إرشادات لتقديم النقد الشفهي

لن تسمع إلقاء رائعاً لا يحتاج إلى تحسينات، كما أنك لن تسمع إلقاء سيئاً خالياً من الفوائد، لذا عليك الإنصات والتقييم، وأن تضع نفسك دائماً مكان المتكلم حتى تستطيع إعطاء تعليقات مفيدة. إن تقديم النقد للآخرين فن بحد ذاته... وأحياناً كثيرة تكون الفائدة التي تستطيع تقديمه لمتدربيك أو لزملائك كامنة في النقد الذي ستقدمه لهم... بل حتى أني استطيع أن أبالغ وأقول أن جزءاً كبيراً من عملية التعلم والتعليم تكمن في النقد المتبادل ما بين أفراد التعلم... ولمساعدتك في أن تكون ناقداً أفضل للآخرين تستطيع تطبيق الأفكار الرئيسية التالية:



بداية سيكون جميلاً جداً أن تبدأ بعبارات إيجابية، هل تتذكر أن أحدهم أخبرك بـ "إذا كنت لا تستطيع أن تقول شيئاً جميلاً فلا تقل شيئاً أبداً"؟ إن هذه هي نصيحة جيدة عليك إتباعها حين تقوم بتقديم النقد، فأنت دائماً تستطيع إيجاد شيء إيجابي لتبدأ فيه نقدك، فقط فكر قليلاً قبل أن تبدأ النقد، وكن ايجابياً دائماً وصادقاً. 


ثم لابد أن تستهدف بعض النقاط الرئيسية من أجل تحسينها
ففي بعض الأحيان يعتقد البعض أنه كلما أشاروا إلى أخطاء أكثر لدى المتكلم، ستكون انتقاداتهم أكثر فائدة! وعلى أي حال... نادراً ما يكون ذلك صحيحاً. تخيّل كيف سيكون رد فعلك عندما يخبرك معلمك: "هناك 17 نقطة عليك العمل عليها في محاضرتك التالية"، من المحتمل أنك ستشعر بالإحباط... وقد تسأل نفسك: كيف يمكنني القيام بكل ذلك في المحاضرة التالية؟ على أي من هذه النقاط السبعة عشر على أن أركز في البداية؟


ثالثاً لابد من أن تنظم تعليقاتك
فالنقد كما الإلقاء تماماً، حيث يكون فهمه أسهل إذا كان جيد التنظيم. ويمكنك أن تنظمه بعدة طرق، فعلى سبيل المثال يمكنك تنظيم تعليقاتك بشكل موضوعي، أن تقدمه في أجزاء: مضمون الإلقاء وتنظيمه وإلقائه. والخيار الثاني هو الشكل التسلسلي، حيث يمكنك مناقشة مقدمة الإلقاء ومتنه وخاتمته. أما الخيار الثالث فهو أن تقسم تعليقاتك إلى نقاط القوة والضعف في الكلام (تذكر أن تعطي التعليقات الإيجابية أولاً). ويمكنك أيضا الجمع ما بين هذه الخيارات، حيث يمكنك مناقشة مقدمة المتكلم ومتنه وخاتمته، مع مناقشة نقاط القوة أولاً ومن ثم نقاط الضعف في كل قسم.


رابعاً لتكن واضحاً
... افترض أننا لم نقدم لك هذه الاقتراحات العشرة حول طرح النقد، وقدمنا لك النصيحة التالية بدلاً منها: "حين تقوم بنقد زميلك حاول أن تساعده قدر الإمكان في تحسين إلقائه"، هذه نصيحة جيدة ولكنها غير مفيدة بشكل كبير، لكنك تستطيع أن تساعد زملائك في تحسين إلقائهم من خلال تزويدهم باقتراحات محددة. ومن أجل مساعدة المتكلمين في تحسين إلقاءهم، عليك معرفة الأشياء الواجب تحسينها وكيفية التحسين، فإذا قلت لأحد المتكلمين "لقد أحببت طريقتك في الإلقاء"، هذه العبارة لها تأثير جميل ولكنها لا تعطي توجيهاً للمتكلم، ولا نعرف إن كانت تعليقاً على طريقة الإلقاء الصوتية أو الجسدية، أو إذا كانت حول المضمون أو التنظيم، إنها فقط توحي بأن المستمع قد لاحظ القليل جداً من المشكلات في الإلقاء. فما هي هذه المشكلات وكيف يتم التغلب عليها؟ لابد أن تعطي أسباباً لحكمك – لنقدك -، ستجد هنا أمثلة عن التعليقات الواضحة: "لقد تأثرت فعلاً بأنك لم تستخدم البطاقات وأنت تلقي المقدمة والخاتمة، وهذا دليل على ثقتك وتحضيرك الجيد" أو "لقد استخدمت عبارات وكلمات جيدة للانتقال من نقطة إلى أخرى ضمن كل فكرة رئيسية".


