أهمية الروضة لبناء شخصيَّة الطفل

محمود طافش

يتطلَّب التفجر المعرفي الهائل الذي يشهده العصر الحاضر أن يستغل الإنسان شطراً كبيراً من عمره في طلب العلم، فقد عدّ الخبراء التربية عملية بناءة تتواصل طيلة عمر الإنسان أي من المهد إلى اللحد، ومن هنا برزت الحاجة إلى إنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال. وقد أكّد علماء النفس والخبراء التربويون الذين اهتموا بقضايا الطفولة أهمية السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل في تكوينه النفسي والجسمي، وذلك بسبب التطوُّرات المتسارعة والتعقيدات المتداخلة في تركيبة الحياة الاجتماعيَّة المعاصرة، فلم تعد الحياة بسيطة كما كانت في الماضي، تقتصر على أن يتعلَّم الصغار من الكبار العادات الاجتماعيَّة والتقاليد العائليَّة والصناعات اليدويَّة، وإنما تعدت ذلك للعناية بكل العوامل التي تؤثر في تكوين شخصيَّة الطفل.



لذلك فقد توجهت الأنظار إلى بناء مُؤسَّسات تربويَّة تُعنى بشؤون الصغار في حالة غياب الوالدين أحدهما أو كليهما بسبب العمل أو الوفاة أو ما شابه ذلك. فما أهمية رياض الأطفال بالنسبة إلى تنشئة الأطفال تنشئة متوازنة؟ وهل تستطيع هذه المُؤسَّسات التربويَّة أن تسد الفراغ الذي تتركه الأم الغائبة أو المنشغلة عن رعاية صغيرها؟
يمتاز الأطفال في السنوات الأولى من أعمارهم بمجموعة من الخصائص التي تتطلَّب وضع برنامج تربوي خاص بهم لتأهيلهم إلى مراحل تعليميَّة تالية، ومن هذه الخصائص:

  • النشاط الزائد لتفريغ الطاقة المتولدة عن النمو.
  • الولوع باللعب الذي ينمي عقولهم وأجسادهم.
  • كثرة الأسئلة التي تنمي معارفهم.
  • الرغبة في تحقيق الذات.

لذلك فإن الأطفال الذين يعيشون في بيئات فقيرة بوسائل التربية يواجهون صعوبات جمة في مستقبل حياتهم، حيث يصعب عليهم الانسجام مع البيئة والتوافق مع مُتطلَّبات المجتمع ، فتتكرَّر أخطاؤهم ، ويتولد لديهم الشكوك في تقبل الكبار لممارساتهم، وقد يترتَّب على ذلك ضعف ثقتهم بأنفسهم.

وتعمل رياض الأطفال على تهيئة الأطفال ليكونوا عناصر فاعلة ومبدعة ونافعة للمجتمع، وذلك عبر تسليحهم بالقيم والاتجاهات والمهارات اللازمة لتحقيق هذه الغاية وصقلها وتنميتها تماشياً مع عمر الطفل واستعداداته.

 

نشأة الروضة:
كان الإيطالي "كومينيوس" (Cominyos) الذي عاش في أواخر القرن السادس عشر أول من فكر في تأسيس رياض الأطفال، ثم أنشأ رجل الدين الفرنسي "أوبرلين" (Oberlin) الذي عاش في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر رياضاً للأطفال أسماها مدارس الأمهات أو مدارس الضيافة. وبتفجر الثورة الصناعيَّة في أوروبا، وما ترتب على ذلك من التحاق كثير من الأمهات بالمصانع قام "فروبل" (Frobel) بتطوير فكرة رياض الأطفال، فجعلت من الطفل محوراً للعملية التربويَّة، وشرعت تعمل على تحقيق نموه المتكامل من أجل إعداده للحياة. وهكذا فإن الروضة تُعَدُّ امتداداً للبيت إذْ تحتضن الطفل فتسد مسدّ أمه في أثناء غيابها. ثم تواصلت جهود مكثفة لتطوير أداء رياض الأطفال قام بها مجموعة من الباحثين العالميين أذكر منهم: "مونتان" 

((Montaigne، "روسو" Rousseau))، "بياجيه" (Piaget)، "ديكرولي" (Decroly)، "منتسوري" (Montessori) وغيرهم.

