4 طرق للتعامل مع السلوك التخريبي خلال مرحلة التدريب

يمكن أن يكون تدريب موظف جديد شبيهاً بحدوث مشكلة غير متوقعة، فأنت لا تعرف أبداً ما هي التحديات التي ستتعامل معها، ومن هذه التحديات عندما يقرر المتدربون عرقلة العملية، وقد تقابل شتى الأنواع من الناس، فقد يكون المتدرب لا يصغي، أو ثرثاراً، أو قليل الكلام، أو يخشى التحدث، أو يعتقد أنَّه يعرف كل شيء، أو قد لا يهتم بشيء.



لحسن الحظ نادراً ما تصادف متدرباً صعب المراس، لكن لا يوجد حل يناسب الجميع، ففي بعض الأحيان ليس خطأ المتدربين أنَّهم صعبو المراس، فإذا لم تحافظ على اندماجهم بما فيه الكفاية، يمكنهم البدء بإظهار السلوك التخريبي؛ لذلك مهما كان السبب، من الهام أولاً تقبُّل المشكلة وتحديد أسبابها المحتملة ثم اتِّخاذ الإجراءات الوقائية لمعالجتها.

كيف تتعامل مع المتدربين صعبي المراس؟

أنت لا ترغب في حدوث أمور غير جيِّدة في غرفة التدريب؛ إذ يمكن أن يؤدي البدء بتوجيه ملاحظة سيِّئة إلى انكفاء الموظفين عن الاندماج؛ لذلك أَظهِر الاحترام للمشاركين وامنحهم الوقت للتكيُّف مع البيئة الجديدة.

كما يجب أن تُطمئِن المتدربين وتقدِّم لهم المنتورينغ بطريقة إيجابية، ويميل العديد من الموظفين الذين يحضرون برامج تدريبية إلى الظهور بمظهر سلبي فقط؛ وذلك لأنَّهم لم يتلقوا الكوتشينغ الكافي ويحبون شرح الأمور بالتفصيل.

من ناحية أخرى يمكن أن يُظهر المتدربون أيضاً السلوك التخريبي عندما يكونون ببساطة غير مهتمين ويُجبَرون على المشاركة في عملية التعلُّم.

نقدم لك فيما يلي بعض الطرائق التي يمكنك من خلالها تخفيف التوتر والتعامل مع المتدربين صعبي المراس:

1. الصراحة:

بمجرد أن تبدأ جلسة التدريب الخاصة بك، اسأل المتدربين لديك "ما الذي يسعون إلى تعلُّمه من الجلسة التدريبية، ولماذا هم موجوين هنا"؛ إذ سيساعد هذا الأمر على تقليل التوتر وحث الناس على الانفتاح.

من خلال اتِّباع هذا النهج الصريح، يمكنك إضافة قيمة والبحث عن طرائق لتغيير رؤيتهم من اليوم الأول.

اتَّبعت مجموعة استشارية - كان يجب عليها إجراء جلسة تدريبية حول مهارات العرض مع ثمانية من كبار المديرين التنفيذيين - هذا النهج، وكان رأي المديرين التنفيذيين أنَّهم لا يحتاجون حقاً إلى التدريب وكانوا يُجبَرون عليه.

بمجرد بدء إجراء مناقشة عامة صريحة، عبَّروا عن مشاعرهم وبدؤوا بالشعور بالهدوء، وقد أكَّد المدرب على جعل التدريب هادفاً وعملياً، وبعد فترة وجيزة بدؤوا بالمشاركة والاندماج في عملية التدريب.

2. إجراء مناقشة فردية:

عندما تلاحظ أنَّ فرداً ما لا يشارك أو يُظهِر سلوكاً تخريبياً، فيجب عليك اتِّباع نهج أكثر حذراً لإنقاذ الوضع؛ إذ تستطيع أن تسأله على انفراد عن مشكلاته وتساعده على معالجتها على الفور.

اعترِف ما إذا كنتَ قد فعلت شيئاً أزعجه، وضَع حداً لسلوكه التخريبي، وسيُظهِر له ذلك بطريقة لطيفة أنَّك تهتم به وتريد الأفضل له.

3. التخلُّص من مقاومة التغيير:

يقاوم الناس بطبيعة الحال أي تغيير خوفاً من عدم اليقين والشك، وإذا كان يُنظَر إليك على أنَّك شخص تُفضِّل التغيير لأنَّ تدريبك يتضمَّن استخدام أسلوب أو عملية جديدة، فمن المُحتمل أن يقاوم الناس تدريبك.

قد يكون الحل الجيد هو التحديد الواضح لمزايا التغيير والأسباب الكامنة وراءَه؛ وسيؤدي ذلك إلى جذب انتباه المتعلِّم وتحسين فرص القبول والاندماج.

