أثر القصة في التربية

أنّ القصص تستخدم للتوافق بين رسالة وقيم المُؤسَّسات واحتياجات الموظفين فيها مثل: الحاجة إلى الانتماء والمساهمة حيث وجد الباحثون أنّ رواية القصص أكثر إقناعاً للمستمعين إذا ما قورنت بالمناقشات والإحصائيات والحقائق التي يمكن التشكيك فيها  



أهمية القصة

تمثل القصص خبرات الإنسان وتجاربه ومشاعره وأحداثه الإنسان التي مرّ بها في حياته سواء الواقعيَّة منها أم تلك التي هي من إبداع التخيل الإنساني. وقد أكّدَ وفسر العديد من المختصين أنّها تحدد إطار هويتنا وتاريخنا الوطني (Jung 1969 Riesman 2003)، كما عَدَّ إلقاؤها طريقةً قديمةً لإيصال الأفكار والصور التي تسمح للأفراد بتقاسم الخبرات الشخصيَّة وتكوين المعرفة للمجتمع (McEwan & Eagan 1995 Mello 2001). إنّ إلقاء القصص وروايتها يتطلَّب مهارة وقدرة على سرد أحداثها باللغة المنطوقة ولغة الجسد لتعبر عن الذات وتوجهها. وقد ذُكر أنّ رونالد ريغان رئيس أمريكا السابق يُعَدُّ من أفضل رواة القصص.

 

كما أنّ القصص تستخدم للتوافق بين رسالة وقيم المُؤسَّسات واحتياجات الموظفين فيها مثل: الحاجة إلى الانتماء والمساهمة حيث وجد الباحثون أنّ رواية القصص أكثر إقناعاً للمستمعين إذا ما قورنت بالمناقشات والإحصائيات والحقائق التي يمكن التشكيك فيها. فالقصة تجعل الموضوع حقيقياً للمتلقي أو الجمهور وذلك لسهولة فهمها. كما أن للقصة دوراً في تقليل مقاومة التغيير وهناك العديد من القصص التي لها تأثير كبير سواء في جمع التبرعات أم في التوظيف. فعلى سبيل المثال، النقص الموجود في عدد الممرضات على مستوى العالم يُعَدُّ حقيقة راسخة، وللتحفيز إلى العمل في مجال التمريض يتم استخدام القصص التي تذكر فيها براعة الممرضات وكيف يخلقن الفرق في علاج المرضى. وللقصة دور في بناء الثقة وخلق الاتباع. ففي عالمنا اليوم يقل الاتصال الشخصي بسبب استخدام الشّبكة الاجتماعيَّة العنكبوتية ولكن من خلال نشر القصة التي تروي قيم أو نجاح المؤسسة يتطور ولاء الموظفين وتبنى الثقة بالتواصل.

 

لقد ورد في مقالة بعنوان: القصص التي تُعلِّم دروس الحياة لـ"ماري جالونغو"، أنّ القدرة على إنشاء قصة أو المشاركة فيها أو الاستجابة لها هي من الصفات البشريَّة. وفي الحقيقة أنّ العقل البشري مبرمج ليستقبل أنماطا متتابعة لأحداث القصص ويخزنها في الذاكرة طويلة المدى، وعليه فإنّ العقل معالج فعَّال للقصص الحقيقيَّة وللقصص الخياليَّة. أما إذا اتّجهنا إلى تأثيرها في الطفل، فسنجد أنّ القصص، وخاصة تلك التي تشتمل على الصور، تستحوذ على خيال الأطفال وتوصل أفكاراً ورسائل فعَّالة، كما أنّها تُعَدُّ أدوات تعليميَّة ممتازة لمعالجة عواطفهم الجياشة ومشاعرهم وتضع استراتيجيات تعامل عملية لديهم، وتقدم مفاهيم معقّدة ومشاعر مختلطة كما في حالة فقدان عزيز مثلا. وعلاوةً على ذلك، تكون الصور المرئيَّة مكملة للكلمات وتترك انطباعاً ثابتاً في المخ كما تُؤكِّده الدراسات والابحاث على المخ.