 

أهمية الروضة بالنسبة إلى الطفل:
يتفاوت أطفال الروضة في أعمارهم العقليَّة وإن تقاربت أعمارهم الزمنيَّة، لذلك فقد امتازت رياض الأطفال بمجموعة من الخصائص أهمها المرونة، حيث إن الخبرات المُقدِّمة فيها قابلة للتعديل بحيث تراعي الفروق الفرديَّة بين الأطفال، وتحقق الحاجات التي تتطلَّبها جميع المستويات. كذلك فإن الطفل في هذه السن قابل للتعليم والتوجيه إذا أحسنت المُعلِّمة التعامل معه، وتقديم له الخبرات المناسبة لعمره العقلي. والطفل في هذه الفترة كما يرى أبو الفتوح رضوان "يكون على درجة كبيرة من المرونة، والقابليَّة للتعليم وشدة الحساسية لما يدور حوله، ولما يتعرَّض له من خبرات، فهي فترة نشاط جسمي كبير يمكن أن يتحرَّك معه التفكير وتُكتسب المهارات، وهي فترة الاتجاه الإيجابي نحو البيئة واستطلاعها والإفادة منها، وهي فترة الاتجاه نحو الآخرين والخروج من دائرة النفس الضيقة، وهي فترة قبول التوجيه الإيجابي نحو ما يصلح وما لا يصلح، وما ينبغي وما لا ينبغي، ونحو الخطأ والصواب. وهي فترة الاستطلاع والتساؤل والرغبة في معرفة كنه الأشياء، وهي فترة تكوين العادات مع استجابة للتوجيه الإيجابي السلوكي من القوى المحيطة بالبيئة، كما أنها فترة الميل إلى الإبداع. وهي فترة التقبل والتماس التشجيع من الآخرين، والحرص على أن تكون الذات موضع رضاهم".

لكل هذه الخصائص فإن رياض الأطفال تتبوأ أهمية كبيرة في تهيئة نفس الصغير لتعلم لاحق، وتكون الفائدة عظيمة إذا كانت المُعلِّمة مؤهلة، وكانت الوسائل التعليميَّة متاحة.

 

الأهداف التربويَّة لرياض الأطفال:
تُعَدُّ الروضة الخطوة الأولى في مسيرة التربية الطويل، والذي يمتد من المهد إلى اللحد. ولعل من أبرز وظائف الروضة تهيئة الطفل للنضج السليم، بحيث يتقبَّل الخبرات التي يتضمَّنها المنهج المدرسي فيما بعد ويستفيد منها، لكنها تظل امتداداً لحياة الطفل في المنزل، أكثر من كونها مرحلة من مراحل التعليم المدرسي.

 

ومن أبرز أهداف التربية في رياض الأطفال ما يأتي:

  • أن يألف الطفل المدرسة وأنظمتها ويعتاد الغرباء في المجتمع المدرسي، وينسى حضن أمه الذي كان ينعم فيه بالدفء والحنان .
  • أن يتدرب الطفل على تقبل مشوار التربية الطويل والذي تُعَدُّ الروضة أولى خطواته.
  • أن يتقبَّل الطفل فكرة الانتقال من الألعاب التي هي لمجرد التسلية إلى الألعاب المفيدة التي تساعد على تنمية جسمه وعقله.
  • تنظيم تصريف طاقات الطفل وتوجيهها إلى تحقيق أغراض تربويَّة.
  • تهيئة الطفل للحياة الاجتماعيَّة القائمة على احترام الطرف الآخر والتعاون معه.
  • تدريب الطفل على التفكير المنطقي ليجني ثمار الألعاب التي يمارسها.
  • تنويع خبرات الطفل وتهذيبها من خلال الأنشطة التي يمارسها.
  • البدء بتدريب الطفل على تذوق الموسيقى والآداب من خلال الأناشيد والعزف والرسم بالألوان.
        

