أنواع صعوبات التعلم

في البداية يجب أن نعلم أنه ليس كل طفل يعاني وجود مشاكل دراسيَّة هو طفل يعاني صعوبات بالتعلُّم، فهناك الكثير من الأطفال الذين يعانون البطء في اكتساب بعض أنواع المهارات ولأن النمو الطبيعي للأطفال يختلف من طفل إلى آخر، فأحيانا يكون ما يبدو أنه إعاقة تعليميَّة للطفل يظهر فيما بعد أنه فقط بطء في عمليَّة النمو الطبيعيَّة.



 

وهناك عدة أنواع من صعوبات التعلُّم، قد تكون موجودة بشكل انفرادي أو أكثر من واحدة منها، لها تصنيفات وتقسيمات مُتعدِّدة، سنوجز بعضها للتوضيح وهي:

  • عسر القراءة، دسلكسيا (Dyslexia)
  • عسر الكتابة، دسجرافيا (Dysjraprhia)
  • عسر الكلام، ديسفيزيا Dysphasia))
  • عسر الحساب، صعوبة إجراء العمليات الحسابية، دسكالكوليا (Dyscalculia)
  • خلل في التناسق، دسبراكسيا Dyspraxia))
  • صعوبات التهجئة، ديسوروجرافي (Dysorhographly)
  • صعوبة التركيز، Attention Deficit Disorder))
  • فرط الحركة وقلة الانتباه (Attention Deficit/Hyperactivity Disorder)
  • مشكلة العتمة ((Scotopic Sensitivity Syndrome

 

ما تقسيمات وأنواع الإعاقات التعليميَّة؟
يمكن تقسيم الإعاقات التعليميَّة إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي:

  • اضطرابات النمو الكلامي واللغوي.
  • اضطرابات المهارات الأكاديميَّة.
  • اضطرابات أخرى مثل اضطرابات التوافق الحركي.

 

أولاً: اضطرابات النمو الكلامي واللغوي:
اضطرابات الكلام واللغة من المؤشرات المُبكِّرة لوجود صعوبات التعلُّم، والأشخاص الذين يعانون اضطرابات الكلام واللغة يكون لديهم صعوبة في إخراج أصوات الكلام واستخدام اللغة المنطوقة في المحادثة والحوار وفهم ما يقوله الآخرون، وحسب نوع المشكلة فإن التشخيص المُحدَّد يكون إما:

  • اضطراب إخراج الكلام النمائيَّة.
  • اضطراب التعبير اللغوي النمائيَّة.
  • اضطراب فهم اللغة النمائيَّة.

 

اضطراب إخراج اللغة الإنمائي:
الأطفال الذين يعانون هذا الاضطراب يكون لديهم مشاكل في القدرة على التحكُّم بسرعة وتدفق الكلام، أو قد يتسترون خلف زميل ما لإصدار أصوات الكلام على سبيل المثال ففي حالة "وائل" فقد ظل حتى سن (6) سنوات ينطق "أنّب بدلاً من "أرنب" واضطراب إخراج اللغة من الاضطرابات الشائعة في الطفولة، حيث تصل النسبة إلى (10%) من الأطفال قبل سن الثامنة ويكثر انتشاره بين الذكور عنه بين الإناث بنسبة (3:1) كما أنه شائع بين أقارب الدرجة الأولى عنه بين عامة الناس، ولتشخيص وجود حالة اضطراب إخراج الكلام نلاحظ الآتي:

  • إخفاق ثابت في نمو استخدام أصوات الكلام المتوقع له مثل إخفاق طفل عمره (3) سنوات في نطق حرف "الباء" أو "التاء" وإخفاق طفل عمره (6) سنوات في نطق حرف “الراء أو الشين أو التاء".
  • ليس سبب ذلك اضطراباً بسبب النمو أو التخلف العقلي أو خلل السمع أو اضطراب آليات الكلام أو اضطراب الأعصاب.

 

اضطراب التعبير اللغوي الإنمائي:
يعاني الأطفال في هذا الاضطراب عدم القدرة على التعبير عن أنفسهم في أثناء الكلام، ولذلك يسمى هذا الاضطراب (ب)" اضطراب التعبير اللغوي الإنمائي، وتعاني الطفلة هذا الاضطراب حيث إنها تُسمي الأشياء بأسماء خاطئة وبالطبع فان هذا الاضطراب يأخذ عدة صور مختلفة، فالطفل الذي يبلغ من العمر (4) سنوات ولا يستطيع الحديث إلا بجمل مُكوَّنة من كلمتين فقط أو الطفل الذي يبلغ من العمر (6) سنوات ولا يستطيع الإجابة عن الأسئلة البسيطة فهؤلاء يتم تشخيص حالتهم بأنهم يعانون اضطراب التعبير اللغوي الإنمائي.

