4 طرق لاستخدام رواية القصص في التدريب

تحفِّز القصص خيالك وقد تجعلك سعيداً أو حزيناً، وقد تدفعك أحياناً إلى التفكير، كما تساعدك على الاستيعاب والاندماج بصورة أساسية، فأنت تنسى كل شيء وتركز في قراءة القصة والاستمتاع بها.



إنَّ القصص غير قابلة للنسيان، وتوجد عدة طرائق لاستخدامها في تحقيق أقصى قدر من التأثير في تدريب الشركات؟ لكن كيف يمكننا استخدام رواية القصص في التدريب والتعليم المُصغَّر؟ دعونا أولاً نرى كيف يمكن أن تكون القصص مناسبة للتعلم بصورة عامة.

القصص والتعلُّم:

إنَّ الهدف من التعلُّم هو تعلُّم شيء ما يستمر معنا إلى الأبد، ويحدث ذلك عندما ننسى كل شيء ونندمج مع موضوع التعلم، وأكبر تحدٍ يواجهه المدربون هو تصميم عملية تدريب تستمر إلى الأبد مع المتعلمين، ويُعاني المصممون التعليميون من قلة النوم وعدم الشعور بالراحة عند تصميم برنامج يساعد على إدماج عقول المتعلمين.

ما هي القصة؟

"القصة هي سردٌ ​​لحدث أو حقيقة أو خيال بطريقة تجعل المُستمع أو القارئ يختبر أو يتعلَّم أمراً ما بمجرد سماعها" - مخرج الأفلام مارك و. ترافيس (Mark W.Travis)

هل تناسب القصص جميع أنواع التدريب؟

في الاقتباس أعلاه لاحِظ ما ذكره مارك "الخبرات أو التعلُّم"؛ لذلك تناسب القصص جميع أنواع التعلُّم، ويصبح الأمر أكثر أهميةً في التعلُّم المصغَّر؛ إذ يمكنك تعليم كل ما تريده من خلال سرد القصص الصغيرة.

على سبيل المثال: كانت توجد فتاة تُدعى جيسيكا (Jessica)، وكانت جيسيكا كلَّما واجهت سؤالاً تجري دردشة حية على برنامج فات كاو (FatCow) المتخصص في إيجاد الحلول، وكانت دائماً تشعر بالرضى.

بعد إحدى هذه التفاعلات وضعت تغريدة على موقع تويتر عنه، وعلى أثر ذلك أرسلَ إليها مسؤولو البرنامج هدية تذكارية، وأصبحت جيسيكا عميلة دائمة لديهم. لم تكُن سعيدة فقط بدعمهم وخدمتهم؛ وإنَّما كان أكثر ما فاجأها أنَّهم عبَّروا لها عن سعادتهم.

بعد قراءة هذه القصة، ستفكِّر دائماً في خلق مفاجآت سارة لعميلك.

إذاً؛ أين يمكنك استخدام رواية القصص في التدريب؟

4 فئات تدريبية تُستَخدم فيها رواية القصص لتحقيق أقصى قدر من التأثير:

1. رواية القصص في عملية تعريف الموظفين الجدد إلى ثقافة الشركة:

كيف يتعرَّف الموظفون الجدد إلى ثقافة الشركة؟ ماذا نفعل ولماذا نفعل ذلك؟ ما هي ثقافة شركتنا وقيمنا؟ كيف يمكنك إخبار الموظفين الجدد بكل ذلك بطريقة يمكن أن تصبح معها ثقافة الشركة وقيمها جزءاً من أسلوب حياة الموظفين الجدد؟

اروِ للموظفين قصة ظهور المنظمة ونشأتها؛ على سبيل المثال ستيف جوبز (Steve Jobs) وستيف وزنياك (Steve Woznik) هما اثنان من عشاق الكمبيوتر واستلهما أفكارهما من أسلوب "ابنِ بنفسك" وأرادا صنع أجهزة حواسيب بسيطة لبقية العالم، وقد أسَّسا شركتهما في مرآب لتصنيع أجهزة حواسيب بسيطة للأشخاص غير التقنيين؛ وهذا هو السبب وراء استمرار شركة آبل (Apple) حتى الآن في صنع منتجات بسيطة.

من المهام التي تفعلها شركة آبل:

  • صنع منتجات رائعة.
  • تقديم أشياء بسيطة وغير معقدة.

توجد قصة أخرى مثيرة للاهتمام، وهي الطريقة التي بدأت بها رسومات موقع جوجل أو ما يُسمى جوجل دودل (Google Doodle).