ولكي تحقق الروضة هذه الأهداف النبيلة فإن على القائمين عليها أن يعملوا على:

  • توفير المُعلِّمة الذكية الحنون ذات الشخصيَّة الجذابة، لما لها من أثر عظيم في تكوين شخصيَّة الطفل.
  • إشباع حاجة الطفل إلى التعرُّف على أطفال في مثل سنه وحجمه يتفاعل معهم.
  • توفير غرفة مصادر للعناية بالأطفال الموهوبين.
  • توفير غرفة عناية بالأطفال الذين يعانون إعاقات أو اضطرابات في اللغة أو صعوبات في التعلُّم.

 وتقوم هذه المربية بمجموعة من الأنشطة المدروسة والمتكاملة أهمها:

  1. القراءة للطفل وتوفير الكتب التي تناسب سنه وعمره العقلي.
  2. الاشتراك معه في ألعابه وفي سائر أنشطته المخطط لها كالرسم والعزف والقراءة.

 
ولا يقتصر دور رياض الأطفال على تحقيق هذه الأهداف وإنما يتعداها إلى تنظيم لقاءات وندوات ومحاضرات من شأنها أن تبصّر أولياء الأمور بـ:

  • مهام رياض الأطفال وبرامجها للعناية بالطفل.
  • اجتناب الممارسات العنيفة في أثناء تعاملهم مع الأطفال.
  • تنظيم زيارات دورية للأهل بهدف الاطلاع العملي على الإجراءات التي تقوم بها الأسرة في البيت من أجل العناية بالطفل مثل: الألعاب المتوافرة له في المنزل، الرعاية الصحية المتاحة له، الأطفال الذين يشاركونه لعبه، طبيعة البيئة التي يعيش فيها.

 
ومن العوامل التي تؤثر إيجاباً في تربية الطفل:

  • توفير الألعاب الهادفة.
  • توعية المُعلِّمات بأساليب رعاية الطفل لما لها من دور كبير الأثر في التغيُّرات التي تحصل لدى الأطفال.
  • التعامل معه بلطف بعيداً عن القسوة والعنف.
  • اجتناب التدليل الزائد لأنه يفسده ويضعف ثقته بنفسه.
  • تعويده الاعتماد على النفس.
  • اختيار الصحبة الصالحة له وتجنيبه رفاق السوء.
  • عدم الابتعاد عنه.
  • اجتناب الخصومات والنقاشات الحادة على مرأى منه ومسمع.

 
مُعلِّمة الروضة أُم بديلة:
للأم دورٍ حساسٍ وخطير في بناء شخصيَّة الصغير، وهي تضطر أحياناً إلى إرسال ابنها إلى الروضة لانشغالها عنه بأعمالها، أو رغبة في توفير بيئة خصبة تساعد على نموه النفسي والجسمي بصورة سليمة ومتكاملة. لذلك فإن على المربية أو مُعلِّمة الروضة التي تتطلع إلى التميُّز في عملها وأن تجتهد لكي تقوم بدور الأم النموذجيَّة التي تحسن تربية أطفالها.

وتوجه الروضة الطفل إلى أن يقوم بنشاطات ويمر بخبرات من شأنها تحقيق النمو المتكامل له جسمياً ووجدانياً واجتماعياً، وإشباع رغبته في التعلُّم، وتنمية ثقته بنفسه، وقدرته على التفكير والتخيل والإدراك وإكسابه القدرة على العيش في المجتمع، فيألف ويؤلف ويتعاون مع الآخرين، لذلك فإن عملية تهيئة بيئة التعلُّم تساعد المُعلِّمة على تحقيق النجاح في عملها.


