أهمية وجود نظام إدارة التعليم الإلكتروني في المُؤسَّسات التعليميَّة

في الماضي حين كان المُعلِّم يقوم بتدريس مجموعة صغيرة من الطلاب كانت الأمور أسهل بكثير مما أصبحت عليه الآن من حيث إدارة التعليم وإدارة المواد التعليميَّة والفروض المنزليَّة والعلامات الخ... لكن الآن ومع تقدُّم التكنولوجيا ودخولها في مضمار التعليم وبعد ازدياد عدد المدارس والجامعات التي تعتمد التعليم الإلكتروني كحل أساسي لتسهيل التعليم، ظهرت الحاجة إلى ابتكار برامج وتطبيقات وأنظمة لتدير العمليَّة التعليميَّة الإلكترونيَّة، فأعداد الطلاب أصبحت هائلة وإدارة معلوماتهم والمُقرَّرات التي يدرسونها أصبحت أكثر صعوبة، بل وتقديم المادة التعليميَّة وتوفير الكتب أصبح مستحيلاً في ظل الأعداد الكبيرة هذه.



لذا فمن المهم ابتكار برمجيات وتطبيقات لإدارة ذلك كله عبر منظومة وتطبيقات مركزية تستطيع إدارة كل شيء عبر الشبكة والإنترنت، وهنا يكمن نظام إدارة التعلُّم (LMS Learning Management System).

نظام إدارة التعلُّم الإلكتروني (Learning Management System LMS)

يُعرّف هذا النظام بأنه برنامج حاسوبي صمم للمساعدة على إدارة ومتابعة وتقويم التدريب والتعليم المستمر، حيث تقوم هذه الأنظمة بالكثير من الأمور وهنا تكمن الحاجة إلى وجود هكذا أنظمة، منها:

  • استضافة المحتويات التعليميَّة مُتعدِّدة الوسائط وايصالها بشكل سريع إلى من يطلبها.
  • دعم الملفات والمحتوى القابل للنقل والانتقال.
  • مراقبة وتقويم اداء الطالب وتعليمه.
  • لتسهيل وصول القرارات والاعلانات إلى جميع الطلاب والمُعلِّمين ضمن المُؤسَّسة التعليميَّة.
  • لتمكين الطلاب من تسليم الامتحانات والوظائف المنزليَّة عن بعد.
  • لتمكين الاساتذة من استلام وتقويم الوظائف المنزليَّة.
  • لتمكين الطلاب من التواصل بينهم وبين المُعلِّم، بل حتى فيما بينهم عن طريق البرمجيات المساعدة كالمدونات والـ ويكي الخ...

يكون هذا النظام افتراضياً بمعنى أنّه يوجد فقط عبر الحاسب، حيث يمكن للطالب والمُعلِّم الدخول عليه من أي حاسب ضمن المدرسة أو الجامعة بالاعتماد على اسم مستخدم وكلمة سر يتم تزويدهم بها، يتم تحديد صلاحيات كل شخص يدخل هذا النظام، فهناك العديد من مجموعات المستخدمين ومنها:

  • مجموعة الهيئة الإداريَّة في المدرسة أو الجامعة، حيث يقوم أعضاء هذه المجموعة بوضع الاعلانات والتوجيهات والقرارات الصادرة عن الإدارة أو مجلس الجامعة.
  • مجموعة المُعلِّمين الحاصلين على صلاحيات اوسع من صلاحيات الطلاب ليستطيعوا إعطاء وتزويد المواد التعليميَّة وتفقد نشاط الطلاب وإدراج العلامات والملاحظات.
  • مجموعة الطلاب الذي يستطيعون الدخول والحصول على الكتب والمادة التعليميَّة والفيديوهات والملفات التي يقوم المُعلِّم بتوفيرها عبر النظام. ويمكن للطلاب تقديم فروضهم المنزليَّة ومشاركة الطلاب الآخرين في النشاطات عبر النظام وبالتأكيد يمكنهم طلب المساعدة وطرح الأسئلة على المُعلِّم بالاعتماد على نظام التواصل الذي يوفره النظام.
  • مجموعات مختلفة وتقنية.

وبتكاتف هذه المجموعات جميعها يتم تقديم أفضل عمليَّة تعليميَّة إلى الطلاب وتقديم أفضل المواد والنشاطات وتسهيل الحصول على أفضل النتائج.

فوائد نظم إدارة التعليم الإلكتروني:

هناك العديد من الفوائد والمزايا الممتازة عند استخدام نظام إدارة التعليم الإلكتروني، منها على سبيل المثال لا الحصر:

