اساليب الارشاد

ويمكن تنفيذ الإرشاد الجماعي في المدارس ذات الكثافة الطلابيَّة الكبيرة اختصاراً للوقت وتوفيراً للجهد، حيث يستفيد أكبر عدد ممكن من الطلاب من المشاركة في الجلسات الجماعيَّة، ويعتمد الإرشاد الجماعي على الجماعة الصغيرة ويطلق عليها الجماعة الإرشاديَّة، وللجماعة الإرشاديَّة سمات تتسم بها، ومنها



إذا كان الإرشاد الفردي من أبرز أساليب الإرشاد فإن الإرشاد الجماعي يأتي تالياً للإرشاد الفردي إن لم يكن أكثر أهميةً منه. ويعود ذلك إلى أن الإرشاد الجماعي يتعامل مع أكثر من مسترشد في آنٍ واحدٍ بينما الإرشاد الفردي مع مسترشد واحد فقط.

 

ويمكن تنفيذ الإرشاد الجماعي في المدارس ذات الكثافة الطلابيَّة الكبيرة اختصاراً للوقت وتوفيراً للجهد، حيث يستفيد أكبر عدد ممكن من الطلاب من المشاركة في الجلسات الجماعيَّة، ويعتمد الإرشاد الجماعي على الجماعة الصغيرة ويطلق عليها الجماعة الإرشاديَّة، وللجماعة الإرشاديَّة سمات تتسم بها، ومنها، الأمن الاجتماعي والمسايرة والخبرة الاجتماعيَّة وتمثل هذه السمات قوة لدى الجماعة، أو ما يطلق عليه ديناميكيَّة الجماعة التي تسهم دون أدنى شك في التعامل مع المشكلات التي تعترضها، وتستبصر بها ومن ثم تسهم في علاجها، وحلها بطريقة جماعيَّة.

 

تعتمد استراتيجيات الإرشاد الجماعي على التخطيط السليم لنجاح الجلسات الجماعيَّة. وتبدأ بتحديد الزمان والمكان المناسبين وفق برنامج زمني دقيق، فمثلاً يكون تحديد مكان هذه الجلسات بغرفة المرشد إذا كانت تستوعب عدد المشاركين في الجلسات الجماعيَّة، أو غرفة المصادر بعد التنسيق مع أمين غرفة المصادر/ المكتبة. أو حتى الصالة الرياضيَّة في المدرسة، أما الزمن المناسب مثلاً، مرة واحدة في كل أسبوع، وليكن في فترة الفسحة، وتمتد من ثلث ساعة إلى نصف ساعة فقد يكون مناسباً لوضع طلاب المدرسة من كل يوم اثنين مثلاً يتم اختيار اليوم والزمن بعد استشارة الطلاب المعنيين في الموضوع. 

 

وأمّا تحديد الجلسات فقد يكون جلسة واحدة، وقد يكون عشراً. حسب المعالجة للمشكلة، كما يتم اختيار مشكلة واحدة في الغالب وقد تكون أكثر في حالة وجود مشكلة واحدة يتم التركيز عليها بشكل أكبر، كما يتم اختيار المشاركين من الطلاب الذين يعانون المشكلة ذاتها، وكما يفضل التجانس من حيث العمر أو الصف ونوع المشكلة، أما عدد أعضاء الجماعة الإرشاديَّة فلا يتجاوز العشرة وكلما قل العدد كان التركيز أفضل.

 

يتم توزيع الجلسات وأنشطة الجلسة الإرشاديَّة في ضوء الآتي:

الجلسة الأولى: حضور مكان الجلسة، والتعارف بين المشاركين، واختيار قائد للجلسة من المشاركين بعد موافقتهم عليه. ويكون دور المرشد الطلابي الإشراف العام ويترك دفة إدارة الجلسة لمن تم اختياره أو انتخابه قائداً للجلسة، وتطرح المشكلة والظروف التي نشأت فيها من قِبَلِ المشاركين أنفسهم.