 

في الفقرات الآتية سيتم التطرق إلى طريقة الاستفادة من القصة، وتطوير الشخصيَّة باستخدام القصة، دور القصة التراثيَّة، ودور القصة في تطوير القيم والسلوك، ودور ولي الأمر ودور المُعلِّم في استخدام القصة لغرس وتعزيز القيم وأخيراً ستقدم خلاصة لأثر القصة في التربية.

 

طريقة الاستفادة من القصة:

يقود تقاسم القصص مع العائلة وأحداثها إلى حصر لحظات وذكريات الحياة ودروسها. وفي الإمكان استغلال القصص والآداب لتطوير الصفات الشخصيَّة الإيجابيَّة في أطفالنا بالقراءة المستمرة لهم، وخصوصاً القراءة المشتركة، حيث تبني جسراً من التفاهم عن قيم العائلة، وفي الوقت نفسه، تساعد الطفل على ربط الكتب بالمتعة وهذا عامل مهم للتعلُّم والرغبة في القراءة، ولكي تتم الاستفادة من هذه القصص يتطلَّب ما يأتي:

  1. راجع القصة أو الكتاب بدقة: بمعنى أنه يُوضَع في الحسبان اهتمامات الطفل ومرحلته العمريَّة والفترة الزمنيَّة المناسبة لقدرته على التركيز والانتباه. أيضاً يتم اختيار الكتب لخبرات مألوفة وشخصيات في عمر الطفل نفسه حيث سيكون عاملاً مساعداً على تمكينه من تعلُّم الكلمات التي يحتاج إليها للتعبير عن مشاعره. مثال على ذلك اختيار قصة تعبر عن الغيرة وكيف يتعامل الطفل مع غيرته، أو معالجة القصة لمواضيع حساسة للمشاعر مثل الموت، ولكن من المهم أن يكون في حسباننا عدم معارضة المحتوى لمعتقدات وقيم العائلة حيث ستؤدي إلى نقاش لم يتم الاستعداد له. وفي الإمكان التحدث مع مُعلِّم الطفل وإطلاعه على ما يتم تقديمه إلى الطفل ليساهم في تنمية هذه الجوانب.
  2. حدد هدفاً للقراءة: قد يستمع الطفل إلى القصة دون التركيز على هدفها ورسالتها لذا يتوجب توجيهه إلى ذلك بطرائق عدة إما بطرح الأسئلة وإمّا بالتشديد على المغزى. مثال على ذلك، عند تناول القصة لأسلوب حل المشكلات، يطلب من الطفل تفسير الأحداث والمساهمة في حل المشكلة.
  3. وجه الانتباه الى الهدف الرئيس في القصة: تعويد الطفل على التفكير وقراءة ما بين السطور كأن تسأله ماذا تعتقد بأنّه سيحدث أو لماذا حدث ذلك؟
  4. شجع التفكير الناقد: إن القصص طريق آمن ليكتشف الأطفال السلوك والعواطف، لذا قم بمساندتهم وتوجيههم أيضاً ليفكروا باستراتيجيات تساعد الآخرين على تقبلهم.
  5. ناقش القصة لترسيخ المضمون الرئيس: شجع الطفل ليتأمل ويتحدَّث بصوت واضح عن الدروس التي اكتسبها وليعبر عن المشاعر بالكلمات مركزا على ثلاث نقاط هي:
  • ‌الارتباط المشترك بالشخصيَّة: التعبير عن الشخصيات المحببة إليه أو التي تقاربه بالشبه وكيفيَّة ذلك.
  • الاستجابة العاطفية للرسالة: وهي التعبير عن أفضل وأسوأ جزء من القصة وأسباب ذلك، وفي حالة رغبة الطفل في سردها فمن هو الشخص الذي يفضل أن يسردها عليه؟
  • ‌ربط القصة بخبرة حياتيَّة شخصيَّة سواء للطفل أم لراوي القصة.

