أهداف الكوتشينغ الشائعة والتقنيات المستخدمة لتحقيقها

يدعم الكوتشينغ التغيير الحقيقي. وغالباً ما ينجم هذا التغيير عن تقنيات وأدوات محددة يتعلمها الكوتشز خلال تدريب الكوتشينغ ومن نماذج عملائهم. إذ أنه ينبغي على الكوتشز مشاركة ما يقومون به ويكونوا واضحين تماماً بما يخص التقنيات التي يستخدمونها. فبهذه الطريقة يتمكن العملاء من تعلم العديد من هذه التقنيات ويقوموا بدورهم بتطبيقها بحالاتٍ مختلفة. فيما يلي بعض الأمثلة عن أهداف الكوتشينغ الشائعة والتقنيات المستخدمة لتحقيقها.



إدارة الخلاف: تخيّل أن هناك عميلاً يتعامل مع صراعٍ أساسيٍّ وكبير. فسيكون لدى الكوتش قائمة قضايا العميل من منظوره/ـا ومنظور الطرف المنافس. بعد ذلك سيقوم الكوتش بعصفٍ ذهنيٍ مع العميل لطرح حلولٍ متعددة. خلال العصف الذهني يطرح الكوتش على العميل أسئلةً عن الحلول التي يعتقد أن الطرف الآخر سيقوم بطرحها. ثم بعد ذلك يسأله عن الخيارات الذي تناسب الطرفين. وأخيراً يحدد الكوتش والعميل معاً خطوات العمل. من الناحية المثالية سيكتسب العميل إدراكاً عن وجهة نظر الطرف المنافس وسيكون قادراً على اقتراح حلول ٍ جديدة. ويمكن للكوتش والعميل بعد ذلك التحدث عن الخطوات المحددة لهذه التقنية وبالتالي سيُحضَّر العميل لاستخدامها في محادثاته مع الشخص الآخر.

الميزانية التجارية: في حين عدم قدرة الكوتشز على أخذ دور المستشارين الماليين، فإن (برنامج "كوتش رئيسي معتمد" في المركز المختص بشهادة الكوتشينغ’ يدّرب المشاركين على عمليات وأدوات الميزانية. إذ أنه من الحكمة للكوتشز أن يشعر أنه على علمٍ ودرايةٍ ومختصٌ في هذا المجال، كما ويجب على جميع العملاء التعامل مع المال بطريقةٍ أو بأخرى، ففي بعض الأحيان تكون إدارة المال عائقاً في طريق أهداف العميل الشخصية والمهنية.

أولاً: سيناقش الكوتش الأدوات والعمليات التي يستخدمها العميل حالياً لوضع الميزانية في العمل. ثم من المحتمل أن يدرسوا ميزانية العميل الفعلية معاً. ينبغي على الكوتش أن يطرح على العميل أسئلةً للبحث في ميزانية كل بند كما لو أنه/ـا يـ/تضعها لأول مرة. على سبيل المثال، جدول الرواتب، يمكن للعميل أن يحصل من قسم الموارد البشرية على معلومات عن الرواتب، الفوائد، والزيادات المتوقعة. بالنسبة للخدمات، يمكن للعميل أن يراجع مع البائعين تغيرات الأسعار المتوقعة.

وقد يرغب العميل أيضاً أن يخصص الكوتش جلسةً لتعزيز فهمه للبيانات المالية التي يتوقع أن يراجعها ويناقشها في الاجتماعات. فيعيد الكوتش النظر في البيانات المالية مع العميل ويناقشوها كلاً على حدى. بحسب اعتبارات العميل فإنه يبني الثقة في قدرته على التحدث بذكاء عنهم. فعلى سبيل المثال، قد يذكر العميل أنه هناك إشكالات في تقارير المحاسبة المستحقة، لذا يسأل الكوتش العميل عن كيفية تسجيل نفقات قسمه. فيدرك العميل من خلال وصف نهجه أنه يستخدم عملية الاستحقاق حيث يتم تسجيل الإيراد عند كسبه لا عند استلامه، وتُسجل النفقات عند تحمّلها بدلاً من وقت دفعها.

وبالتالي قد يتدارس الكوتش والعميل الميزانية. فيسأل الكوتش كيف يمكن أن تكون مفيدة، ويأخذ العميل بعين الاعتبار كيف يمكن أن يوفر لمحة عامة عن أصول المنظمة والسيولة النقدية. يدرك العميل أن الميزانية العمومية هي "الصورة الكبرى" للموارد المالية للمنظمة. وكختامٍ للجلسة، قد يناقش الكوتش والعميل أيضاً الموارد لتعلّم المزيد عن الميزانية التجارية والبيانات المالية.


