6 استراتيجيات لتحسين الاحتفاظ بالمعلومات في التدريب المؤسسي

عند التخطيط لتدريب الشركة، هناك الكثير من المقاييس التي يجب مراعاتها، لكنَّ أحد أهمها وأكثرها تجاهلاً، هو الاحتفاظ بالتعلُّم، فالهدف النهائي من تقديم التدريب هو ترسيخ المعلومات التي يمكن لجمهورك تطبيقها؛ وذلك لأنَّهم إن نسوها بسرعة، فلن تحقق أهدافك التعليمية.



والحقيقة أنَّ الدماغ البشري ينسى الأشياء بسرعة كبيرة؛ حيث يُخزَّن جزء صغير فقط مما نتعلمه في ذاكرتنا طويلة الأمد؛ لذا علينا أن نضمن احتفاظ المتعلِّمين بأهم عناصر تدريبهم؛ حيث يكمن الحل في استخدام مزيج من أساليب التدريب، إضافة إلى ميزات نظام إدارة التعلُّم (LMS) الذي هو اختصار في اللغة الإنجليزية جمعت حروفه أوائل الكلمات الآتية:

  • Learning: التعلُّم.
  • Management: الإدارة.
  • System: النظام.

للحفاظ على مستويات تحفيز المتعلِّمين لديك عالية والتأكد من أنَّ محتوى الدورة التدريبية يتحول من معلومات إلى معرفة طويلة الأمد.

6 استراتيجيات لتحسين الاحتفاظ بالتعلُّم

1. تصميم محتوى جذاب:

يستخدم المتعلِّمون أنواعاً مختلفة من المحتوى بطرائق مختلفة؛ حيث يحب بعضهم مشاهدة مقاطع فيديو، ويفضِّل بعضهم الاستماع للتسجيلات الصوتية، بينما يحب بعضهم الآخر تدوين الكثير من الملاحظات؛ لذا مع أخذ هذا بالحسبان، كيف نجعل التعلُّم لا يُنسى؟

يعتقد العديد من علماء النفس التربويين أنَّ الحل لجعل التدريب أكثر قابلية للفهم والتذكر هو توفير محتوى متنوع؛ لذلك، عند تصميم جلسة تدريبية، حافظ على جاذبيتها من خلال دمج أنواع مختلفة من المحتوى، على سبيل المثال، قد تبدأ الجلسة بعرض مقطع فيديو قصير ذي صلة، ثم تشرح مفهوماً يتعلق به شفوياً، وبعد ذلك تطلب من المتعلِّمين تدوين أفكارهم حول الموضوع، ويمكنك أيضاً تقديم قائمة تحتوي على مواد إضافية للقراءة أو مدونات صوتية رائعة حول الموضوع حتى يتسنى للمتعلِّمين فرصة اكتشاف المزيد حول الموضوع.

إذا كنت تقدِّم تدريباً من خلال نظام إدارة التعلُّم (LMS)، فاحرص على أن تستخدم حلاً يُمكِّنك من مزج تنسيقات المحتوى والمطابقة بينها، وإذا كنت تعاني من نقص في الموارد، فلا تتردد في الاستفادة من مُنشئي المحتوى خارج مؤسستك، وأضف مقاطع فيديو من يوتيوب (YouTube)، ومواد القراءة والمدونات الصوتية والمزيد من الموارد من مصادر موثوقة، أو استخدم المحتوى الذي لديك لغرض آخر.

2. اعتماد التعلُّم المدمج:

يقدِّم التعلُّم المدمج نتائجَ مذهلة، وهو تدريب يُقدَّم جزء منه عبر نظام إدارة التعلُّم (LMS)، والجزء الآخر من خلال التدريب وجهاً لوجه، أو الندوات عبر الإنترنت، أو اختبارات آي إل تي (ILT) التي تقيس المهارات الأكاديمية الأساسية للمرشح التدريسي والمعرفة الخاصة بالموضوع وقدرات التدريس، أو أشكال أخرى من الجلسات المباشرة القائمة على المشاركة.

ينجح التعلُّم المدمج؛ وذلك لأنَّه يجمع بين الراحة وقابلية قياس نظام إدارة التعلُّم (LMS)، إضافة إلى اللمسة الشخصية التي قد تساعد على ازدهار التدريب، وهو أيضاً امتداد للنقطة السابقة؛ وذلك لأنَّك تصمم تجربة تعليمية أكثر تفاعلاً.

يمكنك باستخدام التعلُّم المدمج إجراء جلسات مباشرة أو ندوات عبر الإنترنت حول موضوعات هامة، ثم يمكنك إنشاء دورة عبر الإنترنت عن نظام إدارة التعلُّم (LMS) تُكرر ما تعلَّمته من هذه الجلسات حتى يتمكن المتعلِّمون من دراسة المادة مرات عدة كما يريدون حتى يشعروا بأنَّهم استوعبوها تماماً، وإذا سجلت الجلسة المباشرة أو الندوة عبر الإنترنت، فيمكنك إظهار ذلك في الدورة التدريبية عبر الإنترنت؛ حيث يزيد تكرار المعلومات من احتمالية احتفاظ المتعلِّمين بما تعلَّموه.

