أسلوب الإرشاد السلوكي في التعامل مع سلوك الطلاب

يُعَدُّ الإرشاد السلوكي من أبرز أساليب الإرشاد النفسي ويستمد هذا الأسلوب بما يتضمَّنه من إجراءاتٍ من خلال النظريَّة السلوكيَّة سواءٌ ما يخص الإرشاد السلوكي أم العلاج السلوكي لكونهما وجهين لعملةٍ واحدةٍ، ويفيد هذا الأسلوب بأن سلوك الإنسان مُتعلِّم وأن لدى الفرد دوافع فسيولوجيَّة بمنزلة محركاتٍ رئيسةٍ في سلوك الفرد ومن خلال التعلُّم يكتسب هذا الفرد دوافع جديدةً توجه سلوكه ومن ثم تساهم في تعديله وتغييره وصولاً إلى تحقيق أهدافه.



ومن خلال هذه النظرة فإن المشكلات والاضطرابات والانحرافات السلوكيَّة ماهي إلا عادةٌ مُتعلِّمةٌ خاطئةٌ وسلوكٌ غير تكيفيٍّ أو توافقيٍّ تعلمها الفرد لتقليل قلقه وتوتراته لذا فإن فكرة الإرشاد السلوكي تقوم أساساً على التعلُّم أو إعادة التعلُّم أو محوه وإزالته.ويعتمد الإرشاد السلوكي بعض الدعائم، تُعَد إجراءاتٍ ميدانيَّة لهذا الأسلوب وتتخذ كإجراءاتٍ لتعديل سلوك المُتعلِّم في المدرسة ويمكن عرضها بشكلٍ مبسطٍ ومختصرٍ من خلال الآتي:

 

  1. التعزيز أو التدعيم: يعد من أهم مبادئ وإجراءات تعديل السلوك لكونه يعمل على تقويَّة النتائج المرغوب فيها، وتعد بالأثر الطيب الذي يتبع النشاط مباشرة. ويعنى به التدعيم أو التشجيع أو الإثابة فإذا كان هناك حدثٌ ما (نتيجة) يعقب استجابة (سلوك) يزداد حدوث الاستجابة مرة أخرى يسمى هذا الحدث اللاحق معززاً أو مدعماً. والتعزيز نوعان: تعزيز ايجابي وتعزيز سلبي.
  2. الاشتراط الإجرائي: حيث يحدث التعلُّم إذا تبع السلوك حدث في البيئة يؤدي إلى إشباع حاجة الفرد واحتمال تكرار السلوك الجديد في المستقبل. ويطلق عليه مبادئ التعلُّم حيث إنها تُؤكِّد الاستجابات التي تؤثر في الفرد. ويرتبط الإشراط الإجرائي بالتعزيز الذي يصاحب التعلُّم حيث إن التغييرات تحدث نتيجةً لتبادلاتٍ في سلسلةٍ من المقدمات والاستجابات والنتائج مما تؤدي إلى التحكُّم في الاجراء إذا كان وجود النتيجة يتوقف على الاستجابة مثال التعامل مع المُتعلِّم. الطلاب من ذوي المستوى المنخفض دراسياً وأبدوا دراستهم. فنظراً لهذه الاستجابة فإن الاجراء هو إثابتهم من خلال الإشادة بجهودهم من قِبَلِ مُعلِّميهم. توزيع شهادات تحسين مستوى عليهم. وصولاً إلى التعزيز الشامل لأدائهم والذي سنتحدَّث عنه في الإجراء الآتي.
    • التعزيز الايجابي: هو حدثٌ سابق لحدثٍ لاحقٍ نتيجةً لاستجابةٍ ما أو سلوك، إذا كان هذا الحدث يؤدي إلى زيادة استمرار قيام السلوك.

      تطبيق:
      طالبٌ يجيب عن أسئلة المُعلِّم ويقوم المُعلِّم بشكره والثناء عليه أمام زملائه مما يؤدي إلى استمرار المُتعلِّم في الاستجابة الإيجابيَّة مع المُعلِّم بشكلٍ متتابعٍ مما يتطلَّب معه الاستمرار في التعزيز.

      استخدام أسلوب التعزيز مع الطلاب المتفوقين في المدرسة وكذلك الطلاب الموهوبين والطلاب المثاليين من خلال الإشادة بهم في الصف ومن خلال الإذاعة والصحافة المدرسيَّة ومجالس الآباء والمُعلِّمين بما يكسبهم دوافع أكثر إيجابيَّة إلى التعلُّم والإنجاز.

    • التعزيز السلبي: ويتعلَّق بالمواقف السلبيَّة والبغيضة والمؤلمة، فإذا كان استبعاد حدثٍ منفردٍ يتلو حدوث سلوكٍ، بما يؤدي إلى زيادة حدوث هذا السلوك فإن استبعاد هذا الحدث يطلق عليه تدعيم أو تعزيز سلبي.

      تطبيق
      الطلاب الذين يبدون سلوكياتٍ غير مرغوب فيها في الصف أو المدرسة فيتم التعامل مع سلوكياتهم بأساليب إرشاديَّة تربويَّة بدلاً من عقابهم بالضرب. فإن هذا النوع من التعزيز يؤدي إلى إزالة السلوك غير المرغوب فيه ومن ثم يؤدي إلى غرس الثقة في ذواتهم بدلاً من زعزعتها من خلال استخدام العصا وسيلةً لكف السلوك غير المرغوب فيه.

      مثالٌ آخر حول التعزيز السلبي، فرد يشكو من حالة أرقٍ لكنه بدأ يقرأ في صحيفة فاستسلم للنوم، نجد أنه كلما رغب في النوم فإنه سيتعود قراءة الصحيفة.

      جوانب هامة للمرشد الطلابي عند استخدام إجراء التعزيز في التعامل مع بعض حالات الطلاب من خلال الآتي:

    • الوقت المناسب للتعزيز: حيث يتم اختيار الوقت الذي يمكن فيه إثابة المُتعلِّم على مجهوده تحصيلياً أو سلوكياً. وبطبيعة الحال فإن رعاية الطلاب الفائقين دراسياً أو المثاليين أو الموهوبين لها أوقاتٍ معينةٍ في العام الدراسي يمكن أن يتم تطبيق أسلوب التعزيز فيها.
    • جدول التعزيز: يقوم المرشد الطلابي وفق خطةٍ مدروسةٍ بوضع جدول لتعزيز الطلاب الذين يمكن تعزيز أدائهم إيجابياً أو سلبيا، يتم من خلال رصد المواقف السلوكيَّة المصاحبة لنمو المُتعلِّم التحصيلي والخلقي وفي ضوء ذلك الرصد يتم التعزيز في الوقت المناسب له.

فترة الحرمان: حيث تحدد له الفترة المناسبة له ولعل هذا الحرمان يكون من خلال إقصاءٍ من الدرس لوقتٍ معين، أو حرمانٍ من شيءٍ مُحبَّب كحرمانه من ممارسة الرياضة مثلاً مع زملائه طَوال وقتٍ معين.