الأهداف السلوكيَّة (مع نموذج تطبيقي)

أولاً: تعريف الأهداف السلوكيَّة:

عرف التربويون الهدف السلوكي بأنه: التغيير المرغوب فيه والمتوقع حدوثه في سلوك المُتعلِّم، والذي يمكن تقويمه بعد مرور المُتعلِّم بخبرة تعليميَّة معينة.

ثانياً: أهميتها

لا شك في أن التلاميذ يحاولون دائماً أن يتعرفوا المُسوِّغات التي من أجلها يدرسون موضوعاً ما، وكثيراً ما يتشككون في جدوى أو قيمة ما يدرسونه أو بعضه على الأقل، كما أنهم كثيراً ما يتساءلون عن أسباب دراستهم لموضوع ما وأهميته، وذلك يعني أنهم في حاجة إلى معرفة أهداف التدريس، ومن خلال ذلك يمكن أن يعرفوا أهمية دراستهم للموضوع، وهذا الأمر يتوقف بطبيعة الحال على مدى كفاءة المُعلِّم في تحديد أهداف الدروس وصياغتها، ومدى اقتناعه بأهمية عرض أهداف الدرس على تلاميذه منذ البداية.

وقد يرى بعض المُعلِّمين أن هذا الأمر ليس مهماً، ومرجع ذلك هو أنهم يعتقدون بأن التلاميذ لا يهمهم سوى أن يردد المُعلِّم على مسامعهم محتويات الكتاب المدرسي أو أن يشرح لهم الغامض منها أو ما إلى ذلك، ولكن الحقيقة هي أن التلاميذ يحتاجون دائماً إلى معرفة المُسوِّغ أو المُسوِّغات التي تجعل من دراستهم لموضوع ما أمراً هاماً، ومن هنا ندرك تماماً أن المُعلِّم عندما يخطط لدرسه يكون في حاجة ماسة إلى رصد الأهداف السلوكيَّة أو التعليميَّة حتى يعطي مُسوِّغاً لما يقوم بتدريسه لتلاميذه.

ثالثاً: مصادرها

غالباً ما يلجأ المُعلِّمون إلى وضع الأهداف السلوكيَّة إلى محتوى الكتاب الدراسي، وقد يستخدم المُعلِّم في صياغة الأهداف ألفاظاً مثل (تعريف التلاميذ أو تعليمهم، أو تعويدهم، أو تنبيههم وما إلى ذلك) بدلاً من أن يتعرف التلاميذ أو يتعلَّموا، أو يتعودوا، أو يتنبهوا وهكذا، ومن هنا يتضح أن المُعلِّم استخدم محتوى الدرس كما جاء في الكتاب المدرسي، أو ما اشتمل عليه من عناوين فرعيَّة في صياغة مثل هذه الأهداف.

وفي هذه الحالة نستطيع القول إن المُعلِّم لجأ إلى أحد مصادر اشتقاق أهداف الدرس ولم يلجأ إلى كل المصادر مما جعل الأهداف تأتي في شكل وصف لمحتويات الكتاب ، بينما يجب أن يعي تماماً أن مثل هذه الأهداف تتصل بالأهداف العامة للمنهج، والتي يراعى تدوينها في أول صفحات دفتر التحضير، وبعد توزيع المنهج. لذلك ينبغي على المُعلِّم عند تحديده لأهداف الدرس وصياغتها أن يلجأ إلى أهداف المنهج، وأهداف الوحدة الدراسيَّة، التي يقع في إطارها الدرس الذي يخطط له، كما يجب أن يلجأ أيضاً إلى مادة الدرس الذي سيدرسه ويقرأها بفهم كامل ليحدد ما أهمية الأهداف التي يمكن أن يشارك هذا المحتوى في تحقيقها، ومن المصادر الأساسيَّة في هذا الشأن أيضاً التلاميذ أنفسهم، فالمُعلِّم يجب أن يكون واعياً لطبيعة تلاميذه وخبراتهم السابقة ومستوياتهم واهتماماتهم ومهاراتهم لكي يكون قادراً على تحقيق المستوى المناسب للأهداف.

رابعاً: صياغتها

يصاغ الهدف السلوكي بعبارة مُحدَّدة، وواضحة لا تدعو إلى الاختلاف في تفسيرها، على أن تضمن فعلاً سلوكياً إجرائياً يمثل ناتجاً تعليمياً مُحدَّداً يمكن ملاحظته وقياسه، وأن تصف سلوك المُتعلِّم، لا سلوك المُعلِّم، أو نشاط التعلُّم .