4. التعامل مع آليات عمل المجموعة:

إذا صادفتَ متدرباً يعتمد السلوك التخريبي، فابذل جهداً لتغيير أسلوبه في التعامل مع المجموعة؛ على سبيل المثال يمكنك نقله بطريقة لبقة ليجلس بقرب شخص متحمِّس قد يكون قادراً على توجيهه طوال العملية.

استفِد من قوة ضغط الأقران لصالحك ولحماية نفسك، واجعَل المتدرِّب صعب المراس يعمل مع منتور للتأثير فيه بالطريقة الصحيحة.

إذا لم ينجح أي شيء آخر على الرغم من جهودك لمعالجة السلوك التخريبي، فيمكنك منح المتدرِّب خيار المغادرة، فهذا هو الخيار الأخير والنهائي الذي يمكنك تجربته.

يمكن أن تغيِّر هذه الاستراتيجية الأمور في بعض الأحيان، ومع ذلك احرَص على عدم انتقاد المتدرِّب وأَخبِره بلباقة بمغادرة التدريب؛ على سبيل المثال عندما طُلِبَ من أحد المتدربين المغادرة، قال له المدرِّب: "لقد حضرت جزءاً من الجلسة، لكن سأسجِّل أنَّك حضرت الجلسة كاملة؛ لذا يمكنك المغادرة إذا أردت"، ولكنَّ هذا الأمر غيَّر سلوك المتدرِّب وقرر التوقُّف عن التصرُّف بعبث.

أنواع المتدربين صعبي المراس ونصائح للتعامل معهم:

توجد أنواع مختلفة من المتدربين وكل هذا يتوقَّف على شخصياتهم. دعونا نلقي نظرة على أنواع المتدربين وبعض النصائح للتعامل معهم دون إيذاء مشاعر أي شخص:

1. المتدرِّب الثرثار:

هذا النوع من المتدربين كما يُوحي الاسم يتحدث باستمرار، ويمكنه أيضاً التحدُّث بصورة لا علاقة لها بالموضوع، كما أنَّه يميل إلى تغيير الحديث والخروج عن المسار الصحيح، ومن السهل جداً تحديد الشخص الثرثار والتعامل معه دون حدوث تأخير في جلستك.

إذا طرحَ هذا النوع من المتدربين الكثير من الأسئلة، يمكنك أن تطلب منه أن يسألك بعد الجلسة حتى لا يحدث أي تشتيت.

2. المتدرِّب الانطوائي:

على العكس من النوع السابق، فإنَّ هؤلاء المتدربين هادئون ويشاركون قليلاً. ابدأ بكسر حالة الصمت هذه؛ إذ يمكنك وضعه مع متدرِّب ثرثار للتأثير في بعضهما بعضاً وتحقيق هدفك، بالإضافة إلى ذلك يمكنك جعله قائداً في المجموعات ومنحه المزيد من المسؤولية للتصرُّف بطريقة اجتماعية.

3. المتدرِّب الذي يعرف كل شيء:

هذا النوع من المتدربين عدواني ويمتلك ثقة زائدة؛ إذ إنَّه يؤمن حقاً بأنَّه يعرف كل شيء ولا يحتاج إلى تدريب، فاجعَل هذا النوع يدرك فوائد التدريب وأَعِد توجيه أسئلته إلى المجموعة.

4. المتدرِّب بطيء التعلُّم:

يستغرق هؤلاء المتدربون وقتاً أطول لفهم موضوع ما، ويحتاجون إلى مزيد من الاهتمام؛ ويمكن أن يكون هذا بسبب عمرهم وقدراتهم التعليمية واحتياجاتهم التكنولوجية.

تعامَل مع هؤلاء المتدربين من خلال تخصيص المزيد من الوقت لهم وتخصيص ساعات إضافية إذا استطعتَ بعد الفصل لتشرحَ لهم الموضوع شرحاً أفضل، واستخدِم الأمثلة لإيصال وجهة نظرك، وأَجلِسهم مع المتعلمين الأذكياء.

5. المتدرِّب المتشكِّك:

هذا الشخص متشائم وربما يكون قد خُذِل عدَّة مرات من قبل، وهو بحاجة إلى مزيد من الطمأنينة والإثباتات، وبعد ذلك قد يغير وجهة نظره ويعود شخصاً يطرح الأسئلة الأكثر أهميةً أو يندمج مع التدريب.

مهما كان مدى استعدادك للجلسة، فتوقَّع دائماً ما هو غير مُتوقَّع، وتعامَل مع المواقف الصعبة المُختلفة وحاوِل أن تجذب المشاركين، ومهما كانت الحلول الموجودة لديك، فلا تدخل في جدال؛ وذلك لأنَّه لا فائدة من ذلك، وكُن مدرباً مُلهماً يلبي جميع احتياجات المشاركين بكفاءَة.