 

اضطراب فهم اللغة الإنمائي:
بعض الأفراد لديهم صعوبة في فهم بعض أوجه الكلام، ويبدو الأمر وكأن عقلهم يعمل بطريقة مختلفة عن الآخرين كما أن إدراكهم للأمور ضعيف، فهناك بعض الحالات لا تستطيع الاستجابة والرد عندما تسمع اسمها أو مثل المُتعلِّم الذي لا يستطيع معرفة الاتجاهات أو التفرقة بين اليمين والشمال، ويجب أن نلاحظ أن هؤلاء لا يعانون مشاكل في السمع ولكنهم لا يستطيعون تمييز بعض الألفاظ أو الأصوات والكلمات والجمل التي يسمعونها، وأحياناً يبدو وكأنهم لا ينتبهون لهذه الكلمات، ولذلك فإنّ هؤلاء الأفراد يعانون اضطراب فهم اللغة، ولأن استخدام وفهم اللغة مرتبطان أحدهما بالآخر فإنّ كثيراً من الأفراد الذين يعانون اضطراب فهم اللغة يكون لديهم أيضاً إعاقة في التعبير اللغوي، وبالطبع فإنّ أطفال ما قبل المدرسة يكون لديهم بعض الأخطاء في القدرة على إصدار الأصوات والكلمات وبعض الأخطاء النحوية في أثناء حديثهم. ولكن إذا استمرّت هذه الأخطاء بعد التقدُّم في السن فهنا يجب بحث الأمر بدقة، ويتحسن أغلب الأطفال مع تقدم السن. ويتراوح مُعدَّل انتشار اضطراب فهم اللغة من (3%) إلى (10%) لدى الأطفال في سن المدرسة الابتدائيَّة ويكثر انتشاره بين الذكور أكثر من انتشاره بين الإناث بنسبة (3:1)، ويتم تشخيص اضطراب فهم اللغة بالآتي:

  • نقص فيما يحصل عليه المُتعلِّم من درجات بمقياس الفهم والتعبير اللغوي المقنن مقارنا بما يحصل عليه من درجات في القدرة اللالفظية في اختبار ذكاء فردي مقنن.
  • هذا الاضطراب يتداخل بصورة هامة مع الإنجاز الدراسي أو أنشطة الحياة اليوميَّة التي يلزم لها فهم اللغة.
  • ليس سبب هذا الاضطراب تشوه النمو.
  • إذا وجد تخلف عقلي أو قصور الكلام أو الحركة أو الإحساس والحرمان البيني فإن القصور اللغوي يتعدى تلك المشكلات بكثير.

 

ثانيا: اضطرابات المهارات الأكاديميَّة:
ويعاني الطلاب الذين يعانون هذه الاضطرابات تأخر قدرتهم على القراءة والكتابة والقدرات الحسابية بسنوات عن زملائهم في السن نفسه وينقسم التشخيص في هذا الاضطراب إلى:

  • اضطراب القراءة الإنمائي.
  • اضطراب الكتابة الإنمائي.
  • اضطراب مهارة الحساب الإنمائي.


اضطراب القراءة الإنمائي، عسر القراءة (
Dyslexia):
وهذا النوع من الاضطراب يسمى أيضاً عسر القراءة (Dyslexia)، وهو نوع ينتشر بين الأطفال حيث أن مُعدَّل انتشاره بين أطفال المدارس الابتدائيَّة يقدر بحوالي (2–8) %، ويكثر انتشاره بين أقارب الدرجة الأولى أكثر من انتشاره بين عامة الناس. وهو أكثر انتشاراً بين الذكور من انتشاره بين الإناث بنسبة (3:1) وتكمن المشكلة والمسببات في عدم القدرة على التحكُّم بالعمليات العقليَّة الآتية:

  • تركيز الانتباه على الحروف المطبوعة والتحكُّم بحركة العينين خلال سطور الصفحة.
  • التعرُّف على الأصوات المرتبطة بتلك الحروف.
  • فهم معاني الكلمات وإعرابها في الجملة.
  • بناء أفكار جديدة مع الأفكار التي يعرفها من قبل.
  • اختزان تلك الأفكار في الذاكرة.