 

تطوير الشخصيَّة باستخدام القصة:

تُعَدُّ القصص الحقيقيَّة أو الخياليَّة طريقة مثالية لتعزيز القيم وتطوير الشخصيَّة لدى الطفل. وفيما يأتي استراتيجيات لاستخدام القصة في توجيه نمو الطفل إلى الشخصيَّة المطلوب بلوغها، مع الحرص على أن يكون في الحسبان ما سبق ذكره في القصة من انسجام لقيم العائلة أولاً، وصفات الطفل المميزة والخاصة به ثانياً:

  • خلق عادات تقوي أواصر العائلة من خلال القراءة.
  • تقاسم قصص وخبرات العائلة معا ليكتسب الطفل تاريخاً فريداً ويرتبط مع العائلة.
  • استخدام القصص للتهدئة ونبذ المخاوف. فقد وجد أن ما يقلق الأطفال ويخلق الرعب في نفوسهم هو الضياع وأمور المدرسة أو التسبب بالأذى بدون قصد. فعند تناول هذه المواضيع من خلال القصة ستقل مخاوفهم وتخلق لديهم الثقة بحل ما يتعرّضون له في حياتهم.

 

دور القصة التراثيَّة:

تتضمَّن القصص التراثيَّة أو الشعبية الكثير من الأمثلة والحكمة والمواعظ والمواويل ولها أنواع كثيرةٌ بحسب الموضوع أو الغاية كالدينيَّة والخوارق والانتقاد الاجتماعي وقصص الحيوانات والقصص الفكاهية وهناك ما هي خاصة بالأطفال وأخرى للكبار، إلا أنّ العديد منها يعبر عن قضايا واقعيَّة تتمثل في الفقر والعدل والحريَّة.

 

كما أنّ القصة الشعبية تعبّر عامة عن فلسفة بسيطة لا تعقيد فيها وتكون بمنزلة فهم الانسان فهماً أولياً في أثناء بحثه عن التأقلم مع الواقع ورغبته في تحقيق الراحة والاستقرار. كذلك تمتاز بقدرتها على التأثير والتزود بخبرات وتجارب وثقافات تمس وجدان الفرد وتمنحه الإحساس بالانتماء إلى الجماعة والانسجام معها. وعن أهمية هذه القصص يحث أحد المُفكِّرين بضرورة قيام الأهل بروايتها لتمنح أطفالهم الإحساس بالأمان والشعور بأنّ سلوكياتهم متفقة مع المفاهيم السائدة.

 

دور القصة في تطوير القيم والسلوك:

لقد استخدم القرآن القصة استخداماً واسعاً جداً في تثبيت القيم الإيمانية وترسيخها في النفوس، لذا عند ذكرها للطفل يراعى تبسيطها ليتمكَّن من استيعابها وينشأ محبا للحق والعدل والخير ويحيا على التسامح والإحسان.

 

تطور أسلوب تعلُّم القيم حديثاً، كما أشار توني سانشيز، حتى أصبح أسلوباً للتحليل والمناقشة وإصدار الحكم والوصول الى الإجابة عن الصواب والخطأ، والأفضل والأسوأ حول السلوك الشخصي (Lemming 1996).

 

كما يرى بعض خبراء التعليم أن يكون تعليم القيم والفضائل في صلب المناهج التعليميَّة بقصد بناء شخصيَّة الطلاب. ويتم التركيز على ربط وتكامل تطوّر الشخصيَّة بتطور التفكير خلال اتخاذ القرارات المتعمقة والتحليل الأخلاقي وتحديد الأبعاد والمعرفة الشخصيَّة للأخلاق (Lickona 1993). وينصح أن يتم التركيز على استخدام أنماط شخصيَّة وأبطال في التاريخ والقصة ومنها تتبلور الفضيلة أو السمات المرغوب فيها من قبل الشخص مثل: الأمانة والتحضر والشجاعة والمثابرة والولاء والتحكُّم بالنفس والشغف والتسامح والعدالة واحترام كرامة الفرد والمسؤوليَّة ...إلخ.

