

الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني

لم يعد الحاسب يستخدم في تعليم الطلاب العاديين فقط، بل والطلاب المعاقين سمعياً وبصرياً، وكذلك الطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلُّم. وأصبح الحاسب يستخدم في التعليم عن بُعد، وفي المكتبات والنشر الإلكتروني. وفي مجال تعليم وتعلم اللغة الإنجليزيَّة لغير الناطقين بھا، أصبح ھناك برامج حاسب معتمدة وغير معتمدة على الإنترنت لتعليم مھارات الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة والإملاء والقواعد والمفردات والنطق وقواميس ودوائر معارف وبرامج لتصحيح الأخطاء النحوية والإملائية.

لذا فإن الانتقال من التعليم بالطرائق التقليديَّة إلى التعليم الإلكتروني المعتمد على التكنولوجيا سواء كلياً أو جزئياً بات أمراً ضرورياً.

 

ويتطلَّب الإنتقال اتخاذ عدة خطوات تحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير منها

  • تعديل سياسة التعليم على مستوى المدارس والجامعات بحيث تجعل التكنولوجيا أداة أساسيَّة في العمليَّة التعليميَّة وفي جميع المراحل.
  • تشكيل لجنة على مستوى الجامعة أو المنطقة التعليميَّة تتولى عمليَّة التطوير تتكون من فريق عمل يضم مجموعة من المُتخصِّصين في عدة مجالات مثل تطوير المناھج وتكنولوجيا التعليم.

  • دراسة واقع استخدام التكنولوجيا في المدرسة أو الجامعة أي حصر الأجھزة والبرامج التعليميَّة المتوافرة فيھا.
  • دعم إدارة المدرسة أو الجامعة وتشجيعھا على دمج التكنولوجيا في التعليم واستخدام المُعلِّمين لھا.
  • وضع تصور أو خطة شاملة طويلة الأمد لدمج التكنولوجيا في التعليم على مستوى المُقرَّرات المختلفة والصفوف والمراحل المختلفة.
  • تحديد مدة زمنية لتنفيذ خطة الدمج في تدريس المُقرَّرات والصفوف المختلفة .بحيث تتم عمليَّة الدمج على مراحل تتكون كل منھا من خطوات صغيرة متدرجة.
  • تخصيص ميزانية لدمج التكنولوجيا في التعليم وللوفاء تكاليف شراء الأجھزة والبرامج، وتدريب المُعلِّمين وتوظيف الخبراء والمُدرِّبين.
  • إنشاء بنية تكنولوجيَّة تحتية تشمل حواسيب وما يتبعھا من أجھزة وبرامج تعليميَّة، وتوفير معامل ذات وسائط مُتعدِّدة وإيصال خدمة الإنترنت إلى الجامعات والمدارس واستبدال الأجھزة القديمة بأخرى حديثة متطوِّرة.
  • تدريب الطلاب والمُعلِّمين على استخدام الحاسب والإنترنت في التعليم.
  • إنشاء مركز لتصميم المناھج المعتمدة على التكنولوجيا في الجامعة أو المنطقة التعليميَّة يعمل فيه فريق من المُتخصِّصين يقوم بإعداد مناھج إلكترونيَّة مُتعدِّدة الوسائط في التخصُّصات المختلفة وللصفوف المختلفة.
  • إجراء الأبحاث في مجال التعليم الإلكتروني بصورة مستمرة لاطلاع المُعلِّمين والمسؤولين على أثر استخدام التكنولوجيا في عمليَّة التعليم ومدى استفادة الطلاب من ذلك.
  • توفير الدعم الفني وصيانة الأجھزة والشبكة بصورة دائمة في أثناء استخدام المُعلِّمين للتكنولوجيا في التعليم.

المصدر

كما قرأنا فإن المقالة قامت بالتركيز على الفروقات بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني، وأيضاً قامت بإعطائنا نصائح مهمة جداً في الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني وهو ماجعلها مقالة ممتازة لأي تربوي يود تطوير عمليَّة التعليم الخاصة به.