وتلك العمليات العقليَّة تحتاج إلى شبكة سليمة وقويَّة من الخلايا العصبية لكي تربط مراكز البصر واللغة والذاكرة بالمخ، والطفل الذي يعاني صعوبة القراءة يكون لديه اختلال في واحد أو أكثر من تلك العمليات العقليَّة التي يقوم بها المخ للوصول إلى القراءة السليمة، وقد أكتشف العلماء أن عددا كبيراً من الأطفال الذين يعانون صعوبة القراءة يكون لديهم إعاقة مشتركة، ومن تلك المشاكل:

  • عدم القدرة على التعرُّف أو التفرقة بين الأصوات في الكلمات المنطوقة ففي حالة الطفل، على سبيل المثال فهو لا يستطيع التفرقة بين كلمة (زرع) عندما ننطق له الحروف منفصلة (ز -ر-ع) وبعض الأطفال الآخرين يكون لديهم صعوبة في الكلمات ذات الإيقاع الواحد مثل بطة وقطة.
  • التعرُّف على الكلمات: الطفل المصاب بعسر القراءة قد يستطيع قراءة الكلمات التي مرت به في السابق لكنه لا يستطيع قراءة حتى أبسط الكلمات الجديدة وإذا كان التعليم المُبكِّر للطفل يعتمد على النظر إلى الكلمات ولفظها فإنّه قد يستطيع قراءة العديد من الكلمات، لكنه في هذه الحالة يتعرف عليها من شكلها الكلى.
  • استعمال الحروف كمُكوَّنات للكلمات: الأطفال المصابين بعسر القراءة بشكل خطير قد يكونون غير قادرين على التعرُّف على الحروف أو التمييز بينها، أما الأطفال المصابون بدرجة معتدلة من عسر القراءة فقد يتعرفون الحروف كلاً على حدة من دون أن يقدروا على تجميعها لتكون كلمات.
  • ضعف تكوين الحروف: تكوين الطفل للحروف ضعيف جدا حتى وهو ينسخ، وبما أن الحروف بمفردها لا معنى لها بالنسبة إليه فإنها تفقد وحدة الشكل، ومن ثم يعجز الطفل عن تكوينها.
  • عدم معرفة اليمين والشمال: على الرغم من أن جميع الأطفال الصغار يجب أن يتعلَّموا أين اليمين وأين اليسار، فإن معظمهم يفعلون ذلك عن طريق الاكتشاف التدريجي لأجسادهم، فيتعلَّم الطفل أن إحدى يديه تسمى باليمنى وأن أي شيء يقع على جهة هذه اليد هو أيمن وليس أيسر، أما الطفل المصاب بعسر القراءة والذي لا يعرف يمينه من يساره فإنه يعجز عن التمييز بين ذراعه اليمنى وذراعه اليسرى.
  • الصعوبة في معرفة الوقت، لأنه لا يستطيع أن يميز ما إذا كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة بالضبط أو بعدها.
  • الصعوبة في عقد ربطة العنق: أو أي عمل يدوي يتطلَّب معرفة اليمين واليسار.
  • الصعوبة في الحساب: معظمنا لا يعير هذا الموضوع إلا القليل من الأهمية، ولكن على الرغم من ذلك فإن معرفة اليمين من اليسار حيوية بالنسبة إلى الحساب فعمليات الضرب مثلاً تصبح كابوسا إذا ظهرت الأرقام عشوائياً.
  • قد تكون لديه صعوبات متفاوتة في التعرُّف على أنواع أخرى من الرموز فعلامات الزائد والناقص والضرب والقسمة يحدث فيها خلط.

وقد وجد العلماء أن اكتساب هذه المهارات أساسيَّة لكي نستطيع تعلم القراءة، ولحسن الحظ فقد توصَّل العلماء المتخصصون إلى ابتكار وسائل لمساعدة الأطفال الذين يعانون عسر القراءة للوصول إلى اكتساب تلك المهارات ومع ذلك فإنّه لكي تستطيع القراءة نحتاج إلى أكثر من مجرد التعرُّف على الكلمات، فإذا لم يستطيع المخ تكوين الصورة أو ربط الأفكار الجديدة بتلك الأفكار المختزنة في الذاكرة، فإنّ القارئ سوف لا يستطيع فهم أو تذكر الأفكار الجديدة، ولذلك تظهر الأنواع الأخرى من صعوبات القراءة في المراحل الدراسيَّة المُتقدِّمة عندما تنتقل بؤرة القراءة من مجرد التعرُّف على الكلمات إلى القدرة على التعبير عن الكلمات.
ولكي يتم تشخيص وجود اضطراب مهارة القراءة يجب إن نلاحظ الآتي:

  • نقص إنجاز القراءة عن المتوقع "كما يقاس بوساطة اختبار فردي مقنن" مع وجود مدرسة مناسبة وذكاء مناسب.
  • هذا النقص يتداخل في الإنجاز الدراسي أو الأنشطة الحياتيَّة اليوميَّة التي تتطلَّب مهارة القراءة.
  • ليس سبب هذا القصور خللا سمعياً أو بصرياً أو مرضياً عصبياً.
  • الأطفال الذين يعانون اضطراب القراءة يكون لديهم شعور بالخجل والإحساس بالإهانة بسبب إخفاقهم المستمر وتصبح هذه المشاعر أكثر حدة مع مرور الوقت.