وعلاوةً على ذلك، يُتيح البث المباشر للمتعلِّمين الفرصة للتفاعل مباشرة مع خبير في الموضوع، وطرح الأسئلة عليه وتقديم وجهات نظرهم في جلسات الأسئلة والأجوبة، مما يضفي طابعاً إنسانياً على تجربة التدريب، ويسمح للزملاء ببناء علاقات مع بعضهم بعضاً، ويزيد من ترسيخ المعرفة التي اكتسبها المتعلِّمون.

3. التقييمات:

تُعدُّ التقييمات المنتظمة واحدة من أكثر الطرائق فاعلية للاحتفاظ بالمعلومات؛ حيث تكرر النقاط الهامة وتنعش ذاكرة المتعلِّمين، على سبيل المثال، عندما دخلت اللوائح الجديدة لحماية البيانات (GDPR) - التي هي قانون صدر في الاتحاد الأوروبي يفرض التزامات صارمة على طريقة استخدام الشركة بيانات المشتركين الشخصية - حيز التنفيذ العام الماضي؛ بذلت العديد من الشركات وقتاً وطاقة كبيرين لضمان فهم موظفيها للقوانين الجديدة، ولكن كم عدد الذين سيجتازون الاختبار مرة أخرى بعد عام؟

بالنسبة إلى بعض أنواع التدريب، تُعدُّ التقييمات المستمرة أو السنوية خطوة ضرورية لضمان عدم نسيان المعلومات الهامة بمرور الوقت؛ حيث يمكنك بسهولة من خلال تمرينات الاختيار من متعدد، أو تمرينات صح أو خطأ إنشاء متابعة تقييم للمتعلِّمين في نظام إدارة التعلُّم للمساعدة على توضيح وتكرار التعلُّم.

4. إظهار الفائدة من التدريب:

بغضِّ النظر عن جمهورك، سواء كانوا من الموظفين أم الشركاء أم العملاء، يرغب المتعلِّمون في التأكد أنَّ الوقت الذي يقضونه في التدريب يستحق بذله، والأمر متروك لك لتعزيز قيمة التدريب للمتعلِّمين لديك للحفاظ على تحفيزهم ومساعدتهم على فهم سبب حاجتهم إلى الاحتفاظ بالمعلومات على الأمد البعيد.

اسأل نفسك: ما هو الشيء الرئيس الذي سيتعلمه المتعلِّمون من هذا التدريب؟ هل يتقنون جزءاً جديداً هاماً من برامج الحاسوب؟ هل هي مهارة يمكنهم استخدامها على الفور؟ هل ستؤهلهم مشاركتهم في التدريب لنيل الترقية؟ أخبر المتعلِّمين بذلك.

عندما يتمكَّن المتعلِّمون من رؤية الفوائد والتطبيق العملي لتدريبهم، فمن المرجح أن يركزوا انتباههم، ويحتفظوا بما تعلَّموه.

5. استخدام الألعاب في التعلُّم:

نظراً لأنَّ الدافع للتعلُّم هو أحد أكبر العوامل التي تساعد على الاحتفاظ به، فمن الهام جعل إكمال التعلُّم أمراً مُحفِّزاً قدر الإمكان، وتُعدُّ ممارسة الألعاب طريقة رائعة لتحقيق ذلك؛ إذ يمكنك ضمن نظام إدارة التعلُّم دمج مسابقات تشجيعية في برامجك التدريبية؛ وهذا يعني السماح للمتعلِّمين بجمع نقاط لإنجازات مختلفة تظهر على لوحة المُتصدِّرين، وكسب الأوسمة، والانتقال إلى المرحلة التالية عندما يكملون عدداً معيناً من الدورات التدريبية أو يتعلمون مهارة جديدة. 

6. تقسيم المتعلِّمين إلى مجموعات:

يُعدُّ تسهيل المناقشات الجماعية طريقة فاعلة لتشجيع المتعلِّمين على التفاعل وتكرار النقاط الأساسية، وعند إدارة التعلُّم المؤسسي، سيكون لديك الكثير من الخيارات للتعلُّم الجماعي:

  • أنشئ منتدى في نظام إدارة التعلُّم؛ حيث يمكن للمتعلِّمين طرح الأسئلة وتقديم الدعم لبعضهم بعضاً وتوليد الأفكار والتعبير عن آرائهم وتبادل وجهات النظر، مما يجعل المناقشات الحية حول موضوعات التدريب لا تُنسى بالنسبة إلى الكثيرين، كما يساعدك على تعزيز النقاط التي طرحتها.
  • تُعدُّ المشاريع الجماعية طريقة رائعة أخرى لتشجيع المشاركين على التفاعل، فعندما يعتمد المتعلِّمون على بعضهم بعضاً لإكمال أجزاء مختلفة من المشروع، فهذا يضيف مستوى جديداً وشخصياً من المساءلة؛ لذا شجِّع المتعلِّمين على أن يكونوا جزءاً من مجتمع التعلُّم، وأن يتقبَّلوا جميع أنواع الأفكار؛ إذ يجب أن تكون بيئة التعلُّم مساحة آمنة توفر للمتعلِّمين مشاركة أفكارهم.

تشير نظرية التعلُّم الاجتماعي إلى أنَّنا نقلد سلوكات الآخرين، ونحن نراقب كيف يتعلمون ويحاولون تكرار ما تعلموه، ويُعدُّ دمج هذا في بيئة التعلُّم الإلكتروني تحدياً أكبر، ولكن من خلال دمج المناقشة الجماعية والمشاريع، فإنَّك ستمنح المتعلِّمين الفرصة للتعلُّم من بعضهم بعضاً.