ولكي تنجح المُعلِّمة في ذلك فإن عليها أن تضع في الحسبان القضايا والممارسات الآتية:
الرأفة والحنان فقد أوضحت دراسة قام بها "ديري" سنة (1995) أنّ "على كل من يقوم برعاية الطفل وتنشئته أن يتصف بصفات خاصة من أهمها:

  1. المرونة والثقة بالنفس.
  2. الاهتمام بالطفل والتصرُّف معه بشكل هادف.
  3. القدرة على الاستدلال لما يقوم به الطفل من أصوات وحركات، وتلبية احتياجاته ومنحه مزيداً من الفرص للنمو التطوُّر.
  4. تحب الصغار وتعطي الأولوية لتلبية احتياجاتهم.
  5. لديها الصبر والجلد على تحملهم والقيام بأعبائهم، وتستمتع بصحبتهم.
  6. تنظر إلى الحياة نظرة إيجابيَّة.
  7. تتصرف معهم بشكل مناسب وتحتك بهم.
  8. تنظر إليهم وتبتسم لهم، وتأخذهم بين ذراعيها، وتبدي لهم محبتها.
  9. تشاركهم أنشطتهم وتهتم بألعابهم وتوفر لهم الإثارة ليتعرَّفوا على ما حولهم، وليستكشفوا ما في بيئتهم.

 

كما أوضحت دراسة قام بها "ميرفي" (1973 Murphy):

  • أن الأم إذا ما أحبت الطفل وعاملته بلين وأبدت اهتماماً بكل ما يصدر عنه من ألفاظ، فإنها تساعده على تنمية كفايته اللغويَّة، فيصبح أكثر قدرة على التعبير عن نفسه بالألفاظ.
  • أن الطفل الذي تهمله أمه ولا تهتم ببكائه ولا بالإشارات التي تصدر عنه ينشأ عصبياً متقلب المزاج.
  • أن ابتسامة الأم في وجه طفلها ومناغاته يزيد في معدل ذكائه ويؤثّر إيجابياً في علاقاته الاجتماعية.
  • أن صدق عاطفة الأم تجاه وليدها تسعده وتبدد كربه وتوتره، مما يؤهله للتكيف الاجتماعي المتوازن.

وبناء على ما سبق فإنه ليست كل مُعلِّمة قادرة على التأثير الإيجابي في أطفال الروضة ، ولا يكفي أن تكون المُعلِّمة متخرجة من الجامعة لتنجح في التعامل وهذه البراعم الصغيرة وفهمها؛ فالشهادة الجامعيَّة وحدها لا تكفي، وإنما على المُعلِّمة أن تتسلح بالكفايات والقدرات الآتية:

  • الثقافة الواسعة التي تؤهلها لمعرفة خصائص نمو الأطفال، فتستطيع مساعدة الطفل على فهم البيئة المحيطة به .
  • القدرة على تزويد الأطفال بالقيم الوجدانية ، والعمل على تنميتها باستمرار.
  • النشاط والقدرة على الحركة بخفة، لكي تتمكن من ملاعبة الأطفال والجري معهم ومتابعتهم في جميع تحركاتهم.
  • الاعتناء بمظهرها بحيث ترتدي الملابس ذات الألوان الزاهية التي تستهوي الأطفال، وبحيث تكون هذه الثياب عملية سريعة التنظيف، لأنها تكون معرضة للاتساخ السريع بسبب لعب الأطفال بالألوان وبالمعاجين، مع ملاحظة أنه لا ينبغي للمُعلِّمة أن تبدي الاستياء إذا تسبب أحد الأطفال بتوسيخ ملابسها ؛ إذ إن تذمرها قد يسبب له أذى نفسياً.
  • وضوح الصوت وهدوؤه يضفي على غرفة الصف جواً ملائماً لشخصيات الأطفال، كما أن حسن انتقاء الألفاظ التي تخاطب بها الأطفال على جانب كبير من الأهمية، لأن الطفل سريع التقليد.
  • التواصل مع أولياء الأمور، لأن التعرُّف على الطفل أمر في غاية الأهمية، ومن شأنه أن يضع أمام المُعلِّمة أفضل الخيارات للتعامل معه.
  • الحنان وحب الأطفال واجتناب العنف في أثناء تعاملها معهم، كلها عوامل تجعل المُعلِّمة محبوبة من تلاميذها، فتحظى بثقتهم، وبهذا تستطيع مساعدتهم على النمو العاطفي في الاتجاه الصحيح.
  • تقبّل شخصيات الأطفال وممارساتهم وآرائهم، وعدم فرض آرائها عليهم دون إقناع، وبهذا تستطيع التعرُّف على قدراتهم واتجاهاتهم وتقديم العون المناسب إليهم، بتقديم خبرات سليمة ومُتطوِّرة لهم، تُمكِّنهم من الاطلاع على كثير من الأشياء التي كانوا يجهلونها.
  • التخطيط الدقيق للعمل لتقديم خبرات صالحة تناسب مستوياتهم وأعمارهم العقليَّة وأنشطة تلائم هوياتهم وميولهم.
  • تقويم الأعمال التي يقومون بها والمعلومات التي يحصلون عليها، لتعزيز تقدمهم ولتزويدهم بتغذية راجعة، ومتابعة نواحي النقص لديهم على انفراد ومع ذويهم لتخليصهم منها.
  • العمل المستمر على تطوير أساليب العمل ووسائل التعليم والتعزيز وأدوات التقويم، وهذا هو السبيل المؤدي إلى تحقيق النجاح والإبداع.
  • العمل المستمر على تطوير الذات بالبحث والدراسة والمشاركة في الندوات وحضور الدورات.
  • التعاون مع إدارة المدرسة ومع زميلاتها، ومع أم الطفل من أجل تقديم أفضل الخدمات له، ليشعر الجميع بأنهم متضامنون في المسؤوليَّة.
  • حب العمل والإخلاص فيه كونه رسالة وعبادة.
  • الثقة بالنفس وبالآخرين، وهي تستمد هذه الثقة من خبراتها المُتطوِّرة والمنوعة والقائمة على تخطيط دقيق وإعداد سليم، ومن القيام بواجبها على أفضل وجه.
  • ملاحظة الأعمال التي يقوم بها الأطفال والألعاب التي يميلون إليها، وتعزيز توجهاتهم بتشجيعهم وتقديم العون الملائم لهم.
  • تخصيص دفتر متابعة تجمع فيه ملاحظاتها حول أطفالها؛ فتتعرَّف من خلاله ميولهم واحتياجاتهم فتوجههم الوجهة الملائمة لرغباتهم.

كتب الأطفال:
يعشق الأطفال سماع القصص، وتستهويهم الألوان الجذابة، لذلك فإن المُعلِّمة المبدعة تخطط لتدريب الأطفال من خلال القصص على المهارات الآتية:

  • حسن الإصغاء والانتباه.
  • طرح أسئلة حول موضوع القصة.
  • الاستماع إلى تعليقات الأطفال على محتوى القصة.
  • الاهتمام بالكتاب والمحافظة عليه.

ولكي تنجح المُعلِّمة في تحقيق هذه المهارات فإنه من المهم أن تحسن اختيار القصص والكتب التي تناسب أعمار الأطفال، وتستهويهم، وتدخل السعادة والسرور إلى نفوسهم. وأما فيما يتعلَّق بالكتب التي تناسب أطفال الروضة فهي التي تشتمل على صور أفراد العائلة، وكذلك صور الحيوانات والطيور ووسائل المواصلات وغيرها. ويستحب أن تكون هذه الصور ذات ألوان جميلة وأن تكون الكلمات مطبوعة بحروف كبيرة. بحيث تشجع الأطفال على التعبير عنها شفوياً.