قبل التوجُّه إلى مهرجان الرجل المحترق (Burning Man)، دمجَ رجل الأعمال لاري بايج (Larry Page) وعالم الحاسوب سيرجي برين (Sergey Brin) صورة رجل المهرجان في شعار جوجل لإطلاع الناس على مكان وجود طاقم جوجل لبضعة أيام وما الذي سيحتفون به، وقد كانت هذه أول رسمة دودل مبتكرة.

تحدد القصة بوضوح الهدف من رسومات الدودل المُبتكرة، وهو الاحتفاء بالأعياد والمناسبات والإنجازات والناس.

الهدف الواضح والفلسفة والثقافة جميعها أشياء تحدد سلوك الموظف وطريقة التفاعل والتواصل والابتكار وأسلوب العمل في المنظمة، وبطريقة مشابهة فإنَّ جميع السياسات والفوائد والعمليات والإجراءات لها سبب.

تذكَّر لديك دقيقة واحدة فقط لإخبار قصتك؛ لذلك اخترها بعناية.

2. رواية القصص في التدريب على التطبيق:

التدريب على التطبيق هو أن تعرف كل ما يتعلق بإنجاز مهمَّة ما، وفي التدريب على التطبيق نكتب الخطوات وننشئ العروض التوضيحية ونستخدم أسلوب المحاكاة. فأين يمكن رواية القصص؟

إذاً تتكوَّن معظم القصص من مجموعة من الخطوات والأحداث المتتالية، وهذا بالضبط ما تهدف إلى تدريسه في التدريب على التطبيق؛ وذلك من خلال بناء قصة عن طريقة القيام بذلك. قد تكون لديك قصة كبيرة؛ لذلك حاول استخراج قصصك الصغيرة منها وفقاً إلى نتائج التعلُّم الخاصة بك.

مثال: آني (Annie) رئيسة تحرير ويجب عليها إنشاء بريد إلكتروني تسويقي لكتُبها، قد تعرف ما الذي ستفعله آني، فلا بدَّ أنَّك فعلت هذا مئات المرات.

في كثير من الأحيان في أثناء شعورنا بالحماسة تجاه عملية التعليم قد ننسى القصة، فإياك وأن تتجاوز مرحلة رواية القصة، وإلَّا سيكون تدريبك عبارة عن قائمة بالخطوات فقط وستفقد اندماج المتدربين معك.

3. رواية القصص في المهارات الناعمة:

هذا هو الجزء الأسهل، فقد جرَّب الكثيرون من الأشخاص التدريب واختبروا وفشلوا ونجحوا في بعض المجالات؛ وذلك ليس بسبب ذكائهم أو معرفتهم؛ وإنَّما بسبب مهاراتهم الناعمة.

حاول دراسة الشخصيات والتاريخ والثقافة والأدب، وما نعنيه هنا هو القراءة والمشاهدة والاستماع، فافعل كل ما تستطيع لتتمكن من رواية قصة تساعد على اندماج المتدربين، وستجد العديد من القصص لإعادة سردها مثل:

  • تأثير إدارة الوقت السيئ: قصة سندريلا (Cinderella).
  • تأكيد الذات: قصة حركة عدم التعاون.

تساعدك القصص على تحديد الأسباب، وبمجرد تحديد الأسباب يصبح الأمر سهلاً.

4. رواية القصص في التدريب على المنتجات:

قبل البدء بقائمة الميزات، ابدأ بقصة إنشاء المنتج ومتى تصوَّره المالك، وما الذي كان يهدف إلى تحقيقه. في اللحظة التي يعرف فيها المُتعلِّم أنَّه سيعرف سبب وجود ميزة معينة، فلن ينساها أبداً ولن يضطر إلى حفظها أو الرجوع إلى كتيب.

استخدم قصص نجاح وفشل الأسلاف في طريقة بيع المنتجات ومن يجب أن يبيعها، كما يمكنك أيضاً استخدام قصص حل المشكلات.

في الختام:

كل ما يجب عليك القيام به هو تحضير قصصك جيداً لتتمكن من الاحتفاظ بها لمدة دقيقة أو أقل. يسعى المتعلمون إلى الحصول على التعليم المصغر؛ وذلك لأنَّهم لا يملكون الوقت الكافي؛ ولهذا السبب حاول استخدام قصة يفهمها المتعلمون.

لن تحصل عملية الاندماج فقط من خلال الرسوم المتحركة والنقرات؛ وإنَّما يجب أن تخبر المتعلمين بعض القصص وتجعل التعلُّم أمراً ممتعاً.