5 استراتيجيات لسرد القصص واستخدامها في التعلم القائم على القصص

عندما كنت فتاةً صغيرةً، أتذكر أنَّني كنت أطلب من والدي أن يقرأ لي قصصاً قبل النوم من كتابي المفضل للحكايات الخيالية. ومرت السنوات، وأجد نفسي الآن أقرأ بصوت عالٍ لابن أخي البالغ من العمر أربع سنوات، والاختلاف الوحيد هو أنَّه يمتلك جهاز قارئ إلكتروني (Kindle) بدلاً من الكتاب؛ إنَّه يفضل الأبطال الخارقين على قصص الجنيات، وهذا ما جعلني أفكر في الفجوة التي حدثت بين الأجيال، ولكنَّني كنت مسرورةً بملاحظة أنَّه على الرغم من استبدال الكتب الورقية بالكتب الإلكترونية وأنَّ الأبطال الخارقين مفضلون أكثر من الجنيات، إلا أنَّ فن سرد القصص لم يفقد سحره.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة "عائشة حبيب عمر" (Ayesha Habeeb Omer)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في سرد القصص.

يعد سرد القصص شكلاً فعَّالاً من أشكال التواصل، وبصفتنا مصممي التعليم ومديري التدريب، يمكننا الاستفادة من التعلم عبر الإنترنت القائم على القصص للتأثير في المتعلمين، وتتمتع القصص بقوة مذهلة تساعد على الشفاء والإلهام والتعليم وامتلاك العزيمة. ونقدم لك فيما يأتي 5 استراتيجيات يمكن تطبيقها على التعلم عبر الإنترنت القائم على القصص:

1. استخدام قصص واقعية:

لا يجب أن تكون القصص المُدرجة في دورة التعليم الإلكتروني الخاصة بك خيالية دائماً؛ إذ تتضمن قصص الحياة الواقعية الكثير من الحقائق التي لا يمكن لأيِّ قدر من التدريب تحقيقها؛ فمثلاً يمكن لقصص الحرب أن تجذب المتعلمين الذين يتلقون التعلم عبر الإنترنت، ويمكن استخدام الحكايات لجذب الانتباه أو كسر حالات الصمت أو بناء سياق محتوى التدريب في دورة التعليم الإلكتروني الخاصة بك.

يمكن الاستشهاد بأحداث الحياة الواقعية في دورات التعلم الإلكتروني المتعلقة بالتدريب على الامتثال أو التدريب على الصحة والسلامة. ولنفترض أنَّك تقدِّم تدريباً عبر الإنترنت حول حماية البيانات والخصوصية بوصفه جزءاً من برنامج التدريب على الامتثال، فإذا قدَّمت إرشادات حول سبب وجوب اتباع المتعلمين لقواعد ولوائح حماية البيانات، فلن تجذب انتباههم أبداً؛ ولهذا السبب، جرِّب استراتيجية قائمة على القصص تستشهد بحوادث واقعية وعندها ستكون قادراً على التواصل مع المتعلمين مباشرةً.

2. جعل عملية التعلم ممتعة باستخدام القصص المصورة:

تنجح الرسوم التوضيحية في إضافة أسلوب غير رسمي إلى برامج التعلم عبر الإنترنت القائمة على القصص؛ إذ تعمل الرسومات والصور على بناء قصة مصورة، ويمكن أن يحقق هذا الأمر الراحة التي تشتد الحاجة إليها في برنامج تدريبي كثيف المحتوى، ومع ذلك، يمكنها نقل الرسالة بصورة فعَّالة، فيمكن استخدام الرسوم التوضيحية لتبسيط مفهوم التعلم المعقد.

على سبيل المثال، تُسهِّل الرسوم البيانية والمخططات الشجرية على المتعلمين فهم الفكرة وتذكرها، ويمكن أن تستفيد برامج التدريب عبر الإنترنت عن المبيعات أو التسويق أو المهارات الناعمة من الرسوم التوضيحية بوصفها استراتيجية لسرد القصص، كما يمكن أن تكون مصحوبةً بصوت لتحقيق تأثير أقوى.