مثال: أن يستخرج التلميذ من هذه الجملة فاعلاً ( قرأ محمد الدرس ) لذلك يجب أن نتجنَّب في صياغة الهدف مثل: أن يشرح المُدرِّس كذا أو يقرأ .... ونحوه مما يصور سلوك المُعلِّم أو نشاط التعلُّم .

ومن هنا يراعى بعض خصائص الأهداف السلوكيَّة وهي:

1. أن يتضمَّن الهدف السلوكي سلوكاً يمكن ملاحظته ومن ثمَّ يسهل تقويمه.
2. يشير الهدف السلوكي إلى الإنتاج التعليمي المرغوب فيه، ولا يشير إلى عمليَّة التعلُّم.
3. يتصف الهدف السلوكي بإمكان تحقيقه في فترة زمنيَّة وظروف زمنيَّة مُحدَّدة.
4. يتصف بأنه يتشكل من السلوك ومحتواه، فيتضمَّن الهدف السلوكي الذي يتوقع من التلميذ اكتسابه وممارسته بعد التعلُّم، ويتضمَّن المحتوى الذي يعد وسيلة لإنجاز السلوك من جهة، والمجال الذي يمكن استخدام هذا السلوك فيه من جهة أخرى، فمثلاً الهدف الآتي "أن يستخدم التلميذ المثلث والمسطرة في رسم الزاوية القائمة" يشير هذا الهدف السلوكي التعليمي إلى السلوك المتوقع من التلميذ، ووسائله والمجال الذي يستخدم فيه السلوك.

خامساً: تصنيف الأهداف السلوكيَّة

صنف التربويون الأهداف السلوكيَّة في ثلاثة مجالات، ويتضمَّن كل مجال مستويات متدرجة من الأسهل إلى الأصعب على أن هذه المجالات متداخلة ومترابطة في السلوك الإنساني، وهذا جدول يُوضِّح تلك المجالات السلوكيَّة ومستوياتها:

أن + فعـل سلوكـي + الطـالـب + مصطلـح مـن المـادة + الحـد الأدنـى لـلأداء                                                                 

نموذج لإعداد درس نموذجي في ضوء الأهداف السلوكيَّة :

اليوم :                        التاريخ :

الحصة :                      الزمن :

الصف : الأول ابتدائي       الموضوع : إلى الرياض

الأهداف السلوكيَّة:

• أن يعبر التلاميذ بلغتهم الخاصة عما يشاهدونه في الصور المرفقة بالموضوع على التوالي.
• أن يتدرَّبوا على قراءة الجملة الأولى، ومن ثم بقية الجمل.
• أن يطابقوا بين الجمل والصور الدالة عليها.
• أن يتعرفوا الكلمات الجديدة في الدرس.
• أن يتعرفوا حرف الفاء في الكلمات المختلفة.
• أن ينطقوا الكلمات المشتملة على حرف القاف.
• أن يجردوا حرف الفاء.
• أن يجردوا حرف القاف.
• أن يُميِّزوا بين حرفي القاف والفاء.
• أن يتدرَّبوا على كتابة حرف الفاء مع رسم الحركات عليه من خلال الكلمات الواردة في الدرس، والمقاطع :فَرْ ،فُرْ، فِرْ.
• أن يتدرَّبوا على كتابة الكلمات: سافر والفندق والفروسية والمسافرين.

الوسائل:

• الصور الموجودة في الكتاب.
• بطاقات عديدة يكتب عليها الجمل الواردة في الدرس بخط النسخ الواضح.
• بطاقات عديدة يكتب عليها بخط النسخ الكلمات الجديدة في الدرس.
• بطاقات يكتب عليها المقاطع : فَرْ ، فُرْ ، فِرْ.
• مُجسَّم لشكل الفرس.
• مُجسَّم للقطار.

الإجراءات والأساليب

أولاً: المقدمة

1. بقصة قصيرة عن زيارة والد أحمد لمدن المملكة ومنها مدينة الرياض.
2. أو بأسئلة على النحو الآتي:

• من منكم قام والده بزيارة مدينة الدمام أو الطائف أو الرياض.
• من سافر مع والده إلى واحدة من هذه المدن.
• ماذا ركبت من وسائل النقل عند سفرك مع والدك.
• أي وسائل النقل الآتية أسرع: القطار أم السيارة أم الطائرة أم الحصان.
• ماذا شاهدت في المدينة التي زرتها.

بعد ذلك أقول للتلاميذ نريد أن نقرأ درساً حول سفر أحد أصدقائكم لمدينة من مدن المملكة ولنر ماذا شاهد هناك، ومن ثم أعلن موضوع الدرس وأدونه على السبورة، وأساعد التلاميذ على فتح كتبهم على الصفحة المطلوبة .