إنّ استخدام الأبطال في القصص يعكس ثوابت أخلاقيَّة وقيماً عالميَّة فالبطل لا يقصد به شخص ذائع الصيت إنما يقصد أنّه شخصٌ يضحي ليفيد الآخرين والمجتمع ويكون مصدر إلهام لهم. إنّ الحديث عن الشجاعة والشخصيات المتمثلة بها سواءٌ أكانت رجالاً أم نساءً يكون مصدر جذب انتباه المُتعلِّمين واهتمامهم ويقودهم إلى الأسئلة والنقاش والتأمُّل في القيم ويشكل ويوفر نماذج لهذه القيم يتبعها المُتعلِّم (Vets 1990, Wynne and Ryan 1993). ولكن تجب مراعاة الأمانة في صياغة هذه القصص وبشكلٍ دقيق وموزون من حيث طرح وجهة النظر الإيجابيَّة ووجهة النظر السلبيَّة لحياة الشخص الممثل للقصة، وأن يتم اختيار هذه القصص من حضارات مختلفة وبقاع مختلفة في العالم لتوسيع مدارك المُتعلِّم واحترام وتقبل آراء المجتمعات الأخرى.

 

دور ولي الأمر في القصة:

لولي الأمر دور كبير في نشأة شخصيَّة الأطفال وقيمهم منذ البداية سواء كان الولي أباً أم أماً أم وصياً. ويعتمد ولي الأمر في وقتنا الراهن على القوانين والمكافآت والعقاب لإجبار الطفل على تطبيق السلوك الجيد والتصرُّفات الحسنة، وينظر إلى القصة على أنها قيمة ترفيهية له، فلو استخدمت القصة جسراً للتواصل بين الآباء والأبناء فسينفذ من خلالها الوالدان إلى قلوب أبنائهما وإلى عقولهم يشكلونها كما يحبون ويتمنّون.

 

تساهم القصة في مساندة الطفل في التعلُّم واكتساب القيم الأخلاقيَّة، وفي إمكان ولي الأمر اختيار القصص الدينيَّة منها أو التراثيَّة أو أقاصيص الحيوانات والتي تعرف بالعيسوب (Aesop) ويمكن الحصول عليها من مواقع الانترنت. وصنفت أقاصيص الحيوانات (Aesop’s Fables) حسب عناوينها وليست حسب تصنيف أنماط القيم الأخلاقيَّة، وقد كتبت هذه الأقاصيص منذ أكثر من (2500) عام من قِبَلِ عيسوب (Aesop) والذي عاش في اليونان ونقلت الى اللغة الانجليزية قبل قرن، لذا تفتقر من حيث ربطها بواقع اليوم الذي يمكن التغلب عليه بإعادة صياغتها وروايتها حسب لغة الطفل المناسبة له لتطوير قيم تشكل شخصيته اللامعة.


إنّ الأطفال ليسوا صغاراً على التعلُّم لذا يتوجب على ولي الأمر اغتنام الفرص وأن يكون على دراية بأنه أفضل مثال لابنه وقدوة له، ويمكن مراعاة المعايير الآتية عند عرض القصة:

  1. التهيئة. ينبغي لولي الأمر أن يكون متهيئاً لرواية القصة مرحاً متفرّغاً، وألّا يكون الإلقاء بشكل آلي، حيث سينتقل هذا الشعور إلى نفس الطفل ويفقد هدف التواصل. كذلك يكون الطفل مهيّأً لتلقي الأقصوصة ومتشوق إليها بترغيبه في سماعها.
  2. الترتيب المنطقي للأحداث. يُعَدُّ ترتيب الأحداث ترتيباً منطقياً عاملاً هاماً يؤدي إلى المزيد من الثقة بالوالدين لاحترامهما عقليَّة الطفل واهتماماته.
  3. تقديم أبطال وشخصيات القصة في صورة واضحة ليسهل على الطفل متابعة الأحداث.
  4. وضع نهاية مناسبة للقصة. يراعى عدم التلميح بنهاية القصة حتى لا تفتر همة الطّفل في المتابعة، ويترك لعقل الطفل وخياله أن يعمل مع محاولة أن يصل إلى توقعاته، ومن ثم وضع نهاية مناسبة للأحداث دون مبالغة.

