الإدارة الصفيَّة الفاعلة، أنماطها، وعناصرها

يُعرف مفهوم الإدارة الصفيَّة بأنّها مجموعة الممارسات المنهجيَّة واللامنهجيَّة التي يؤديها المُدرِّس في أثناء تواجده داخل غرفة الصف، وهي علمٌ له أسسه وقواعده وفي الوقت ذاته هي فن تطبيق هذا العلم.



أهداف الإدارة الصّفيَّة:

  1. توفير المناخ التعليمي/التعلَّمي الفعَّال.
  2. توفير البيئة الآمنة والمطمئنة للطلاب.
  3. رفع مستويي التحصيل العلمي والتحصيل المعرفي لدى التلاميذ.
  4. مراعاة النمو المتكامل للتلميذ.

 

أنماط الإدارة الصفيَّة: 

  • النمط الفوضوي
    يسود هذا النمط المُعلِّمين ضعاف الشخصيَّة، والمهملين غير القادرين على جذب انتباه الطلاب فتجد التلاميذ يتنقلون بين المقاعد المختلفة ويتصرَّفون وفقاً لأهوائهم في غرفة الصّفّ دون الإحساس بوجود ضوابط لتصرُّفاتهم. أما المُعلِّم فهو غير مخطِّط وعديم المقدرة على بذل الجهد اللازم لتقويم سلوك التلاميذ، وهو غير مبادرٍ وتكاد شخصيته تذوب بين التلاميذ بحثاً عن صداقاتٍ معهم، وبذلك تكون إنتاجيَّة العمليَّة التربويَّة ضعيفة ومتدنية، ويضيع الوقت في استفسارات التلاميذ التي لا طائل فيها.

 

  • النمط الديمقراطي
    وهو ذلك النمط الذي يوفر الأمن والطمأنينة لكل من التلميذ والمُعلِّم، حيث ينتشر جو التفاعل الإيجابي بين المُعلِّم وتلامذته من جهة وبين التلاميذ أنفسهم من جهة أخرى، وهو يراعي النمو المتكامل للتلميذ من كل جوانبه الجسديَّة والنفسيَّة، حيث يتيحُ للتلميذ الفرصة في التعبير عن نفسه، والتواصل والتحاور مع زملائه مما يوفر إمكانية التعلُّم بالأقران، ويبني شخصيَّة الطالب الخاصة به والقادرة على نقد الآراء والأفكار المطروحة، والقادرة على الإبداع، وفيها تكون الحريَّة للمُدرِّس في وضع خطته الخاصة بالمنهاج وبالاتفاق مع تلامذته من حيث التقديم أو التأخير في بعض موضوعات المنهاج، أو إثراء المنهاج بما يتفق مع وحاجات تلاميذه، ولذلك يحتاج هذا النمط التربوي إلى مُدرِّسين ذوي كفاءةٍ عاليةٍ حتى يتمكَّنوا من الحفاظ على البيئة الصحية للصف، مع الحفاظ على مستوى عال من التحصيل، فالمُعلِّم هنا لا يعطي الأولويَّة لحفظ المعلومات والمعارف، ولكنه يعطيها لفهم المعلومات فهماً صحيحاً وعميقاً، مما يتيح الفرصة أمام التلميذ لنقل اثر التعلُّم وتطبيقه بصورة فعَّالة في مواقف جديدة.

 

  • النمط التسلُّطي
    ويمتاز هذا النمط بمناخٍ صفيٍّ يسوده القهر والإرهاب والخوف، حيث يرى المُعلِّم في نفسه مصدراً رئيساً بل ووحيداً للمعلومات، وينتظر من تلامذته الطاعة التامة لتعليماته وأوامره وهو مزاجيٌّ في علاقته بالتلاميذ لأنَّه الذي يمتلك القدرة على الثواب والعقاب، مفقِداً للتلاميذ ثقتهم بأنفسهم من خلال اعتمادهم عليه كلياً وهو مقاومٌ لأي تغييرٍ في نمطه الإداري معدَّاً ذلك تحدياً لسلطته.

 

الآثار الإيجابيَّة للنمط التسلُّطي:

  1. المُعلِّم مُحدِّد لهدفه ولذلك لا يستنزف الجهد والوقت لتنفيذ الهدف.
  2. مستوى تحصيل الطلاب مرتفع.

 

الآثار السلبيَّة للنمط التسلُّطي:

  1. ظهور الإتكالية والشرود الذهني، ومظاهر الغيبة والنميمة، والخوف من المُعلِّم والخضوع له لكف أذاه.
  2. إخفاق التلميذ في وضع أهداف لنفسه، وضعفٌ شديدٌ لقدرته على التخطيط لحياته ومستقبله وضياعٌ لشخصيته.
  3. الدافعيَّة إلى التعلُّم خارجيَّة مصدرها الثواب والعقاب مما يفقد العمليَّة التعليميَّة/التعلّميَّة أهم خصائصها وهي نقل أثر التعلُّم، ويبقى التعديل في السلوك محدوداً ومرتبطاً بزمن الرهبة والخوف.

 

عناصر العمليَّة الإداريَّة الصفيَّة:

  • التخطيط:
    وهو أول المهام الإداريَّة للمُعلِّم، حيث إِنَّ أي خللٍ في هذا الجانب ينعكس على مختلف جوانب العمليَّة الإداريَّة برمتها، وقيام المُعلِّم بإعداد العديد من الخطط أهمها: أ. الخطة السنوية ب. الخطة الدرسيَّة ج. الخطة الزمنيَّة للمنهاج د. خطط علاجيَّة هـ. خطط للمتفوقين و. المشاركة في إعداد الخطة التطويرية للمدرسة.