الجلسة الثانية: الاستمرار في طرح أسباب المشكلة والعوامل التي ساعدت على نشوئها. ومدى تأثر الافراد باستمرارها، والتداعيات التي أدت إليها، ويمكن الطلب من الجماعة وضع تصور مكتوب عن المشكلة يمثل وجهة نظر كل فرد منهم، وجعله واجباً منزلياً يمكن كل منهم إنجازه في منزله واحضاره للمناقشة في الجلسة القادمة.

الجلسة الثالثة: مناقشة الواجب المنزلي، وبمشاركة أحد الضيوف من ذوي العلاقة: (مدير المدرسة، مُعلِّم، طبيب، اخصائي... الخ). في مناقشة الموضوع وإبداء وجهة نظره في المشكلة.

الجلسة الرابعة: الشروع في حل المشكلة من قِبَلِ الجماعة الإرشاديَّة نفسها (الأفراد المشاركين) وإيجاد التصوُّرات والأساليب المناسبة لمعالجة المشكلة. كما من الممكن عرض مشهد تمثيلي من قِبَلِ المشاركين أنفسهم حول المشكلة ومعالجتها تمثيلياً (سايكودراما).

الجلسة الخامسة: والتي يمكن أن تكون الأخيرة، حسب نوع المشكلة: فالاستمرار في عرض الطرائق المناسبة للعلاج وصياغتها في شكل توصيات يمكن تطبيقها من قِبَلِ المشاركين وإلزامهم بها وفق برنامج زمني تتم متابعته من قِبَلِ المرشد الطلابي. ومن ثم الختام، ويفضل أن تختتم بحفل (شاي مصغر، مرطبات، فواكه، بسكويت، عصائر، ما يتيسر من موجودات المدرسة). وذلك بغرض إضفاء روح الود والمرح على الجلسة الاخيرة.

تدريب مصغر للإرشاد الجماعي، جزء من جلسة جماعيَّة بغرض معالجة مشكلة التدخين:

المرشد الطلابي: أهلاً بكم يا شباب أنا سعيدٌ بوجودكم هنا في الجلسة الأولى، بعدما تم التعارف بينكم، تفضل يا ياسر بعد أن شرفك زملاؤك بقيادة جلساتهم.

ياسر: شكراً أستاذنا وليد، شكراً لكم زملائي فلست أفضلكم وإنما أنا واحد منكم، تفضلوا من الممكن أن نتحدَّث عن بداية مشكلة التدخين لدى كلٍّ منا (الأسباب، الظروف، العوامل، التي نشأت فيها هذه المشكلة) تفضل حامد.

حامد: بدأت المشكلة معي يا جماعة وأنا في الصف الثاني متوسط. وذلك عن طريق أحد الاصدقاء وعن طريق التجربة.

سالم: أما أنا فمشكلتي بدأت من الأسرة وبالتحديد من والدي، فأنا أراه يدخن كل يوم أمامنا، فرأيت أن أسير على خطا والدي. ألم يكن قدوتي؟

خالد: أما أنا يا إخوان فأختلف عنكم، لقد كانت بدايتي مع التدخين تقليداً لكثير من المشاهير من أهل الفن، وخاصة الممثلين وكنت أتصور أن التدخين علامةٌ مميزةٌ

في تألقهم، فهم يصورون لي أن من يدخن فقد أصبح رجلاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

تستمر الجلسة على هذا المنوال، إلى أن يعلن قائد أو مدير الجلسة الانتهاء منها للانتقال منها إلى الجلسة الثانية وأننا على موعد مع الجلسة في موعد آخر.

يمكنكم الاطلاع والتدرّب على فنيات الإرشاد الجماعي وتطبيقه على أي مجموعة، وعلى أبنائك الطلاب للتدرب أولاً، ولمعالجة مشكلاتهم ثانياً. سيكون هناك تدريب منزلي، بعد معالجة الموضوع من خلال المناقشات والمداخلات.