 

دور المُعلِّم في القصة:

على الرّغم من أنّ القيم التعليميَّة التقليديَّة والمهارات الاجتماعيَّة تترك لولي الأمر، لكن يبدو أن الحاجة إلى تعلمها في المدرسة يتزايد باستمرار، وفيما يأتي بعض النصائح لاستخدام القصص في الصّف:

  1. ابدأ صغيراً: ليس من المنطقي توقع اكتساب الطلاب لجميع القيم السلوكيَّة الجيدة من القصص، ولكن يجب على المُعلِّم اختيار تلك القصص التي تلبّي الاحتياجات السلوكيَّة للطفل، كما أن تعلمها لن يحدث بصورة فورية إنما يمكن التدرج والاستمرارية لها.
  2. قدم الشخصيَّة والرسالة: يتطلَّب تحديد المهارة التي يحتاج إليها الطلبة، وبناءً عليها، يتم اختيار الشخصيَّة والقصة لتقديم هذه المهارة. فعلى سبيل المثال، إذا لاحظ المُعلِّم أنّ الطلاب يفتقرون إلى احترام بعضهم بعضاً، يقوم باختيار قصص تُعلِّم الاحترام وكيفيَّة تقمص الأدوار ليكتسبوا العدالة ومراعاة الآخرين. وينبغي عند تقديم شخصيَّة القصة، أن تتم مناقشة رسالة ومضمون القصة لترسيخها وتعلمها، حيث إن تقديم مهارة معيّنه والتركيز عليها يزيد في وعي الطلبة لهذه المهارة.
  3. ضع توقعاتك: امنح الطلاب الفرص لممارسة المهارة. ارسم شخصيات وأبطال القصص في لوحات لتعليقها في الصف والاستدلال بها عند تعلُّم السلوك. فعند حدوث تطور في بعض الحالات في الصف وتكون مشابهة للقصة، يطرح المُعلِّم أسئلة عن توقعاتهم عما ستفعله هذه الشخصيَّة لو وضعت في وضع مماثل.
  4. استرجع المهارات: يتم استرجاع المهارات التي تم تعلمها من وقت إلى آخر مع إضافة المهارات السلوكيَّة والاجتماعيَّة الجديدة، فمثلا عندما ينعت الطالب الأول طالباً آخر بنعت غير لائق، يطلب من الطالب المنعُوت أن يشرح شعوره وماذا يجب على الطالب الأول أن يفعل من وجهة نظره، ثم نسأل الطالب الأول أن يستجيب لطلبات الطالب المنعوت. كما يجب تقديم قصص جديدة لرفع قدراتهم على التعايش مع الآخرين وتحمُّل المسؤوليَّة وتقديم الأفضل في المدرسة.
  5. شارك الوالدين: قم بإيصال ما تفعله في الصف إلى الوالدين وأيّ المهارات التي تركز عليها مع تشجيع ولي الأمر لاستخدام اللغة نفسها في المنزل والتركيز عليها ومتابعة تصرُّفات الابن، وبذلك تكون قد ساهمت في تزويد أولياء الأمور بأدوات ومهارات تساهم في تطوير وتنميتها شخصيَّة الطفل.