  • المرونة والفعاليَّة: حيث يمكن إضافة وحذف الاعضاء بسهولة،إمكانية إضافة المحتوى التعليمي الغير مكتوب مثل: الملفات الصوتيَّة والمقاطع الفيديو وغيرها.
  • إمكانية الدخولإلى النظام من أي مكان في العالم: مما يعطي حرية كبيرة في إدارة النشاطات خارج المدرسة أو الجامعة هذا فقط إذا كان النظام مربوطاً بالشبكة العالميَّة للإنترنت.
  • التكاليف البسيطة: لا حاجة إلى شراء تجهيزات مستمرة وأوراق مُتعدِّدة وأماكن الارشفة والحفظ، حيث يمكن استرجاع تكاليف تصميم وبرمجة النظام بسرعة.
  • التحفيز: يمكن لنظام إدارة التعليم أن يقوم بتحفيز الطالب وذلك لأنّ العلاقة هنا هي علاقة المُعلِّم بالطالب بشكلٍ شخصي وخاص وليس بعلاقة المُعلِّم بالصف بشكلٍ عام، لذا فحصول الطالب على اهتمام خاص من المُعلِّم يعطي شعوراً بالتحفيز والتشجيع.
  • المُعلِّم لا يُقيّد نفسه بالمادة التعليميَّة المكتوبة، بل هناك الملفات الصوتيَّة وملفات الفيديو والعروض التقديمية وغيرها الكثير ممّا يمكن إضافته إلى المادة.
  • النشاطات التعليميَّة يمكن المشاركة فيها ضمن أكثر من مادة ويمكن الاستفادة منها من قِبل جميع المُعلِّمين ضمن المدرسة أو الجامعة لأنّالمشاركة فيهاأصبحت أكثر سهولة من ذي قبل.

وكما أنّ هناك الكثير من المزايا فهناك بعض سيئات استخدام هذه النظم، منها:

  • أنّ استخدام هكذا نظام يتطلَّب معرفة عالية نوعاً ما بإدارة النظم الحاسوبية الشيء الذي لا يعرفه اغلب المُعلِّمين.
  • يتطلَّب تصميم وإدارة الأنشطة عبر هذه النظم ابداعاً ومهارة كبيرين مما يجعل هذه المهمة تحدياً كبيراً.
  • تكاليف الأنظمة المُخصَّصة قد تكون مرتفعة جداً بالنسبة لبعض المُؤسَّسات الصغيرة، لكن هناك حلاً باستخدام الأنظمة المجانية مفتوحة المصدر.
  • ازدياد المهام على المُعلِّم: إنّ إلزام المُعلِّم أيضاً بتتبع نشاطات الطلاب عبر النظام قد يبدو كمهمة إضافيَّة تزيد في مهام المُعلِّم ومن ثمَّ ازدياد الضغط عليه.
  • اختراق الخصوصيَّة: بعض الأنظمة لا تُبنَى بشكل جيد كفاية لحمايتها من اللصوص الإلكترونيين ممّا يعني تهديد المعلومات الخاصة بالطلاب والمُعلِّمين بالسرقة والابتزاز.

وعلى الرّغم من أنّ هذه السيئات قد تقودنا إلى التفكير في إلغاء تطبيقنا لهذه الأنظمة، لكن يمكن إيجاد حلول لها حيث يمكن تزويد التدريب للهيئة التعليميَّة لتدريبهم على تصميم وتنفيذ الأنشطة واستعمال النظام، ويمكن أيضاً زيادة إعدادات الحماية والخصوصيَّة بحيث يمنع سرقة البيانات والمعلومات عبر الشبكة، ويمكن أيضاً المساعدة على تنظيم اوقات المُعلِّمين بحيث لا تحمّلهم إدارة النظام عبئاً إضافياً عليهم.

أهم وأشهر أنظمة إدارة التعليم الإلكتروني:

تكمن أهم الفروقات بين نظم إدارة التعليم الإلكتروني في:

  • سهولة التشغيل والتصميم.
  • سهولة إدارة الملفات والأنشطة.
  • توافر الدعم التقني للنظام.
  • الخيارات المطلوبة في النظام
  • السعر المقبول.

لذا لا عجب أن نرى أنّأشهر نظام هو نظام (MOODLE) ذلك لأّنّ هذا النظام هو نظام مفتوح المصدر بمعنى أنّه يمكن لأي شخص أن يقوم بإجراء تعديلات عليه وتعديل تصميم البرنامج وإضافة أي شيء وحذف أي شيء، إنّ رخصة هذا البرنامج تدعم التعديلات اللامتناهيَّة وبهذا يكون الأشهر والأكثر شعبية عالمياً (حسب موقع capterra المصدر).

يمكن معرفة أهمية نظم إدارة التعليم الإلكتروني من خلال الاطلاع على الإحصائيَّة الآتية لجامعة (Queensland) في أستراليا حيث تظهر العدد الضخم جداً من الدخولات على نظام إدارة التعليم وكيف أنّ هذا النظام كان من أهم مصادر المواد التعليميَّة للطلاب فيها.

http://www.elearning.uq.edu.au/content/elearning-statistics-report-april-2013

في الختام، فإنّ نظام إدارة التعليم الإلكتروني يقوم وبكل ثقة بوصل الطالب بالمُعلِّم، ويقوم هذا النظام بتسهيل التعليم وإدارته ويمكّن المُعلِّم من الإشراف بشكلٍأمثل على الطلاب جميعهم ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف فيهم مهما كان عددهم كبيراً، فبنقرة واحدة يمكن للمُعلِّم أن يراجع كامل نشاطات الطالب منذ بداية دوامه في تلك المدرسة أو الجامعة، لكن مع هذا تظهر بعض العقبات وأهمها: احتماليَّة اختراق الخصوصيَّة، وسرقة البيانات الخاصة بالطلاب، وصعوبة تصميم النشاطات المختلفة، ووجوب المعرفة الحاسوبية الكبيرة لدى المُعلِّم. لكن يبقى استعماله ضرورة أساسيَّة في هذا العصر لما له من فوائد على صعيد الطلاب والمُعلِّمين.

المصادر: 1 2 3 4 5 6 7 8