اضطراب الكتابة الإنمائي:
يحتاج الإنسان حتى يستطيع الكتابة إلى استخدام عدة وظائف من وظائف المخ، ولذلك يجب ألا يكون هناك خلل عصبي أو وظيفي في شبكة الاتصالات داخل المخ والمسؤولة عن المناطق التي تتعامل مع المعلومات المُستخدَمة في الكتابة مثل اللغة والنحو وحركة اليد والذاكرة. ولذلك فإنّ اضطراب الكتابة الإنمائي يمكن أن يحدث بسبب مشاكل في أي من تلك الأماكن وعلى سبيل المثال فإنّ الطفل الذي يعاني عدم القدرة على التفرقة في تسلسل الأصوات في الكلمة كان يعاني مشاكل في الإملاء أو ما يسمي "اضطراب الهجاء" ولذلك فإنّ الطفل الذي يعاني اضطراب الكتابة خصوصاً اضطراب التعبير اللغوي من الممكن أن يصبح غير قادر على اكتساب كلمات جديدة مع الخطأ في استعمال الكلمات وقصر الجمل واختلال في التراكيب النحوية والاختصارات المخلة بالجمل.


اضطراب مهارة الحساب الإنمائي:
تشمل مهارة الحساب القدرة فهم وإدراك الأرقام والعلامات الحسابية وتذكر الحقائق الحسابية مثل جدول الضرب وكذلك القدرة على وضع الأرقام في صفوف وفهم وملاحظة العلامات الحسابية كل هذه العمليات قد تكون صعبة للأطفال الذين يعانون من اضطراب مهارة الحساب، وتظهر المشكلة في سن مبكر في صورة الصعوبة في القدرة على فهم الأرقام والمفاهيم الحسابية ويعاني الطفل الآتي:

  • صعوبة في فهم المسائل الحسابية وتحويل المسألة التي هي على شكل قصة إلى أرقام.
  • صعوبة في معرفة وفهم الرموز الحسابية (+) أو (-) وترتيب الأرقام.
  • صعوبة في أداء عمليات الجمع والطرح والقسمة.
  • ضعف في الانتباه للعلامة الموضوعة هل هي (-) أو (+).

أما الصعوبات التي تظهر في سن متأخر فتكون مرتبطة بعدم القدرة على التفكير الموضوعي في المسائل الحسابية، وينتشر اضطراب مهارة الحساب بنسبة (6%) في الأطفال في سن المدرسة الابتدائيَّة ويتم تشخيص الحالة في الآتي:

  • مهارة الحساب أقل من المستوى المتوقع بدرجة ملحوظة "تقاس بوساطة اختبار فردي مقنن، على أن يكون الطفل في مدرسة مناسبة ولديه قدرة ذكاء مناسبة.
  • يتداخل الاضطراب بدرجة ملحوظة في الإنجاز الدراسي أو الأنشطة الحياتيَّة اليوميَّة التي تحتاج إلى مهارات حسابية.
  • ليس السبب في هذا الاضطراب قصور في السمع أو البصر أو مرضاً عصبياً.

 

المراجع:

  • اضطرابات التعلُّم، د. محمود جمال أبو العزائم.
  • بحث بعنوان، مدى إلمام مُعلِّمين ومُعلِّمات وأخصائيين وأخصائيات مرحلتي الرياض والابتدائي في دولة الكويت بصعوبات التعلُّم، إعداد، د. طلال المسعد -د. أحمد الهولي -د. عفيفة الداود، (2004).
  • صعوبات التعلُّم والخطة العلاجيَّة المقترحة، د. تيسير مفلح كوافحة.
  • توعية المجتمع بالإعاقة، الفئات، الأسباب، الوقاية، د / إيهاب الببلاوي.
  • محاضرة، صعوبات التعلُّم أين مدارسنا منها؟  الدكتور فتحي الزيات.

 

الموسوعة العربيَّة لتطوير الذات