ثانياً: العرض

1. أطلب من أحد التلاميذ أن يحدثني عما شاهده في الصورة الأولى وأطلب من آخر أن يحدثني عما شاهده في الصورة الثانية ثم أطلب من ثالث أن يحدثني عما شاهده في الصورة الثالثة .
2. أعرض الجملة الأولى بجانب الصورة الأولى، ثم أقرأ الجملة بصوت واضح، وأعيد قراءتها، ثم أطلب من تلميذ أن يقرأها، وآخر وثالثاً ويمكن أن أقسم الصف إلى مجموعات، وأطلب من كل مجموعة أن تردد الجملة بعدي، وأكرر ذلك حتى يتم تدريب كل تلميذ على قراءتها.

ثم أنتقل إلى الجملة الثانية وأفعل ما قمت به مع الجملة الأولى، وأتبع الأسلوب نفسه مع بقية الجمل. ولا بأس بعد القراءة الأولى من أن أناقش بعض المعاني أو المفاهيم الواردة في الدرس مثل:

• من شاهد منكم مدينة الرياض؟
• ماذا رأى فيها؟
• مدينة الرياض كبيرة أم صغيرة؟
• هل حضر أحدكم سباق الخيل في مدينة الرياض؟
• أين يقيم الزائر عندما يسافر إلى إحدى مدن المملكة؟

3. أضع الجمل في جانب، والصور الدالة عليها غير مرتبة في جانب آخر، مقابل للأول وأطلب من التلاميذ أن يوازنوا بين الجمل الموضوعة في الجانبين.
4. أدع التلاميذ يقرؤون الجملة الأولى ويشيرون إلى ما ورد فيها من كلمات جديدة وإن وجدت، ثم أقرأ تلك الكلمات من خلال البطاقات التي أعدت لها ويقرؤها التلاميذ من بعدي، وهكذا نفعل ببقية الجمل.
5. يقرأ التلاميذ الجملة الأولى والجملة الثانية والجملة السادسة مع التركيز على الكلمات التي اشتملت على حرف "الفاء" ثم أركز أيضاً على صوت الحرف، ويصاحب ذلك عرض البطاقات التي كتبت عليها الجمل السابقة لتعرف شكل الفاء كتابة، وصوته نطقاً قصد تجريده.
6. أكرر ما فعلته في الهدف الخامس مع الجمل الثانية والثالثة والخامسة والسادسة بغية تجريد حرف القاف لعقد الموازنة بينه وبين حرف الفاء مع عرض البطاقات التي كتبت عليها الكلمات المشتملة على حرف القاف.
7. أطلب من التلاميذ وضع دوائر حول كل فاء، ثم يجردونها بالحركات المرسومة عليها مستخدماً السبورة لتدوين الكلمات المشتملة على حرف الفاء.
8. أطلب من التلاميذ وضع خط تحت كل قاف، ثم يجردون كل قاف بالحركة المرسومة عليه، مع استخدام السبورة أيضاً.
9. أستعرض البطاقات التي كتب عليها حرف "القاف"، والبطاقات التي كتب عليها حرف "الفاء"، وأطلب من التلاميذ كتابتها مرة أخرى على السبورة مع التمييز بينهما.
10. أعرض على التلاميذ البطاقات التي كتب عليها حرف الفاء، وأطالبهم برسمه على السبورة في أول الكلمة ووسطها وآخرها، والمقاطع التي اشتمل عليها الحرف مع نطقه بالحركات مثل: فَرْ ، فُرْ ، فِرْ.
11. أطلب من التلاميذ أن يكتبوا الكلمات التي احتوت على حرف الفاء كاملة مع ضبط الحرف بالحركات المطلوبة، مستخدمين في ذلك السبورة مع موازنة ما كتبوا بما دون في البطاقات.

ثالثاً: التطبيق

أقوم بتدريب التلاميذ على كتابة حرف "الفاء" ومقاطعه في الكلمات المختلفة الواردة في الدرس على السبورة بخط النسخ ثم أطالبهم بنقل ما تدربوا عليه في دفاتر الكتابة، وأكرر ذلك مع حرف القاف أيضاً.

الفئات الرئيسة للمجال المعرفي وأمثلة لبعض الأهداف التعليميَّة العامة، وأفعال التعبير عن نواتج التعلُّم في صور سلوكيَّة (تصنيف بلوم):

الفئات الرئيسة للمجال المعرفي وأمثلة لبعض الأهداف التعليميَّة العامة، وأفعال التعبير عن نواتج التعلُّم في صور سلوكيَّة (تصنيف بلوم):