 

الخلاصة

تمثل القصص خبرات الإنسان وتجاربه ومشاعره وأحداثه التي مرّ بها في حياته. وإلقاؤها طريقة لإيصال الأفكار وتقاسم الخبرات الشخصيَّة وتكوين المعرفة للمجتمع. كما أنّ القصص تستخدم للتوافق بين رسالة وقيم المُؤسَّسات واحتياجات الموظفين فهي تُقلِّل مقاومة التغيير ويستفاد منها في جمع التبرعات أو التوظيف أو التّحفيز أو بناء الثقة وخلق الأتباع. إنّ العقل معالج فعَّال للقصص الحقيقيَّة والخياليَّة. وتُعَدُّ القصص التي تشتمل على الصور أدوات تعليميَّة ممتازة. أمّا طريقة الاستفادة من القصة فتكون بمراجعة القصة بدقة لتحديد الهدف من القراءة ثم توجيه الانتباه الى الهدف الرئيس في القصة وتشجيع التفكير الناقد ومناقشة القصة لترسيخ المضمون الرئيس. ولكي نطور الشخصيَّة باستخدام القصة فيجب خلق عادات تقوي من أواصر العائلة من خلال القراءة وتقاسم قصص وخبرات العائلة واستخدام القصص للتهدئة ونبذ المخاوف. وهناك دور رئيس للقصة التراثيَّة يتمثل في قدرتها على التأثير والتزويد بخبرات وتجارب وثقافات تمس وجدان الفرد وتمنحه الإحساس بالانتماء إلى الجماعة والانسجام معها. أمّا دورها في تطوير القيم والسلوك فهو واضح من استخدام القرآن الكريم للقصص في سوره والذي سرد المواعظ والمثل العليا في التعامل الانساني من خلال قصص الأنبياء. ولقد تطور أسلوب تعلُّم القيم حديثاً وأصبح ينادى بتطبيقه من خلال المناهج المدرسية وأن يصبح من صلبها. ومن الأهمية بمكان أن يستبدل ولي الأمر الأسلوب القصصي بأسلوب القوانين والمكافآت والعقاب لإجبار الطفل على تطبيق السلوك الجيد والتصرُّفات الحسنة، وينصح أن يبدأ بتهيئة البيئة لإلقاء القصة ثم يتأكَّد من الترتيب المنطقي للأحداث وبعدها يقدّم أبطال وشخصيات القصة في صورة واضحة مع وضع نهاية مناسبة للقصة. وللمُعلِّم دور في هذا الجانب ويوصى عند استخدام هذا الأسلوب بأن يبدأ بوتيرة وجرعات صغيرة في إدخال القيم ثم يُقدِّم الشخصيَّة والرسالة ويضع التوقعات المطلوبة ومن ثم يسترجع المهارات لترسيخها وأخيرا يشارك الوالدين لضمان الاستفادة من هذه القيم والسلوك الحميد.

 

المراجع:

  • د. أحمد زياد محبك. الحكاية الشعبية والخيال الإنساني، المعرفة. العدد (173) شعبان
    (1430) هـ أغسطس (2009). ص (47-51).

 

  • Jalongo MR. “Stories that Teach Life Lessons.” Parents and Child. .[Online] [cited 9 November 2009]. Available At:source/

 

  • Jung CG. The Archetypes and the Collective Unconscious. (2nd Ed). Princeton, NJ: Princeton University Press، 1969.

 

  • Kaufman B. “Stories that Sell, Stories that Tell.” Journal of Business Strategy، March-April 2003: 11-15

 

  • McEwan H, Egan K. Narrative in teaching, Learning and Research. New York: Teachers College Press، 1995.

 

  • Mello R. “The Power of Story Telling: How oral Narratives Influence Children’s Relationships in Classrooms.” International Journal of Education and Arts، 2001، 2(1): 1-14

 

  • Riesman CK. Narrative Analysis. In Lewis-Beck MS, Bryman AE, Liao TF (Eds). The Sage Encyclopedia of Social Science Research Methods. Thousand Oaks, CA: Sage، pp 705-709

Sanchez TR. Using Stories about Heroes to Teach Values. Eric Clearinghouse, Bloomington, 1998