 
وتستطيع المُعلِّمة التعامل والقصة بواحد من الأساليب الآتية:

  • قراءة القصة بنص الكتاب مع ملاحظة تبديل نبرات الصوت حسب المواقف.
  • سرد القصة بلغة المُعلِّمة مع توظيف حركات اليدين والجسم والرأس.
  • تمثيل القصة من قِبَلِ الأطفال.
  • رؤية القصة من خلال شريط مصوّر.

ثم يقوم الأطفال برسم مشاهد القصة كما شاهدوها، ومن المفيد:

  • تشويق الأطفال إلى سماع القصة.
  • طرح بعض الأسئلة التي تحفز الأطفال.
  • تهيئة المكان تهيئةً تثير اهتمام الأطفال.
  • ترتيب جلوس الأطفال بحيث يحسنوا الانتباه.
  • ملاحظة مدى تأثر الأطفال بأحداث القصة.
  • السماح للأطفال بطرح الأسئلة وبالتعليق على محتوى القصة.
  • اختيار القصص الإنسانيَّة واجتناب القصص المرعبة.
  • تبديل نبرات الصوت والحركات تبعاً للمواقف.

ويمكن تصنيف كتب أطفال الروضة إلى ثلاث فئات رئيسة هي: كتب قصصية، وكتب أناشيد، وكتب صور اجتماعيَّة ونحوها. وتهدف هذه الكتب إلى تزويد الأطفال بالخبرات الآتية:

  • حسن الإصغاء إلى لآخرين.
  • تنمية الثروة اللغويَّة.
  • تنمية الملاحظة البصرية.
  • تنمية القدرة على الاستماع.
  • الاستمتاع بالأدب شعره ونثره.
  • تنمية القدرة على الحوار.

ويتم تقويم مقدار استفادة الطفل من القصة بأن يطلب إليه إعادة سردها، وملاحظة مدى قدرته على تذكر الأحداث، إضافة إلى ملاحظة المفردات الجديدة التي اكتسبها الطفل من القصة.
ويميل الأطفال كذلك إلى سماع الأناشيد التي تربي وجدانهم وتهيئهم لفهم الآداب؛ لما يصدر عنها من جرس موسيقي عذب.


أساليب التعليم في الروضة:
من أبرز الأساليب التي توظفها المُعلِّمة لتعليم أطفال الروضة ما يأتي:

  1. اللعب، حيث تمكن الطفل من ممارسة الألعاب التي من شأنها تحقيق الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، ولتصريف الطاقة التي تتكون لديه في أثناء عملية النمو.
  2. الرحلات، وهذا النشاط من شأنه تزويد الأطفال بالخبرات الواردة في الخطة السنوية، وتعزيز قدرته على الملاحظة والموازنة، فيحصل على معلومات جديدة فيتدرب على الانصياع لتعليمات القائد، ويتعود العمل بروح الفريق، واستغلال أوقات الفراغ فيما يعود عليه بالنفع.
  3. المحاكاة، حيث يقوم الطفل بتقليد المُعلِّمة وزملائه فيما يقومون به من أعمال، فتنمو مهاراته ويغتني قاموسه اللغوي، فيصبح أكثر قدرة على التعلُّم، وتزداد رغبته فيه، ويألف الآخرين فتزداد ثقته بنفسه.
  4. الأسئلة، وهذه تثير انتباه الطفل للتعلُّم، وتحفز قدرته إلى التفكير، فتزداد ثقته بنفسه وتفيد الأسئلة المُعلِّمة في فهم الطفل، ومعرفة مدى التقدُّم الذي أحرزه فتعززه، وتكشف عن مواضع الضعف لديه، وتعمل على تخليصه منها.
  5. حل المشكلات، حيث يطلب من الطفل التعامل ومشكلة تناسب عمره العقلي، تحت إشراف المُعلِّم أو من خلال العمل في مجموعة.