 

  • القيادة:
    على الرغم من تغير النظريات التربويَّة وتقلبها على مر الزمن يبقى المدرِّسُ الرائد في العمل الصفي ولا يمكن الاستغناء عن دوره القيادي في العمليَّة التعليميَّة/التعلميَّة، فيجب على المُعلِّم أن يكون قادراً على:
  1. بناء الدافعيَّة إلى التعلُّم: وذلك من خلال إثارة اهتمام التلاميذ بموضوع الدرس والمحافظة على انتباه التلاميذ خلال الموقف التعليمي/التعلمي وإشراك التلاميذ في نشاطات الدرس واستخدام وسائل التعزيز لإنجازات التلاميذ.
  2. مراعاة الحاجات النفسيَّة والاجتماعيَّة للتلاميذ: فلكل مرحلة نمو خصائصها التي يجب أن يراعيها المُعلِّم ويتعامل مع التلاميذ من خلالها، فالتلميذ كائن بشري في حاجة إلى الانتماء، وفي حاجة إلى المديح، وفي حاجة إلى الاستقلال ولديه غريزة حب التملك والسيطرة.
  3. مواجهة الملل والضجر: كثيراً ما يصاب التلميذ بحالة من الملل والضجر وعلينا ألَّا ننسى أن التلميذ في هذه المرحلة من العمر لا يستطيع تركيز اهتمامه في موضوع واحد أكثر من (10-15) دقيقة، ولذلك يجب على المُعلِّم أن يكون حريصاً على تنويع الأنشطة الصفيَّة واختيار الوسائل التعليميَّة المنتمية إلى الموضوع، وربط الموضوع ببيئة الطالب وواقعه.
  4. الانتباه لميل الطالب إلى جذب الانتباه: غالباً ما نجد أن بعض التلاميذ يميل إلى لفت الانتباه إليه وإذا كان هذا السلوك أكثر وجوداً بين التلاميذ ضعاف التحصيل ولكننا نجده بين التلاميذ المتفوقين أحياناً، ويجب علينا أن نتعامل مع كل حالة على حدة والبحث عن أسباب لجوء التلميذ إلى هذا السلوك ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة حسب طبيعة الحالة.
  5. الفروق الفرديَّة: لا يستجيب أبناؤنا التلاميذ لعمليَّة التعلُّم الدرجة نفسها من الفاعليَّة والاستيعاب فكما بينت الدراسات العلميَّة الحديثة أن هناك ثمانية أنواع مختلفة من الذكاء لدى الإنسان فيجب أن نلاحظ دائماً أن بعض التلاميذ يستجيبون لطريقةٍ ما أكثر مما يستجيبون لغيرها. وكذلك فإن بعض التلاميذ يتمتعون بقدرات عالية من التفوق والذكاء فأولئك يجب وضع برامج خاصة بهم في أثناء الحصة الدرسيَّة.

 

  • التنظيم:
    تعد عمليَّة التنظيم مؤشراً قويّاً على مدى فاعليَّة العمليَّة التعليميَّة/التعلميَّة، فالمُعلِّم الذي يدير الوقت بدقةٍ وفاعليَّةٍ هو معلم ذو خبرة ودراية، فهو يتنقل بين مراحل الدرس المختلفة بيسرٍ وسهولةٍ معطياً كل مرحلة منها ما تستحقه من الوقت ففي عمليَّة التهيئة قد يبدأ درسه باختبار قصير يقيس خبرات التلميذ السابقة وينتمي في الوقت ذاته إلى موضوع الدرس الجديد، أو يهيئ للموضوع بطريق حافزة مناسبة، وهو قادر على تنظيم التفاعل الصفي سواء بينه وبين التلاميذ أو فيما بين التلاميذ أنفسهم، حيث ينظم عمليَّة التعلُّم بالأقران بيت تلامذته، وهو مبرمج لحصته فلا يداهمه الوقت قبل تحقيق أهدافه وقياسها، وهو في الوقت ذاته منظم في عرضه لوسائل الإيضاح الملائمة والمنتمية. ويحافظ على سجلاته المختلفة بطريقة مرتبة ومُنظَّمة.

 

  • التقويم:
    إذا كان مفهوم التقويم إصدار أحكامٍ عند انتهاء مرحلة معينة فإننا ننظر إلى التقويم أيضاً على أنَّه عمليَّة استمرارية، وبذلك فهو مدخل لتعديل الانحراف عن المسار المرسوم وتقويمه، ولا يمكن لنا أن نحكم على أية عمليَّة تربويَّة إلا من خلال عمليَّة التقويم والتي من دونها تصبح العمليَّة التعليميَّة/التعلميَّة ارتجالية فرديَّة غير موضوعيَّة، ولذلك وجب على المُعلِّم أن يولي التقويم بأنواعه المختلفة كإعداد الاختبارات التشخيصية والتحصيليَّة وتحليل نتائجها أهمية خاصة، بل يمكن عَدَّ أشكال التقويم السابقة بمنزلة إشارة مرورٍ تعطي للمُعلِّم الضوء الأخضر للانطلاق بأمان لتحقيق هدف آخر.

 

أهم المهارات اللازمة لإدارة الصف:

  1. الدافعيَّة.
  2. المثيرات.
  3. التهيئة للدرس.
  4. غلق الدرس.
  5. التعزيز.
  6. الأسئلة الصفيَّة وتوجيهها.
  7. التحرُّك داخل الصف.
  8. التقويم الذاتي.

 

إعداد المدير المساعد/ رضوان عيد

أكتوبر، 2004