3. تعزيز التفاعل باستخدام القصص القائمة على الألعاب:

يعد سرد القصص القائمة على الألعاب أمراً معقداً للغاية؛ إذ تُنسَج الحكاية في لعبة، ويمكن أن يكون للألعاب قواعد وأهداف ومستويات مختلفة. وقد ينجح هذا الأمر جيداً لا سيما مع المتعلمين الذين يتلقون التعليم الحسي الحركي والذين يتعلمون بصورة أفضل من خلال العمل.

كما يمكن أن توفر القصة خلفية للعبة وتنقل المتعلم عبر مستويات مختلفة، ويمكن لهذه الاستراتيجية في برنامج التعلم عبر الإنترنت القائم على القصص أن تزيد من التفاعل، ويمكن أن يكون سرد القصص القائمة على الألعاب أمراً فعَّالاً للغاية عندما تحتاج إلى تعليم المهارات وتحسين حل المشكلات والمخاطرة وتقييم المخاطر، فيمكنك تجربة هذا الأسلوب في برنامج التدريب على القيادة عبر الإنترنت.

4. إدماج المتعلمين مع قصص الرسوم المتحركة:

تقدم القصص المتحركة طريقةً غنيةً وقوية لمعالجة النزاعات في العالم الحقيقي، وتشرح الموضوعات المعقدة التي يمكن توضيحها من خلال مجموعة من الصور والأصوات والنصوص والحركات في قصة الرسوم متحركة. فلنفترض أنَّك تحاول تعليم مفهوم برامج الحماية في الشبكات الحاسوبية، فيمكنك تأليف قصة رسوم متحركة تُظهِر شخصاً مُتطفلاً يحاول كسر جدار من الطوب، ثم تشرح ضرورة وجود برامج للحماية في الشبكات الحاسوبية.

يمكن استخدام الرسوم المتحركة لتركيز التدريب على معلومات محددة أو تعزيز عملية التدريب؛ وهذا هو السبب في أنَّ القصص المتحركة هي استراتيجية جيدة لاستخدامها في التعلم المصغر؛ إذ تحتاج إلى تقديم نماذج صغيرة تركِّز على هدف تعليمي واحد. ونظراً لأنَّ القصص المتحركة تجعل التعلم مدمجاً وتفاعلياً، فهي تعمل بصورة جيدة لمجموعة متنوعة من برامج التدريب وتحظى بشعبية كبيرة في عملية تأهيل الموظفين الجدد والتدريب على المهارات الناعمة وبرامج تطوير الموظفين.

5. تقديم تدريب مُلهِم مع قصص ذات نهاية مفتوحة:

إذا كنت تريد استخدام أسلوب أكثر تفاعلاً لبرنامج التعلم عبر الإنترنت القائم على القصص، فجرِّب القصص المفتوحة؛ إذ يمكن للقصص المفتوحة أن تؤدي إلى إيجاد بيئة ما أو رواية حبكة معينة، ولكنَّها تُترك بلا نهاية. وقد يتبع التقييم التفاعلي القصة ويجري تقييم استجابات المتعلمين، كما يعزز هذا الأمر في الواقع تجربة التعلم التعاوني.

تعد القصص المفتوحة أداةً مؤثرةً وقويةً يمكن استخدامها في بيئات التعلم المُدمَج لموضوعات مثل التدريب على القيادة، ويجب أن تكون بداية القصة وحبكتها مقنعتين بدرجة كافية، وعندها فقط سيشارك المتعلمون في تحليل طريقة نهاية القصة؛ إذ تعزز القصص المفتوحة مشاعر الفضول وتحفِّز المتعلم على الاستمرار؛ فلا تقدم القصة المفتوحة تجربةً تعليميةً مدمجةً فحسب؛ وإنَّما تقيس مدى فهم المتعلمين لمحتوى التدريب.

لذلك، يمكن أن يساعد برنامج التعلم عبر الإنترنت القائم على القصص بالطرائق الآتية:

  • توفير التواصل العاطفي مع المتعلمين.
  • تعزيز الفهم الفعَّال.
  • تعزيز القدرة على تذكر محتوى التدريب.