بيئة التعلُّم في الروضة:
ويمكن تهيئة بيئة التعلُّم بملاحظة ما يأتي:

  • أن تكون الغرفة الصفيَّة واسعة (في حدود 20 متراً مربعاً) وجيدة التهوية والإضاءة، والتكييف الساخن أوالبارد.
  • تحوي ملاعب ملائمة وألعاباً منوّعة، بحيث لا يتعرَّض جسم الطفل للأذى في حالة الجري أو السقوط على الأرض.


برنامج مقترح لرياض الأطفال:
إن من أبرز القواعد التي يقوم عليها برنامج رياض الأطفال هو التعليم عن طريق اللعب والعمل والمشاهدة والاستماع والإنشاد، ومن المهم ترك الحريَّة للطفل بممارسة الألعاب والأنشطة التي يميل إليها بتوجيه من المُعلِّمة، ويتم التعامل وهذه المفردات بنظام الفترات كأن يخصص لكل مفردة ساعة واحدة مثلاً، غير أن كثيرا من أولياء أمور الأطفال يتوهمون بأن ازدحام منهاج رياض الأطفال بالكتب الدراسيَّة العربية والإنجليزية هو دليل صحة، ويتوقعون من إدارة الروضة أن تنجح في تعليم أبنائهم القراءة والكتاب في وقت قصير، لذلك فقد تبارت هذه الإدارات وتجار الكتب بحشد الكتب الملونة والبراقة التي ترضي تطلعات وتوقعات أولياء الأمور. غير أن الحقيقة هي أن العبرة في الكيف وليس في الكم، ويكفي طفل الروضة أن يمارس بعض الأنشطة ليصبح مهيّأً بعد سنتين لتلقي المنهاج المدرسي بنجاح، وأبرز هذه الأنشطة:

  1. الاستماع إلى القصص.
  2. الرسم بالألوان وبالمعجون.
  3. ألعاب رياضيَّة بدنيَّة وترفيهية كالجري والركض والتسلق.
  4. ملاحظة الصور (صور أفراد الأسرة، الحيوانات، الطيور، مناظر طبيعيَّة).
  5. أناشيد وموسيقا ورقصات خفيفة.
  6. الرحلات ويتخلل ذلك وجبة طعام خفيفة تتكون من الحليب والعصير والبسكويت.

ويتم خلال ذلك تعويد الأطفال العادات الصحيحة خصوصاً في مجال الصحة العامة.


كيفيَّة التعامل والطفل العدواني:
تغلب البراءة على أطفال الروضة في معظم الأحيان، لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك بعض الأطفال العدوانيين، وتُنصح المُعلِّمة بأن تتبع الأساليب الآتية للتعامل مع هذه الفئة من الأطفال:

  1. محاولة فهم الأسباب التي أدت إلى هذا السلوك.
  2. محاولة التعرُّف على بيئة الطفل لمعرفة الأسباب الكامنة وراء سلوكه.
  3. تعليم الطفل كيفيَّة التعامل وزملاءه بلطف.


خاتمة:
ومهما كانت الكفاءة التربويَّة لدى مُعلِّمة الروضة عالية، فإنها بالتأكيد لن تستطيع أن تقوم بالدور الذي تقوم به الأم كاملاً، لأن حنان الأم لا يعوضه شيء، ومع ذلك تظل مرحلة الروضة مرحلة شديدة الأهمية لبناء شخصيَّة الطفل بناءً قوياً، وخطوة لا بد منها في مسيرة تربية الطفل.
بقي أن نقول إنّ الكثير من أولياء الأمور يتوقعون من الروضة أن تحسن تعليم أبنائهم القراءة والكتابة والحساب، وهذه القضية لا ينبغي لنا أن نتوقف عندها كثيراً، لأن الهدف الرئيس للروضة هو تهيئة الأطفال لتعلم سليم وقوي في الصف الأساسي الأول.



أهمية الروضة لبناء شخصيَّة الطفل