خامساً لتكن صادقاً ولبقاً
فتقديم اقتراحات التحسين يعد اختباراً لمهاراتك الشخصية في التواصل، فحين تتردد في تقديم النقد لأنك تعتقد بأنه سيؤلم المتكلم فإن المتكلم لن يعرف أبداً بأن موضوعه سيء ومضمونه سطحي -مثلاً -، ومع ذلك عليك احترام مشاعر زملائك فإذا قلت للمتكلم "إن إلقائك سيء وسطحي" فإنك قد تكون غير لبق وهذا قد يقلل من احترام المتكلم.


سادساً اجعل تعليقاتك حميمية
فكلما كانت تعليقاتك أكثر حميمية كلما تقبلها المتكلم وعمل عليها بشكل أكبر. ويمكنك أن تجعل تعليقاتك حميمية بثلاثة طرق: الأولى: هي أن تستخدم اسم المتكلم فتقول: "إبراهيم، إذا قللت من إشارات يديك سيكون ذلك أفضل". والثانية: هي استخدام عبارات بصيغة المتكلم وليس بصيغة المخاطب، أي بإخبار المتكلم كيف أثّر إلقائه بك، فبدلاً من أن أقول: "لقد كان تنظيمك ضعيفا"، أقول: "لقد كان لدي مشكلة في تتبع أفكارك الرئيسية"، ثم تستطيع أن تقدم بعض الأمثلة حول أماكن الضعف. والطريقة الثالثة: تكون بذكر كيفية استفادتك من سماع الإلقاء، فمثلا: "لقد كان موضوعك جديداً وممتعاً مما سهّل علي الإنصات للإلقاء، كما ساعدني إبعادك للأدوات المرئية بعد استخدامها في الشرح في التركيز على الفكرة التالية".


سابعاً عزز الإيجابيات
فنحن نقوم في بعض الأحيان بالتركيز على الأشياء المطروحة بشكل خاطئ من أجل تحسينها، وننسى الأشياء التي أداها المتكلم بشكل جيد، لذا عندما تقوم بعرض كيفية التحسين عليك ألا تنسى الأشياء الجيدة من أجل تشجيع الاستمرار بها. فمثلاً تستطيع تقديم تعليق كالتالي: "علاء لقد كان إلقاؤك رائعاً، فقد استخدمت صوتك بشكل جيد لإيصال رسالتك، حتى أنني شعرت وكأنني موجود في الصور التي خلقتها في وصفك".


ثامناً أعطِ حلاً للسلبيات
فإذا كنت جاداً في تحسين إلقاءك، يجب أن تعرف ما هي نقاط الضعف لديك، وعليك كناقد تحمل المسؤولية في مساعدة زملائك ليكونوا متكلمين أفضل، فلا تكن خائفاً من إعلامهم بأخطائهم في الإلقاء. لكن عليك ألا تنتقد التصرفات التي لا يمكن للمتكلم تصحيحها، فقد يكون لدى أحد المدربين الجدد حساسية بسبب الغبار الموجود في الجو، مما يؤدي لإصابته بجفاف في الحنجرة أثناء الإلقاء -وهذا شيء خارج عن إرادته... وإنما يمكنك مساعدة المتكلم في تحسين كلامه كالتالي: (عليك أولا ذكر مشكلة معينة ثم طرح الحلول لها) "أعجبني ثوبك ولكنه يكاد يمتزج بالستار وراءك، حاول في المرة التالية ارتداء ثوب فاتح اللون إذا كان بإمكانك".


تاسعاً تستطيع تزويد المتكلم بخطة لإتباعها
فعند تقديم تعليقاتك قدم خطة عملية تتضمن الأشياء الواجب على المتكلم التركيز عليها في إلقائه التالي، فمثلا: "لقد كان إلقاؤك وأسلوب طرحه جيد جداً، ولكن هناك شيء عليك تحسينه، وهو أن تأخذ وقتاً أطول للشرح والحديث عن الآلة التي شاهدناها، إنك متكلم رائع وإذا نفذت هذا الاقتراح في الإلقاء التالي سيبدو أكثر فاعلية".


أخيراً أنهِ التعليق بعبارة إيجابية
حيث عليك إنهاء النقد بنقطة إيجابية بحيث يعلم المتكلم أنك قد استفدت من إلقائه. ويمكنك إنهاء النقد كالتالي: "لقد قمت بعمل رائع وكان تنظيم الإلقاء جيداً وتثقيفياً، لقد وجدت بعض التوتر عندك، والذي ستقضي عليه ببعض التدريب، لذا: أينما كنت وتكلمت سأكون هناك".

إذاً تستطيع أن تبدأ نقدك وتنهيه بعبارات إيجابية، وأن تستهدف بعض النقاط الرئيسية لتحسينها وذلك من خلال تزويد المتكلم بخطة لإتباعها. نظم تعليقاتك واجعلها واضحة وحميمية وذلك بلباقة وصدق... وتذكر أن تعزز الإيجابيات وأن تعطي حلاً للسلبيات.

 تستطيع الان أن تقوم باستبانة: هل تجيد فن الإنصات؟ 

  1. Lyle V. Mayer, Fundamentals Of Voice And Diction, 8th Ed. (Dubuque, IA: Brown, 1988)178.
  2. Lyle V. Mayer, Fundamentals Of Voice And Diction,10th Ed. . (Dubuque, IA: Brown 1994)229.