بناء الثقة:
تعتبر الثقة بالنفس من الأسباب الشائعة لتوظيف الكوتش. فواحدة من العديد من التقنيات التي يستخدمها الكوتشز لبناء الثقة بالنفس لدى العميل هي طرح الأسئلة التي تدفع العملاء لوضع لائحة إنجازاتهم، نجاحاتهم، صفاتهم الايجابية، حسناتهم، والطرق التي يؤثرون بها بشكل ايجابي على الآخرين. وهناك نهجٌ آخر هو أن يحدد العملاء ما يريدون في جميع مجالات حياتهم. فتركز هذه المحادثة التمكينية على خلق فعّال للمستقبل. كما وسيعمل الكوتشز مع عملائهم على خلق أدوات تصوّرٍ وتأكيد.
إن العملية التجريبية لبناء الثقة في كثير من الأحيان مفيدة كذلك. فيعمل الكوتش مع العميل لتخطيط الإنجازات الصغيرة وتفاعلات الثقة بالنفس.


التأمل الذاتي: يعتبر التأمل الذاتي أداةً قويةً لدعم التغيير الحقيقي. تتضمن التقنيات التي يستخدمها الكوتشز لتعزيز التأمل الذاتي استكشاف قيم العميل ومن ثم دراسة كيف تتماشى اختياراته مع هذه القيم. إذ أنه يتوجب على العميل خلال هذه المحادثة أن يكون واعياً للتعارض بين قيمه والواقع، وبهذه الطريقة يملك السلطة لوضع خياراتٍ مختلفة وخطةٍ مناسبة.

كما يمكن للتقييمات أيضاً أن تمكّن التأمل الذاتي. فقد تركز التقييمات على القيم، السمات الشخصية، أو مهارات محددة. ويعمل الكوتش مع العميل على فهم التغذية الراجعة من التقييمات وخلق خطة عمل للعمل على مجالات الفرص.


التفويض: يعتبر التفويض مهارةً يتوجب على جميع المدراء تعلمها، لكن العديدين منهم يجد صعوبة بالغة فيها. غالبا ما يطلب من الكوتشز مساعدة عملائهم لتطوير هذه المهارة. قد يبدأ الكوتش العمل مع عميله بخلق مخطط تنظيمي لفريق العميل. يقومون معاً بتحديد مسؤوليات كل موظف بما فيهم العميل نفسه. يسأل الكوتش العميل عن المدة التي يخصصها لكل مسؤولية. ثم يتناقشوا ما الذي يمكن أن يحدث في حال تفويضه للمهام التدي تدعم كل مسؤولية. هذا يقدم رؤية للعميل عن المهام التي يتوجب عليه الاستمرار بالقيام بها والمهام التي عليه أن يبدأ بتفويضها. عندها يتناقش العميل مع الكوتش إلى من سيتم تفويض كل مهمة، وكيف سيؤثر ذلك على أعباء العمل الحالية للموظف.

قد يقول العميل أنه في حال وجوب تفويض بعض المهام منطقياَ لأشخاص محددين، فستنخفض لديه الثقة بقدرتهم على تحمّل العمل. ويطرح الكوتش على العميل أسئلة عن أفضل وأسوأ النتائج المحتملة لتفويض هؤلاء الأشخاص.

كما ويسأل أيضا ما الذي يمكن أن يحدث فيما لو لم يقم بتفويضهم. بعدها يقرر العميل بأنه سيبدأ بالتفويض في الموضع الذي يشعر فيه بالثقة أكثر.

في جلسة الكوتشينغ التالية، يمكن أن يقوموا بوضع استراتيجية تمكّن العميل من تهيئة الموظفين لزيادة سرعتهم في أداء العمل. قد يتضمن هذا التدريب مينتوريغ، كوتشينغ، أو إعادة توزيع الواجبات لاستخدام المهارات المختلفة بحدها الأقصى. كما ويتناقشان عن العملية الأمثل لتفويض المهام، بدلاً من توكيلها ببساطة في الاجتماعات، حيث يقرر العميل الجلوس مع كل شخص على حدا ويشرح له ثقته به، ويبيّن له لم تم إيكال هذه المهام المحددة له\ لها.

تعتبر هذه بعض الأمثلة عن التقنيات التي يستخدمها الكوتشز مع عملائهم خلال الدورات، وكيف يستخدم العملاء بدورهم هذه التقنيات عند تطبيق استراتيجياتهم.

ماهي بعض الأمثلة الأخرى عن أهداف وتقنيات الكوتشينغ التي يمكن أن تشارك بها؟

ضع تعليقاً هنا
 
المصدر
ترجمة ثواب ميداني
تدقيق مالك اللحام